الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوار الاديان ام صراع الاديان

كوسلا ابشن

2016 / 2 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


حوار الاديان ام صراع الاديان

تقول العقيدة المحمدية: "إن الدين عند الله الإسلام " ( 19- ال عمران), " ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين" ( 85 - آل عمران), ويقول في سورة المائدة الاية 3: " ورضيت لكم الإسلام دينا "هذا من ناحية الاختيار الدين الصحيح والرضى على معتنقيه, اما من ناحية الدعاية ونشر هذا الدين ونبذ الاديان وكراهية معتنقيها وقتال اصحاب الاديان غير الاسلام, فيقول: "قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الاخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون" (29- التوبة), وقوله :
" ياْيها الذين امنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى اْولياء بعضهم اولياء بعض ومن يتولهم فانه منهم... " المائدة:53, وفي سورة الانفال, اية 61, يقول: "واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدوالله وعدوكم واخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم...",
ويقول في سورة محمد, 4, "فاذا لقيتم الكفارَ فضَربَ الرقاب حتى اذا أثخنتموهُم فشُدوا الوَثاقَ فامّا منَّاً بعدُ وامّا فِداءً حتى تضعَ الحربُ أورزارها ", وعن (رحمة وانسانية) محمد, يقول: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فمن قال لا إله إلا الله فقد عصم مني نفسه وماله إلا بحقه وحسابه على الله" (البخاري، الجهاد والسير ). , يتضح من هذا ان الله اختار الدين الاسلامي لعباده اجمعين, من غير الاديان الاخرى, ولذا فهو لا يقبل دين غير الاسلام, فمن لم يتبعه فهو خارج عن ملة اهل الدين الصحيح, وأبيحت دماءه.
من خلال الايات فمحمد ينفي الاديان الاخرى ويحاربها, ولا يعترف بها ليحاورها, واتباعه من بعده فرضوا الدين الاسلامي بالسيف والقوة والسبي, ولم يقنعوا احد بالحوار والمقارعة الفكرية لتبيان صحة الاسلام من عدمه, فالاثباتات التاريخية للممارسة الفعلية لتطبيق التعاليم الاسلامية تأكد بالملموس عن عدمية الجدوى من الحوار مع المتزمت لاسطورة دين الحق, والمستعد لتدمير البشرية من اجل اساطير الاولين.
تاريخ الاسلام هو تاريخ الحروب والعبودية والاستبداد , من مذبحة بني قريظة على يدي محمد, مرورا بالسبي الامازيغي وابادة الارمن وصولا الى مذبحة الاشوريين والايزيديين واستعبادهم وبيع نساءهم في سوق النخاسة من طرف داعش.
تاريخ دموي بسبب تحريض الشريعة الاسلامية على كره غير المسلمين, و قتالهم وسبي النساء والاطفال في القرن 21, رغم مرور 14 قرن من ظهور العقيدة المحمدية.
اتباع محمد يفرقون ويميزون بدقة بين دار الاسلام ودار الحرب, سلم ومجادلة مع من ينتمي لدارهم وقتال وغلاضة وسبي وجزية, من ينتمي لدار المشركين والكفار, دار الحرب المباحة لسفك دماء ساكنتها, فلا سلام مع دار الحرب الا بالاستسلام, وما سيتمخض من نتائج عن الاستسلام.
تطور المجتمعات الغربية وازالة معيقات حجم الابداع والتفكير اتاح لشعوب هذه المجتمعات تطوير انتاجهم المادي ومنتوجهم الفكري وتحسين حالتهم الاجتاعية ونشاطهم الفكري, وفي دار الاسلام بسبب التحجر و الجمود العقائدي, انغلقت المجتمعات (الاسلامية) في بنيتها القديمة الراكدة و المتخلفة, وظل الدين محور نشاط المجتمع, يأثر في السياسة والاقتصاد وفي العلاقات الاجتماعية, شكل الاسلام سبب من اسباب الرئيسية في تخلف واستبداد المجتمعات (الاسلامية), ونتيجة العجز من ايجاد حلول واقعية لتخلفها وركودها, اختلقت اسطورة المؤامرة الغربية على دار الاسلام, وبسسب ميل ميزان القوى لصالح الغرب (الكافر ), وعجز المسلمين على تطبيق قول محمد:" الذين امنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله باموالهم وانفسهم, اعظم درجة عند الله واولئك هم الفائزون", التوبة:20, وقوله:" ياْيها الذين امنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى اْولياء بعضهم اولياء بعض ومن يتولهم فانه منهم... " المائدة:53. التجأ قسم من المسلمين الى الاستفادة من مبدأ التقية في حالة العجز والضعف, وهذا ما يلاحظ في لعبة تظاهرات حوار الاديان و المنظمة خصوصا في البلدان اكثر استبدادا ودعما للارهاب الاسلامي (القسم المنافق), اما القسم الثاني من المسلمين فقد تشبث بالثوابت الاسلامية , قول محمد: "والذي نفس محمد بيده لوددت أن أغزو في سبيل الله فأقتل، ثم أغزو فأقتل، ثم أغزو فأقتل "( البخاري ), وقوله: "وأورثكم ارضهم وديارهم واموالهم وأرضا لم تطئوها وكان الله على كل شيْ قديرا" الاحزاب: 27, وهذا القسم المتشبث بالثوابت الارهابية بدون نفاق ولا دوران وعلانية, والمتمثل في العديد من المنظمات الارهابية واخطرها القاعدة وداعش, وكذا منظرين كثر في دول الوهابية في الخليج وفي بقع اسلامية مختلفة من العالم.
الدعوة للحوار من طرف الابواق الاسلامية مجرد تكتيك مرحلي في حالات الضعف والعجزعن المواجهة, لكون العقيدة المحمدية قسمت العالم الى اخيار (دار الاسلام) واشرار (دار الحرب), وبالنسبة للاسلام, القتال هو الوسيلة الوحيدة في حل الجدال والتناقض مع
الطرف الاخر, قتال المؤمنين لغير المؤمنين بدين الحق (الاسلام), وبهذا المنطق يتم الشيطنة والقضاء على الاشرار (دار الحرب), المتمثلين في اصحاب المعتقدات الدينية غير الاسلام ( اليهود, المسيحيين, الزردشتيين, البوذيين, الهندوسيين وغيرهم), وهؤلاء هم السؤولين المباشرين عن ازمات وتخلف المجتمعات (الاسلامية) حسب الدعاية المحمدية.
المسرحيات المنظمة هنا وهناك تحت تسمية حوار الاديان والمخصصة لبعض الفقهاء والمفكرين, هي مجرد لقاءات تعارف بين نخبة المذاهب الدينية, محدوديتها وفشلها كامن في المرجعية الاحادية والايمان بالفكر المؤامراتي
في خضم الصراع الفقهي والميداني, وخصوصا الارهاب الاسلامي الذي تمارسه التيارات الاسلامية في العالم وأبرزه حروب داعش ونتائجها الكارثية على الانسانية جمعاء, في هذا الجو المشحون بالعداء للاخر, يستحيل التعايش السلمي والثقة المتبادلة بين الاطراف المتصارعة, ويتحمل الاسلام مسؤولية اللاسلم واللاتعايش بين الشعوب المختلفة عقائديا.
صحيح ان كل دين من الأديان له نصوصه المقدسة المختلفة والمتناقضة مع الدين الأخر, وهي ليست قابلة للتغيير او الزيادة اوالنقصان باعتبارها كلام الرب حسب معتنقيها, و كل دين يدعي انه من عند الله وهو الاصح والاديان الاخرى مزيفة وهي كلام البشر, في هذه الحالة على اية اسس سيقوم الحوار, بين من يعتقد انه الاصح والاخر الزائف (عدم الاعتراف الواحد بالاخر ), والجواب استحالة التعايش والحوار في حالة تزمت كل طرف لنصوصه المقدسة , اما في حالة فصل الدين عن الامور الدنيوية,( ما للرب للرب وما للبشر للبشر),(العلمانية) و تنقية الاديان من النصوص العنفية و اللاانسانية والمحرضة على الغاء الاخر والداعية لقتال غير المنتميين لهذا المعتقد او ذاك, و تحرير المعتقدات الدينية من الجمود والتحجر والميتافيزيقية , البيريسترويكا على المستوى اللاهوتي, تجديد الفكر الديني لمسايرة مستجدات العصر( رغم ان هذا من المستحيلات ومن المتخيلات في العصر الحالي), ربما على هذا الاساس يمكن تجنب الصراعات العقائدية الدموية واتاحة الفرصة للحوار بين الاديان في اشكاله المتعددة وكذا التعايش السلمي بين حاملي المعتقدات الدينية المتناقضة, والتعايش بين الطوائف المذهبية المختلفة, واعطاء الاهتمام للقضايا البشرية الدنيوية, الاجتماعية والاقتصادية والثقافية.
بسبب الارهاب الديني الاسلامي يزداد الاصطدام سواء بين الافكار او بين حامليها, مما قد يؤدي هذا الاصطدام والتطاحن الى حروب بعيدة المدى, ستدفع الشعوب المقهورة ضريبتها,
ولهذا السبب يفترض ان حوار الاديان فرصة وضرورة ملحة ليس للإعتراف بالتعددية في ضوء واقع التواصل بين الاطراف المختلفة, بل هو مطلب كذلك لايجاد تقارب بين النصوص اللاهوتية والقيم الاخلاقية, و بناء الثقة والتفاهم والاحترام بين الاطراف المختلفة والغاء الحواجز والمخاوف المتراكمة بينها عبر التاريخ.
في الوضع الراهن لقاءات النخبة وما يتمخض عنها تبقى مقترحات افتراضية وافكار مثالية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الهيئة القبطية الإنجيلية تنظم قافلة طبية لفحص واكتشاف أمراض


.. الدوحة.. انعقاد الاجتماع الأممي الثالث للمبعوثين الخاصين الم




.. لماذا يرفض اليهود الحريديم الخدمة العسكرية؟


.. لماذا يرفض اليهود الحريديم الخدمة العسكرية؟




.. 154-An-Nisa