الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فرح الكينونة

كامي بزيع

2016 / 2 / 15
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


هل شعرت بطعم الماء بعد عطش اصابك؟ربما قبل ذلك لم تعرف كم هو الماء لذيذا، هذا الشعور تماما هو حالة فرح الكينونة.
هل اصابك يوما ضرر في جسمك وعندما استعدت عافيتك شعرت بشعور الفرح الروحي اللامحدود، هذا هو فرح الكينونة.
تلك اللحظة التي تتخلى فيها عن همومك وتتصل فيها بالجوهر الذي داخلك، ربما يحدث ذلك عبر الصلاة، او عبر التأمل، او عبر الصمت، هنا يتجلى فرح الكينونة.
عندما ترتفع فوق العقل
اذا كنت قادرا على الاستمتاع لأمور بسيطة مثل سماع صوت المطر او الريح، اذا كنت قادرا على رؤية جمال الغيوم التي تجري في السماء وان تكون وحيدا احيانا من دون ان تشعر انك وحيد، او بحاجة الى المحرك الذهني المتمثل بالترفيه، اذا وجدت نفسك تعامل شخصا غريبا بالكامل برقة قلب ومن دون اي مصلحة... فهذا يعني ان فضاء قد انفتح، وان لفترات وجيزة، في تيار الفكر الانساني الذي لولا ذلك لكان متواصلا. حين يحدث هذا ينشأ شعور بالارتياح يقبع في الخلفية، انه نعمة الكينونة. يقول ايكارت تول.
كثير من الشعراء والحكماء على مر العصور لاحظوا ان السعادة الحقيقية، التي اسميها فرح الكينونة، يتابع ايكارت تول، تكون في الاشياء البسيطة التي تبدو غير ملحوظة. معظم الناس في سعيهم الذي لا يهدأ لحدوث شيء مهم في حياتهم، يفوتون باستمرار ماهو غير مهم، الذي قد لا يكون مهما على الاطلاق.
ان الوعي الداخلي بالفضاء (الداخلي) ومن انت (ماهيتك) من حيث جوهرك هما الشيء نفسه. اي ان شكل الاشياء الصغيرة يفسح في المجال للفضاء الداخلي ويولد فرح الكينونة، والسعادة الحقيقية، من هذا الفضاء، ومن الوعي غير المشروط نفسه.
عندما تشعر بحيوية الجسد الداخلي، الحيوية التي هي جزء جوهري من فرح الكينونة.
وهذا الامر لا يتطلب جهدا، فقط كن واعيا لادق التفاصيل، وابسط الاشياء التي تفوم بها، فخلف الشكل والمظهر والفعل، هناك اللاشكل واللامظهر والجوهر، فقط كن متيقظا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نشرة 8 غرينتش | قصف إسرائيلي على رفح.. وجرائم إبادة في دارفو


.. الحوثيون يستهدفون 3 سفن في خليج عدن والمحيط الهندي




.. أخبار الصباح | بايدن يُهدد إسرائيل بوقف إمدادات الأسلحة.. وع


.. صباح العربية | مميزات خيالية لن تصدقها في كاميرا هاتف هواوي




.. حزب الله يعترف بمقتل -علي أحمد حمزة- في هجوم بمسيّرة إسرائيل