الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحركة الكردية والمرحلة الراهنة

زارا مستو

2005 / 11 / 16
القضية الكردية


في الحقيقة لا أحد يستطيع أن ينكر إيجابيات هذه المرحلة وتداعياتها على الشعب الكردي وجميع شعوب المنطقة ، فعملية التغيير جارية وستشمل جميع المنطقة ،يبدو هناك إصرار دولي على رسم خريطة المنطقة وفق توازنات جديدة يأخذون بعين الاعتبار مصالح جميع الشعوب من ضمنها مصلحة الشعب الكردي .
وبالفعل نستطيع أن نقول بدأ تكوين نواة نهج جديد بعد أحداث 11 سبتمبر وباتت ملامحها واضحة للجميع وتتميز بمبادئ و أسس تخدم كافة الشعوب . فالخاسر الوحيد في هذه المرحلة هي الأنظمة الديكتاتورية الشمولية التي تحكم بالقوة العسكرية والمخابراتية ،والأحزاب الشمولية العقائديةوالرجعية التي لا تؤمن بالتعددية والديمقراطية وتداول السلطة.
فسقوط النظام الديكتاتوري الفاشي في العراق وحصول الشعب الكردي في العراق على حقوقه المشروعة ومثول صدام حسين أمام محكمة عراقية ،واهتمام دولي بقضية اغتيال حريري يعتبر من نتائج هذه المرحلة الجديدة .
ولكن ما هو المطلوب من الحركة الكردية في سوريا ؟
الذي يتابع نشاطات الحركة الكردية في الآونة الأخيرة على الساحة السورية وخاصة قبل وبعد إعلان دمشق يلاحظ تشتت موقف الكردي وضعفه وعدم انسجامه مع المرحلة الراهنة .
أولُ امتحان خاضتها الأحزاب الكردية بإستثناء ( آزادي – يكيتي – تيار المستقبل – كردي سوري ) في إعلان دمشق اثبتوا فشلهم في هذا العمل الدبلوماسي ، فعدم قدرتهم على طرح قضيتهم كقضية شعب وأرض يعتبر خطوة سلبية وغير مرجوة . وهذا الإعلان ينفي وجود الشعب الكردي في سوريا ويناقض البرامج الأحزاب الكردية التي وقعت على الإعلان .
وفي الفترة الأخيرة فاوضت الأحزاب الكردية ( آزادي – يكيتي – تيار المستقبل – كردي سوري ) مع الأحزاب والمنظمات العربية للتوصل إلى إعلان جديد يضمن اعتراف بجميع مكونات الشعب السوري ولكن لم يتوصلوا إلى أي اتفاق بسبب رفض القوى العربية المفاوضة اعتراف بوجود الشعب الكردي وإثر ذلك انسحبت الأحزاب الكردية من اجتماع احتجاجاً على هذه المواقف الشوفينية التي لا تليق بالمرحلة .
فمواقف هذه الأحزاب الكردية تستحق الثناء ولأن أصلاً التفاوض على الوجود الشعب الكردي شيء غير منطقي ومنافي للحقائق.
فيبدو الذي يظهر أن الأحزاب والمنظمات العربية خلفياتها الفكرية و الثقافية هي نفس خلفية النظام الحاكم .
فإننا نستنتج أن القضية الكردية ستبقى عالقة حتى ولو حدث أي تغيير في المستقبل القريب.



إذاً المطلوب من الحركة الكردية في هذه المرحلة الحساسة مراجعة مواقفها والرجوع إلى الشعب الكردي ومثقفيها ويجب التشاور بين الجميع لأن المسألة تخص الشعب الكردي عامة ،وأي عملية إقصاء سيكون على حساب قضية الشعب الكردي ويجب أن نتخلى عن مصالحنا الحزبية الضيقة التي لا تخدم سوى الأشخاص وأعداء الشعب الكردي والأخذ بعين الاعتبار تجربة كردستان العراق في هذا المجال ،إذاً نحن بحاجة إلى إعلان مشروع كردي يضمن الاعتراف بوجود الشعب الكردي وحقوقه القومية والديمقراطية المشروعة وفق مبادئ أسس ديمقراطية قبل أي إعلان وطني.
وتقع على عاتق التحالف الكردي والجبهة الكردية أن تحتضن باقي الأحزاب الكردية لتوحيد الصف وترتيب البيت الكردي في هذه المرحلة الراهنة والحساسة وأي التأخير أكثر من ذلك سيكون الشعب الكردي ضحية التشتت الكردي .
وأيضا على المثقف الكردي أن يأخذ دوره الريادي في هذه المرحلة لأن المسألة تخص جميع فئات الشعب الكردي لتقرير مصيره وعدم مواكبة المرحلة والمتغييرات الحاصلة سنكون من الخاسرين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المئات يتظاهرون في إسرائيل للمطالبة بإقالة نتنياهو ويؤكدون:


.. موجز أخبار السابعة مساءً - النمسا تعلن إلغاء قرار تجميد تموي




.. النمسا تقرر الإفراج عن تمويل لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفل


.. طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة يعيش حالة رعب ا?ثناء قصف الاحتل




.. النمسا تقرر الإفراج عن أموال -الأونروا- التي تم تعليقها سابق