الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نجاح الدول العلمانيه وفشل الدل الدينيه

سناء بدري

2016 / 2 / 20
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


متى ستستوعب شعوب عالمنا الاسلامي والعربي انه لا مكان للدوله الدينيه في المجتمعات المتحضره.
متى ستصل الى قناعات ان الاسلام ليس حلا للقضايا السياسيه والاقتصاديه وحتى الاجتماعيه.
كل الدول التي قامت على اسس دينيه فشلت .
الدول الدينيه الاسلاميه خير مثال, رغم وجودها وبقائها فهذا لا يعني صحة رؤيتها ونهجها السياسي والاقتصادي اذ انها فاشله بكل المقايس.
هي دول شموليه اقصائيه عنصريه فاشيه استبداديه ودكتاتوريه وهذا كله وغيره الكثيرمثل الغائها للحريات ورفضها للديمقراطيه وبتحصيل حاصل ستكون بعيده عن العداله الاجتماعيه.
عند الحديث عن الدول الاسلاميه والعربيه التي اخذت من التشريعات الدينيه اساسا لسياستها وحكمها نرى اننا لا نستطيع ان نجد منها دوله ناجحه رغم ثراء بعضها المادي اذ ان فقر وعيها السياسي وتخلف فكرها الانساني وغياب ابداعها العلمي والمعرفي والابداعي هو عنوانها.
اذا كان البعض يرى ببعض مظاهر الثراء من بنايات ضخمه ومدن عصريه هو نتاج سياسة التشريعات الدينيه فهو واهم فما هذا الا قشور واستيراد للحداثه يفتقر الى الديمقراطيه والحريه والعداله الاجتماعيه في توزيع الثروات .
المقصود بالدوله العلمانيه هي الدوله التي تحيد الدين وتلتزم بمواثيق حقوقق الانسان وان تكون الدوله لكافة مواطنيها وان اختلفت الاعراق والعقائد والاديان والمذاهب والطوائف مالملل.
من يحدد شكل الدوله العلمانيه هو دستورها واحزابها والنخب السياسيه التي تكفل للجميع المساواه.
من هنا هذه رساله للكثيرين الذين يدعون ان هذا البلد الغربي او الشرقي لا يحمل مواصفات الدول العلمانيه المثاليه, لكننا نبين ان هناك في الغرب دول علمانيه كثيره ولكل منها مبدئها ودستورها لكن القاسم المشترك بين جميعها ,انها اعتمدت على مواثيق لاحقوق الانسان ومبادئ حق المساواه للجميع.
الدين لا يسيس لذا فالدوله العلمانيه هي التي ترعى وتصون الاديان اكثر من الدوله الدينيه .
هل تحارب الدول الغربيه العلمانيه الاديان ام انها تكفل الحره الدينيه وتعتبره شأن خاص.
اذ كان بعض المتشدقين يعتبرون ان ما يجري على الارض اليوم في الغرب من رفض قبول المزيد من اللاجئين او حتى الكراهيه تجاه الاسلام فهذا اكيد ليس مرجعه ديني قدر ما هو اختلاف ثقافات ونتيجة التجاوزات والاخطاء والجرائم والتحريض وصولا الى الارهاب الذي يمارس عليهم.
وقد يسأل سأل لماذا الدوله العلمانيه لا الدينيه؟
فمثلا دوله دينيه سنيه مثل السعوديه لن نتدخل بتفاصيل تخلفها وفقر وعيها السياسي والاجتماعي وغياب الحريات والديمقراطيه ما هو موقفها من الاقليات وخاصة الشيعيه غير التهميش.
في المقابل دوله دينيه شيعيه مثل ايران نفس شروط مجتمعاتها السياسيه الشموليه والمستبده مثل التي بالسعوديه ما هو موقفها من السنه ايضا غير التهميش والاقصاء.
هل هناك دوله دينيه ممكن ان يكتب لها النجاح والبقاء والاستمرار اذا اعتمدت في دستورها على التشريع الاسلامي مع كل ما يحتويه من افكار وممارسات بعيده عن المساواه في الحقوق بين كل اطياف المجتمع.
هل حقوق المرأه والطفل والاقليات ستصان في الدوله الدينيه؟
الجواب على الكثير من هذه الاسئله سيكون بالنفي.
لا يوجد دوله دينيه تتخذ كمثال صارخ وجاد ومقنع وفعال ديمقراطي يكفل الحريات للجميع يحتذى به.
اذا كان البعض يعتبر تركيا دوله اسلاميه اتخذت من التشريعات الاسلاميه دستورا فهو واهم اذ ان نجاح تركيا هو نتاج ارثها العلماني الذي خلفه اتاتورك والذي اقتضت بالكثير الكثير من تشريعاته. وفي اللحظه التي عاود حزب العداله واللتنميه الرجوع عن مكتساباته العلمانيه واتجاهه الى الدين وتسيسه وتدين سياسته بدءت تركيا تخسر من بريق نجاحها وها هي اليوم تتخبط وترجع الى الوراء.الصراع القومي التركي الكردي على المحك رغم ان كلا القوميتين يدينون بالاسلام.
الدوله العلمانيه هي نهج حياه وتقدم وابداع وحريه ومساواه للجميع والاهم هو الانسنه وتقبل الاخر المختلف.
لماذا تخاف الدول العربيه الاسلاميه من العلمنه ولماذا تحاربها؟
لا يوجد سبب سوى رفض الحاكم المستبد ورجل الدين الفاسد والمرتشي واصحاب العمائم والتيارات والاحزاب الدينيه الاسلاميه اذ ان وصايتهم على الشعوب سوف تتلاشى وتذوب وسترفع وتلغى.
فاذا كانت الدوله العلمانيه الغربيه تحترم الاديان وتبقي عليها وهي بالاصل ليست اسلاميه فهل من المعقول ان دوله عربيه او اسلاميه يدين اغلب سكانها او جميعهم بالاسلام تلغيه لانها اتخذت من العلمانيه شعارها ومبدئها ووجودها السياسي.
الدوله العلمانيه لن تلغي الاديان لكنها تحيدها وترفض تسيس الدين وما تبقى فهي دوله ديمقراطيه فيها تداول للسلطه وانتخاب ومساواه للجميع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
سناء بدري ( 2016 / 2 / 20 - 13:54 )
ارجو من ادارة الموقع تصيح العنوان وقد ارسلت مباشرة العنوان المصلح مع الشكر


2 - اسباب محاربة العلمانية
شاكر شكور ( 2016 / 2 / 20 - 16:55 )
إنا اعتقد بأن اعتراض شيوخ الإسلام من تطبيق العلمانية يكمن في خوفهم من تجريد الإسلام من سلطة محاسبة المرتد عن الدين الإسلامي فوجود النظام العلماني يعني تطبيق حقوق الإنسان في حرية المعتقد بما في ذلك تغيير الدين وإلغاء خانة الديانة من البطاقة الشخصية وفي العلمانية لا يوجد قانون ازدراء الأديان الذي يمنع النقد والنقد يرعب شيوخ الإسلام لأنه يكشف الدجل وما مخبأ تحت السرير ، يقول شيخ الفتنة يوسف القرضاوي لولا وجود حد الردة وقتل المرتد لانتهى الاسلام
https://www.youtube.com/watch?v=R0VMa5n_frc
ففي ظل النظام العلماني يسقط سيف الإسلام الذي يدعو للجهاد وقتل المرتد مما يجعل خروج الناس من الإسلام افواجاً لذلك يرى شيوخ الأسلام بأن نهايتهم تكمن في تطبيق النظام العلماني لذلك يحاربوه بكل الوسائل ، برأيي لا حياة حرة كريمة للشباب الصاعد إلا الخروج من عباءة تعاليم الصحراء واللجوء الى نظام علماني تحت شعار الدين لله و الوطن للجميع‏ ، تحياتي استاذة سناء


3 - تعليق الى شاهر الشرقاوي
ايدن حسين ( 2016 / 2 / 20 - 19:07 )
اخي العزيز .. ادعوك الى المنطق و الى العقل
اكل لحم الخنزير ..انه حرام .. لكنه افضل من قتل شخص ايا كان ذبحا
النظر الى الانثى افضل من حرق مخالفيك بالنار
متى ستستوعب هذا يا اخي الفاضل
يعني .. هل ليس هناك اية ضرورة لمنع المسلم من ان يذبح مخالفه .. لا توجد اية ضرورة تمنع المسلم من حرق مخالفيه بالنار
اخي العزيز .. الغرب ( الكافر ) فكر في الضمان الصحي و الاجتماعي لمواطنيه .. الغرب الكافر آوى الكثير من المسلمين المهاجرين هربا من المسلمين ( الحكام العرب و المسلمين ) .. الغرب الكافر وضع على عاتقه ان يجد عملا لكل ملتجيء يلجأ اليها ايا كان قوميته او دينه .. و اذا لم يقدر ايجاد العمل لهذا اللاجيء .. وضع على عاتقه ان يصرف معاشا لهذا اللاجيء لكي يستطيع ان يعيش عيشة كريمة
اين بلداننا التي تدعي الاسلام من هذا
اين الانظمة الاسلامية القديمة من هذا
الفرد في الاسلام عليه ان يكد و يتعب منفردا و من دون حماية الدولة او مساعدتها .. عليه ان يشق طريقه في الحياة منفردا .. حيث ان الدولة لا و لن تساعده .. او على الاقل لن تيسر عمله
الغرب اب شفيق .. الاسلام اب عاق
شاهر .. كفاك اغماضا على عيوب الاسلام
و النصر على من


4 - صدق من قال الدين افيون الشعوب
مروان سعيد ( 2016 / 2 / 20 - 19:57 )
تحية للاستاذة سناء بدري وتحيتي للجميع
موضوع رائع ويضع النقاط على الحروف الدول الدينية فاشلة فاشلة فاشلة والدين افيون الشعوب لاانه من شيطان رجيم يفرق الاخ عن اخيه باختراعه الطوائف ويامر بالقتل والنهب والسبي والعبودية ويجعل المراءة والاولاد عبيد لسي السيد الدكتاتور الاعظم ويقيد الحريات كما ذكرتي حضرتك وهي اهم شيئ يطمح له الانسان
والحقيقة حضرتك باسطر قليلة تلخصي الفكرة وتدعينا نحتار بما نعلق ولكن ذكرتي حضرتك مثالين رائعين عن اكبر دولتي دينيتن وهم تقريبا مؤسسي الاسلام السعودية وايران وهم افشل دولتين سحقوا شعوبهم وكبتوا انفاسهم ويتدخلون بجميع دول المنطقة وهم صنعوا الحروب وجلبوا علينا الشرق والغرب وتركيا التي ستلحق بهذه الدولتي الفاشلتين اذا بقيت تنقاد وراء الدين
ومودتي لك وللجميع


5 - إلى السيد: ايدن حسين
سيد شهيـر ( 2016 / 2 / 21 - 06:05 )
أولا / سيد شهيـر ليس شاهر الشرقاوي، و حيث لم أعثر على تعليق لشاهر الشرقاوي فأنت أكيد تقصد سيد شهيـر.
ثانيا / ادعوك الى المنطق و الى العقل.
-لكنه افضل من قتل شخص ايا كان ذبحا- و - افضل من حرق مخالفيك بالنار-
لا يوجد حديث شريف و لا آية قرآنية تأمر بقتل أو ذبح الناس و لا حرقهم. و إن رأيت بيّن لنا ؟
- كفاك اغماضا على عيوب الاسلام- لا تلصق تصرفات السفهاء بالإسلام.


6 - تعليق
ايدن حسين ( 2016 / 2 / 21 - 06:52 )

CHAHIR SYED
هذا الاسم يمكن ان يقرأ .. كاتالي
شهير سيد
شاهر سيد
و لا يمكن ان يقرأ
سيد شهير
او سيد شاهر
مع هذا اعتذر .. ان كنت مخطئا
..


7 - الاستاذ شاكر شكور المحترم
سناء بدري ( 2016 / 2 / 21 - 09:02 )
اوافق على ما طرحت اذ اني ذكرت في مقالي ان العلمانيه لا تصب في فلك الحاكم المستبد ولا الشيخ الوصي.لان العلمانيه ستحيد الدين وتجعل مكانه الطبيعي في دور العباده والجوامع وتجعل من الدين شأن شخصي لانه في الدوله الدينيه هو شأن عام وفي الاسلام دين ودنيا
من جهه الاسلام يقول من شاء فليؤمن ومن لا فله الحريه بعدم الايمان لكن في المقابل اذ ارتد يحكم بالاعدام اذا لم يرجع عن ارتداده هذا تناقض واضح وممارس
اذا كانت الدوله حتى غير دينيه يحاسب من ينتقد اي شريعه اسلاميه بشكل عقلاني انساني ويطلق العنان لداعي يحرض على القتل وينشر الكراهيه ويحض على الارهاب وخير مثال مصر
تحاكم الكاتبه فاطمه ناعوت ويسرح ويمرح وينشر الكراهيه الشيخ اسحاق الحويني
تحياتي ومودتي


8 - الاستاذ ايدن حسن المحترم
سناء بدري ( 2016 / 2 / 21 - 09:10 )
اشكرك على حسن المتابعه وعلى الردالذي اطلقته للاستاذ سيد شهير فهو لا يرى اي عيوب ولا سلبيات في الدين الاسلامي ويحاول بفهلويه ان يجب على مجمل افكار المقالات ويعتقد ان اجاباته مقنعه مع انها تكرار بشكل متعصب ايمانا منه بان الاسلام يملك الحقيقه المطلقه والاهم نظرته الدونيه للمرأه
تحياتي ومودتي


9 - الاستاذ مروان سعيد المحترم
سناء بدري ( 2016 / 2 / 21 - 09:20 )
المشكله ان البعض لا يرى بالسعوديه وايران دول دينيه لانها بالفعل فاشله كمجتمع انساني فيه حرية التتغبير والانتخابات ويراعي حقوق الانسان ويعترف بالمساواه.
ماذا تسمى دوله من السعوديه وايران غير دوله دينيه لهذا يتفذلك البعض ان سبب فشلها وتخلفهاهو ابتعادها عن شرع الله وتفيذ كل شعيره او ايه في القرأن ليكون الوضع اسؤ ما عليه الان بالتخلف والجهل.
يجادلوننا ان لا دوله اسلاميه تمثل الاسلام الحق لانه لن تكون اصلا حتى لو فصلت تفصيل لان الكثير من الموروث الديني الذي يرفض المسلمين استحداثه فقد صلاحيته
تحياتي ومودتي


10 - الاستاذ وفا سابا المحترم من الفيسبوك
سناء بدري ( 2016 / 2 / 21 - 09:30 )
الدول التي ذكرتها لا تحكم بالشريه الاسلاميه مثل السعوديه وايران وافغنستان والسودان و و بل هي دول لبيراليه وتستمد من الماركسيه نظريتها وتحاول تطبيقها لكن ينتظرون الترجمه.
عزيزي فالج لا تعالج دق المي وهي مي
اذا كانت المرأه طبيبه او محاميه او او لا تستطيع السفر او الحج دون محرم .تصور عندما يكون الابن محرم لوالدته وهو لم يكتمل سن البلوغ وامه في الخمسنات مثلا.وبالاخير بقولك ان المرأه لها حقوق والامثله كثيره وطرحت في مقالات سابقه
تحياتي ومودتي


11 - الاستاذ مصطفى فاضل المحترم
سناء بدري ( 2016 / 2 / 21 - 09:41 )
المقال لم يطرح رفض الدين بقدر رفضه لتسيه هذا من جهه وما دخل الترف بالايمان وشكل الحكم.العلمانيه لن تسلب ايمانك ولا طريقة معيشتك ولن ئودي الى عذابك بل هي طريقة حكم على اساس مواثيق حقوق الانسان.
الدين شأن شخصي ولا تستطيع ان تفرضه على الاخرين.
انت تخلط بين العلمانيه كاسلوب حكم واللالحاد لانك عندما تسمع كلمة دوله علمانيه اتماتيكيا ترى بها اللالحاد
انصحك بأعادة قرأة المقال
تحياتي ومودتي


12 - الإختباء وراء السراب
سيد شهيـر ( 2016 / 2 / 21 - 14:25 )
إن الذي لا يستطع الدفاع عن أفكاره، دليل عدم قناعته هو أولا بها، فيلجأ إلى الإختباء وراء أي شيء حتى و إن كان هذا الشيء سراب.