الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تنويعات معاصرة على سيرة الزير سالم .

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

2016 / 2 / 13
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


تنويعات معاصرة على سيرة الزير سالم .
-لا تُصالح ..!! هذه هي الوصية التي حملها ونفذها الزير في الاسطورة ، على مدار اربعين عاماَ. "وقلب الزير قاسي ما يلينا " ،لذا قرر أن يقضي على خصومه جسديا ،سالت دماءٌ كثيرة ، وفقد القوم خيرة الشباب ، تشردت النساء والأطفال ، والزير الذي لا وُلد بلا مشاعر ، يقود قومه إلى نهايتهم المحتومة .. الذل ، التشرد والموت .
هذا هو طبع الطُغاة ،فقد كان أخوه كليب من قبله طاغيةً ، يتحكم بحياة الناس ،ينزل عن عرشه ليمنع "ناقة" من الرعي في "مملكته" ، ويحرم البشر والحيوان من الماء الشحيح والمبذول للجميع .. فقد صادرَ الملكية العامة لصالحه وصالح اسرته .
المتمرد ،"جساس" ، تحول بعد "إعتلائه " العرش ،إلى طاغية لا يختلف عن الطغاة الذين سبقوه .. تم استبدال طاغية بطاغية ، ولم تنته القصة ..!!
هذه هي السيرة التي يتغنى بها العربُ الى يومنا هذا ..!! وهذا هو مسلسل الطغاة في العالم العربي الحديث .. قبائل متناحرة ، قتل ، تشريد وهدم البنية التحتية ... لا يهم ، المهم هو ان "لا تُصالح" ، وصية "كليب" من اعماق التاريخ ، ينفذها وبعد عشرات القرون ، "الزير" المعاصر .
وكالزير الفاقد لأبسط المشاعر الإنسانية ، ولا يجد معنى لحياته أو هدفا ، سوى القتل والمزيد من القتل ومن ثم الايغال في القتل ، يفتقد الطغاة المعاصرون لأية مشاعر انسانية .. لا يهمهم تشرد شعوبهم في الآفاق ، المهم هو القضاء على الخصم ، الثأر والانتقام ..
تسيل الدماء والزير المعاصر ، في الحكم أو في المعارضة ، لا يرى وجهاً للمصالحة مع العدو ، الخصم ، أو الند .. سياسة "أنا وبعدي الطوفان" . ارتهان مستقبل شعب ، "لنزوات" آنية ..!!
لكن ، لكي يتصالح الانسان مع عدوه ، يجب ان يكون قادراً على التصالح مع نفسه ،في المحل الأول . والزير الاسطوري ، كما الزير المعاصر ، كان وما زال عاجزا عن التصالح مع نفسه .. عن قبول الواقع الجديد .. "أُريد أخي حياً" قالها الاسطوري ، وأريد "سطوتي حيةً" ، يقولها المعاصر .. وكلا الطلبين مستحيلين على أرض الواقع ..
إنه الخوف ، من فقدان السند المادي والمعنوي (الأخ في الأسطورة ) ، والخوف من فقدان السطوة والامتيازات (السلطة في المُعاصرة) ، والتي لولاه (الاخ) ولولاها (السلطة ) ، لما أحسّ هذا الفاقد بقيمته الانسانية ، فهو فاقد لتقييمه الايجابي لذاته وبذاته . لذا يحتاج الى "سند" أو دعم لكي يكون ذا قيمة في نظر نفسه أولا وقبل كل شيء ..!!
انظروا الى "سالم العربي المعاصر" ، يصادر الملكية العامة لصالحه ويصادر حرية الكلمة ، لأنه يخشى أن تطاله الألسن بالنقد ..
الطاغي هو جبان ، يخفي خوفه وراء ستار من "الطغيان" .. سواء كان في المعارضة أو في الحكم ..!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الطاغيه
الحلاج الحكيم ( 2016 / 2 / 13 - 21:56 )
والظلم من طبع الجبان وكل طاغية جبان


2 - الحلاج الحكيم تحية
قاسم حسن محاجنة ( 2016 / 2 / 14 - 05:03 )
شكرا اخي على هذه اللفتة الطيبة
خالص مودتي

اخر الافلام

.. مناظرة تبادل الاتهامات بين بايدن وترامب | الأخبار


.. انقطاع الكهرباء في مصر: السيسي بين غضب الشعب وأزمة الطاقة ال




.. ثمن نهائي كأس أوروبا: ألمانيا ضد الدنمارك وامتحان سويسري صعب


.. الإيرانيون ينتخبون خلفا لرئيسهم الراحل إبراهيم رئيسي




.. موريتانيا تنتخب رئيساً جديداً من بين 7 مرشحين • فرانس 24