الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العلمانية ضد محاربة الأديان..

فاتن نور

2016 / 3 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



من يؤمن بالهوية الإنسانية وينادى بها فوق كل الهويات الضيقة؛ ينبغي أن لا يحارب الأديان فليس من الإنسانية بشيء محاربتها.
ليس من الإنسانية مثلاً قطع الطريق والاعتداء على شاحنات طبية وغذائية متوجهة لإغاثة جماعات بشرية في أمس الحاجة إليها..
علينا أن ندرك أن ثمة أناس بحاجة ماسة إلى الأديان كحاجتها الى الماء والطعام والهواء، ولا يصح أن نقطع عليهم طريقها أو نسخر منهم فقط لأنهم يشعرون بحاجتهم إليها ويتعذر عليهم العيش المطمئن بدونها لفقدهم المعنى من وجودهم؛ لا يمكننا أن نفعل مثل هذا من منطلقات إنسانية.

ما ينبغي محاربته بقوة هو ما تفعله المؤسسات والأحزاب والتيارات الدينية باستغلالها للدين وفرضه كنظام للدولة والمجتمع؛ والتصدي لما تمارسه من تجهيل وتكريس لثقافة القطيع لإحكام سيطرتها على الناس باسم الدين..
ما ينبغي الوقوف ضده والتصدي له بصرامة وجبروت؛ هو هذا الخلط السلطوي الانتهازي المأساوي للدين بالسياسية وأدلجة المفاهيم السياسية دينياً وتوظيفها لمصالح فئوية خاصة..
العلمانية هي التي تعيد للدين هيبته الوجدانية بفصله عن المعترك السياسي وقطع السبيل على الانتهازيين والوصوليين من استغلاله كطريق مختصرة لاطماعهم الشخصية وغاياتهم الفئوية والحزبية؛ وتنزّه الدين عن موبقات الصراعات السياسية وتحافظ على أصالته الجوهرية المتمثلة بالقيم الإنسانية والاخلاقية السامقة وتتجاوز اسقاطاته التاريخية المريرة وتبعدها نهائياً عن أرض الواقع.

بالعلمانية نطمع للحاضر أن يزدهر بقيمة الهوية الإنسانية ومنتجها العلمي والفكري للبناء والتقدم والرخاء الوجودي لمحاكاة المستقبل وصناعته..
العلمانية التي نطمع بها؛ قادرة على اشباع الناس فكرياً وثقافياً في معاقل العلم والمعرفة واشباعهم روحياً ووجدانياً في معابد فاخرة بنظافتها ونزيهة بأدبياتها، وتنبذ أي نوع من أنواع التجويع ولا تبشر بخلق أي فراغ روحي أو وجودي.. بالعلمانية تتفوق دور العبادة على ثالوث المال والجاه والسلطة وتتعالى عن مسببات العنف والنزاع والقسوة والصراع بين البشر ..وستكون المعابد سامية الأهداف؛ تدعم السلم والسلام العالميين وتشيع المحبة والصفاء بين كل البشر..


فاتن نور
Mar 03, 2016








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تأهب أمني لقوات الاحتلال في مدينة القدس بسبب إحياء اليهود لع


.. بعد دعوة الناطق العسكري باسم -حماس- للتصعيد في الأردن.. جماع




.. تأبين قتلى -وورلد سنترال كيتشن- في كاتدرائية واشنطن


.. تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!




.. طلاب يهود في جامعة كولومبيا ينفون تعرضهم لمضايقات من المحتجي