الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التكنولوجيا علي وشك الإنتهاء من نعش الله

منال شوقي

2016 / 2 / 15
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يوما ما ستقتل التكنولوجيا الله و ستكون نهايته كخرافة كان لابد من المرور بها كمرحلة من مراحل التطور البشري و النضج العقلي للبشر .
سيحدث هذا حين تتطور عقولنا بالقدر الكافي الذي يسمح لها بطرح السؤال الصحيح و بالتالي الحصول علي إجابة صحيحة . حين تتوقف عقولنا عن إنتهاج مبدأ العلة و السبب في فهم ذواتنا و الكون من حولنا .
و قديما و قبل إكتشاف درجة غليان الماء و ظاهرة تحوله من الحالة السائلة إلي تلك الغازية كان الناس في ذلك العصر , ليس العامة فقط بل و مثقفيهم أيضا يطرحون السؤال التالي علي خلفية رؤية فقاقيع تظهر علي سطح الماء ( من الذي ينفخ في الفقاقيع ؟ ) و كان معظمهم يفسر ظهور الفقاقيع بحتمية وجود كائنات غير مرئية تنشط في حال أن تم تسخين الماء لتنفخ فيه و بالطبع نمت و ترعرت عشرات التفسيرات التي تدفع تلك الكائنات الغير مرئية أو الأرواح الشريرة لفعل فعلتها تلك و أجتهد كلُ علي قدر خيالة و طبيعة شخصيته و أمراضه النفسية التي ترجح تفسيرا ما و تعزز خيالا بعينه .
.
إن أصل المشكل كان ينبع من طرح هؤلاء سؤالا خاطئا ( من الذي ينفخ الفقاقيع ؟ ) و ليس لماذا تظهر الفقاقيع ؟ و لولا العلم و جهود العلماء لظلوا علي جهلم و لأورثونا إياه و لكنا اليوم نستعيذ من الجن الذي ينفخ الفقاقيع كلما رأينا مائا مغليا و لكننا لا نفعل بفضل العلم و العلماء .
و بالمثل فحينما تتطور عقولنا بالقدر الكافي الذي يسمح لنا بطرح السؤال المناسب ( كيف وُجِدنا ؟) و ليس ( مَن الذي أوجدنا ؟) سنكون قد قمنا بدق أخر مسمار في نعش الإله .
.
و قد بدأت التكنولوجيا بالفعل تضرب الله ضربات موجعة و لن أتعرض هنا لسذاجة الكتب المقدسة من الناحية العلمية و كل ما ورد فيها من أساطير و هراء يحاول الدينيون بشتي الطرق إضفاء صفة العلمية عليه حتي لو إضطروا للي عنق الكلمات حتي الكسر .
و هم في ذلك مستعينين بشتي أنواع التشبيهات و الأمثلة بداية من مثال الشمس و الله ذو الثلاثة أقانيم في المسيحية و إنتهاء بالبيضة و الأرض التي دحاها في الإسلام .
.
و خوفا من عصر التكنولوجيا و من فضحه إياه أرسل الله رسالاته في عصور بدائية تكنولوجيا , تماما كالساحر في تلك العصور و أنظر مثلا للساحر الشهير ديفيد كوبرفيلد و عروضه التي تعتمد بصفة أساسية علي التكنولوجيا و تخيل ردود أفعال قريش مثلا إن كان كوبرفيلد قد أجري أمامهم عرضا من عروضه !
ألم يكونوا لينصبونه نبيا ؟
و لما لا و قد أتاهم بالأيات البينات ؟
أنا لم أري المسيح يمشي علي الماء و لم أراه يقيم الموتي و لم أري الساحرة الشريرة و هي تسخط الأمير الوسيم ضفدعا و لا التأثير السحري لقبلة الأميرة المدللة و التي أعادته لسابق هيئته البشرية و الفارق بين القصتين أن الأولي وضلت إلينا كقصص ديني بينما الثانية كقصة خيالية و لو كانت قريحة مؤلفو الأساطير الدينية قد تفتقت عن قصة شاب حوله الشيطان لضفدع فأعاده المسيح بشريا لصدقها الدينيون و لدافعوا عنها بإيمان لا يفتر !
.
أنا أصدق العلم و فقط
أما الغيبيات فلا مصداقية لها عندي و ما أجهله اليوم لعدم إكتمال تطور عقولنا ستعيه و تفهمه الأجيال اللاحقة علينا و سيتندرون بتفسيراتنا البدائية لقصة خلقنا من حفنة طين منفوخ فيها تماما كما نتندر نحت علي عصر النفخ في الفقاقيع .
.
إن الله لا يستطيع أن يظهر علي السطح الأن لأننا سبقناه و قطعنا شوطا كبيرا أهلنا لسد الطريق عليه و منعه من أن يٌخرج رأسه من البئر حيث يختفي علي عكس ما كان عليه في عصور الجهل مرتع الخرافة
فهو لم يكن يستطيع مثلا أن يخلق يوسف في أواخر القرن العشرين و كيف كان له أن يفعل و يوجد الأن معامل تحاليل دم كانت سُتفسد علي إخوة يوسف كذبتهم و كان سيعقوب سيذهب ببساطة إلي أي معمل تحاليل لتحليل الدم علي قميص يوسف فيكتشف أنه ليس دما بشريا من الأساس و كان سيُبلغ الشرطة و التي كانت ستنتزع إعترافا من أولاده و بالتالي لما كان بِيع يوسف في مصر و لا كانت إمرأة العزيز هيأت له نفسها و لا كان دخل السجن و لا صار وزيرا للخزانة و لا جلب أسباط بني إسرائيل إلي مصر و لا استعبدهم فرعون و لا خرجوا خفية منها مع موسي و لا ولا ولا !
لأن الله ( الوهم ) لم يعد قادرا علي الإختباء في الظلام ( ظلام العقول و ظلام الليل ) فالعالم أصبح منيرا بالعلم و الكهرباء و الله لا يحب ذلك , الله لا يترعرع سوي في الظلام , الله لا يستطيع أن يتجسد و يمشي علي الماء في عصر الهاتف النقال المزود بكاميرا و لا يستطيع أن يُرسل بغل مجنح أو أن يشق البحر في عصر الأقمار الصناعية .
لن يستطيع الله أن يتعلل بكثرة نسيان المرأة تلك الحجة السخيفة كي يجعل شهادتها بنصف شهادة رجل أمام القضاء فالمرأة التي تحمل هاتفا ذكيا حتي و إن كانت بمفردها تستطيع أن تصور الحدث صوت و صورة و نقدم الفيديو للقضاء كدليل إثبات أو نفي فما رأي الله في التكنولوجيا ؟ ألم تتغلب علي حكمته الإلهية ؟
.
الله لم يمت بعد و لكنه يستشعر الخطر و يعلم أنه مهدد و لذا فقد إختبأ في البئر و يُلِح علي أتباعه في حمايته و إن كان إختبائه لن يطول فاختبائه في حد ذاته يُعري حقيقته و يكشف عن طبيعته الخرافية التي يداريها برداء القداسة و سيكون القرن الواحد و العشرين موعدا لدق أخر مسمار في نعش الله .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاستاذة الكاتبة
كردي عراقي ( 2016 / 2 / 15 - 19:18 )
من حيث المنطق ولدى عقلاء الناس ان التكنلوجيا قد قتلت الله منذ اختراعها للطائرات ووسائل الاتصالات والادوية والعقاقير الطبية المعروفة وحتى لو كانت في بداتها وهنالك امثلة كثيرة ولكنني ساحصرها بمثالين متفرقين ..الاول حصل في الثلاثينات او الاربعينات عندما عاد الحجاج المصريين من مكة على متن البواخر والعبارات ولدى نزولهم اكتشفت السلطات المصرية ان الكثير منهم مصابين ب ( الكوليرا ) وان العدوى ينتقل بين الحجاج وسيصيب المواطنين الاخرين في مصر وربما تصل الاعداد الى الملايين لو لم يتم تدارك الامر وللمصادفة ان اللقاح الخاص بهذا المرض كان مكتشفا او مخترعا منذ فترة قصيرة ولم يكن متوفرا في المشافي المصرية ولا لدى وزارة الصحة مما اضطر الملك المصري الاتصال هاتفيا مع رئيس الحكومة البريطانية فتم ارسال اللقاح وبكميات كبيرة على متن احدى الطائرات وبشكل خاص وتم السيطرة وثم القضاء على المرض ..فتصوروا حجاج عائدين من ( بيت الله ) وهم محملين بالمرض القاتل والمفروض لدى المسلمين ان يكون الامر على الاقلىبالعكس وتكون مكة دار الشفاء وليس الانكليز ( الكفرة ) !!


2 - من افضل ما قرأت
ملحد ( 2016 / 2 / 15 - 20:19 )
من افضل ما قرأت.
افكارك قريبة جدا من افكاري!
استمري ولا تلتفتي لخفافيش الظلام....
فهؤلاء يرتعبون من النور!نور العقل والعلم

تحياتي


3 - الهه المستقبل
رافد رامز ( 2016 / 2 / 15 - 20:25 )
عباده الانسان تبدلت عده مرات من الهه اناث الى الهه ذكور ثم تحولت العباده الى اله واحد مجهول لااصل له نسب له كل شئ وهو لايملك شئ يقوم بدور فزاعه الطيور عمله ارهاب الناس والان جاء دور اله جديد هو الاله انترنيت مع اخوته الالهه جوجل ويمكن ان يسمى كوكل واخوه يوتيوب واختهم ويكابيديا هؤلاء هم الهه المستقبل التي تسهرعلى خدمه الناس وتوفر لهم ما يريدوه حالما يطلبوه دون كلل او مقابل ولايهددون ويتوعدون من يسالهم
تحياتي


4 - في التاني السلامة والعجلة ندامة
مروان سعيد ( 2016 / 2 / 15 - 21:07 )
الاستاذة منال شوقي تحية لكي وللجميع
لماذا تتعجلين بحكمك ولم يقل العلم كلمته النهائية بهذا
الى الان يتخبطون بمن اوجد الخلية مثلا ومع العلم ان الكرة الارضية كانت كتلة من النار حرارتها تصهر الحديد والمعادن
وسابشركي بانه قريبا سينتهي الالحاد وما نشاهده الان من علم كله يدل على وجود الاه صانع الكل
وحسب مشاهدتي اجد العلماء وقفوا بنهاية طريق مسدود يتخبطون هل هناك اكوان متوازية ام لا والاكوان المتوازية هي غير مرئية ولكنهم جزمو بوجودها
تصوري يوجد من حضرتك نسخ كثيرة كما يقولون ولكن باختلاف بسيط مثلا بالمهنة
وهنا تجدي التخريف العلمي الى اين وصل
ياست منال الاسلام شوه صورة الله وجعله مكارا بل خير الماكرين واليهود ايضا الصقوا به شرائع وضعية اي لاتصلح لاقديما ولا حديثا
بالنسبة للمسيح فهو موجود الى الان وشاهدت معجزة له فامنت بعد ما كنت ذي حصرتك بل ازود حبتين
قريبي كان يعاني من سرطان متقدم انتشر بانحا جسده واجمعوا الاطباء على ان نهايته محتمةوبعد مشاهدته المسيح بمرتفع وقال اذا لمسته ساشفى وعندما لمسه رجعت صحته وكانه ولد من جديد وغيره كثيرين لذا لاتستعجلي الحقيقة ستظهر قريبا
مودتي للجميع


5 - بارككم العلم
منال شوقي ( 2016 / 2 / 15 - 21:19 )
إيه الجمال ده ؟
و كأني أستمع لسيمفونيات عالمية .


6 - أجرأةٌ أم وقاحة؟
muslim aziz ( 2016 / 2 / 15 - 22:46 )

الجرأة على الله
وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ (182) وَأُمْلِي لَهُمْ ۚ-;- إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ (183) أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا ۗ-;- مَا بِصَاحِبِهِم مِّن جِنَّةٍ ۚ-;- إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ مُّبِينٌ
فَذَرْنِي وَمَن يُكَذِّبُ بِهَٰ-;-ذَا الْحَدِيثِ ۖ-;- سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ (44) وَأُمْلِي لَهُمْ ۚ-;- إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ (45)
الايات في السطر الاول والثاني من سورة الاعراف والايات في السطر الثالث من سورة القلم
الالحاد هو كفر بالعقل على الرغم من ان الملحدين يزعمون زورا وبهتانا انهم يعبدون العقل وان العقل هو الاههم
والؤال الذي لم يجدوا له جوابا(كيف وُجدنا) اذن عندما تكتشفين كيفية وجودكم علميا اخبرونا حتى نكفر نحن ايضا وبما انكم عاجزون وفقط لا تجيدون الا الثرثرة فعليكم ان تخرسوا وتحترموا الاديان.


7 - المثال الثاني
كردي عراقي ( 2016 / 2 / 15 - 23:29 )
يسمح الدين الاسلامي للمسلم بالافطار وعدم الصيام اذا ( كان على سفر ) وهذا حق مشروع للانسان المسلم فكيف يستطيع الامتناع عن الاكل والشرب وخصوصا الماء وهو في رحلة سفر في الجزيرة العربية سواء على ظهر الدواب والاكثرية مشيا على الاقدام لانهم فقراء بينما الان في اشهر الصيف القائظة يستطيع المسافر ان يسافر وهو صائم على متن هذه الطائرات السريعة والمريحة والمكيفة الهواء فلا يشعر بالعطش او على الاقل بحاجته الى الماء للشرب ..اذن ان القرأن عندما سمح للمسلم بالافطار في حالة السفر لم يكن يعلم ان عصر المشي راجلا او على ظهر الحمير سينتهي بعد قرون الى السيارات والباصات المريحة والقطارات المكيفة بالاضافة الى الطائرات للمسافات البعيدة فاين المعجزة المعلوماتية واين ( لا يعلم الغيب الا الله ) ..


8 - لقد دفنته منذ وقت بعييييييييييد
ملحد ( 2016 / 2 / 16 - 11:39 )
لقد دفنته منذ وقت بعييييييييييد
من جانبي فقد فطس ومات ذلك الاله الوهم المسمى الله منذ زمن طويييييييييل
وبعد ان فاحت رائحته النتنه , التي ازكمت انفي بقوة, فقد قمت بحرقه ثم دفنه بسرعة فائقة ....عملا بالمثل القائل:
اكرام الميت دفنه بسرعة ......

تحياتي للكاتبة المتألقة


9 - تعليق الى منال شوقي
ايدن حسين ( 2016 / 2 / 16 - 14:37 )
الحقيقة مقالة خطيرة جدا
و لكن هل لديك اطفال .. طفل صغير لا يتكلم معك مع انه متعلق بك .. ثم يبدأ بالتكلم .. ثم يصل الى درجة ان يزعجك باسئلته التي لا تستطيع الاجابة عليها .. ثم يبدا بتخطئتك فيما تعتقد به
نظرتي الى هذا الطفل الذي يكبر معي جسديا .. و ينمو معي فكريا .. اعتبره دليلا على وجود الخالق
لا تخلطي الاديان مع الذات الالهية
طيب .. لو انك قارنت بين الجبل و الهرم .. الجبل تستطيع ان تقول انها تكونت من دون تدخل احد .. هل تستطيعين ان تقولي نفس الشيء بالنسبة للهرم
الانسان اعقد بكثير من الهرم و من ناطحات السحاب و من الروبوتات
هل هناك احد يمكن ان يدعي ان الهرم او الروبوت تكونتا من دون تدخل احد
و تقبلي تحياتي
..


10 - كلام منطقي وفي الصميم يا اخي ايدن
فهد لعنزي ـ السعودية ( 2016 / 2 / 17 - 07:06 )
ان قولك الموجه الى الاخت منال شوقي بان لا تخلط الاديان بالذات الالاهية قول منطقي ومعقول وان وجودنا هو دليل على وجود خالق لنا الا اننا لا نعرف كنهه الا انه ليس الاه الاديان. يجب علينا جميعا اعتناق الدين العالمي العابر للمكان والزمان وهو دين الانسان:
ان انت انصفتني حقي فانت اخي ** آمنت بالله ام ىمنت بالحجر
دمتم بخير


11 - الاخ فهد لعنزي
ايدن حسين ( 2016 / 2 / 17 - 18:48 )

احييك اخي لشدة ايمانك بالله
..

اخر الافلام

.. لحظة الاعتداء علي فتاة مسلمة من مدرس جامعي أمريكي ماذا فعل


.. دار الإفتاء تعلن الخميس أول أيام شهر ذى القعدة




.. كل يوم - الكاتبة هند الضاوي: ‏لولا ما حدث في 7 أكتوبر..كنا س


.. تفاعلكم | القصة الكاملة لمقتل يهودي في الإسكندرية في مصر




.. عمليات موجعة للمقاومة الإسلامية في لبنان القطاع الشرقي على ا