الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل الله هو العدل؟ وهل يجب أن نغض البصر عن كل من أرفق إسم الله في أفعاله؟

سمر محسن

2016 / 2 / 25
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تنتهي صفة العدل عن أي حاكم ورئيس دولة يقمع معارضيه ويقوم بسجنهم أو تصفيتهم ليخرس ألسنتهم وأقلامهم خوفاً من أن يستنير الناس بهم ويبدأوا بمطالبته بحقوقهم المشروعة.
ويسمى هكذا قائد بالديكتاتور الإرهابي.
حيث تسمو وترقى وحدها الدول التي لا تمنع المعارضة من إبداء الرأي كي تُجبِر من في يده السلطة على عدم الإنجراف وراء سطوة المقوّد وتجعل أفعاله دوماً تحت المجهر وهذا يضطره للبقاء حذراً ناشطاً في خدمة الشعب كي ينال الرضى ولا تُلزم عليه زلة قد تطيح به وبحزبه.
فلنتأمل قليلاً هذا المنطق ونحاول تطبيقه على الدول التي تستخدم الدين كدستور حياة، حيث نجد إن رجال الدين وجلاوزة المسلمين يستميتون في إخماد وقمع أي فكر قد يؤدي ببقية الساهين إلى الصحوة والإنتباه ويخافون بشدة من أن يُستثار الشك والتساؤل في خبايا وتناقضات الدين ويُرهِبون المتساءل بقولهم (لا تحاول التفكير بهذه الأمور التي لا يعلمها إلا الله لإنك قد تصل إلى نهاية خطرة وهي الإشراك بالله!), لماذا هذا الخوف من التفكير في أمر من المفترض إنه بعيد كل البعد عن الشبهات وجاهز بكل الردود لمن يتساءل, ولا أقصد بالردود هنا هي تلك القوالب الجاهزة التي يرددها رجال الدين كقولهم (هذهِ حكمة الله التي لا يعلمها غيره) لا بل رداً منطقياً يُقنِع المشكك ويعيده إلى جادة الصواب هذا لو كان الدين صواب.
كيف ننفي صفة العدل عن عباد الله من رؤساء الدول الدكتاتوريين الذين يحاولون الحفاظ على كراسيهم حتى لو أراقوا الدماء وقتلوا وسجنوا معارضيهم في سبيل تحقيق هذه الغاية بينما نقوم بغض النظر والتسامح عن رجال الله وهم يجلدوا ويسجنوا كل من ينتقد دينهم ويبين عيوبه بتهم (إزداء الأديان وغيرها)؟ أوليس هذا قمعاً على نمط القمع الأول؟
لو كان رجال الله واثقين من خِلو دينهم من الثغرات مهما تأملنا وحللنا وبحثنا لما إستشاطوا غضباً منا وحاولوا سحقنا خوفاً من أن نثير الشك في قلوب البقية.
منذ صغري كنتُ طفلة مُشككة ولا تقنعني تلك الإجابات الباهتة وأفكر وأتأمل في ما أسمعه من أهلي وكثيراً ما كنتُ أسأل لماذا هذا ولماذا ذاك, كتلك المرة التي كان والدي يحكي لنا عن قصة النبي موسى والخضر وكيف إنه من ضمن الأمور التي قام بها الخضر وأثارت عجب موسى هو إنه قام بقتل غلام صغير كان يلعب مع بقية الصبية دون سبب, ولما زهِق الخضر من تساؤلات موسى فارقه ولكن قبلها أخذ يفسر له لما أغرق السفينة وقتل الطفل وغيرها من تلك الأمور (الغريبة), وتحديداً في موضوع قتل الغلام قال الخضر (أَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا), هذه الإجابة كانت كافية بالنسبة لموسى على ما يبدو في تبرير قتل الطفل, ولكنها لم تكن كافية بالنسبة لي ولم يستسغها عقلي فقاطعتُ والدي وهو يحكي متسائلة (وما مصير هذا الطفل بعد أن قتله الخضر وصعدت روحه إلى خالقها؟ أهو النار أم الجنة؟ هل سيُعتبر من الصالحين بحكم كونه لم يقم لحد لحظة قتله بأي شيء سيء؟ أم سيُعتبر من الخاطئين لكون الله قد علِم مسبقاً بنيته في الكفر والطغيان؟ وكيف سيرد الله (الحاكم العادل) على الطفل لو سأله لماذا لم تعطني فرصتي في الحياة يا الله لأثبت لك إنني لستُ بالشرير؟ وإن أجابه الله بإنني أعرف ذلك لكوني خلقتكَ فهل هذا يعني إن الله هو من يضع فينا الشر والخير ويرسم مسار حياتنا منذ البدء وتصرفاتنا ليست بناءاً على أختيارنا الشخصي ورغم ذلك يقوم بمعاقبتنا على شيء إختاره هو لنا ؟!).
كانت إجابة والدي لي بعد أن مل من كثرة أسئلتي (بأن هذه حكمة لا يعلمها إلا الله), فقلتُ (وما الغرض في ضرب الله لنا بحكمة لا نفهمها؟ أوليس من المفترض أن تكون الحكمة لنتعلم شيء جيد منها؟).
حينها أجابني والدي (إنني يجب أن أكف عن هذه الأسئلة التي ستودي بي يوماً إلى طريق الظلال والكفر بالله).
في رأيي أن الغاية الأولى من ضرب هذه الحِكم الألهية العصية الفهم والتفسير هي إقناع وبرمجة المتلقين على عدم طرح الأسئلة والإكتفاء بالقول (هذهِ حكمة الله) وعلينا جميعاً أن نكون كموسى الذي أكتفى بتبرير الخضر رغم إرتكابه لجرائم بشعة لا يقبلها العقل ولا المنطق وتدل دلالة واضحة على إنه كان مختلاً قاتلاً ولكن لكونه أرفق كلمة (أمر الله) بأفعاله حينها أصبحت فجأة مبررة ومقبولة!
قمع فكري لا غير وإستغفال لعقولنا وإنسانيتنا, كذلك القمع الذي يمارسه الحاكم الدكتاتوري ولكن بإختلاف واحد فقط وهو إننا نستطيع أن نحلل ونناقش تصرفات هذا الحاكم لكونه بشري ولكننا لا نستطيع أن نحلل تصرفات الله لكونه (العدل) حتى لو قام بأمر رجل بقتلنا ونحن صغاراً دون ذنب مرتكب بعد, وبهذا سلمنا رقابنا لكل من ردد عبارة (هذا أمر الله) ونسب الألوهية لكل مصلحة شخصية يبتغيها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اسالة
جابر بن حيان ( 2016 / 2 / 25 - 22:03 )
هناك اسالة كثيرة على الانسان الذي له قليل من العقل ان يطرحها فكيف يعقل مثلا ان يفارق محمد الغلاف الجوي للارض دون اوكسجين ودون معدات واقية من الحررارة المفرطة والبرودة القاتله لما صعد الى السماء لمقابلة ربه
كيف يعقل ان سليمان كان يطير في السماء على بساط وكيف كان يكلم الحيوانات بل حتى الحشرات مثل النمل وكيف يعقل انه مات وظل متكئا على عصاه والكلا لا يعلم انه مات لمدة طويله رغم ما له من خدم وعبيد ونساء وابناء من الانس والجن والطيور والامثلة كثيرة


2 - إلى السيد: جابر بن حيان
سيد شهيـر ( 2016 / 2 / 26 - 06:51 )
-يفارق محمد الغلاف الجوي للارض دون اوكسجين- أجعلت الأمر الذي بين يدي الله كالأمر بين يدي البشر ؟ مع العلم قولك -لمقابلة ربه- فيها الجواب. و كيف نزل آدم عليه السلام إلى الأرض ؟
-سليمان كان يطير في السماء على بساط- أين ورد هذا ؟
-كيف كان يكلم الحيوانات بل حتى الحشرات - إن الذي أغلق عقولنا عن فهم كلام الحيوان فتح عقل سليمان.


3 - خرافة سفينة نوح
جابر بن حيان ( 2016 / 2 / 26 - 08:19 )
يوجد بالعالم أكثر من ٧-;-٥-;- الف نوع من العناكب و أكثر من ٧-;- الاف نوع من الثديات و ٣-;-٠-;- الف نوع من الطيور و ١-;-٠-;- الاف نوع من الضفادع و هي منتشره على ستة قارات و هناك تقريبا ٨-;- ملايين نوع من الحيوانات على وجه الأرض .

فبأي منطق أو عقل يمكن لشخص واحد أن يجمع و ينقذ كل هذه الأنواع من الطوفان على ظهر سفينة خشبية . من يصدق هذا الكلام فعليه أن يفحص عقله بأقرب مصحة نفسية


4 - طرائف الاسلام
جابر بن حيان ( 2016 / 2 / 26 - 08:25 )

موقف طريف حيث كان سليمان يستعرض جنده من الحيوانات والطيور فافتقد الهدهد ووجد مكانه في الصف خالياً ، فترك الملك القوي كل شؤون مملكته العظيمة فجأة وتفرغ لموضوع الهدهد المسكين وأخذ يتوعده بالعذاب الأليم لأنه ترك ورديته العسكرية واختفى ، عند عودة الهدهد أخبر سليمان عن مملكة أخرى كبيرة هي مملكة سبأ ، وسليمان رغم مُلكه واستخباراته الجنية وسفاراته ووفوده مما لا ينبغي لأحد من بعده لم يكن يعلم بأي شيء عنها!
تخيل مملكة كبيرة يشارك في حكمها وتسييرها الحيوانات والجن فضلاً عن البشر ، ويفترض أنها كانت ذات أثر أقليمي أقوى من أمريكا اليوم ومع ذلك لا علم لها بمملكة مجاورة ذات صيت ونفوذ حتى أخبرها عن الأمر


5 - إلى السيد: جابر بن حيان
سيد شهيـر ( 2016 / 2 / 26 - 11:37 )
لم ترد على أسئلتي لأنه ليس لكما ترد به، و جئت بأسئلة تعتقد أنها تعجيزية.
-فبأي منطق أو عقل يمكن لشخص واحد أن يجمع- الشخص لم يجمع و لكن الحيوانات جاءت بأمر ربها، ثم من أخبرك أن الطوفان غطى الكرة الأرضية ؟
-فترك الملك القوي كل شؤون مملكته- من أخبرك أنه ترك عمله ؟
-لم يكن يعلم بأي شيء عنها! - و لماذا لم تخبره أنت ؟


6 - صلعم يعترف
جابر بن حيان ( 2016 / 2 / 26 - 13:49 )
اعترف أنني أمرت بذبح فاطمة بنت ربيعة بن بدر بن عمرو الفزارية ، زوجة مالك بن حذيفة بن بدر ، وكنيتها أم قرفة وهو اسم ابنها الأكبر الذي يسبق ثلاثة عشر من الأبناء الأخرين وهي عجوز طاعنة . كانت أم قرفة من أعز العرب وبها كان يضرب المثل بالعزة فيقال - أعز من أم قرفة - وكانت لها كلمة مسموعة بين قومها ومن هنا كان خطرها حيث أنها كانت تؤلب عليّ قومها . أرسلت لقومها زيد ابن حارثة فى العام السادس للهجرة ومعه جيش صغير فقتلهم بوادي القري وأسر أم قرفة فأرسل إلي يسألني فأمرته بقتلها أشر قتل ، فقام بربط حبل فى رجليها وربطه بين بعيرين وقام بضرب البعيرين حتي يتحركا بقوة فشقت أم قرفة إلي نصفين وأتي لي زيد بن حارثة برأسها فنصب فى المدينة ليعلم الجميع بقتلها حتي يرتدع أي من يفكر فى المواجهة معي أو حتي معارضتي


7 - الخرافة والقران
جابر بن حيان ( 2016 / 2 / 26 - 13:56 )


عاش العرب ومازالوا يهيمون بالقصص الخرافية التى غلبت الاساطير ونازعت الكبت يروقهم ان يسمعوا الشطط وقصص العنف والجنس . وكان القران العربى اكثر الكتب التى لبت تلك النزوع فامتلء بالخرافة اكثر من التاريخ واخذ عن الاساطير حكيها لانها وافقت اهواء العرب وترك الوثائق لانهم لا يلمون بها . ما تناقلته الالسن صار فى نظر القران تاريخ مهما


8 - إلى السيد: جابر بن حيان
سيد شهيـر ( 2016 / 2 / 26 - 14:38 )
عدم ردك على الأسئلة دليل خواء عقلك. و تغيير المواضيع دليل البلاهة.


9 - معراجكم
جابر بن حيان ( 2016 / 2 / 27 - 04:56 )

ولننظر فيما إذا كان ما ذُكر عن معراج محمد أُخذ من قصة قديمة مشابهة لها أم لا. وإذا سأل سائل: ما هو مصدر قصة المعراج؟ قلنا: كتاب »أرتاويراف نامك« المكتوب باللغة البهلوية (أي اللغة الفارسية القديمة) منذ 400 سنة قبل الهجرة، في أيام أردشير بابكان ملك الفرس. وبيان ذلك أنه لما أخذت ديانة زردشت في بلاد الفرس في الانحطاط، ورغب المجوس في إحيائها في قلوب الناس، انتخبوا شاباً من أهل زرشت اسمه »أرتاويراف« وأرسلوا روحه إلى السماء. ووقع على جسده سُبات. وكان الهدف من سفره إلى السماء أن يطَّلع على كل شيء فيها ويأتيهم بنبأ. فعرج هذا الشاب إلى السماء بقيادة وإرشاد رئيس من رؤساء الملائكة اسمه »سروش« فجال من طبقة إلى أخرى وترقى بالتدريج إلى أعلى فأعلى. ولما اطلع على كل شيء أمره »أورمزد« الإله الصالح (سند وعضد مذهب زردشت) أن يرجع إلى الأرض ويخبر الزردشتية بما شاهد، ودُوِّنت هذه الأشياء بحذافيرها وكل ما جرى له في أثناء معراجه في كتاب »أرتاويراف نامك«.

اخر الافلام

.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah


.. 104-Al-Baqarah




.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في