الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المبارزات الطائفية هى المقدمة الطبيعية لتحقيق الفوضى الخلاقة

محمد شحات ديسطى

2005 / 11 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


عند إبحارك فى فضاء الإنترنت ذلك العالم الخلوى الذى يعتبر منتهى الإبداع العلمى والتكنولوجي وقمة ما توصلت إليه الحضارة الإنسانية للتواصل الإنساني وتذويب الفوارق بين الشعوب لتحقيق الديمقراطية الحقيقية بدون تفرقة بين شعوب العالم …. ولا تفرقة بين البشر من حيث الجنس أو اللون أو الدين أو العرق .
إلا أننا نجد المواقع المسيحية و الإسلامية على السواء فى حالة تناطح واستقطاب حاد مما يغذى روح التعصب واستعلاء كل طرف على الطرف الآخر والطعن فى مقدساته …. وفى مصر تظل حالة الاستقطاب الحادة فى المجتمع المصرى تحديداً نتيجة لأسباب سياسية واجتماعية واقتصادية…. ونتيجة ذلك الاستقطاب الحاد فى المجتمع والتعصب الأعمى الذى نراه ماثلاً وصادماً أمام أعيننا فأينما تولى وجهك تجد أمامك صراع ….. بين الأغنياء والفقراء …….وفى الثقافة بين أنصار العلمانية والإسلام …..وفى الرياضة بين جمهور الأهلى وجمهور الزمالك …..وأخيراً الاحتقان الطائفى بين المسلمين والأقباط … أين ذهبت روح السماحة والوسطية؟؟ ولماذا حلت محلها روح التعصب والجمود والتشدد ؟؟
فمصر التى كانت تقود العالم العربى بما لها من قوة ناعمة متمثلة فى ثقلها السياسى والدينى والثقافى والفنى ……وفى ظل غيبة الدور المصرى نراها تنازلت عن أدوراها دوراً بعد آخر وفى جميع المجالات أصبحت الساحة فارغة …. وبالتالى عجزت ثقافة النفط أن تملأ هذا الفراغ .
فمنذ أن سيطرت ثقافة النفط وذهاب المصريين للعمل فى دول الخليج عادوا ومعهم أفكار البداوة وثقافة الصحراء ..…أفكار يغلب عليها الاهتمام بالشكل وتنزع من الدين روح السماحة ليحل محلها روح التعصب والتشدد والجمود …ذلك كله فى غياب القوة الناعمة الحضارية التى كانت تتحلى بها مصر لتحولها بين عشية وضحاها من دولة تقود العالم العربى إلى دولة تابعة لدول وثقافة النفط من تشدد وانغلاق…. فلبسنا قشرة الحضارة وظلت الروح جاهلية .
وإذا كانت أحداث محرم بك بالإسكندرية نموذج للاستقطاب الدينى والاحتقان الطائفى خير دليل على سيطرة فكر البداوة وثقافة التشدد …فهل لنا من عودة إلى النبع الصافى ؟؟؟ إلى روح التسامح والوسطية التى نشأنا وتربينا عليها….لماذا التركيز دائماً على المواقف السلبية وعلى تغذية روح التعصب والاستعلاء ؟؟ لماذا ننظر دائماً إلى نصف الكوب الفارغ ….علينا أن نتذكر ملايين المواقف الإنسانية بين نسيج الشعب الواحد وأن نظهرها على السطح لأنها سلوك طبيعى ويومى نمارسه جميعاً بدون استثناء حتى نعود لهذا النبع الصافى نبع الوسطية والاعتدال والتسامح.
وعلى سبيل المثال وليس الحصر أتذكر يوم وفاة والدي كان الجميع يتحدث عن بكاء أبله أنيسة وهى تودع جثمان أبى بالدموع لأنه الوحيد الذى كان يزورها فى العيد سواء عيد الميلاد أو عيد القيامة ..…كما أنها لا تنسى له موقفه النبيل عندما مات زوجها وهى بمفردها وإحضاره سيارة الإسعاف لنقل جثمانه للقاهرة حتى إتمام دفنه فكان أبى بالنسبة لها نعم الأخ دون أى حساسيات ….كان أبى يتعامل من منطلق إنسانى نبيل وصافى لم تكن الديانة هى المحدد لموقفه الإنساني ….. فى نفس الوقت كان أستاذي فريد جورج مدرس الرياضيات الذى لم يتعاط منى أى أجر بل يعطيني الدروس أنا وأختي مجاناً…. بل عند زواجي تم شراء الشبكة من عمى ألفونس تاجر الذهب لأنه صديق أبى وسيقوم بعمل الواجب معه ………وغيرها ملايين المواقف مما لا يتسع المجال لذكرها…..لا تجد أى موقف عدائي لمجرد الاختلاف الديانة الجميع يعيش فى رحابة وسماحة سلوك إنسانى يومي بدون أدنى حساسيات .
فلو قام كل منا بالتركيز على الإيجابيات وترك السلبيات ……. فنحن لسنا فى مبارزة طائفية أو نزال طائفى المستفيد الوحيد منه هو أعداء الوطن الذين يسعون بكل السبل لتحقيق الفوضى الخلاقة ….. فنحن مستهدفون وليس خافيا على أحد ما يحدث فى منطقتنا …. المخططات الأمريكية ليست خافية على أحد الجميع يعمل ويشجع الفوضى الخلاقة ….حتى يتسنى لهم تقسيم الوطن إلى أجزاء فتات ….وعندها تصبح المبارزات الطائفية هى المقدمة الطبيعية لتحقيق الفوضى الخلاقة….بما يعنى تقديم الوطن هدية لأعدائه .
وعندها لا ينفع الندم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد: المسيحيون الأرثوذوكس يحتفلون بـ-سبت النور- في روسيا


.. احتفال الكاتدرائية المرقسية بعيد القيامة المجيد | السبت 4




.. قداس عيد القيامة المجيد بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية برئا


.. نبض أوروبا: تساؤلات في ألمانيا بعد مظاهرة للمطالبة بالشريعة




.. البابا تواضروس الثاني : المسيح طلب المغفرة لمن آذوه