الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أول الحلول

صادق الزهاوي

2016 / 2 / 16
القضية الكردية


أول الحلول صادق الزهاوي

(( أن غناء بلبل واحد ليس بكافي لاستدعاء الربيع )) ــ مثل يوغسلافي لعل وصف الباحث والمفكر العراقي حسن العلوي للعقلية التركية في إدارة الصراعات والسلطة ، ما زالت قارة في وعي حكام أنقرة الجدد الذين لبسوا لباس العثمنة الجديدة قولا وفعلا ، يصفها كما يلي :: (( أمام مشكلات بسيطة أو معقدة تواجه الدولة ، لم تستطع نظرية السلطة التركية أن تسعف القائد السياسي ( سلطان ، وزير ، والي ) بمقترحات أو حلول لمعالجة أي منها بما ينسجم وطبيعة المشكلة . ولم تقدم هذه النظرية أفكارا لمناقشة مسائل أساسية ،كالتعدد القومي ، والتعدد المذهبي ، والمطالب الاجتماعية للسكان . لكن حلا دائما ووحيدا يتقدم باستمرار محمولا على كتف جندي أو رجل جند رمة . فلم يكن غير استخدام القوة قريبا إلى العقل السياسي . )) لقد خطط اوردغان ، وقيادة العدالة والتنمية ، وبقصد مسبق لدعم الفصائل الإسلامية وبمختلف أطيافها بدأ من داعش إلى نهاية القائمة ، وهذا لم يعد سرا أما لماذا ؟ فالأيام القليلة الماضية هي التي أثبتت ذلك ، فأولا :: لباس ملائكة الرحمة والإنسانية التي ظهر بها اوردغان في موضوع اللاجئين بداية ، أظهر وجهه الآخر ، وهو الوجه الحقيقي ، والذي كان يخفيه ، عندما هدد الأوربيين موجها الخطاب لهم أن لم تؤيدونني في مشاريعي ومطالبي ، فأنه سيفتح الحدود البرية والبحرية والجوية وسيقوم بنقل مئات الآلاف من اللاجئين إلى أوربا . إلى أن وصل الأمر ، إلى أن يخاطبه مسئول البرلمان الأوربي إن عليه أن يرسلهم إلى السعودية ودول الخليج فهم أولى بهم . وثانيا :: ثم من بعد ذلك حرصه الذي كان بيديه لمسألة فصائل المعارضة ووصولها إلى سدة الحكم والقرار في سوريا ، والتي بدا أنه يستخدمها كحصان طروادة يقتحم بها المواقع التي يريد ومتى يريد . وما مسألة مؤتمر الرياض ووفدها وما جرى في جنيف 3 من قبل ذلك الوفد إلى وصلت الأمور إلى ما وصلت أليه ، والتي كان يريها طريقا لفرض رؤيته للمنطقة الآمنة التي كانت هدفه الأهم الذي يسعى إلى تحقيقه ، وأهم مآربه كانت تتلخص في ضرب الكورد وكيانهم ، الذي بنوه بدمائهم ، وما ملحمة كوباني التي جعلت أحرار العالم جميعا ينحنون بإجلال للصمود الأسطوري للمدافعين عنها . ولكن حسابات الحقل ، لم تطن كحسابات البيدر ، فالفصائل المتشددة ، فرخت منظمات مثل تنظيم داعش ...... إلى غيرها من الفصائل ، والتي بالطبع بدأ يقودها جنرالات حرب وتجارها . ودليلنا الذي لا يرقى له الشك هو كثرة المنازعات والتصفيات فيما بينها . وسيادة طابع الاتجاه السلفي الجهادي فكرا وعقيدة عليها ، و بكل تأكيد فقد اتشحت طروحاتها وشعاراتها وأفعالها بالطائفية ، وتلك الفصائل مدعومة من تركيا وترعاها دول الخليج ، وذلك أمر غير مرحب به عند التحالف الغربي والولايات المتحدة . وأخيرا نوبات الهستيريا التي بدأت تلازم تصرفات وخطابات اوردغان ، وصلت إلى حد التحدث بلغة خرجت عن أصول وقواعد اللياقة الدبلوماسية التي تحكم رئيس بلد حليف له في الناتو وبوزن الولايات المتحدة القوة الأعظم ، والتي كانت هي الدولة الضامنة لكيان تركيا الدولة ــ الحديثة . فهستيريا خطاب أما أنا أو وحدات حماية الشعب أبانت بما لا يقبل الشك هشاشة تركيا الدولة مؤسسة ، وهشاشة بنيان المجتمع الجامع في النطاق الجغرافي لكيان تركيا الدولة . وجاء الإنقاذ من البلبل السعودي ، الذي ما إن أنشد لحنا نشازا مدعيا بأنه سيدخل السعودية في نفق مظلم لا مخرج منه إلا بانهيار كيانه السياسي ، على أقل تقدير تقسيمه على الأمراء السعوديين كل حسب منطقة نفوذه . وذلك أمر معروف للمطلعين على الشأن السعودي داخليا . فما أن سمع اوردغان نغم البلبل السعودي ألا وأوكل لأحمد داود أوغلو أنشاد الجواب التركي ، الذي جاء سريعا ومتسرعا بالتصريح على لسان كبار مسئوليه بأن السعوديين سيتحالفون مع الأتراك ، وأن التدخل البري كما صرع العسيري لا رجعة عنه . ألا وذهب أوغل والى أبعد مدى يمكن الذهاب أليه ، ولحقها تصرفاته على الأرض لتؤكد نوايا ومآرب الإدارة الأوردغانية ، وذلك من خلال قصف الجيش التركي لوحدات حماية الشعب في قاطع عزاز وتل رفعة والجيش السوري في قاطع اللاذقية . ولا ندري كيف سيعالج داود أوغلو الموقف بعد أن صرح العسيري اليوم أنه لا إرسال لقوات برية إلى تركيا والطائرات التي في انجرليك والتي تعد على أصابع اليد ليست بقادرة على تغيير ميزان القوة على الأرض ، إضافة إلى أنها لا يمكنها أن تعمل ألا تحت قيادة ومظلة القيادة الأمريكية أي لا استقلالية لها في العمل والقرار أما لماذا ذلك ؟؟؟ لأنها تدرك إن طائرات القوات الفضائية الروسية ووسائل دفاعاتها الجوية ستكون بانتظارهم مجرد عبورهم الحدود الدولية إلى داخل الأراضي السورية . وبدأ السعوديون يعزفون لحنا آخر لا يقل نشازا وهوسا و خراقة ، عن قرارهم بالتدخل في الشأن اليمني ، بل نجزم أن ذلك القرار لو قيض له ، أن ينفذ فأنه سيأتي بنتائج كارثية بكل المقاييس . ولا نشك إن أكثر قوة ستتصدى للقوات السعودية وبكل شراسة ، هي قوات حرس الثورة المتأهبة للثأر من عنجهية السعودية التي تعتمد فيها على الدعم الدولي الغربي ، والأميركي منها بالذات . أن تعرضت لها تلك القوات على أراضيها ،إضافة إلى حساسية موقع الخليج على مصالح كل الدول التي تقع على شواطئه ، ومصالح دول العالم . لذا فالساحة السورية سيكون اللقاء فيها وليمة لا مثيل لها في الكرم تقدمها القوات السعودية لقوات النخبة بالذات من قوات حرس الثورة الإيرانية ، وستكون حربا مقدسة ، عقائدية بكل مقاييسها . فهل ستمضي السعودية بالأمر إلى نهايته لأن الأحداث أثبتت (( أن بنية النظام السياسي عند العرب لم تتغير من أيام الفراعنة حتى اليوم . فالفرعون هو السلطة المطلقة ، والمالك المطلق للأرض والبشر . )) ــ د . محي الدين صبحي / الأمة المشلولة . وذلك هو أول الحلول لنظم سياسية جديدة في المشرق والخليج العربي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جولة لموظفي الأونروا داخل إحدى المدارس المدمرة في غزة


.. اعتقال أكثر من 1300 شخص في الاحتجاجات المناصرة لغزة في عموم 




.. العالم الليلة | الآلاف يتظاهرون في جورجيا ضد مشروع قانون -ال


.. اعتقال طالبة أمريكية قيدت نفسها بسلاسل دعما لغزة في جامعة ني




.. العالم الليلة | الأغذية العالمي: 5 بالمئة من السودانيين فقط