الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التطرف الديني أسبابه وعلاجه (1)

طاهر مسلم البكاء

2016 / 3 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


التطرف مفهوم عام لايقتصر على الدين فقط ، ولكننا نحصر موضوعنا في الجانب الديني لما له من أهمية اليوم في مستقبل شبابنا وبلادنا .
لم يكن يُطرق موضوع التطرف الديني في البلاد العربية على الخصوص والبلاد الأسلامية عامة بسبب ان الموضوع يكاد ان يكون غير موجود ، وان وجد فبنسب محدودة ليست بذات شأن ، فالطفل يرضع مع الحليب الأيمان الفطري وبعض المبادئ العامة ومن ثم المذهب الذي سيسير عليه طيلة فترة حياته والذي سيصبح من الصعب التخلي عنه او حتى مناقشته بينه وبين نفسه ،ولسنوات طويلة كانت غالبية الناس تعيش على الفطرة وأقوى الأيمان هو إيمان الفطرة ولكنه ليس شرطا ً ان يكون أفضل الأيمان لأنه سيكون تعصبي وان خالف العقل والمنطق ، غير ان السنوات التي شهدنا فيها دخول أفكار أخرى حملتها الأحزاب والتيارات المختلفة التي دخلت البلاد العربية ومن ثم دخول وسائل الأتصال الحديثة والمتطورة، بلبلة عقول الشباب ،وعلى سبيل المثال فأن كلا ً من حزبي البعث والشيوعي لم يكونا أحزاب دينية، وان لم يجاهر حزب البعث كما جاهر الحزب الشيوعي بمخالفته للرؤى الدينية والمعتقدات التي تخللت النفوس ،وكان من اهم اسباب محدوديته وعدم انتشاره في الأوساط العربية ونبذه نهائيا ً من أوساط آخرى ،أما وسائل الأتصال فقد أصبحت فردية لاقدرة على رب العائلة للسيطرة عليها فكيف بالدولة ؟ .
مواجهة الأسلام من الداخل :
ونقل عن الرسول محمد (ص) تحذيره من الفتن ،وفي مناسبات عديدة ،ودعى الى وحدة المسلمين وعدم تفرّق كلمتهم ، واليوم تظهر البلاد العربية والأسلامية مثالا ًللفرقة والتقزم والتشرذم .
وفي وقت كانت تحاك الدسائس في الخفاء فقد ظهرت افكار عالمية حديثة تشير الى الخطورة الفكرية للأسلام بسبب انتشاره الواسع والسريع في السنوات الأخيرة وعلى مستوى العالم ، ومن انه يشكل خطورة وخاصة في الدول المتسيدة للعالم ،كما هي الأفكار التي تم تداولها عدد من المفكرين الأمريكان إبان تسيد امريكا العالم بعد انهيار السوفيت عام 1990 ،وكان من اشهرها :
تحذير المفكر الأمريكي هنتنغتون الغرب من الخطر الأسلامي حيث يقول ( الأسلام هو الحضارة الوحيدة التي جعلت بقاء الغرب موضع شك ، وقد فعل ذلك مرتين على الأقل ) ، في الفتوحات الأسلامية ثم في توسع الدولة العثمانية، وهي كلها صور للصراع بين الأسلام والمسيحية ،ويدعي أن كلا العقيدتين المسيحية والأسلامية تدعي أنها العقيدة الصحيحة الوحيدة التي يجب أن يتبعها الجميع ،ان أكبر ما يثير الغرب مستقبلا"هي التحالفات الدولية التي قد تنشأ مثل التحالف ( الصيني - الأسلامي ) ويضيف في تطرف واضح وبعيد عن الواقع ( الصراعات التي كان المسلمون طرفا" فيها كانت دائما" كثيرة الضحايا ، كما يقول ( أن ثلاثة أرباع عدد الصراعات بين الحضارات كان بين مسلمين وغير المسلمين ... حدود الأسلام دموية وكذلك أحشاءه ) ، ويتناسى ، في تعمد مكشوف ، أن للغرب والصهاينة الفضل الكبير في هندسة النزاعات في أحشاء الأسلام ،مثل مآسي فلسطين ،وحرب العراق – أيران ،وحرب الكويت –العراق ،والحرب الداخلية في السودان وماتلا ذلك ، على كل حال يدعم هنتنغتون أرائه بمجموعة من الأستطلاعات التي أجريت في التسعينات والتي تشير الى أن أغلب الأمريكين يعتقدون أن الدول التي تمثل التهديد الأكبر لأمريكا هي أيران والصين والعراق ، أما الفرنسيون فيعتقدون ان التهديد متاتي من دول كلها اسلامية مثل العراق ،أيران ، ليبيا ، الجزائر ،ونعتقد أنها أستطلاعات غير دقيقة ومبنية على التهويل الذي تمارسه الدعاية الصهيونية في امريكا واوربا ضد الدول الأسلامية والتي تشعر هي كصهيونية بانها تشكل خطرا" على دويلتها في فلسطين ،وهذا من أشد ما يدعم رأينا من أن الدسائس الصهيونية وأفكارهم المشبوهة تؤثر بقوة في الرأي العام الغربي والأمريكي .
كما نقلت وسائل الأعلام عن الكثير من ساسة الغرب أعلانهم : انهم انتصروا على الشيوعية وهم في طريقهم للقضاء على الأسلام !
ان مثل هذه الأفكار والتصريحات الغير مسؤولة كفيلة بدفع الحقد والتطرف الى أعلى الدرجات .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أول موظفة يهودية معيّنة سياسيا من قبل بايدن تستقيل احتجاجا ع


.. البابا فرانسيس يعانق فلسطينياً وإسرائيلياً فقدا أقاربهما على




.. 174-Al-Baqarah


.. 176--Al-Baqarah




.. 177-Al-Baqarah