الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تأسيس جيش كوردستاني موحّد (1)

مهدي كاكه يي

2016 / 2 / 29
القضية الكردية


في البداية نؤكد على أنّ خيرات و موارد الكرة الأرضية هي مُلك للبشرية جمعاء و كل إنسان له الحق في التمتع بحصته من هذه الثروة و يكون حراً و سيد نفسه و مساوياً للآخرين بِغض النظر عن لونه و قوميته و جنسه و دينه و معتقده و مهنته وقابليته البدنية و العقلية، إلا أن هذا لا يحصل، حيث أنه تندلع الحروب بين المجتمعات البشرية على كوكبنا الأرضي منذ عصور سحيقة، فيحاول الإنسان القوي إستغلال الإنسان الضعيف و تحاول الشعوب و الجماعات القوية فرض هيمنتها و سيطرتها على الشعوب و الجماعات الأضعف منها و التحكّم بحياة هذه الشعوب و الجماعات و نهب ثرواتها و يعود السبب في ذلك الى جشع الإنسان و تخلفه و رغبته في الحكم و السيطرة و الشهرة و الإستحواذ على الثروة. لذلك تضطر الدول و الشعوب الى إيجاد وسائل للدفاع عن نفسها و لحماية ثرواتها.

الحرب تعني الموت و الدمار و الخراب، إنها الجنون، وهي جريمة ضد الإنسانية و ضد التمدّن و التحضّر، إلا أن الإنسان قد يضطر لخوضها من أجل الحفاظ على حياته و ممتلكاته. لذلك تحتاج كوردستان الى بناء قوةٍ دفاعية تدافع عن شعب كوردستان، حيث أن بلاده مُحتلة إستيطانياً و مجزأة و أن الظروف الإقليمية غير مستقرة و يُرى في الأفق تبلْور إنبثاق خارطة جديدة للشرق الأوسط الكبير و لذلك ينبغي على شعب كوردستان أن يُهئ نفسه و يستعد لمواجهة كافة المستجدات و التطورات التي قد تحصل في هذه المنطقة المضطربة و التي تسودها الفوضى و ضبابية المستقبل الذي ينتظر سكانها.

إن لكوردستان موقع إستراتيجي مهم، حيث أنها الجسر الموصل بين الشرق و الغرب. كما أنها تقع في قلب منطقة الشرق الأوسط التي تحتوي بواطنها على أكبر إحتياطي البترول في العالم. منطقة الشرق الأوسط هي أيضاً سوق كبيرة مربحة لمنتجات الدول الصناعية و مصدر مهم لتصدير المواد الأولية الى الدول الصناعية. كما أن كوردستان غنية بمواردها الطبيعية، حيث تقع منابع نهرَي دجلة و الفرات فيها، بالإضافة الى أنها تطفو فوق بحارٍ من البترول و الغاز الطبيعي و تحتوي بواطن أرضها على الكثير من المعادن.

تُقدّر نفوس سكان كوردستان بحوالي 50 مليون نسمة و يمكن القول بأن غالبية الكوردستانيين يؤمنون بالنظام الديمقراطي و منفتحون على الحداثة و القيم و المفاهيم المعاصرة.

كل هذه العوامل الآنفة الذكر توفّر فرصة عظيمة لشعب كوردستان في لعب دورٍ محوري في رسم خارطة المنطقة و في تحديد التوازنات الإقليمية و الدولية و المساهمة في بناء و تطور الحضارة الإنسانية.

القوانين الدولية تعطي الحق لكل شعب و كل إنسان في الدفاع عن نفسه و عن أسرته و شعبه و ممتلكاته و وطنه. لذلك فأن شعب كوردستان ينبغي أن تكون له قوات عسكرية ليحمي بها نفسه و وطنه و ثرواته و مكتسباته و ليدافع عن وجوده و هويته و لغته و ثقافته و تراثه و ليحرر وطنه من الإستعمار و الإحتلال الإستيطاني وليردع المحتلين و كل الطامعين و منعهم من إبادة شعب كوردستان و إستعباده.

إن شعب كوردستان من أكثر الشعوب التي تحتاج الى إمتلاك قوة عسكرية رادعة، حيث أن بلاده مُجزأة و محتلة من قِبل عدة دول و أن هذه الدول لا تقرّ بأنها دول محتلة، بل تعتبر كل دولة من هذه الدول الجزء الذي تحتله من كوردستان جزءاً لا يتجزأ من بلادها، و الذي يعني أنها تُلغي الوجود الكوردستاني شعباً و وطناً و هويةً و لغةً و ثقافةً و تراثاً و تأريخاً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لمن تدق الاجراس
ناصر طه كاكائي ( 2016 / 2 / 29 - 21:18 )
اخي الكاتب للأسف لم افهم الهدف من هذه المقاله ، هل هي لقراء إيلاف بصفتي من متابعي الايلاف أودّ ان أقول لك كان الاجدر ان ترسل هذه الامنيه الشخصيه لك الى القياده الكورديه لان الموضوع تعنيهم اكثر من اي طرف اخر، وكان الاولى ان تكتب نصائح الى هذه القياده الغارقة في الفساد المادي والاداري الكف عن العبث بثروات وكرامة الشعب الكوردي والتفكير ولو قليلا بمعانات هذه الشعب ، فالشعب الكوردي بحاجه الى قاده وطنين وليس بمافيه وطنيه اللذين حولوا كوردستان الى شركات سياسيه ،.اكتب لهم توحيد الإدارتين الخضراء والصفراء وعن تطبيق المده 140وعن محاربة الفساد وعن توحيد الأجهزه الامنيه والمخابراتية والتعليم والصحه ، ثم دعنا نتحدث عن جيش كوردستان للدفاع عن مصالح الشعب الكوردي وليس عن مصالح العائله والعشيرة والحزب .لك تحياتي


2 - رد
مهدي كاكه يي ( 2016 / 3 / 1 - 22:50 )
شكراً أستاذ ناصر طه كاكائي على إهتمامك بالموضوع وتعقيبك. المقالة تدعو الى توحيد القوات المسلحة الكوردستانية لبناء قوة عسكرية تتصدى للتحديات والأخطار التي يواجهها شعب كوردستان وأن تصبح كوردستان طرفاً مهماً في التوازنات والمعادلات الإقليمية.
المقال منشور في الحوار المتمدن وأنا لا أنشر في إيلاف التي يمتلكها النظام الوهابي السعودي، حيث لا يُسمح فيها نشر أفكار حرة وكتابات لا يستسيغها النظام السعودي.
المقالة ليست أمنية شخصية، بل أنها موجهة الى الرأي العام الكوردستاني، وهي عبارة عن مقترحات تخص الإستراتيجية العسكرية الكوردستانية. أنا أتفق معك في تقييمك للقيادة الكوردستانية وأن هذه القيادة لا يمكن إصلاحها، حيث أنها عبارة عن مافيا سياسية ولذلك لا أوجه كتاباتي إليها. المسائل السلبية للإقليم التي تذكرها هي ليست موضوع هذه المقالة، حيث أن هذه السلسلة من المقالات تخص الجانب العسكري فقط، إلا أنه يمكنك الإطلاع على العديد من مقالاتي المنشورة في هذه االصفحة (صفحتي الشخصية في الحوار المتمدن) التي تتناول سلبيات الإقليم ووسائل تصحيحها. خالص تحياتي لك.

اخر الافلام

.. تغطية خاصة | إعلام إسرائيلي: الحكومة وافقت على مقترح لوقف إط


.. آلاف الإسرائيليين يتظاهرون للمطالبة بقبول مقترح -خارطة الطري




.. آلاف المجريين يتظاهرون في بودابست دعما لرئيس الوزراء أوربان


.. إسرائيل وافقت على قبول 33 محتجزا حيا أو ميتا في المرحلة الأو




.. مظاهرات لعدة أيام ضد المهاجرين الجزائريين في جزر مايوركا الإ