الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشغب الفرنسى هل ثمة استفادة تاريخية

عبد العزيز الخاطر

2005 / 11 / 17
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


هل ثمة مقارنه بين فرنسا ودول الخليج العربية ؟ هل ثمة مقارنة بين الفرنسيين من الدرجة الثانية الذين أثاروا الشغب في ضواحي باريس وبين من تجنسهم دول الخليج العربية احتياجاً منها للعمالة وجلهم من العرب طبعاً ؟ تبدو مثل هذه الأسئلة في غير محلها أو سابقه لوقتها . ولكن الأوضاع التي قد تتشابه قد تقود الى نفس النتائج أو من الباب الاستفادة من أحداث التاريخ .
التشابه بين فرنسا ودول الخليج العربية في أن كلا الجانبين مستورد للعمالة الأجنبية ففرنسا بعد الحرب الثانية احتاجت الى أيدي عامله رخيصة فجلبت أعداد كبيرة من البلدان التي استعمرتها وبالذات من المغرب العربي وأفريقيا . ودول الخليج العربية منذ ارتفاع عائدات النفط وحاجة هذه الدول وشروعها في إقامة مشاريع ضخمه للتنمية استجلبت وجنست أعدادا كبيرة من الجاليات العربية ومن غيرهم من الجنسيات ، الآن :- التحليلات عن أسباب مصادر الشغب الفرنسي تتركز في جانبين : الجانب الأول " ثقافي " والجانب الآخر " اقتصادي " .
الجانب الثقافي : يتمثل في سياسة الاندماج التي تتبعها فرنسا لمن يحمل الجنسية الفرنسية وضرورة انضوائهم تحت سقف القيم الفرنسية دونما أي اعتبار لخصوصية مهما كانت أسماً أو جنساً أو عرقاً ومع ذلك فأن سياسة التمييز تبدو واضحة لصالح العنصر الفرنسي الأصلي على حساب الفرنسيين من الأصول الأخرى .
أما الجانب الاقتصادي : ويتمثل في التهميش لهذه الطبقة من الفرنسيين على جميع المستويات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ولعل التحليلات الأخيرة الصادرة عن الكٌتاب والعلماء الفرنسيين تدل على تدنى دخول هؤلاء وبؤس مدارسهم وتلوث بيئتهم وفقرها .
ولكن ما يهمنا هنا هل يمكن حدوث مثل ذلك في منطقة الخليج نظراً لكثافة أعداد المقيمين والمجنسين ؟
فإذا كانت المواطنة الفرنسية من العنف بحيث تريد أشخاصا يحملون قيم فرنسا فقط ولا يبحثون عن أي شئ آخر بل ويتخلون عن سوى ذلك ومع ذلك لم تستطع هذه المواطنة أن تنحى سياسية التمييز بعيداً فما بالنا بعدم شروع مبدأ المواطنة في دولنا الخليجية والعربية أصلا ، فالحالة ستكون أصعب لو تصورنا مجرد تصور مثل هذا السيناريو فالعالم اليوم لا يتحمل سياسات التمييز أياً كان مصدرها أو اتجاهها ولاشك أن دول الخليج العربية تعمل على تطبيق قوانين العمل الدولية على الأجانب العاملين في مجتمعاتها ولكن مفهوم المواطنة لابد له من التأسيس بشكل يحفظ الأمن الاجتماعي ، فالفرق بين ما حصل في فرنسا والسيناريو الذى يمكن تخيله في منطقتنا استناداً الى مبدأ الاستفادة من التاريخ ومن تجارب الدول الأخرى سيكون مخيفاً ففي حين أن المواجهة الأخيرة في فرنسا هي بين هذه الجماعات من المواطنين المُهمشين وبين سياسات النظام وليس مع النظام نفسه لأنه أصلاً منتخب فهي لو حصلت لا سمح الله في منطقتنا ستكون مع النظام نفسه أي مع الدولة والفرق بائن بين النظام وسياسته بينما لا فرق في ذلك مطلقاً في عالمنا العربي مما قد يعرض البلد والمجتمع للخطر بشكل جذرى وهنا يبدواختلاف التجربة التاريخية بين الجانبين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سيناتور أمريكي لنتنياهو: نقف بجانب إسرائيل في حربها ضد حماس


.. نحو نصف الديمقراطيين يدعمون استبدال الرئيس الأمريكي جو بايدن




.. ناشط يوثق اشتعال النيران في مستوطنة -كفار عتصيون- شمال الخلي


.. فوضى في شوارع العاصمة الهندية جراء سقوط أمطار قياسية




.. منافسو الرئيس الموريتاني يتهمونه باستغلال موارد الدولة لتحقي