الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوار مع المجتمع : القرآن - العلم - العلمانية - 8

خليل صارم

2005 / 11 / 18
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كما أشرنا في البداية الى أننا سنستمر في محاولة فهم القرآن الكريم انطلاقاً من نظرة محايدة لاعلى أساس الموروث من التفسيرات المختلفة والمتضاربة كما وصلتنا من حيث ارتباطها بأحداث قد تكون مختلقة .
واعتماداً منا على تسلسل ورود السور ( الترتيل ) يضاف اليها الاعتماد على التمكن من اللغة .
في الجزء (6) عملنا على فهم سورة الفجر استناداً لاستمرارنا بالترتيل . ولنلاحظ الآن أنه بعد الفجر ( انبلاج أو انفجار ضوء الصباح ) يأتي من حيث التسلسل الزمني
( الضحى ) وهو بروز الشمس تماماً أي النهار . والضحى هي السورة التالية للفجر أي ترتيلاً . وكنا قد عبرنا في سورة الفجر عن حالة تدميرية أصابت منطقة محددة وعن حالة انحراف مجتمعية سبقتها , والواضح من السياق العام أن حالة التطور العلمي يتوجب أن تترافق بحالة أخلاقية إنسانية تحمي التطور وإلا فإنها ستنعكس حالة التطور سلباً على المجتمع تعود به الى التخلف ( الظلام ) .
نعود الى سورة الضحى التي مطلعها ( والضحى ) * ( والليل اذا سجى ) * وكما قلنا فان ورود عبارة على شكل قسم تعني التأكيد على الحالة المقصودة . وهنا يشير المعنى الى أن تفتح الوعي يخرج من قلب الظلمة أي الجهل ) الذي كان يغطي كل شيء. ولايمكننا أن نفهمها بغير ذلك . من هنا يتضح لنا أن العلم الذي تم تلقينه للنبي
هو الذي سينقل المجتمع من ظلمة الجهل الى نهار التطور أو حقيقة العلم ونوره وأن من زوده بهذا العلم لن يتركه وسيستمر بتزويده به *( ماودعك ربك وماقلى ) . لأن معنى الوداع والقلى هو المفارقة والمجافاة والنفي ( ما) دليل على الاستمرارية . ولكن ذلك العلم يجب أن يترافق مع حالة إنسانية أخلاقية تحمي المجتمع لأنها من أساس لحمته
* فأما اليتيم فلا تقهر * وأما السائل فلا تنهر * وهنا يعطي معنى إضافي على الإلزام
بنشر العلم .
- في السورة التالية ( الشرح ) نرى أنها تطمين للنبي وتأكيد على استمرار التواصل وتشجيعاً له على المتابعة *( ألم نشرح لك صدرك ) . وتشير السورة بمجملها الى نقل النبي من حالة الى حالة وتزويده بالعلم الضروري كي ينير به طريق الانسانية وان مهمته ستلاقي النجاح المؤكد فتكرار الآية ( ان مع العسر يسرا ) يعني التأكيد القطعي ثم يلي ذلك التذكير بضرورة استمرار التواصل * فإذا فرغت فانصب * والى ربك فارغب* . يلي ذلك سورة العصر .
- هكذا يتضح أنه كلما انتقلنا من سورة الى أخرى حسب تسلسل النزول ( الترتيل ) . دقة الانتقال التي تقود الى وضوح المعاني , على عكس مانهج اليه ترتيب القرآن الكريم بشكله الحالي .
فمن خلال متابعتنا التفسير والفهم من حيث التسلسل الزمني نرى أنه ترتيب منطقي لأنه وبعد الضحى ننتقل الى ( العصر ) والمقصود علمياً ولايمكن أن يفهم الا علمياً , يقودنا الى حالة التطور الطبيعي ( مرحلة فأخرى ) المصورة لغةً وفق التسلسل الزمني .
- من هنا نرى أن التأكيد يشير الى أن من يتمسك بموروثه ويقف عنده ولا يرافق حالة التطور الطبيعي سيكون هو الخاسر ( ان الإنسان لفي خسر ) عدا من تابع سنة التطور وصبر على مواجهة قوى الممانعة والتخلف في سبيل النقلة العلمية الحضارية وهؤلاء من وصفهم * بالذين آمنوا *.. * الا الذين آمنوا وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر *
- وعندما نستمر مع القرآن على مسار سوره سيتبين لنا أن * الذين آمنوا أو * الذين اهتدوا * الذين اتقوا ..الخ المقصود بهم رجال العلم الذين يجيرون إبداعاتهم واكتشافاتهم لما فيه خير الانسانية وتطورها وذلك أنهم يمثلون الحالة الانسانية الصحيحة وليس المقصود بذلك أولئك الذين أسسوا لخلافات وانقسامات في المجتمع نتيجة اختلاقات وافتراءات على الحقيقة وانحراف في التفسير والمفهوم
توزع المجتمع بسببها الى طوائف ومذاهب تقتتل فيما بينها وتهدر دماء الضحايا البريئة في حالات وحشية حقيرة من الحقد والتعصب الأعمى . فهل هؤلاء الفقهاء قدموا شيئاً لصالح الانسانية ..
- تعالوا لنقارن بين أياً منهم وبين مكتشف الكهرباء أو الهاتف أو البنسلين أو مكتشف الدورة الدموية . لنرى من أنار دروب البشرية أليس هؤلاء المكتشفين والمخترعين .
- تعالوا لنقارن بين النظام الاجتماعي السياسي الاقتصادي الذي أنتجه أولئك الفقهاء على مر العصور وبرروا فيه كل مظالم السلطة والسلطان بأحاديث ومرويات وتفسيرات منحرفة ومختلقة وكاذبة فنجم عنها مجتمعات متخلفة مسحوقة ذليلة . مهزومة . تعيش على هامش الحضارة وعالة عليها . وبين من تابعوا عمليات التطور الإنساني ليصلوا الى مجتمعات متماسكة قوية مكتفية ومرفهة لامجال فيها للتعسف والظلم . أيهما المؤمن حقيقة وأيهما الجاهل الملحد حقيقة ً . أليس أولئك من حرفوا الدين عن وجهته الحضارية الاخلاقية هم الملحدون حقيقةً . مع ذلك فهؤلاء أصحاب الدين المبدل وحملة الانحراف والتحريف يكفرون الغير ويدعون الى أن مايبشرون به من انحراف عن حقيقة الدين هو الحل .؟؟؟!!!
ما الفرق بين هؤلاء وبين ماتفرضه أمريكا بقوتها العمياء من مخالفات للمنطق والعقل والحقيقة ومن أكاذيب على المجتمعات البشرية في هذه المرحلة .؟؟!
قارنوا بصدق وتجرد اعتماداً على الضمير الأخلاقي وقولوا لنا ..؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السياسي اليميني جوردان بارديلا: سأحظر الإخوان في فرنسا إذا و


.. إبراهيم عبد المجيد: لهذا السبب شكر بن غوريون تنظيم الإخوان ف




.. #جوردان_بارديلا يعلن عزمه حظر الإخوان المسلمين في حال وصوله


.. رأس السنة الهجرية.. دار الإفتاء تستطلع هلال المحرم لعام 1446




.. 162-An-Nisa