الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النباهة و الإستحمار في الفكر السياسي الإسلامي المعاصر

عمر يحي احمد

2016 / 3 / 4
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


تعد نظرية النباهة و الإستحمار من ابرز الإسهامات الأدبية التي طرحها المفكر الإسلامي الإيراني الدكتور علي شريعتي والتي إنطلق فيها من فرضية إن أكبر قيم اﻹ-;-نسان هي تلك التي يبدأ الفرد منها بالرفض وعدم التسليم اللذين يتلخصان بكلمة ( ﻻ-;- ) . … ﻻ-;- شك أن من أدرك لذة التمرد والرفض واﻷ-;-خﻼ-;-قية والنباهة، لن يبدلها بأي شيء، ولن يبيعها بأي ثمن، ولكن ماذا حدث لنا حتى بدلنا ذلك بسهولة ؟ المسألة هو أنه ﻻ-;- نباهة لنا، فنحن ﻻ-;- نستقيم إﻻ-;- أن علتنا يد أقوى، أو سوط قاس، يظل فوقنا مدى الحياة .

اﻻ-;-ستحمار بمعني تسخير اﻻ-;-نسان كما يسخر الحمار وهو تزييف ذهن اﻻ-;-نسان ونباهته وﻻ-;- يدعو دائما الي القبائح ولكنه دائما يصرفك عن الحقيقة , ويري ان بعض الناس وجدوا الدين
وسيلة ﻻ-;-ستحمار الناس , فهو يري فرق بين اﻻ-;-ستحمار قديما وحديثا , قديما كان استحمار ناتج من نبوغ المستحمرين واﻵ-;-ن حديثا معززا بالعلم ووسائل اﻻ-;-عﻼ-;-م والتعليم ويري ان دين اﻻ-;-ستحمار يدعو لتقبل والسكوت عن الظلم والفقر والدعوة لزهد الحياة " للفقراء فقط طبعا بينما الملوك والرؤساء يتنعمون ! " فكل استخدام سئ للعلم او للحضارة او حتي المطالبة بالحرية الفردية علي حساب النباهة والحرية اﻻ-;-جتماعي مع حرية الجنس ومشاكل حرية المرأة ومشاكل التقليد والتبعية هو استحمار وان كان يبدو تقدم والفرق بين النباهة الفردية أو " الوعى النفسى " وبين النباهة اﻻ-;-جتماعية وارتباط كليهما بالنباهة اﻻ-;-نسانية اﻻ-;-ستحمار القديم يتلخص فى استخدام الدين لصرف الناس عن النباهة اﻻ-;-نسانية واﻻ-;-جتماعية اما اﻻ-;-ستحمار الحديث فيتلخص فى استخدام " العلم , التخصص , الحرية
الفردية , فى صرف الناس عن جوهر النباهة اﻻ-;-جتماعية إن في التاريخ اﻹ-;-سﻼ-;-مي نماذج كثيرة توضح ذلك ، فقد كان المسلمون في صدر اﻹ-;-سﻼ-;-م يتمتعون بهاتين النباهتين حتى
أنهم كانوا يقاضون الخليفة على أي سلوك ﻻ-;- يقبلونه – مثل موقف المسلمين من سهم عمر بعد فتح فارس – فقد كانوا أهل وعي و دراية و كانوا يهتمون بمصير مجتمعهم بدقة و ولع، حيث يصعب الظلم و السيطرة عليهم فبالتالي ﻻ-;- يمكن استحمارهم أبدا . بخﻼ-;-ف المجتمع اﻹ-;-سﻼ-;-مي في العصر الحالي




.
مراحل الإستحمار في الفكر الاسلامي المعاصر
.
بدأت أولى محاولات الإستحمار في العالم الإسلامي من خلال إنهيار الدولة الإسلامية على صعيدي الأفكار و الأمصار فقد طرح فلاسفة المسلمين في إطار الإسلام السياسي فكرة أن الإسلام دين و دعوة وليس سياسة و دولة ومن هنا برزت سرعة التهافت إلى هذه الفكرة و إستلهامها بشراسة و لكن سرعان ما إستطاع كثير من مفكري و علماء الفكر السياسي الإسلامي تفنيد هذه الفرضية و إثبات حقيقة إن الإسلام دين شامل ولافصل بين الإسلام كدين و بين السياسة كسلوك إنساني
ومن اجل تحويل بوصلة هذه الحقيقة من الفكر إلى الواقع إستلزم الأمر وجود طلائع تدافع عنها و آليات لتنفيذها ومن هنا ظهرت الحركات و الأحزاب السياسية الإسلامية . إذآ فالحركات و الأحزاب السياسية في الدول الإسلامية هي آلية لتنفيذ حقيقة الإسلام السياسي و شمولية الفلسفة الإسلامي أو كما وصفها ابن خلدون بانها " حمل الكافة على مقتضي النظر الشرعي بحيث يكونون اقرب إلى الصلاح و أبعد عن الفساد " .
إستطاعت عدد من تيارات الإسلام السياسي الوصول إلى الحكم سواءً بمفدها أو بتحالفها مع الأخر ونحن كمسلمين نؤمن بحقيقة الإسلام السياسي و شمولية الإسلام كدين .
لم تستطيع أي من تيارات الاسلام السياسي تطبيق مبادئ الفكر السياسي الإسلامي بصورته الصحيحة ولم يجد المسلم كفرد الدولة الإسلامية إلاّ في صفحات الكتب و أوراق مؤلفات المفكرين .
.
جاءت المرحلة الثانية من مراحل الإستحمار في الفكر السياسي الإسلامي المعاصر من خلال تشرزم الحركات و الأحزاب من حركات موحدة إلى تيارات و ملل و نحل و أحزاب وكانت من نتائج هذا الإنقسامات هو تقهقر الفكر السياسي الإسلامي وتقدمه نحو المؤخرة و صعوده نحو الأسفل و الناظر إلى حال واقع الإسهامات الأدبية للفكر السياسي الإسلامي المعاصر إنها توسعت أفقيآ لا رأسيآ فأصبح لكل حزب أو حركة إتجاه سياسي و فكري خاص بها فمتي الإنتباه إلى القواسم المشتركة
.
جاءت المرحلة الثالثة كمرحلة إستعارة فكرية و تبعية سياسية لانظم سياسية و فكر مقتبس من الأخر فقد أصبح النظام الديمقراطي هو البديل و في ذات الوقت سعت جميع الدول في العالم الإسلامي إلى تطبيق النظام الديمقراطي لإمتصاص الخوا الفكري الذي نشأ من غياب نموذج الدولة الإسلامية الحقيقية و الخليفة المسلم العادل
وأمام سياسة الإستحمار هذا جاءت بوادر النباهة لدى المجتمع الإسلامي في عدد من المظاهر أولها بروز حركات الإسلام السياسي المسلح ثانيها تزايد حركات العنف و التطرف و ثالتها ميل الفرد المسلم إلى الإستقلالية و إعتزال النشاط السياسي و تفضيله للإسلام كدين مجتمعي قائم على العبادات و الشعائر وأصبحت غاية الفرد المسلم هي قو أنفسكم وتراجعت مفهوم الأمة المسلمة ليحل محله مفهوم الشعب و القومية وما بين البناهة و الإستحمار أصبحت الصورة ضبابية و معتمة فإنفصل الإسلام عن المسلمين فمتي النباهة ستأتي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الزائدة الدودية هي(العقل)ومكانها في المخ العربي
سامح ابراهيم حمادي ( 2016 / 3 / 4 - 20:42 )
الفاضل الأستاذ عمر يحي أحمد

السلام عليكم
أخي الفاضل، العقل أو التفكير ليس أكثر من زائدة دودية في المخ العربي أو الشرقي عموما
وأنا أفضل أن أقول المخ العربي فقط
فمع تأثر شعوب الشرق بثقافتنا العربية، فإنهم قد غادروا الجهل ووضعوا نصب أعينهم اللحاق بالدول الحديثة، فأوْلوا العلم أهمية كبيرة، وتركوا الخزعبلات للإنسان البسيط ومن فقدوا الأمل في تطويره
وليس لأي دولة إسلامية أن تدعي الديموقراطية ما لم يحصل الطلاق اللارجوع فيه بين السياسة والدين

العرب منذ القدم استحمرتهم طبقات الحكام،وبالدين استُعبِدوا
وليس لهم أية حجة اليوم بعد أن انتشار وسائل المعرفة بين أيادي حتى الفقراء والبسطاء

لكننا مع التقدم الذي نراه في الخليج، فإنه لا بد أن أشير إلى أنهم لن يغادروا العقلية والسلوك القبلي، وهم يعيشون الازدواجية والتناقض في حياة واحدة.

هناك ما يدعم نظرية عدم السؤال فيما يلتبس على الإنسان، ( لا تسألوا، لا تجادلوا، )فكيف لا يستحمر الحكام شعوبهم؟
الدين أسهل وسيلة لركوب أكتاف البشر

مع الاحترام

اخر الافلام

.. قوات الاحتلال تخرب محتويات منزل عقب اقتحامه بالقدس المحتلة


.. بلينكن: إسرائيل قدمت تنازلات للتوصل إلى صفقة ونتنياهو يقول:




.. محتجون أمريكيون: الأحداث الجارية تشكل نقطة تحول في تاريخ الح


.. مقارنة بالأرقام بين حربي غزة وأوكرانيا




.. اندلاع حريق هائل بمستودع البريد في أوديسا جراء هجوم صاروخي ر