الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لصوص النهار

علي فائز

2016 / 3 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لصوص النهار
-------------
" بيتي بيت الصلاة يدّعى وأنتم جعلتموه مغارة لصوص"
عيسى (ع)

منذ زمن بعيد لا أعرف تاريخه بالضبط في أيام دراستي الثانوية، حدّثني أحد أساتذتي أنّه ذهب إلى مكتب أحد رجال الدين ليؤدي ما عليه من حقوق شرعية، فيقول أعطيته مبلغاً ضخماً وقلت له خذ ما عليّ من حقوق وردّ ما إلي، في هذه الأثناء دخلت امرأة بانت على ملامحها كلّ علامات التعب والبؤس فقالت له: احتاج مساعدتك، أنا أرملة وابني بحاجة إلى إجراء عملية جراحية مكلفة، فأعطاها مبلغاً لا يكفي لتأجير سيارة ترجعها إلى المكان الذي قدمت منه وخرجت. فابتسمتُ ابتسامة ساخرة في وجهه وقلتُ له إنّ المبلغ الذي أعطيتك إياه فيه خطأ في الحساب، أعطني المبلغ وأنا ارجع لك في الأيام المقبلة، أخذت المبلغ ومن حسن الحظ وجدتُ المرأة الأرملة في الباب وأعطيتها كلّ المبلغ وأنا مرتاح الضمير... ظل هذا المشهد في ذهني حتى عرفت أنّ علياً بن أبي طالب هو الذي كان يسيح في المدن للبحث عن الفقراء ويقضى حوائجهم، أمّا في زمن كهنة الدين فصار الفقير يبحث عن الكهنة الذين يدّعون أنّهم أحباب الله المخلصين فلا يجد عندهم ما يسدّ رمقه، ليرجع ويجر معه أذيال الخيبة والذل. أقسم لكم أنّ لصوص الليل أشرف منهم وأطهر، فهم يتعبون ويتحمّلون المخاطر والمشقّة من أجل سرقاتهم ولم يدّعون أنّهم يمثلون الدين أو الإله في الأرض، فهم يسرقون عباد الله فقط، أمّا الكهنة فإنّ سرقاتهم تكون في وضح النهار ولا يتحمّلون أيّ مشقة في سرقاتهم، فهي من تأتي إليهم بعد الضحك على البسطاء من الناس وتغيب عقولهم، أنّهم يسرقون الناس وربّ الناس في نفس الوقت.
يقول المعلم شريعتي: عندما أرى المشايخ يعملون بالمصانع والورش وحرث اﻷ-;---;--رض وزراعتها أطمئن أنّ ميراث النبي بخير وإن لم يحصل ذلك فمجتمعنا بمشكلة.
ابشر ياشريعتي: ها هم مشايخ اليوم يعملون لأجل خداع الناس وسرقت عقولهم ووجودهم، وها هم اليوم يعملون في الزراعة ولكن أيّ زراعة؟ إنّها زراعة الأفكار ذات الذبح العقائدي!! هاهم اليوم يعطّلون العقول، فالانبياء يثبتون صدق دعواتهم من خلال إثارة دفائن العقول والكهنة يثبتون صدق أباطيلهم عن طريق تعطيل العقول.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الزميل الكاتب
صباح ابراهيم ( 2016 / 3 / 6 - 11:54 )
من افسدَ المجتمع هم اصحاب العمائم السوداء و البيضاء ، وكلما كبرت العمامة كل زاد عدد الشياطين المختبئين تحتها .
انظر حال العراق اليوم بعد استلام الاحزاب الدينية الاسلامية لقيادة البلد ، انهم اتجهوا بالعراق وشعبه نحو هاوية الافلاس و القتل و الحروب ، و الخراب .

داعش ايضا جاءت الينا تريد انشاء دولة الخلافة الاسلامية بعد ان خرب هذه الدولة اصحاب الاحزاب الاسلامية فزادوها خرابا وقتلا و تشريدا لأهلها .
عليكم اللعنة ايها المدعون بالدين وتجار الحروب .

اخر الافلام

.. 102-Al-Baqarah


.. 103-Al-Baqarah




.. 104-Al-Baqarah


.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في




.. رفع علم حركة -حباد- اليهودية أثناء الهجوم على المعتصمين في ج