الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صور من أشكال إهانة العالم الاسلامي للمسيحيين

سيلوس العراقي

2016 / 2 / 18
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


كان معروفًا في تركيا العثمانية في القرن التاسع عشر أن المسيحيين وهم السكان الاصليون للأرض، لم يكن لهم الحق الكامل بالمواطنية بل كانوا رعايا في حماية العثمانيين، بحسب العرف العثماني (الاسلامي)، ولاتزال مكانة المسيحيين في العديد من الدول الاسلامية في أيامنا على حالها حيث يتعرضون الى شتى أنواع الاضطهاد والقتل والطرد من بيوتهم.
في زمن تركيا العثمانية، كلّ قرية أو حيٍّ مسيحيّ، كان من المتعارف عليه أن يكون تابعًا وأن يكون مسمّى (كمُلكية ونفوذ) باسم أغا أو بيك تركي أو كردي.
فعلى سبيل المثال حينما يلتقي شخص ما مسلم بآخر أرمني ومن أجل أن يتعرّف من أين يكون هذا الأرمني يسأله:
"أنت حصانُ أي أغا ؟ " أي خاصة مَنْ هذا الحصان ؟ !
لكن هذا الأرمني المسيحي الواقع تحت الظلم والحيف العثماني ما كان له أن يرفض نعته بالحصان خوفًا على حياته، لأن دماء المسيحيين والأرمن بنظر العثمانيين هي دماء حيوان (حصان) وكرامتهم ليست أكثر من كرامة الحمار في العرف العثماني. مع أن الأرمني والمسيحي بصورة عامة في الدولة العثمانية يعرف قدر نفسه لكن أزاء سؤال الظالم المستبد لم يكن أمامهم خيارًا آخر سوى الجواب على السؤال. بأنه كاوور (كافر) الأغا الفلاني. ويتم التعامل معه بشكلٍ جيدٍ أو طالح، نسبة لأهمية الأغا ونفوذه وسلطته.
هذا مثال بسيط من أمثلة تعامُل تركيا العثمانية غير الانسانيّ مع المسيحيين والأرمن على أنهم أشياء يملكونها وليس أكثر من أملاك، كان حال المسيحيين والأرمن خاصة كحالِ الممتلكات الأخرى، تمامًا كالحيوانات والغنم وأنهم مشروع للخدمة أو للذبح.
ولتوضيح ربط التعامل معهم كمشروع للذبح نضرب هذا المثال الذي يذكره صادق شهيد بيك في كتابه (كشف أسرار تركيا) الصادر سنة 1898:
"سمع أحد الأفندية الكبار الأتراك بأن أحدَ الأرمن من سكان مدينته قد اشترى حقلاً باسمِ مسلمٍ ـ بدفعه لصديقه المسلم رشوة ليتمكن من إجراء وتنظيم شراء الحقل ـ فما كان من الأفندي إلا أن يرسل الى الأرمني بوجوب حضوره أمامه، ودار الحديث التالي بينهما:
الأفندي : شوربجي، ألم تسمع بأن الله قد رزقنا بمولود جديد في هذه الأيام ؟
الأرمني : نعم أفندي قد سمعت وإنشاء الله يكون المولود ذو عمر طويل.
الأفندي : لكن أنت تعرف بأنه من عادات مدينتنا أن يتم تقديم الهدايا للمولود الجديد.
الأرمني: بالضبط سيدي، فأنه يستحق كلّ ثروة مصر كهدية تُقدم للولد المولود الجديد.
الأفندي : دعنا نرى ماذا ستقدم أنت له من هدية ؟
الأرمني: أنا أقدم حياتي فداء له، لكن للأسف ما هي الهدية التي يمكن أن يقدمها فقيرٌ مثلي ؟
الأفندي : ممممم، سمعت بأنك قد اشتريت حقلاً باسم أحد أصدقائك المسلمين، أليس صحيح هذا ؟
الأرمني : ولكن من أين لشحاذٍ مثلي أن يشتري حقلاً ؟
الأفندي : شوف (انظر واسمع) شوربجي، أنا أفكر فقط لمصلحتك وخيرك، هل يمكنك أن تفكر وتعتقد بأن هؤلاء الذئاب (يقصد الأفندية والأغوات الأتراك) الآخرين سيدعوك ويتركونك تتمتع بملكك للحقل ؟ بالطبع لا.
أنا أخبرك بما عليك أن تفعله. من الأفضل لك أن تترك ملكك هذا هدية لمولودنا الجديد. فلماذا تريد أن تشتري العذاب والموت وتدمير حياتك بمالك الخاص ؟ وإذا احتجت لأي شيء بعدها تعال اليّ. "
هذا الحديث بين الشخصين، الأفندي والأرمني، مثال بسيط ليس لحالة الأرمن في حياتهم في تركيا العثمانية بل يدلّ أيضًا على ما كان يعرفه الأغوات والأفندية والمتنفذين (الذئاب) في تركيا عن أشياء كثيرة لما سيحدث لمستقبل الأرمن.
صورة أخرى من صور الرعب والخوف وعدم الأمان الذي عاش فيه الأرمن في تركيا العثمانية (وطنهم الأصلي) هي مسألة كيف يتصرفون بأموالهم وأين بامكانهم الحفاظ عليها.
فمن المعروف عن الأرمن أنهم شعبٌ يحبّ العمل في الزراعة والصناعة والتجارة والمال وصياغة الذهب والمجوهرات، ولكونهم كانوا عرضة الى السرقات من قبل بعض العصابات الكوردية ومن قبل الأتراك، الذين كانوا ينهبون ويسرقون أموال وبيوت الأرمن لكون ذلك قد تم تحليله للأتراك المسلمين وللكورد، فما كان من سبيل الاً إخفاء الأموال لمن كان يملك أموالاً أو ذهبًا من الأرمن، وكثيرًا ما كانوا يخفونها في الأرض، أو في إناء من النحاس ويدفنونه تحت الأرض.
وبخصوص الملابس فكانوا يلبسون اللباس البسيط والفقير لعدم إثارة عيون الكورد والأتراك واثارة الشكوك بهم ويصبحون سببًا وعرضة لنهب بيوتهم وعذابًا لأهلهم.
وحينما تبغي عائلة أرمنية السفر داخل تركيا، كانت تقوم العائلة بتكليف أحد الأكراد إن كان صديقًا يمكن الوثوق به، لقاء مبلغ يدفعونه له، ليرافقهم في السفر ليتمكن من حمايتهم من الجماعات الكوردية وليجعل الكورد يظنون بأن هذه العائلة من أقارب الكوردي فيتخلصون هكذا من قطاعي الطرق الأكراد الذين كان مصدر رزق بعضهم هو السرقة والسطو على الأرمن بأي طريقة وبأي حالٍ من الأحوال.
ويروي الكثير من الأرمن بأنهم كانوا يغلقون أبواب بيوتهم قبل غروب الشمس ويضعون أحجارًا أو صخورًا كبيرة خلفها ليأمنوا عدم دخول اللصوص إليها بسهولة وإن حصل فسيحدث ضجة كبيرة يمكن أن تخلصهم من السراق.
في الأسواق وفي الشوارع العامة كانوا يتحاشون الاقتراب من الترك أو من الكورد، تحسّبًا لأي مشكلةٍ يُمكن أن يخلقها لهم الكوردي بحجة تبدأ بأن الأرمني زاحمه الطريق ولا تنتهي إلاً بدفع الأموال للتخلص من مشكلة أكبر قد تؤدي بحياة الأرمني.
وفي حال قام كوردي أو تركي بشتمِ أو مَسَبّة الأرمني (وكثيرًا ما كان يحصل هذا ليس فقط في تركيا العثمانية بل حتى في الولايات العثمانية العربية، وربما لا زال الى حد اليوم في بعض الدول العربية !)، فالأرمني (أو المسيحي) لا يمكنه أن يرد على الشتيمة بمثلها لأنه سيُعرّض حياته للخطر إن بادل مسبة ديانته بسبّ ديانة المسلم الذي ابتدأ بالمسبات. فكان الأرمني يأكل المسبّة ويسكت وربما في قلبه وفي داخله وفي بيته من بعدها يسبّ بأقوى من المسبّات التي تلقاها وتزيد الكراهية والبغضاء في الجانب المسالم أيضًا.

اليوم ما الذي تغير ؟
واليوم نرى الكثير من الكتّاب العرب بختلف مشتربهم وانتماءاتهم، لا يقبلون أن يعترفوا بأن هذه الممارسات تعتبر جزءً من تربية المجتمعات العربية والاسلامية إن كانت منذ الزمن العثماني أو ماقبله أو ما بعده. فالأمر لم تتم معالجته مجتمعيًا وتربويًا لحد الآن، ولا يبدو أنه سيتم معالجته، لانهم لا يعتبرون إهانة الآخر (غير المسلم) إلا حقًا يجب ان يتلقاه من مواطنه المسلم، وإهانة غير المسلم أصبحت بمنزلة فريضة مقدسة فرضها معلمو الشريعة الاسلامية على أتباعهم.
فاليوم كلّ المسلمين في العالم يمكنهم أن يسبّوا ويشتموا أديان كلّ باقي العالم، مع أن لا أحد يعير إهتمامًا كبيرًا لمسبّاتهم، مع أن العالم بصورة عامة يستغرب من هذه التصرفات التي أصبحت في غالبها ارهابًا ضد العالم. وبنفس الوقت فالويل وكل الويل لمن ينقد مسلمًا في دينه أو رسوله أو أحد شخصياته أو الأعمال الارهابية التي تقوم بها مئات الجماعات الاسلامية التي ترهب العالم بتنفيذ شريعتها. أعتقد أن جزءً كبيرًا من هذا يعود الى التربية المجتمعية (السلفية الدينية) المريضة وغير السليمة في المجتمعات العربية والاسلامية التي تنشيء الأجيال على المسبّات والكلمات النابية بحقّ الآخرين وعدم احترام الغيرية والاختلاف والدعوة الى مضايقة غير المسلمين الى حد الدعوة الى قتلهم وإبادتهم أو طردهم من أوطانهم.

لا تلعبون ولا تتحدثون الاَ عند الضرورة مع المسلمين :
كانت هذه نصيحة الآباء والأمهات والأجداد الأرمن لأولادهم وأحفادهم، لأنهم قد اختبروا وعانوا كثيرًا من الحيف والظلم من قبل (الكثير من) الكورد والأتراك وغيرهم من المسلمين في الدولة العثمانية (وفي الدولة الفارسية الايرانية أيضًا) من غير حقّ أو سببٍ يدعو الى احتقار (مواطنيهم ؟!) الأرمن أو المسيحيين عامة. وكانوا يوصونهم بأن لا يتعلّموا من المسلمين أخلاقهم وعاداتهم في السبِّ وعدم احترام الآخرين والاعتداء على الآخرين وعلى ممتلكاتهم لمجرد أنهم ليسوا منهم أو لا يشبهونهم أو لمجرد أنهم ليسوا من دينهم. تمامًا عكس ما يعلمه المسلمون لاولادهم بتشجيعهم على السيطرة على اقرانهم المسيحيين واليهود (وغير المسلمين الآخرين) الكفار وعلى الاعتداء عليهم كلما سنحت لهم الفرصة.
وكثيرًا ما كانت بعض عوائل الأرمن (وليس جميعها) التركية المحافِظة على أبنائها كانت تقصّ شعر بناتها كالأولاد لكي لا يعرفها أو يميزها الأكراد أو الأتراك الذين كانوا يخطفون بنات الأرمن الحلوات، لغاية أن تصلَ إلى عمر الزواج أو يتقدم ويخطبَ يدها أحدُ الأرمن تبدأ باطالة شعرها مخفية إياه.

من هو غير المسلم في نظر المسلمين الأتراك (العثمانيين) :
وفقًا للمذاهب الاسلامية ونظرة وممارسة الاسلام بما يخصّ غير المسلمين:
إن المسيحيين (وغير المسلمين الآخرين) ليس لهم الحق في التمتع بالامتيازات نفسها التي منحها الله للمسلمين.
قد يكون سمح الاسلام لغير المسلمين أن يعيشوا بين المسلمين لكن، كرعايا، وأن يكونوا مرؤوسين حُكمًا، مع فرض قيود محددة وصارمة للغاية فيما يتعلق بحقوقهم القانونية والامتيازات الدينية واسلوب التعامل معهم وألقاب الشرف والحرية الاجتماعية التي تمنح لهم من قبل الاسلام (أمة محمد).
إن أتباع الديانات الأخرى مثل الوثنيين والملحدين والصابئة، المجوس واليهود والنصارى، فيُطلق عليهم الأتراك كلمة : كاوور Giaour والتي تعني (كافر).
منطقيًا وقرآنيًا، لا يمكن للمسلم أن لا يسمّي غير المسلم إلاّ بالكافر لأن القرآن سمّى جميع غير المسلمين بالكفار، مع أنه يسمّي بعضهم بالنصارى أو اليهود أو أهل الكتاب، ولكنه يؤكد كثيرًا على أنهم كفار.

بعض الأساليب العثمانية التركية في تحقير غير المسلمين:
لو بحثنا في التعابير الشعبية والرسمية الاسلامية التي تطلق على غير المسلمين، فسنتعرّف بصورة أكثر دقة على العقلية العثمانية الاسلامية التي كانت السبب الرئيسي في إذكاء كراهية المسلمين لغير المسلمين، التي ستنتشر في ربوع مستعمرات الأمبراطورية العثمانية، وستصبح كسنّة أو قاعدة اسلامية دينية اجتماعية في التعامل مع غير المسلمين.
فالجامع حيث يصلّي المسلمون، يطلق عليه بالجامع (الشريف)،
أما الكنيسة مكان صلاة المسيحيين، وتسميتها التركية (كليسة : وأصل العبارة يأتي من اللغة اليونانية ـ اكليزيا)، فلا يطلق عليها أية صفة تشريف أو احترام، بل أنّ الأتراك الذين يسمّون الجوامع، الكبرى منها، ببيت الله، يطلقون على الكاتدرائيات الكبيرة للمسيحيين بـ (Ulu Kiliseh ) التي تعني : الصالة الكبيرة للاجتماع.
ما نسمّيه اليوم بالمقابر، يسميه الأتراك بـ (التربة الشريفة Turbet Sherif ) ـ التسمية التي لازالت تستخدم في لبنان ـ والتي يُراد بها المقابر المقدسة. بينما يسمّي الأتراك تلك التي للمسيحيين بالمقبرة.
يسمي الأتراك مايقومون به من تعبّدات لله بالـ (عبادات)، بينما يسمّون ما يفعله المسيحيون بالطقوس أو الأعراف.
يسمي الأتراك (عباءة) النبي محمد بالعباءة الشريفة أو المقدسة (Hurkai Sherif )، أما الصليب المقدّس لدى المسيحيين، فيسميه الأتراك بالـ (صلب : بمعنى آلة الإعدام أو الخشبة).
بينما يسمي الأتراك رأس الأمة الاسلامية بأمير المؤمنين ـ (المولى)، قائد المؤمنين. يسمّون بطريرك المسيحيين أو رئيس الأساقفة (بطرك أو سيربسكوبوس) باسم (بيس Pis )، والتي تعني : القذر.
وشعبيًا يستعمل الأتراك كلمة (قره باش : الرأس الأسود) في تسمية المطران.
يسمي المسلمون الأتراك رجالَ الدين من المشايخ والفقهاء بالـ (مدرس Muderris ) بما يعني بالعربية الشارح أو المعلم أو المفسر،
في حين يسمّون فقهاء ولاهوتيي المسيحية بالـ (Mahraeah ) (المهرايا) التي تعني في العربية : الهريسة أو المهروسة.
وليس لدي امكانية الحكم على معنى الكلمة الشعبي العثماني في ذلك الوقت إن كان يدلّ ويعني شيئًا آخر (أكثر تحقيرًا) فيما إذا لفظنا حرف الهاء (h) كأنه الخاء العربية فتعطي ذات المعنى الذي تعطيه في لهجاتنا العربية اليوم !
المسافر أو العائد من الحجّ من بيت الله الحرام (مكة) يسميه الأتراك بالـ (الحجّي)،
بينما المسيحي الذي يقوم أو قام بالحجّ الى اورشليم المقدسة يُطلق عليه الأتراك بالـ (عجي) التي تعني الشخص المجّ، وربما تعني معنى أكثر قباحة إن استعملنا ما تعنيه كلمة (عجي) بالعامية العربية.
وبالنسبة للألقاب التي تطلق على الأشخاص المسلمين من ذوي الشأن، فمنها لقب (أفندي) أو(أغا)،
بينما يُطلق على ذوي الشأن من قوم المسيحيين بالـ (شوربجي shorbaji) وتعني الذي يعمل الشوربة !
ويطلق الأتراك على المسلم المتعلم أو المثقف بالـ (الخواجة) التي تقابل بالعربية كلمة (استاذ)،
بينما يُطلق على المتعلم أو المثقف المسيحي بالـ (هواجة) والتي تعني بالعربية : أبو الهوا أي التافه واللاقيمة له.
أما بالنسبة للنساء، فيطلق الأتراك على النساء المسلمات بالـ (الحريم الشريف) أي النساء الشريفات،
بينما يطلقون على النساء النصرانيات بالـ (Giaour Mamasi) التي تعني: العجوز الكافرة، ويقصد منها أيضًا : أم الكفرة.
ويسمّي الأتراك يوم الجمعة، لكونه يومًا مقدسًا ومكرمًا لدى المسلمين بالـ (Aziz Juma ) والذي يعني الجمعة المشرف أو الجمعة الشريفة،
بينما يُسمّي الأتراك يوم الأحد المكرّم لدى النصارى بيوم Ahad أي اليوم الأول من الأسبوع، الذي يسمونه بيوم البيع (البزار).
صوم شهر رمضان: يسمي الأتراك شهر الصوم رمضان برمضان الشريف ( Ramazani Sherif )،
بينما صوم النصارى فيسمونه بالـ ( باهريز Behriz) وهي تحوير للكلمة التركية ( Pehriz) التي تعني بالعربية (الحمية) وتقابل الكلمة الانكليزية ( diet ) التي تعني الترشيق والتوقف من أكل بعض الأطعمة، كما يعني ما نسميه بالريجيم.

استعراض بعض العادات الاجتماعية والشرعية العثمانية

بين الميت المسلم والميت النصراني في تركيا العثمانية:
حينما يتعلق الأمر بالموتى، فالأتراك يطلقون عبارة: جنازة (Jenazeh ) على جثة الميت المسلم،
أما تلك لغير المسلم فيسمونها (Giaour olusi) أي جسد أو جثة الكافر.
وحينما يُعلن عن وفاة شخص مسلمٍ شفهيًا أو تدوينًا في وثيقة رسمية فيستعمل الأتراك عبارة: انتقل إلى الأرض الأبدية أو إلى عالم الأرواح،
بينما يقولون بالنسبة لوفاة نصرانيّ : هلك أو تفسخ burusmus , ò-;-ldù أي انتقل الى عالم الهلاك والهالكين.
يستخدم الأتراك عبارات مثل : ليترحّم الله على روحه أو / ليكن قبره مضيئًا أو / ليكنْ السلام عليه، وعبارات التمني والمواساة هذه تُقال فقط للميّت المسلم ولا يستخدمونها مطلقًا لميّتٍ غير مسلم.

ترجمة لوثيقة عثمانية لوفاة قس نصراني :
منحت هذه الوثيقة من المحكمة الشرعية كعدم ممانعة من دفن قسٍّ نصرانيّ توفي:
" هلك قسٌ غير مؤمن من شيعة النصارى الهالكة. تقدمت شيعته الى محكمتنا الشريفة بطلبِ منحِها عدم ممانعة لوضع جسده تحت الأرض. وعلى الرغم من أن جيفة هذا اللعين لا تستحق أن توضع تحت التراب المقدس الذي يرفض مثل هذه النجاسة، ومن أجل حماية الهواء والجو من التلوث برائحته الكريهة، تم تحرير وكتابة هذه الوثيقة واعطاءها لهم، كعدم ممانعة من أخذ المذكور القذر، إلى البقعة المخصّصة له ووضعه تحت الأرض بحسب احتفالهم العبِث، عسى أن يهوي في نار جهنم". انتهى.

السلام مع النصارى :
إن السلام الذي يتم تبادله بين المسلمين هو: (السلام عليكم) أو (سلام الله عليكم)، لا يمكن تبادله أو توجيهه إلى نصراني، كما لا يمكن للنصراني أن يتفوه بهذا السلام، لأنه بحسب الاعتقاد الاسلامي أنّ التحية بهذا السلام هي فقط للاسلام والمسلمين: فقد استعملت تحية السلام هذه من قبل النبي محمد والأنبياء (المسلمين) الأقدمين: آدم، نوح، ابراهيم، موسى، داؤد، عيسى، وكذلك فهو السلام المتبادل بين ملائكة الرحمن والأولياء المسلمين في الجنة، ولا يمكن لكافرٍ مصيره الأخير نار جهنم أن يستعمل هذه التحية وهذا السلام.
في الحقيقة ان في هذا الأمر الكثير من الغرابة والسخافة ايضًا.
فلو حدث أنّ أحدَ المؤمنين المسلمين أدّى التحية بهذا السلام سهوًا وبطريق الخطأ لكافرٍ (نصراني)، فعليه أن يسحبَ سلامَه على الفور وعلى عجل، ويستغفر ربّه. وحينما يلتقي المؤمن بنصرانيّ على معرفة به، عليه أن يستعمل كلمات عادية أخرى لسلامِه بواسطة الإشارة أو التلويح باليد أو بالكفّ أو بالرأس، التي تؤدي الغرض عوض السلام عليه بسلام الاسلام الأمر غير الجائز مع الكفار.

تغيير الدين:
من المعروف أنه ليس بامكان أي مسلمٍ تغيير دينه، لأنه سيكون معرضًا لعقوبة الموت. وهذا يشمل بصورة خاصة المرتدين الى الاسلام الذين لا يمكنهم بتاتًا العودة ثانية الى ديانتهم الأولى أو السابقة، من دون التعرّض للموت بسبب الخيانة. بينما الرجال والنساء فيمكن إجبارهم عنوة على الدخول في الاسلام. ومن يتزوج من نصرانية محولاً إياها الى الاسلام يكون قد قام بعمل غاية في الفضيلة وتعتبر صنيعة حميدة جدًا تُحسب له وتضمن له جنات الخلد.
ولكن واحدة من بين أجمل ما قرأته في كتب بعض المستشرقين وكتب الذكريات الشخصية حول الدولة العثمانية وعادات العثمانيين، وتعتبر طرفة مع أنها كانت ممارسة حقيقية وواقعية في وقتها في السلطنة العثمانية، وهي الاحتفال الذي كان يقام حينما يتحول رجلٌ نصرانيٌ الى الاسلام:
حينما يتحول رجل نصراني الى الاسلام، يذهب بمعية معارف له من المسلمين، الى المحكمة الشرعية وتتمّ هناك الإجراءات القانونية والشرعية بشأن الشهادتين وغيرهما، وتغيير اسمه باختيار اسمٍ مباركٍ لدى الدين الجديد الذي تحول اليه، وعادة يكون من الأسماء المحمودة أو المعبّدة المعروفة.
من بعدها حينما يعود مع الجماعة التي انضم اليها كمسلمٍ جديد، والتي تكون قد أعدّت له كلّ المطلوب بالاحتفال به، فيقومون بإلباسه عباءة ثقيلة مطرّزة من النوعية الفاخرة، وتوضعُ على رأسه عمامة فاخرة، ويتم إحضار حصانٍ أصيلٍ فاخر، يتم إركاب المسلم الجديد على ظهره، ويكون في رفقته حشدٌ من الدراويش وعددٌ كبيرٌ من الملالي، ويطوفون به في مسيرة في شوارع وأزقة المنطقة أو القرية إن كان في قرية، ويمرّون في الحيّ الذي كان يسكنه حيثُ بيت أهله الأول وبيوت أصدقائه، ويرافق ذلك الأناشيد والتراتيل الدينية، ثم يأخذونه الى منزلِ كبيرِ المسلمين في مدينتهم أو قريتهم، ويتم الإحتفال به مع تقديم مالذّ من الأكل والشراب والحلويات والهدايا. ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد. بل يتمّ بعد ذلك البحثُ له عن زوجةٍ مؤمنةٍ لتتزوجه كمؤمنٍ جديد في الاسلام وكعبدٍ جديد لله.

أمثال وأقوال تركية مهينة للمسيحيين :
أدناه بعض الأقوال والأمثال العثمانية التي تقال بوجه خاص للنصارى وجها لوجه: ويلاحظ من خلالها قاعدة اجتماعية تقوم بتغذية المسلمين بأسباب دينية تكون حافزًا لهم في اهانة واضطهاد المسيحي وتمنحهم سعادة الضمير بأنهم في تتميمهم لاهانة واضطهاد وقتل المسيحي فانهم يقومون بعمل تشريعي لا يحاسب عليه قانون أو شريعة ، فاملاك النصراني ليست وحدها ملكًا للمسلم بل أمر حياته أو موته هو أمر يقرره المسلم، والمسيحي أو النصراني ليس انسانًا، وقيمته بالتاي لا تزيد عن قيمة كبشٍ أو خروف أو أي حيوان نجس يجب التخلص منه:
(أملاك الكاوور "الكافر" مشروعة للمسلمين)/
(رقبة الكاوور لسيف الاسلام)/
(رأس الكاوور للحكومة وأملاكه للعامّة)/
(من الفضائل شرب دم الكاوور)/
(الكاوور ما له دين) /
(في يوم القيامة ستتم مذلة وجوه الكفار "النصارى" وتُمسح مع الأرض) ،(في حين المسلم سيمشي منتصبًا وسيُحمل عاليًا على ظهور جمالٍ مُجنّحة بيضاء كالحليب وسروجها من ذهب).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحية وبعد
وليد حنا بيداويد ( 2016 / 2 / 18 - 17:18 )
ولان الاتراك مسلمين ومن اشد الشعوب تطرفا وحقدا على الاخرين أيا كان الاخرين ، لايهم فحقدهم موزع بالتساوى على الجميع والكل، فهم ايدعمون الإسلام المتطرف وليس حالهم اقل حالا و وضعا من حال العرب اليوم تحت ظلم إخوانهم الدواعش أبنائهم فكيف تريد ان يكون تعاملهم مع الاخر، سوف لايكون تعاملهم احسن حالا، الا تعلمين يا سيليوس ان الإسلام هو دين الحق، اهل نسيتى هذه المعلومة، اذا كرهوا الاخر فانهم يتممون دين الحق! والجنة موعودة لهم والههم قد اعطى الشرق لابل الأرض كلها لهم ليفسدوا فيها، فهم يعيبون على أفعال اليهود في ارضهم بينما نراهم لا يعيبون على انفسهم، فقد باتت تركيا تحلم ان تكون دولة حقانية واوروبية، لاحظ حال الكورد ليس باحسن حال من الأرمن والاشورين والكلدان والسريان، لقد دارت الدوائر وها ان الدولة العثمانية قد زالت الث مزابل التاريخ ولكن لاحز ماذا يحدث اليوم لباقى المكونات التركية، فلا يحق للكوردى ان يلبس ملابسه القومية ولا ان يتكلم لغته القومية ولا ان يظهر بالمظهر الكوردى،، ان اليوم لاحسن من الغد، اذا كان الخبر بفلوس سوف تسمعه ببلاش، انتظر ماذا سيحدث قريبا


2 - الأخ وليد
سيلوس العراقي ( 2016 / 2 / 18 - 18:33 )
مرحبا بك وشكرا لمرورك والتعليق
اولا ان سيلوس هو رجل بشنبات وليس فتاة او سيدة أرمنية هههه
ثانيا
نعم ان كل مايحدث في العالمين العربي والاسلامي ليس مؤامرة عالمية ضد الاسلام والمسلمين كما يعتقد البعض وهم على وهم كبير
لان عناصر قابلية انهيار المجتمعات الاسلامية والعربية هي من مكونات هذه المجتمعات
عليهم تنقية وتهذيب المجتمعات من كل ما هو غير انساني ليس بمقبول في مجتمعات العالم المعاصر ليتمكنوا من بناء انسان حر ومجتمعات حرة تحترم حقوق الجميع من دون أي نوع من أنواع التمييز
وسيرى ويلمس المسلمون حينها فقط بأن ليس هناك من يعادي اسلاما مسالما انسانيا
لكن في حال استمر الحال على ما هو عليه في استخدام الاسلام بطريقة شريرة معادية لكل مختلف فسيدمرون مستقبلهم ويشوهون اسلامهم بانفسهم
على الاخوة المسلمين أن يقتنعوا بأن العالم اليوم ليس على استعداد لقبول اي نوع من أنواع الوصاية باسم الله وباسم اي دين كان
وان الجميع سواسية في مجتمع عالمي علماني متعدد
لا اعتقد ان الغالبية المسلمة في العالم سعيدة لحالها اليوم بسبب استخدام الدين لاغراض سياسية وتخريبية
نتمنى بكل تاكيد مستقبلا افضل لجميع البشر
تحيتي


3 - تحية
وليد حنا بيداويد ( 2016 / 2 / 18 - 19:22 )
عذرا ، على الالتباس ولكننى اعتقد ان اسم سيليوس يمكن ان يكون اسما للانثى أيضا مثل صباح ونجاة وسلام وغيره ، فعذرا
نعم لقد سئمنا من سماع الاسطوانه المشروخة انهم دين الحق ، اين ذلك الحق المفقود وهم يدعون كل يوم سبعة مرات بهلاك اليهود والنصارى وحملة الصلبان وغير المسلمين، نسيت قد تم إضافة مجموعة أخرى الى الذين يطالبون بهلاكهم وهم الشيعة والشيعة يطالبون بهلاك غيرهم وتصور ان الحق يمكن بهلاك غيرهم وترك الأرض لهم وحدهم
تصور انهم لايرعوون لكل ما يحصل لهم من بؤؤس وفقر وامية وامراض فهم لايقدرون على تصنيع شيء يذكر ويقولون اننا دين العلم والى اخره
لانمانع مما يقولونه ولكن هل الحق هو باضطهاد الاخرين؟
هل الله سمح لهم بقتل الاخر، اى اله هذا هو الذى يتبعونه؟؟ نحن نسالهم هل الهكم حق؟


4 - كشف التأريخ ضرورة لبناء المستقبل
nasha ( 2016 / 2 / 18 - 23:12 )
الاخ الاستاذ سيلوس العراقي المحترم.
مواضيعك دائماً وثائق تأريخية مهمة جداً .
طرح هكذا مواضيع تأريخية مع التوثيق مهم جداً لانه يفتح اذهان الناس وخصوصا المسلمين ويطلعهم على ما جرى في التأريخ القريب على الاقل بين طوائف المجتمعات من مظالم وتخلف وجهل.
مواضيعك هي نوع من التعويض عن الظلم الذي وقع في الماضي بالاضافة الى ان تضحيات هؤلاء المظلومين سابقا لم تذهب سدى ونحن اليوم نستفاد منها لنتعلم كيف يجب ان نتعامل مع بعضنا.
كشف هذا التأريخ وسيلة للتعليم وتصحيح للاخطاء وليس لاثارة الاحقاد والكراهية.
اتابع مواضيعك عن المفردات في اللغات واصولها وهي طريقة ذكية لدراسة التأريخ. لان اللغات هي فلسفة الشعوب وتعبير عن مدى الادراك العقلاني والعاطفي لاي شعب.
ترجمة وثيقة بسيطة كالتي اشرت اليها في المقال تكشف اسرار التأريخ احسن بمراحل من قراءة كتب التأريخ المصممة على هوى المؤلف وضروفه .
كشف المزيد من هكذا وثائق يا استاذ سيلوس ربما افضل من نقد المعتقدات نفسها. فالى المزيد من هذه الترجمات يا استاذ لانها باعتقادي احسن دواء.
تحياتي وشكرا جزيلا


5 - اضافة
سليم عيسى ( 2016 / 2 / 19 - 00:14 )
واضيف يا استاذ سيلوس, كان على كل عائلة مسيحية ان تقدم طفلا ليصبح مملوكا للجيش العثماني, ولك ان تتصور ما الذي كان يحدث لهؤلاء الاطفال في معسكرات الترك, هذا اضافة الى الاطفال المسيحيين الذين يتم اختطافهم لينضموا الى الجيش. وكان على كل عائلة مسيحية ان تستقبل في كوخها ضابطا تركيا ليشتّي عندهم. في الموصل والى ثلاثينات القرن المنصرم على الاقل كان المسيحي الذي يخيط له زبونا(رداء) تقوم زوجته باضافة بضع رقع لكي يبدو الزبون عتيقا والا فان المسلم كان يقول للمسيحي تعال نصغاني امسح قوندغتي بزبونك.انحني احتراما للعشائرالعربية الاصيلة في سهل نينوى وجنوب تركيا وشمال سوريا الذين حموا المسيحيين وكذلك للايزيديين الشرفاء اثناء مذبحة 1915-18. وايضا يجب ان نعترف بان تلك المذابح لم تشمل الولايات العربية من تلك الامبراطورية الهمجية. فقد اهمل كل الولاة برقية المجرم طلعت باشا لابادة المسيحيين. الاكراد اليوم قد تغيروا ولكنهم بالامس ومع الاسف كانوا اداة بيد الترك, فالتركي يصدر الفرمان والكردي ينفذ. المهم قالها هتلر عندما فتك باليهود: لم يعترض احدا على قتل المسيحيين فمن سيعترض على قتل اليهود؟ مع التقدير


6 - الجزء المؤلم من التاريخ
سيلوس العراقي ( 2016 / 2 / 19 - 10:03 )
الاخ ناشا المحترم
شكرا لمرورك واهتمامك والتعليق
ان الجانب المؤلم من التاريخ من الضروري أن يصبح درسا لكي لا تتم اعادته
والكارثة الكبرى تكمن في الاستمرارعلى ذات النهج المؤلم
الكثير من الشعوب تعلمت من مآسي ماضيها وقررت عدم تكراره
لكن يبدو أن العربي والاخوة المسلمين سيتعلمون في وقت متأخر
بكل تأكيد ان الجانب المظلم من الماضي لا يعني ان كل الماضي كان مظلما
لكن الجراح الانسانية تتقد ذاكرتها حين يتم شحنها وايقاظها بألم جديد
وبالتاكيد أن الاخوة الكورد اليوم ليسوا ذاتهم في الزمن العصمنلي فقد تعلموا الكثير من الظلم الذي فعله أجدادهم بحق الآخرين والظلم الذي وقع عليهم هم
ونتمنى أنهم أصبحوا أكثر وعيا لقيمة الانسان في بناء المجتمع الانساني
وهذا ايضا يطال المسيحيين حتى لا يقعوا في كراهية المسلمين كرد فعل سلبي
لانه يجب ان نتعلم جميعا ايقاف دائرة العنصرية والكراهية اليوم
من دون أن ننسى الماضي الاليم لكي لا نعيده جميعا
جمال الحياة الحرة تتطلب تعلم البدء من جديد دائما
اعتقد ان المشكلة الكبرى تكمن في اعتقاد الاخوة المسلمين أن شريعتهم وتعاليم الاسلام هي دائما على حق وهي أهم من الانسان فتميته
تحية


7 - للماضي وجهان
سيلوس العراقي ( 2016 / 2 / 19 - 10:22 )
الاخ سليم عيسى
مرحبا وشكرا لمرورك وتعليقك الذي أغنى المقال بسردك لحالات أخرى وهي كثيرة
ان في طبيعة الكراهية والعنصرية في التاريخ البشري حركة دائرية تذهب وتعود
لكن يمكن للانسان حين يرفض الانصياع الى هذه الآفة الخطيرة أن يقلل من حجم خطرها على المجتمعات
ويتطلب ذلك تواضعا وقوة كبيرة للاعتراف باخطاء الماضي واخطاء الاجداد للبدء في مشوار جديد اكثر انسانية
لان الانسان في قيمته وفي حياته يجب أن يعلو على أي دين وايديولوجية أو تشريع حتى وإن كان يعتبر سماويا
وقيمته واحدة من دون تمييز
وللاسف يفقد الانسان قيمته حين يحرم الآخر في حريته أن يكون آخرا مختلفا
فكل منا هو آخر
لذلك تعلمنا الحياة السليمة أن نحترم الآخر وحريته وعدم المس بها وبحياته
اؤيدك بأنه في تاريخ العرب أوجها مشرقة ومواقف انسانية وليست كلها مآسي وعنصرية
نتمنى أن يكون المستقبل اكثر انسانية في مجتمعات الاسلام، تحترم الاختلاف والتعدد
لان الاختلاف والتعدد لا يمكن ان يحيا تحت ظل السيف والكراهية والانظمة الشمولية ولا تحت شريعة دين واحد
ان الشريعة الديمقراطية الحرة العلمانية هي السبيل الوحيد ليحيا الانسان (كل انسان) حرا
تحيتي لك


8 - الاخ الباحث سيلوس العراقي المحترم
وليد يوسف عطو ( 2016 / 2 / 19 - 10:31 )
تتحفنادائما بمقالاتك المتميزةوبغزارة معلوماتكم ..

في سلسلة مقالاتي عن نقد العقل الدائري فان المسلمون لازالوا يمارسون ثقافة البداوة رغم انه لايوجد بدو تقريبا في الوقت الراهن في اغلبية الدول العربية وثقافة البداوة تقوم على فكرة الحيز الدائري حيث من داخل الدائرة طاهر ومقدس ومن هو خارج الدائرة نجس وهي نفس الفكرة نجدها لدى ابناء عمومتنا من اليهود في التوراة حيث يبعد المصاب بامراض جلدية معديةخارج المحلة او المدينة لانه نجس . لذا يكون الانسان والجماعة داخل الدائرة هم شعب الله المختار وخير امة اخرجت للناس .
ختاما لابد من الخروج من المستنقع الايديولوجي ومن العقل الدائري الى رحاب العقل الافقي الليبرالي

ختاما نلتقيك على خير ومحبة ..

احسنتم النشر... .


9 - الانسان فوق كل الاديان والشرائع
سيلوس العراقي ( 2016 / 2 / 19 - 11:14 )
الاخ الكاتب القدير وليد عطو
مرحبا وشكرا لمرورك ولاهتمامك وتعليقك
نعم فان البداوة كطريقة عيش قد انحصرت لكن اعتقد أن عقليتها لازالت، هذا الى جانب العقلية القبلية العشائرية في المجتمعات الاسلامية
جزء من الحل يكمن في تشريعات وقوانين معاصرة لفك ارتباط المجتمع بالعقليات تلك، لكن الجزء الاهم والرئيسي من الحل هو في فك ارتباط الدين والشريعة الاسلامية من القوانين والمؤسسات والتشريعات ليصبح المجتمع حرا واعتقد ان ذلك صعب اليوم في المجتمعات الاسلامية لانها مجتمعات دينية متخلفة وتخاف من التغيير، لذلك تحلم باعادة بناء ماض تظنه ذهبيا وليس في بناء مستقبل لمجتمعاتها أي أنها ترى أن كل العالم اليوم نجس ماعدا العالم الاسلامي فهو طاهر وهذا هو هراء وجنون بل هو انتحار
كحال جنون الشيوعيين الذين لازالوا يمجدون ويتباكون على الاتحاد السوفيتي المنهار وستالين ويسعون الى اعادة التجربة الفاشلة
الانسان وحده مقدس على هذه الارض
من يقدس الانسان بذاته ، في حياته وحريته وغيريته وآخريته سيبني مستقبلا لمجتمعه
من سيفعل غير هذا أو عكسه تماما لا مستقبل انساني له
اتابع مقالاتك الغنية
استمر باغنائنا
وتقبل محبتي وتقديري


10 - ساكن عند النصرانى
على عجيل منهل ( 2016 / 2 / 19 - 11:56 )
لقد سألت صديقى المغربى دارس الدكتوراه فى جامعة هايدلبرغ المانيا محمد ساكن اين ؟ واقصد - -الشارع واذا يجيب ساكن - عند -النصرانى - وهل يوجد غير النصارى فى هايدلبرغ -
تصور العقليه والفكر السائد حتى لدى الطبقه المثقفه المسلمه والعربيه -
تحياتى الى الاخ العراقى لهذا الموضوع الحيوى وفيه مادة الحياة وشكرا له


11 - لدي ذكريات غريبة عجيبة
سيلوس العراقي ( 2016 / 2 / 19 - 12:39 )
الاخ الدكتور المحترم علي عجيل
مرحبا بك وشكرا لتعليقك
ما ذكرته في تعليقك يصيبني شخصيا بالحزن على هكذا اشخاص
لدي في ذاكرتي العديد من الاشياء الغريبة والمضحكة وبعضها مخزية التي لاحظتها على الجاليات العربية والاسلامية، وكذلك المسيحية، في اوربا
اتمنى أن اسطرها في يوم من الايام
للذكرى وللمتعة
تقبل مني محبتي وتقديري


12 - التعليق رقم 4
سيلوس العراقي ( 2016 / 2 / 19 - 12:55 )
لا أدري لماذا تم حذف التعليق رقم 4
على كل حال في السؤال استفسار عن معنى كلمة عبرية كتبت بحروف عربية من قبل الاخ بارباروسا
مرحبا أخ بارباروسا
كنت اتمنى لو كتبت الكلمة بالعبرية او بالاحرف اللاتينية
على كل حال
إن كانت الكلمة العبرية
ח-;-ל-;-צ-;-ה-;-
او
ח-;-ו-;-ל-;-צ-;-ה-;-
فتعني قميص
وإن كانت
ח-;-ל-;-צ-;-ה-;-
فتعني استخلاص
مع تقبل تحياتي


13 - من مخــازي العثامنـــــة المقبوريـــــن
كنعان شـــماس ( 2016 / 2 / 19 - 16:57 )
تحية يا ستاذ سيلوس العراقي تحيــة على فتــح هذا القبــــــــــــر العثماني العفـــــن ...من لايقدس شــــــــريعة حقوق الانسان العالمية ويضعها فوق كل الشرائع الســـــماوية ومن يتعالي على بقية البشـــــــــر لاي سبب كان حتما ســــينتهي مهانــا فوق خـــــــــــــازوق اليوم او غدا ومنتهى الحكمة هو الا عتذار ورفع الراية البيضــــــاء طوعا


14 - ثقافة الموت:بالامس الأرمن ضحايا تركياواليوم الكورد
سيلوس العراقي ( 2016 / 2 / 19 - 17:24 )
الاستاذ شماس
مرحبا بك وشكرا لتعليقك
اشكرك لانك أثرت موضوع الاعتذار
في الحقيقة انه فعل يدلّ على عظمة من يطلبه واعترافا بخطأ الاجداد ضد شعوب بريئة
ذنبها الوحيد انها كانت مسيحية
ومن لا يعتذر، وهم كذلك، فيكررون ذات الاخطاء التي تعد جريمة
فالاتراك اليوم يحاولون ذبح وابادة الكورد في سوريا ويضطهدون كوردهم هم في تركيا
وهلم جرًا الشيعة والعلويون يحاولون تقليل عدد السنة بابادتهم والسنة يحاولون ذات الشيء
لعمري انها كارثة حقيقية تعيشها مجتمعات فقدت معنى السلام والعيش المشترك والتفاهم مع المختلفين، ولا يعتزون الا بلغة القوة والسيف والموت
ولا يدرون بأن مستقبل السيف هو السيف
وثقافة الموت نتيجتها الموت
تقبل احترامي


15 - الأَخ سيلوس بعد التحية
بارباروسا آكيم ( 2016 / 2 / 19 - 18:24 )
أَخ سيلوس ماذا تسمون طقس الإنفكاك بين الرجل والمرأة ؟!
أُريد أَن أَعرف ماذا تعني هذه الكلمة لو سمحت ؟
واريد أَن اعرف ماذا يقصد القانون اليهودي حينما يقول على الرجل الأرمل الانتظار 3 مناسبات حتى يتزوج مجدداً، .. ماهي هذه الثلاث مناسبات ؟!


16 - الاخ بارباروسا
سيلوس العراقي ( 2016 / 2 / 19 - 21:01 )
مرحبا
أضحكتني يا بارباروسا
ان موضوع الحليتصا موضوع قديم وغريب بعض الشيء
يقع تحت نوع من الزواج ، معقد نوعا ما في تفاصيله وشروطه وطقسه، يسمى بزواج اليبّوم
المتعلق بزواج أخ الزوج المتوفي من زوجة أخيه، أرملة أخيه الذي تركها من دون أي ولد، يحتاج مقالا لشرح السبب التشريعي الديني بحسب سفر التثنية أو السبب القبائلي إن صح التعبير لتفضيل ابقاء علاقات الزواج من داخل القبيلة، ومتى يتم وكيف يتم
اما طقس أو عادة الحليتصا الذي تقوم فيه الأرملة بقلع الحذاء من أخي زوجها المتوفي خلال ممارسة خاصة وأمام شهود يتم من خلاله تحرره من اجبارية ووجوب زواجه منها وتصبح هي أيضًا في هذه الحال حرة في الزواج من آخر وحسب ما تحب
أتمنى أن يتسنى لي وقتا لاكتب مقالا حول عاداة الزواج وطرقه وحول الطلاق في الازمنة الكتابية والتلمودية ولا ادري إن كان يهتم به قراء الموقع
ارجو أن قد وصلك شيء مما أحببت معرفته الآن
اشكر اهتمامك
أما بخصوص زواج الرجل الارمل
التلمود يحدد شهرا للعزاء لا يمكن الزواج خلالها
كما هناك اوقات أخرى في الكالندر العبري لا يمكن اجراء الزواجات فيها
يتبع


17 - باباروسا 2
سيلوس العراقي ( 2016 / 2 / 19 - 21:05 )
كما يحبذ التلمود مرور ثلاثة اعياد على الرجل الارمل بعد وفاة زوجته ليتمكن بعدها من الزواج
أما اذا كان لديه اطفال صغار جدا أو رضع فيسمح له الزواج بعد انقضاء اسبوع من وفاة الزوجة
تقبل تحياتي


18 - شكراً على التوضيح أَخ سيلوس
بارباروسا آكيم ( 2016 / 2 / 19 - 23:02 )
شكراً على التوضيح أَخ سيلوس على كل حال سأنتظر مقالتك عن الحاليتصا بفارغ الصبر .. تحياتي وتقديري وملتقانا مع مقالتك عن حاليتصا أَخ سيلوس


19 - نحن في زمن الحرية بالرغم من كل السلبيات
nasha ( 2016 / 2 / 19 - 23:43 )
استاذ سيلوس مواضيعك غزيرة بالمعلومات وتجعل النصوص القديمة الجامدة تدب فيها الحياة .
مواضيعك تساعد القارئ على تقمص دور انسان عاش في ذلك الزمان .
انا اعتقد ان كثيرين يهتمون ويستفادون من ما تنشر.
انت تخوض في مواضيع كانت محرمة في العهود السابقة والقراء جميعاً متعطشين الى مزيد من المعلومات.
(للنكتة) لو كنت نشرت هكذا موضوعات في زمان ابو عداي كان علقوك في ميدان التحرير في بغداد كخائن وعميل للصهيونية والصليببة هههههه
عاشت ايدك


20 - الى الاخوة : آكيم وناشا
سيلوس العراقي ( 2016 / 2 / 20 - 12:59 )
الاخ آكيم
مرحبا
أعدك بانك ستقرأ قريبا ما أحببت

الأخ ناشا
مرحبا
يسعدني أنْ تلقى مقالاتي استحسانك
بالنسبة للاتهمات بالصهيونية والصليبية فاتها لم تنته برحيل صدام
وخاصة هنا في الموقع
إن كان لديك نظرة موضوعية، وتاريخية غير ذاتية بخصوص بعض القضايا ومنها اسرائيل واليهود وبني صهيون وحق الشعب اليهودي الطبيعي والتاريخي في أرضه ووطنه الأم، فالتهمة جاهزة دائما بالتصهين والصهيونية وغيرها وتراها واضحة في هذا الموقع ايضا
فكرت مرة أن اوثق كل التعليقات التي تخون الآخر لان له رأيًا مختلفا أكثر موضوعية
ولكن رأيت أن التعليقات غزيرة جدا فتركت الفكرة الى حين

مع تحياتي لك ولآكيم برباروسا
وعذرا للتأخر في الرد عليكما


21 - مقال مُهدى للعقول المطعوجة بخرافة تسامح الإسلام
ليندا كبرييل ( 2016 / 2 / 22 - 12:25 )
أنحني باحترام أمام جهدك الكبير أستاذنا سيلوس
واقدّر كل إضافة من الإخوة الكرام

ليس أجرأ من البابا يوحنا الذي اعتذر لليهود تجاه صمت الكنيسة الكاثوليكية على اضطهادهم
رأب الصدع الخطير وهيأ البشرية لمستقبل يسوده الغفران والمحبة والتآخي
واعتذر كذلك للأورثوذكس عن العنف الذي مارسه الكاثوليك بحقهم

لكن البابا بعيد النظر،بالغ الذكاء،رفض أن يعتذر عن الحروب الصليبية
قال إنها أخطاء متبادلة تستوجب الاعتذار من الجهتين

هل يستطيع الأزهر أن يعتذر عما فعله الإسلام بقريظة وأخواتها؟
بلا قريظة سيدي
هل يعتذر عن عدم السماح بوجود أديان مغايرة في الجزيرة العربية التي كانت تعجّ باليهود والنصارى؟
كمان بلاها.. سنفوتها له
هل يعتذر عن الجزية(الخزية)أو نظام أهل الذمة الذي انتهى على يد الغرباء منذ عهد قريب؟

نتمنى على الأقل هزّ أكتافهم للاعتذار عن جرائم العثمانيين الذين ما زالوا إلى اليوم يفخرون بهم
وليتهم كانوا خلفاء مسلمين.. كانوا سلاطين اجتمع كل الشر في شخصياتهم المريضة

ثقافة لا تلد إلا السفاح والجزار والمُخوزِق وقاطع الأعناق

القضية كلها عند الاعتذار يا أستاذ
أيّهم الأشجع؟
وكلهم يفاخرون بتاريخ الإبادة

تقديري


22 - اهلا بطلّة قمر الحوار
سيلوس العراقي ( 2016 / 2 / 22 - 13:09 )
مرحى بالاستاذة الاديبة ليندا
عزيزتي اسعدني حضورك الثمين وعودتك الرقيقة والغالية
ان تاريخ العالم مليء بالاخطاء الرهيبة
ولكي يصبح تاريخ العالم اكثر انسانيا على ابناء هذه الاجيال ان يقوموا بمصالحة مع تاريخهم وماضيهم
ويقوموا بمصالحة مع من وقعت أخطاء اجدادهم عليهم بالاثار الرهيبة والتي منها لا زال ينزف بسبب صلافة الابناء الحاليين المعاصرين
وليس فقط لصلافة الاسلاف من اجداد اجدادهم
بصراحة ان العالم الاسلامي تنقصه ثقافة الاعتذار الراقية والانسانية
والاعتذار عما حدث في الماضي يحتاج الى شجاعة
ويبدو عدم توفر الشجاعة لديهم ليكونوا اكثر انسانية
انها مشكلتهم لان الاعتذار عملية تحسين ثقافي واجتماعي للنوع البشري تجعل منه انسانيا وتنهض بالمجتمع والعائلة وقيمهما
لكن مالعمل مع من لديهم آذان ولا يسمعون ولا يفقهون
ومع من ضمائرهم قد تم تغطيتها وتغييبها
تقبلي فائق احترامي ومحبتي

اخر الافلام

.. ماكرون يرحب بالتزام الصين -بالامتناع عن بيع أسلحة- لروسيا •


.. متجاهلا تحذيرات من -حمام دم-.. نتنياهو يخطو نحو اجتياح رفح ب




.. حماس توافق على المقترح المصري القطري لوقف إطلاق النار | #عاج


.. بعد رفح -وين نروح؟- كيف بدنا نعيش.. النازحون يتساءلون




.. فرحة عارمة في غزة بعد موافقة حماس على مقترح الهدنة | #عاجل