الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قيادات بلا تنظيمات. مشاهدات هكذا عرفت حقيقة الاحزاب الاسلامية الشيعية في العراق- 3

وليد عبدالله حسن

2016 / 2 / 19
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بعد سنة كاملة في سجن الامن العامة في الثمانينات واثناء التحقيق القاسي والمرير مع المعتقلين تكرر اسم المقدم قاسم ابو درع التكريتي( مسؤول الشعبة الخامسة السياسية في الامن العامة بغداد) كونه هو المسؤول الرئيسي في تكوين تنظيمات وهمية من جميع الاحزاب المعارضة للدولة العراقية ( زمن صدام حسين ) وخاصة لحزب الدعوة والمجلس الاعلى( المجاهدين سابقا) ومنظمة العمل الاسلامي وهذا الاستغراب المفجع والسؤال يدور في اذهان كل المعتقليين المرشحين للاعدام في اي لحظة، كان الالم والخوف والندم والتفكير بالخيانة يدور يوميا في اذهان ونفوس الجميع من المتعقلين في تهم التنظيمات المسلحة او غير المسلحة:- هل من المعقول ان قيادات الاحزاب الاسلامية الشيعية في الخارج لاتعلم بهذه الخطط المخابراتية والامنية المرعبة لنظام صدام حسين؟ وهل سلموا الشباب المسلم والمؤمن المتطلع للثورة والنضال كارقام لزيادة قائمة الشهداء من اجل مستقبلهم القيادي ؟ لماذا لم تصل معلومات على وجود هذه الخطط والتنظيمات الوهمية وعلى ان هذه التظيمات وقياداتهم توقفوا عن العمل الحقيفي داخل العراق؟ اسئلة ومخاوف وشكوك وخيانات ومواجع وفقدان وشعور بالندم والرعب تزداد يوما بعد يوم و اثناء تواجد المعتقلين سياسيا في هذه السجون الخاصة جدا، والتي لم يعش فيها او يمر بتجربتها القاتلة الا وخرج مجنونا او معوقا او لايمكن ان يصدق باي تنظيم ديني او سياسي في كل العالم.
- وللعلم كان كل يوم اخواننا من كلية الطب والهندسة وباقي الكليات بالخصوص الذين لهم جذور شيعية في عموم العراق من الشباب تتوافد الى السجن وتصعد للاعدام بشكل عشوائي وغريب الا مارحم القدر او الصدفة او الظروف التي يمر بها البلد او ظروف الحرب او امزجة واحلام الرئيس القائد الضرورة.
- كل هذه التي تسمى قيادات الاحزاب الاسلامية اثناء الثمانيات تعرف ان لاوجود لتنظيم حزبي حقيقي لها داخل العراق وان كانت موجودة اعلاميا واسميا فهي عبارة عن كذبة ووهم كبير وان مايسمى بتنظيمات الداخل ليس الا عبارة عن عدة اشخاص من عوائل المناضلين السابقين وقعوا في يد الامن العامة والمخابرات واصبح اكثرهم عملاء مزودجين او الذين رفضوا هذا العرض اعدم اكثرهم بلا تردد ومن افلت من ايدهم بطريقة او اخرى فهو شاهد حقيقي لما اقوله للتاريخ وان صمت فهو مازال خائن لكل اخوتنا الشهداء والضحايا والصادقين في عملهم .
- اذن لماذا ورطت هذه الاحزاب كل هذا العدد الهائل والقرابين من الشباب الذين اعدموا اكثرهم ودفنوا في مقابر جماعية من بداية الثميانيات حتى نهاية التسعينات واذا نرجع للحقيقة ان هذه الاحزاب الدينية السياسية هي انتهت بشكل رسمي في نهاية السبعينيات بشكل شبة نهائي ومن بقى منهم من الاساسيين او الخطوط الاولى اعدم و هربوا البعض او الخطوط الثانوية الى الخارج وليس لهم اي اتصال حقيقي في داخل العراق الا في اطراف المحافظات الجنوبية وخاصة في الاهوار العراقية في حينها ولنا معها قصة اخرى ، وهؤلاء الذين اصبحوا من بعد قيادات الاحزاب الشيعية في العراق اكثرهم اليوم يحكم العراق بعد سقوط الحكم الدكتاتوري اللعين والشي الاغرب والافجع انهم يحملون في طيات تفكيرهم وسلوكهم حكما دكتاتوريا وعشوائيا غبيا وماظهر من سلوكياتهم في سرقة البلد وتدمير ثرواته والغباء السياسي والصراع المذهبي على الحكم والسيطرة والهمينة على كل شي وتصرفاتهم المخزية وطرق تعاملهم المخجلة الى حد الاستغراب والشك في كل شي حتى الايمان بالاديان والمذاهب.
- ماذا يمكن ان نقول لكل الشهداء الشباب وهم على المشانق يهتفون بقوة وعزيمة واصرار غريب يحيى العراق وكبروا باسم الله بصدق ووفاء حقيقي لامثيل له ؟
-ماذا نقول لكل قطرة دم سالت وكل صرخة والم ووجع لامثيل لها مرت على الدعاة والمناضلين في السجون والمقابر الجماعية من اجل حياة كريمة ومستقبل زاهر لعوائل الشهداء على الاقل الذين اكثرهم سحقتهم الحروب والعوز والفقر وترأس عليهم من كان يجلدهم ويقتل ابنائهم ويعتدي على نسائهم؟
-هل نقول لهم لقد طلعوا رفاقكم في الاحزاب الاسلامية الشيعية بشكل عام و حزب الدعوة الاسلامية في الخارج بشكل خاص عبارة عن مجموعة حرامية وقتله وخونه ،وان التاريخ والمذهب والدين والحزب خدعنا ونحن عبارة عن مسرحية حرب مذهبية مقدسة تتكرر كل يوم من اجل ديمومة واستمرار اوهام تاريخية تفيد السادة وتذل العبيد لابد الابدين؟
-من يعتذر لكل هؤلاء الضحايا؟
- ومن يسامح من؟
ربما الأسم الصريح الوحيد الذي احتفظ به بقوة كبيرة هو اسم يعرفه من كان في سجون الامن العامة في بغداد وهو كان مسؤولا عاما في بغداد والفرات الاوسط في زمن الثمانيات والتسعينات لحزب الدعوة الوهمي في العراق في زمن حكم الطاغية- واليوم اصبح هو مسؤولا حقيقيا للجهاز الامني لحزب الدولة الاسلامية في العراق والشام(( داعش)) هو المجرم والقاتل المقدم قاسم ابو درع التكريتي رئيس الشعبة الخامسة في زمن صدام حسين - صدفة مو!!!! وماكثر الصدف البشعة في حياتنا.
----------------------------------------------
ادلة بسيطة عن وهمية الاحزاب الاسلامية الشيعية في الثمانيات وهذا النموذج:-
من اكبر ثاني المجاميع التي تم القبض عليها في زمن وجودي بمعتقل الامن العامة في بغداد في الثمانيات- كونهم تنظيم اسلامي مسلح تابع لحزب الدعوة هو تنظيم مدينة الثورة والكمالية الذي كان يراسه طالب كلية القانون محمد ميري ابن اخت الكاتب والمفكر العراقي المرحوم خضير ميري وكان التنظيم وهميا ومخطط من قبل خلية المقدم قاسم ابو درع في الامن العامة ( الشعبية الخامسة )وبتنسيق مع الجاسوس المزدوج( مع المعارضة في الخارج) السيد حسين الموسوي الذي كان يعمل مع المخابرات والشعبة الخامسة في الامن العامة والذي تم قتله من قبل المجموعة نفسها عندما اكتشفوا انه يعمل جاسوس عليهم وان تنظيمهم تنظيما وهميا وبعدها تم القبض على كل التنظيم تقريبا واعدم الكثير منهم محمد ميري ومجموعته والحكم بالمؤبد على باقي الخطوط المرتبطة بالتنظيم الوهمي وكذلك تم اعدام من اكتشف ان هذا التنظيم وهميا هو الانسان الرائع والمثقف الشاب الشهيد كنعان ( كان طالبا في كلية اللغات قسم فرنسي ) هو واخوه محمد ( طالبا في كلية القانون والسياسية )وكذلك تم اعدام النقيب ((غيث) مسؤول الحرس على المفاعل النووي العراقي في حينها احد رموز هذه المجموعة ، وكذلك المجموعة التي وقعت بالمصادفة الغريبة هم كل من خصير ميري ورعد شوحي وبلاسم وغيرهم تقريبا ١-;-١-;- شخص مثقف عراقي واستاذ اكاديمي على اساس التنظيم يهربهم للخارج وتم اعدام الجميع ماعدى خصير ميري تنكر بالجنون وعاش يحمل اثار الوجع والتعذيب والجنون ورحل قبل اشهر يحمل اسرار وذكريات مريرة في سجون الطاغية.
وليد عبدالله
19-2-2016








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مشروع علم وتاريخ الحضارات للدكتور خزعل الماجدي : حوار معه كم


.. مبارك شعبى مصر.. بطريرك الأقباط الكاثوليك يترأس قداس عيد دخو




.. 70-Ali-Imran


.. 71-Ali-Imran




.. 72-Ali-Imran