الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حياة الطالب الجامعية

علي الزاغيني
(Ali Alzagheeni)

2016 / 2 / 21
المجتمع المدني


حياة الطالب الجامعية
علي الزاغيني
مما لاشك فيه ان حلم كل طالب او طالبة على حد سواء هو أكمال التعليم الثانوي وبمعدل يطمح به ليحقق حلمه بدخول الجامعة و الكلية التي يرغب بها ليحقق طموحه بحياة جامعية طالما حلم بها وبالأجواء التي تجعل منه شخصية تختلف كليا عن باقي الطلبة في المرحلة الإعدادية والمتوسطة وينظر اليه المجتمع نظرة مستقبلية يشاد لها بالبنان وهو ما يجعله فخورا بذاته رغم اغلب الطلبة ربما غير مقتنعين بالقبول بسبب المعدلات العالية او شعورهم بالغبن من خلال مساواته بطلبة اقل درجات منه .
بكل تأكيد ان النظام الداخل للكليات والمعاهد يختلف كليا عن الدراسة في الإعدادية وهذا ما يجعل الطالب أكثر نضوجا وأكثر تعقلا وذلك بسبب كون الدراسة الجامعية مختلطة وهذا ما يتطلب منهم الحرص والأناقة والتحضير اليومي وكذلك ارتداء الزي الموحد حتى لا يقعوا في مطبات الإحراج خلال المحاضرات او التفتيش من قبل المقرر او غيره من الأساتذة وهذا الأمر بالتأكيد لكلا الجنسين ولا يقتصر على الذكور وحدهم .
الحياة الجامعية قد يتصورها البعض تقتصر على الدراسة وحدها او بالدراسة النظرية وهذه الدراسة والمحاضرات تختلف من كلية لأخرى ومن قسم الى اخر وحتى المعاهد تختلف سواء كانت داخل بغداد او بالمحافظات , حياة الطالب الجامعية بحد ذاتها يعتبرها البعض محطة استراحة قبل الخوض في معترك الحياة بالعمل سواء في دوائر الدولة لمن يحالفه الحظ بالتعين وسابقا كان من يتخرج يساق الى التجنيد لإكمال الخدمة الإلزامية وخلال الحروب السابقة للنظام لقى المئات منهم حتفهم قبل ان يكملوا خدمتهم او من يجد له وظيفة او عمل في القطاع الخاص لذا نجد الطلبة يحاولون قدر أمكانهم الترفيه وقت الفراغ والبعض الأخر يحاول استغلال الوقت بالدراسة حتى يتمكن من الحصول على درجات عالية تمكنه المنافسة على مقعد في الدراسات العليا تأهله ليكون ذا شان في المستقبل كما يتصور وهو بالحقيقة طموح مشروع لا يمكن تجاهله لمن يبحث عن فرصة لتعين من قبل حملة شهادة الماجستير والدكتوراه .
نلاحظ في السنوات الأخيرة كثرة الكليات الحكومية الصباحية والمسائية وكذلك الكليات الأهلية وهذا ما فتح المجال للكثير من الطلبة الذين يرغبون بكليات او أقسام لم يحصلوا عليها في القبول المركزي وخصوصا الكليات ذات المعدل العالي كالطب والصيدلة وغيرها وكذلك نلاحظ الإقبال من قبل موظفي الدولة للحصول على شهادة جامعية ليس الغرض منها تحسين الرواتب فقط وإنما زيادة ثقافتهم وخبرتهم في مجال عملهم وإتاحة الفرصة لهم ليتعرفوا على الأجواء الجامعية و لاسيما الذين لم تسنح لهم الفرصة بإكمال دراستهم نتيجة ظروف البلد او الظروف المالية او قلة الكليات سابقا , واعتقد ان الدراسة المسائية قد استوعبت ألاف الطلبة الراغبين بالدراسة وتمكنوا خلال السنوات الماضية من الحصول على مبتغاهم بالحصول على الشهادة ومن خلالها تحسين درجاتهم الوظيفية ورواتبهم وهذا احد الأحلام التي حققها الكثيرون خلال السنوات الأخيرة .
لعل من اهم ما يحصل عليه الطالب خلال فترة دراسته في الجامعة هو الاختلاط بكلا الجنسين وهذا الأمر يشكل بحد ذاته خطوة ايجابية للتعارف والتثقيف بالتعامل مع الجنس الأخر كون ان الدراسة في جميع المراحل في العراق ربما فقط بالمرحلة الابتدائية ولمدارس محدودة مختلطة وهذا الامر يسبب الإحراج وخصوصا للإناث ولا سيما المحافظات منهم الذين لم يعتادوا على هكذا دراسة مختلطة وربما هذا الاختلاط ينتج عنه علاقات زمالة جميلة وربما تكون هناك علاقات اجتماعية تمتد من الجامعة الى البيت تستمر مدى العمر وهي بالتالي علاقة جميلة تحمل أجمل ذكريات دراسية وقد تكون هناك علاقات عاطفية تنتهي بالزواج عند البعض وهذا ما يصبو اليه الكثير من الطلبة ومن الجنسين .
مهما كان الحلم صعب بالوصول الى الدراسة الجامعية الا انه بالتالي يجب ان يتحقق بفضل الصبر والمطاولة وسهر الليالي (من طلب العلا سهر الليالي ) ولكن للأسف نلاحظ خلال السنوات الأخيرة ان اغلب الطلبة لا يهتمون بالدراسة وكل ما يطمحون اليه هو الحصول على الشهادة بأي شكل من الإشكال متناسين ان الشهادة بلا معلومات جيدة لا قيمة لها وبالتالي يتخرج جيل كامل لا يمكن الاستفادة منه في المجتمع سوى الكمية على حساب النوعية , ومن هنا لابد من التعامل بشكل يتناسب مع كل طالب ومستواه الدراسي حتى لا يشعر الطالب المجتهد بالغبن وبالتالي يتخرج الجميع ولكن ربما الأوائل من الخريجين لا يحصلون على وظائف او مقاعد دراسية في الدراسات العليا بينما نجد منهم بمستويات متدنية يحصلون على ما يريدون بكل سهولة بسبب عدم العدالة والوساطة .
تبقى لحياة الطالب في الكلية نكهة خاصة لا يمكن ان تمضي دون ذكريات وهذه الذكريات مهما كانت سعيدة او مؤلمة لا يمكن ان تغادر الذاكرة بسهولة وتبقى المفارقات والمواقف راسخة في ذاكرة الجميع و لاسيما بعد ان توفرت كل وسائل الاتصال الحديث وكذلك اجهزة التصوير سواء بالهاتف المحمول او الكاميرات الديجيتل, ولكن بالنهاية يبقى للاستاذ ( معيد / ماجستير / دكتوراه ) دور كبير في صقل شخصية الطلبة في الجامعة من خلال التأثر به وبشخصيته وأسلوبه بايصال المعلومات لطلبته وكما له دور الأب او الأخ في التعامل في حل جميع المعضلات والمشاكل التي تواجه طلبته سواء كانت دراسية او نفسية او اجتماعية وهذا الدور قد ينتقل تدريجيا الى اغلب الطلبة لتأثرهم بأستاذهم ومن خلالهم يتعلمون كيفية التعامل مع منهم ادنى منهم في المستقبل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Thailand: How online violence and Pegasus spyware is used to


.. مداخلة القائم بأعمال مدير مكتب إعلام الأونروا في غزة حول تطو




.. العربية ترصد الاحتجاجات أمام جامعة السوربون بعد فض اعتصام مع


.. إسرائيليون يتظاهرون أمام منزل بيني غانتس لإتمام صفقة تبادل ا




.. معاناة النازحين في رفح تستمر وسط استمرار القصف على المنطقة