الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العمود الفقري لإصلاح التعليم الديني

كمال آيت بن يوبا
كاتب

(Kamal Ait Ben Yuba)

2016 / 2 / 16
التربية والتعليم والبحث العلمي


يخبرنا التاريخ الطبيعي العلمي للأرض ، وهو علم حديث لا يتجاوز قرنا ونصف و خصوصا بعد إكتشاف النظائر المشعة (عناصر كيميائية نواها ثقيلة ، يمكنها أن تتحول طبيعيا عبر الزمن لعناصر أخف منها مثل الأورانيوم 238 الذي يتحول للاورانيوم 235) والتي من بينها الكربون 14 الذي تم استعماله في التأريخ المطلق للمادة العضوية (تسمى التقنية تقنية الكربون 14) وأثبت أن الحياة ظهرت منذ 320000000 سنة تقريبا (ثلاثة ملايير و ماتي مليون سنة ) و بقيت مستمرة إلى الآن . بالنسبة للمؤمنين بوجود الله (أوالقدرة الإلهية العظمى في قاموسنا الألوهي) فإستمرار الحياة إرادة إلهية . و أي دعوة للانتحار أو القتل أووضع حد لهذه الحياة يُعلم مما سبق أنها ضد هذه الارادة الالهية بكل بساطة .
و من ينشرون عبر وسائل النشر المكتوبة او المسموعة او المرئية او غير ذلك أي معلومات تؤدي لتبخيس للحياة و يحطون من قيمتها ويمجدون الموت فهم على أقل تقدير جاهلين بهذه المعطيات العلمية العصرية و لا ينتمون للعصر.
و يمكن ملاحظة أن أي مولود بشري أو غيره لم يقرر أن يكون مولودا بداهة . الولادة البشرية هي نتيجة إرادية وإتصال جنسي بين أبوين مختلفي الجنس سالمين بالغين تلعب فيه الهرمونات الجنسية الدور الأقوى.
و إذا سلمنا كمؤمنين بأن الله هو من جعل البشر بهذه الكيفية تحدد الهرمونات سلوكهم الحيواني ، فلا يمكن إستساغة أنه هو من جعل الجنس خطية أو شيطنة أو فعل مكروه مثل ما يقول المزمور في الكتاب المقدس العبري الذي يقولون أنه (كلمة الله) "و في الخطية حبلت به أمه " .
نرى هنا أن جهل الكُتاب القدامى للكتاب المقدس العبري بعلوم الأحياء العصرية ، لانها لم تكن موجودة في عصرهم و بالتالي هم معذورون ، دفعهم ليجعلوا من سلوك عادي طبيعي لاستمرار الحياة بالنسبة لنا شيئا مذموما في زمنهم . المشكلة هي ان يحدوا حدوهم المعاصرون لهذه العلوم العقلانية ونتائجها .
إن علوم الأحياء تهتم بالحياة و مظاهرها .وهي الأساس في العلوم الطبية التي غيرت للافضل حياة الإنسان .و لقد سمى الفرنسيون هذه العلوم "علوم إيقاظ الوعي" sciences d’éveil في إإإشارة لكي يعي الإنسان أهمية الحياة حياته هو و كذلك حياة الآخرين والكائنات الحية التي تعيش في محيطه و ربما لا ينتبه إليها رغم لعبها أدوارا معينة في حياته .
نحن كمؤمنين عصريين و عقلانيين بالله نقول ببساطة "بما أن الله قد أعطانا الآلة التي هي العقل ، و العقل أعطانا العلم العصري الذي أنتج السيارة والتلفزيون والهاتف و المركبات الفضائية و أجهزة الكمبيوتر و غير ذلك ، إذن العلم العصري و هذه المنجزات هي هبات إلهية عظيمة " .هل هناك من تناقض ؟ ليس هناك تناقض .يمكن للملحدين ان يقولوا الطبيعة اعطتهم العقل و لا مشاكل .
إستمرار الحياة إرادة إلهية .إذن يجب أن تصبح علوم الحياة والأرض ملك لجميع الناس ليستيقظوا من سباتهم و يعوا أهمية الحياة و قيمتها ويحافظوا عليها و يقدروا حيوات الآخرين و معاناتهم و كل ما يشوش على هذه الحياة من معلومات قديمة و خاطئة.
هذا هو السير وفق الارادة الالهية الذي يجب أن يتخلل أي إصلاح لمنظومة التعليم الديني .
في الواقع يمكن للمعابد (كنائس بيعات مساجد و غيرها) ان تصبح أمكنة للتعليم العلمي و كذلك المدارس الذي يثبت وجود القدرة الالهية العظمى و يمحو الامية العلمية و يغير حياة الناس للافضل بفتح عيونهم على عالم كائنات حية يمرون بقربه و لكنهم لا يعقلوه .
تقديس الحياة و العقل لا الموت و الخرافات التي لا دليل علمي عقلاني على صحتها هو الذي يجب أن يشكل العمود الفقري لاي اصلاح في التعليم الديني كيفما كان الدين المقصود سواء اليهودية او المسيحية او غيرهما . و اعطاء الاهمية لحياة الانسان و شروطها الضرورية لكي تكون هو المحك الحقيقي الذي يمكن به اختبار اي اصلاح هل هو اصلاح حقيقي أم مزيف .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما الذي تستهدفه الطائرات الحربية الإسرائيلية في ضاحية بيروت


.. مسيرة بمدينة نيويورك الأمريكية في ذكرى مرور عام على حرب إسرا




.. مشاهد تظهر حركة نزوح واسعة من مخيم -صبرا وشاتيلا- بعد الغارا


.. مشاهد توثق موجة نزوح كثيفة من مخيم صبرا وشاتيلا بعد الغارات




.. سقوط أكثر من 25 غارة إسرائيلية ليلية على الضاحية الجنوبية لب