الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شيء عن التفريط و الإعتدال و التطرّف

موسى راكان موسى

2016 / 3 / 2
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع




ما بين (التفريط) و (الإعتدال) و (التطرّف) ، إنتصر (الإعتدال) و حَكَمْ ، و حُكِمَ على (التفريط) و (التطرّف) بالنفي ؛ فبدا (الإعتدال) نقيضا لكل من (التفريط) و (التطرّف) ــ و ما دام الأمر مُقتصرا على هذه الـ{ما بين} ، فسيبقى (الإعتدال) مُتسيّدا المشهد ، لكن إن تجاوزنا هذه الـ{ما بين} إلى الـ{ما بعد} ، فسينقلب الأمر ، و لن يكون حينها (الإعتدال) مُتسيّدا ؛ لكن هذه المرة سيبدو مع (التفريط) و (التطرّف) شيئا واحدا ! .

بتوضيح مُبسّط ــ فالإنقلاب ليس إلا إنتقال :
* من : {ما بين} (التفريط) و (الإعتدال) و (التطرّف) ؛ حيث يتسيّد المشهد (الإعتدال) .
* إلى : {ما بعد} (التفريط) و (الإعتدال) و (التطرّف) ؛ حيث لا نجد إلا (الفكر) أو (الفكرة) .


و هناك إختلاف بين أن يتسيّد الإعتدال المشهد ، أو أن لا نجد إلا الفكر أو الفكرة في المشهد ؛ فـ(1)ـالأولى ليست إلا صفة أو سمة خارجية بالنسبة للفكر أو الفكرة ، و ليست من الفكر ذاته أو الفكرة ذاتها [ و هي بذلك تنتمي إلى نفس جنس (التفريط) و (التطرّف) ؛ و فيما لو إعتبرنا (الإعتدال) فكرة أو فكرا ، فهذا لا يعصمها من (التفريط) أو (التطرّف) ــ فيطالها ما يشبه النكوص ] ، أما فـ(2)ـالثانية تكون مواجهة الفكر ذاته أو الفكرة ذاتها ، و في هذه المواجهة تتساوى كل الصفات أو السمات الخارجية بالنسبة للفكر أو الفكرة ، سواء أكان (الإعتدال) أو (التفريط) أو (التطرّف) ــ مساواة في محل العدم .

# يخلط البعض هذه الـ{ما بين} بالـ{ما بعد} ، عن قصد أو دون قصد ، و هذا من الغلط ــ و هو خلط يتكرر و على نطاق واسع ؛ فالذي يجري هو تغليب و تقديم الـ{ما بين} على الـ{ما بعد} ، أو يتم الحُكم على الـ{ما بعد} بالإستناد أو بالإنطلاق من الـ{ما بين} [ كأن يتم تقديم (الإعتدال) و الإنتصار له ، بغض النظر عن صحة الفكر أو سلامة الفكرة ] .

في الختام ــ إن (التفريط) و (الإعتدال) و (التطرّف) كموقع من الفكر أو الفكرة هو الموقع نفسه ؛ أي خارج الفكر ذاته و الفكرة ذاتها . لكن من جهة أخرى ، فهذا الموقع يتحدد بالنسبة للنزوع تجاه القوة ؛ أو بعبارة أخرى موقع يتحدد بالنسبة لشرطيّ القوة (( التملّك )) و (( التفاعل بـ )) الفكر ذاته أو الفكرة ذاتها [ لا الفكر ذاته أو الفكرة ذاتها ــ و إن كان للنزوع تجاه القوة دور في تشكيل الفكر أو بلورة الفكرة ] . فالحكم على صحة فكر أو سلامة فكرة لا يجب أن يستند أو ينطلق مما هو خارج الفكر ذاته أو الفكرة ذاتها ، فإن كان الفكر خاطئ أو الفكرة مغلوطة فلا يزكيها ما يقع خارجها ؛ فعلى سبيل المثال ، فإن الإعتدال لا يجب أن يفتننا لنغض النظر عن كم الأخطاء و كيف المغالطات في الفكر ، في المقابل فإن التطرّف لا يجب أن يبعدنا فنُعمي الأعين عما هو صحيح و سليم في الفكر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - فقط اقتراح
ايدن حسين ( 2016 / 3 / 2 - 10:49 )

حبذا لو كنت اختصرت بعض الكلمات باستعمال الاحرف .. مثلا
التفريط : ت
الافراط : أ
الاعتدال : ع
ما بين : م ب
ما بعد : م ع
لكنت لم تتعب كل هذا التعب في كتابة هذه المقالة
اقتراح ليس الا
و احترامي
..

اخر الافلام

.. روسيا والصين.. تحالف لإقامة -عدالة عالمية- والتصدي لهيمنة ال


.. مجلس النواب الأمريكي يصوت بالأغلبية على مشروع قانون يمنع تجم




.. وصول جندي إسرائيلي مصاب إلى أحد مستشفيات حيفا شمال إسرائيل


.. ماذا تعرف عن صاروخ -إس 5- الروسي الذي أطلقه حزب الله تجاه مس




.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح