الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فلاسفة دهريون ......في الاسلام . ج/1....-علي بن ابي طالب - ..فيلسوف من تحت الكساء ....

ماجد امين

2016 / 2 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لم تحض شخصية بالكثير من اثارة الجدل والاهتمام , كما حضيت شخصية علي بن ابي طالب ..من الكعبة الى الكوفة ...حلق علي بعيدا ..شخصية نالت العداء والخصومة من الاقربين بينما نالت التقديس والاعجاب من الابعدين ..لااريد ان استرسل في السرد التاريخي المؤلم ,والمثير للجدل الطويل ,فذلك متروك لغيري وان اشبع تحليلا ونقدا ودراسة .
نعم ربما كان علي في بداية حياته مقاتلا شرسا وسيافا لابن عمه ..ربما طبعت شخصيته في عنفوان شبابه بالغلظة الصحراوية ..لكنه بما اكتسب من الثقافة الارستقراطية وقراءته للفلاسفة الدهريين امثال قس بن ساعدة وغيره ..كون وبلور شخصية هذا المقاتل الذي تحول الى فيلسوف من خلال حكمته وبلاغته التي تفوق حتى ماينسب لللاهوتيات .
علي في الكوفة ليس عليا النجدي او المكي او اليثربي ..وحتى لايسحبني كل ماقيل عن وهج هذه الشخصيه ...تركت كل ماقيل ...لالتقط كلمات من فكر علي لاتدخلني في الجدل حول محبيه او باغضيه ..
لكن سر التقاطي هو بيان فلسفة علي واله علي والباطن الذي يتوهج فيه ارتقاء وسمو علي بن ابي طالب ..لم يعط الشيعة حق هذا الرجل رغم انعماسهم في شخصيته ,فنظرة الشيعة تقاس دوما بمبدأ التقية والذي ياكل من جرفهم الكثير ..التقية تعني مبدأ الصمت المازوشي في شخصية الشيعي ..لذلك كان علي بالنسبة للشيعة هو خليفة للنبي ليس اكثر او اماما في اكثر الاحوال جرأة ..
لم يكن الشيعة بشجاعة الكاكئيه او" العلللهيه" او العلويين ...
الكاكئيه هم فئة تقدس علي بن ابي طالب رغم انهم ليسو بمسلمين اصلا فهم يرجعون الى الزرادشتيه ..وهم يقيمون الصلاة فقط يوم الخميس ولايمتون لاي دين توحيدي ابراهيمي ..
هنا علينا ان نتوقف لماذا يكره الاقربون عليا في مسقط الراس مما يجعله يتخذ قرار ثوريا بنقل الخلافة الى الكوفة ...وهي بحق انعطافة في نظرة علي للاسلام الصحراوي
ولماذا يقدس عليا الغرباء والابعدون ومنهم من هو غير مسلم ...ساترك ذلك ولا اود الخوض فيه ..وأعود لما التقطته من فكر علي الفيلسوف الدهري كما اراه في اواخر حياته ...
يقول علي :
"الهي ماعبدتك خوفا من نارك ...ولا طمعا في جنتك ...لكني وجدتك اهلا للعبادة فعبدتك "
من الصعب على الصحابة مهما بلغت مكانته بل حتى النبي محمد نفسه ان يقول كما قال علي بهذه الجرأة .. فعلي لايخاف نار الله ولايطمع في جنته ..بل علي يبحث عن الاله المؤهل ...الاله الذي يبتعد عن غرائز الكائن ..اله لايشوي ويتلذذ بعذاب الكائنات ولايغري غرائز الاخرين بحوريات وخمور وجنان لالغو فيها ..كل تلك المغريات لاتهم علي وكل التلويحات بالنار لاتخيف علي ..اذا ماهو اله علي وماهي عبادته ...!!
هنا لابد من الاشارة الى رواية الكتب المقدسة حول ابليس وكم كان شجاعا ..من المعروف ان ابليس من الملائكة كما ورد حين امرهم الله بالسجود لادم ..وكان ابليس منهم بصيغة الجمع المخاطب ..لكنه ولانه من الملائكة وحيث ان الملائكة مسيرة أي انها مجردة من الغرائز ..فحين رفض ابليس الشرك بالله ..كما امر الله بذلك ..لان وحدانية الله بالنسبة له امر مسلم به ...
"طاسين الازل " للحلاج ....."1"...
حقيقة لو جردت عذاب النار ..والطمع في الجنة من مقولة علي بن ابي طالب لابد انك ستقف امام ارتقاء وسمو لاينطبق على التابعين بل هو تاج للمحلقين في حرية الفضاء واغتراف الحكمة ..من المعروف ان العبوديه تستند الى مبدأي العصا والجزره ...ومن يخترق هذا الحجاب بالتاكيد لايمكن ان يحتويه دين او عقيده بل هو يسعى لشريعة الانسانية ...هل من المعقول ان يفهم الكاكئيون فلسفة علي اكثر من اقرانه او اصحابه بل حتى مريديه ..ولعل الابيات الشعريه التاليه تفصح عن ماهية علي بن ابي طالب وفكره وفلسفته ..
"
ماذا أقول بمن حطت له قدم *** في موضع و ضع الرحمن يمناه
ان قلت ذا بشر فالعقل يمنعني *** و أختشي الله من قولي هو الله
يتجلى فكر علي حين قال لابن عباس عندما اراد محاججة الخوارج "يابن عباس لاتجادلهم في القرآن فانه" حمال اوجه ""...
فعلي يفهم اكثر من غيره ان الاقتطاع في الفكر ليس كما الاستمرار المنطقي لفهم الميتافيزيقيا في الفلسفة الدهرية ..
لقد اختصر علي بن ابي طالب غصته وجض نواجذه على الحقيقة المرة ..وهي جهل القوم لفكرة صناعة انسان بعيدا عن الكهانة والسباية والفتوحات ..علي لايروق له ذلك ..

علي لايطيح بالعبودية ..ويرى امام ناظريه قطعانا من عبيد صنعته الكهانة والسباية ..
لذلك كان صمته قهرا وبكاءا حتى حين قتل لم تفارقه الحكمة ..علي اختصر فلسفته بمقولة "ليس كل مايعرف ..يقال "...علي بن ابي طالب لايفهم فكره الا من سار بالدروب الموحشه ..هذه هي فلسفة علي التي جعلته ينعتق من مجرد دين او عقيدة فعلي بن ابي طالب شخصية عابرة للاديان او العقائد , طائر حر يحلق بسماء الانسانية ..
لايفهم فلسفة هؤلاء ومنهم علي بن ابي طالب من يقبع بعباءة مقدسه ..بل الادهى ان نظرة رجال الفقه والدين يقلب التحرر الى عبودية ..فكل يرى بمنظاره ..
غصة علي وغيره كابي ذر وابو الدرداء وسلمان والحلاج ...لم يحن وقت توهجها الا في فكر الحلاج ...حيث كان الحلاج علويا تارة وابا ذري تارة ودردائي تارة اخرى ..فجلباب التصوف هو نفسه الكساء الذي اطل علي براسه منه ..وهو كساء الجوع واشتراكية ومشاعية الهم والقهر والعبودية الجديده والتحرر لدى ابي ذر ...وهو نفسه منديل بكاء ابو الدرداء لمنظر السبايا والكهانه ...والى لمحة اخرى لفيلسوف دهري اخر ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كلمة حق
حسين المولى ( 2016 / 2 / 12 - 12:59 )
مقالة رائعة كونها تنطلق من فكر متنور لم تنظر الى علي من جانب ديني بل من جانب انساني --كان علي انسانا قبل ان يكون أي شيء آخر وهو القائل (الناس صنفان أما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق ) قليلا من الكتاب والباحثين من انصف عليا -وخير من كتب عنه الكاتب (جورج جرداق )في كتابه ---الامام علي صوت العدالة الانسانيه---


2 - شخصية علي بن ابي طالب
محمد الشوربجي ( 2016 / 2 / 12 - 15:59 )
فعلا شخصية علي بن ابي طالب جديرة بالدراسة والتمحيص, فطريقة حياته واعماله وفلسفته خلّاقه فريدة لانجدها في صحابة محمد او من رجال الخط الاول عند ظهور الأسلام , فزهدهُ وصعلكته محيرة, وشخصيته اقرب للعقل من محمد من منظور علماني. ثم جرأته الشديدة في قتل اثنين من المبشرين بالجنه ومن المحاربين القدماء واعني طلحه والزبير الذين ابلو اشد البلاء في حروب محمد. ثم العداوة السافرة والكره العلني من عائشه لعلي قد تجبرنا على تقسيم الرعيل الأسلامي بعد محمد الى نصف انتهازي يريد حقه من الكعكه الاسلاميه ونصف ملتزم باخلاق عامه اجتماعيه وهذة الظاهرة قد اربكت الأسلام لحد الآن فالأنتهازيون باقون والنصف المعتدل غرق في الخرافه والاساطير لأثبات الحق والعداله

اخر الافلام

.. أول موظفة يهودية معيّنة سياسيا من قبل بايدن تستقيل احتجاجا ع


.. البابا فرانسيس يعانق فلسطينياً وإسرائيلياً فقدا أقاربهما على




.. 174-Al-Baqarah


.. 176--Al-Baqarah




.. 177-Al-Baqarah