الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إرهاصات نبوة محمد (1)

منال شوقي

2016 / 3 / 6
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يحتج المسلمون بالنقلة النوعية التي أحدثها الإسلام في المجتمع البدوي المشرك و الذي كان يعج بكل الموبقات من معاقرة الخمر و الزنا و عبادة الأوثان ، بل ذهبوا لما هو أبعد من ذلك فادعوا أن محمد جاء فعلم قومه النظافة الشخصية و الأخلاق الحميدة بعد أن كانوا - كما يُظهرهم القرأن في الظلمات و أخرجهم هو - أي محمد - إلي النور .
فهل هذا صحيح ؟
هل كان محمد حقاً أول نبي في قومه ؟ أو بمعني أدق ، هل كان محمد أول داعٍ للتوحيد في زمنه ؟
لقد عمدت الكثير من كتب التراث و لا سيما المتأخرة منها إلي طمس سيرة أشخاص بعينهم لأن ظهورهم علي الساحة كان سيخلق عدد لا حصر له من علامات الإستفهام ، إلا أننا رغم ذلك نجد في كتب السيرة و في البخاري ما لم تطاله يد التشويه أو المحو ليكون كافياً جداً لنا كي نتخذ منه مرشداً و دليلاً في بحثنا عن الحقيقة فيما فيما بين السطور .
.
إن الناظر في السيرة الذاتية لأشخاص بعينهم عاصروا محمد أو سبقوه بقليل و في إنتاجهم الأدبي الذي بين يدينا و مقارنته بالقرأن ليصل بما لا يدع مجالأ للشك إلي أن دعوة محمد و قرأنه كانت الحلقة الأخيرة في سلسلة أنبياء مهدوا لمحمد الظهور ، بل و ألهموه الكثير جداً من تعاليمهم و إنتاجهم الأدبي الذي لا يقل بل و يتفوق أحياناً علي قرأن محمد ، هذا إن لم يكن قرأن محمد في كثير من ألفاظه مُقَتبس عن إنتاج هؤلاء .
.
و لنأخذ عمرو بن زيد بن نفيل كمثال قوي و أوضح ما يكون علي أنبياء عاصروا محمد و حذا هو حذوهم مقلداً إياهم في تعاليمهم و منهجم و الفرق بين زيد و محمد هو أن الأول إكتفي بنفسه و لم يكن له تطلعات زعاميةعلي العكس من محمد الذي سرق منه أسس و تعاليم دينه بل حتي إسم هذا الدين .
و أورد هنا - قبل كل شيئ - رأي محمد نفسه في عمرو بن زيد المُعلم الذي نقل محمد عنه و لم يستطع نكران فضله عليه و لعله كان في ذلك مضطراً فلم يكن بوسعه أن يذكره بسوء أمام قومه الذين كانوا يعلمون أن تعاليم زيد لا تختلف عن تعاليم محمد ، فكيف كان لمحمد إذن أن يُكَفِره !!!
.
وعنه يقول ابن كثير :
ذكر شأنه للنبي ( صلى الله عليه وسلم ) فقال : هو أمة وحده يوم القيامة .. يبعث يوم القيامة أمة وحده .. وكان يحيي الموءودة ؛ يقول للرجل إذا أراد أن يقتل ابنته : لا تقتلها ، أنا أكفيك مئونتها فيأخذها .. وكان يقول : يا معشر قريش إياكم والزنا ، فإنه يورث الفقر .. فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يحشر ذاك أمة وحده ، بيني وبين عيس ابن مريم – إسناده جيد قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) دخلت الجنة فرأيت لزيد بن عمرو بن نفيل دوحتين " (ابن كثير : البداية والنهاية ، ج2 ، ص 221 ، 224 . ) .
.
يقول عمرو بن زيد :
أسلمت وجهي لمن أسلمت
له الأرض تحمل صخرا ثقالا
دحاها فلما رأها استوت
على الماء ، أرسي عليها الجبالا
وأسلمت وجهي لمن أسلمت
له المزن تحمل عذبا زلالا
إذا هي سيقت إلى بلدة
أطاعت فصبت عليها سجالا
و مما يثير الدهشة و التساؤل أن عمرو بن زيد يقول ( أسلمت ) قبل أن يدعي محمد النبوة و يُسمي دينه الإسلام !
ثم إن الأرض دحاها ( و الأرض بعد ذلك دحاها ) و أرسي عليها جبالاً ( و جعلنا في الأرض رواسي أن تميد بكم ) و لا تفوتنا أيضا تعبيرات كاستوت علي الماء ( الرحمن علي العرش استوي ) و ( كان عرشه علي الماء ) .
و لن نغفل بالتأكيد ألفاظ من مثل ( سبعاً شداداً ، بناها ، أمد ، زينها بنور ، دُجاها ، أنهار من العذب الزلال ، سيق المجرمون ، سلاسلها ، حر النار ، دار صدق ، فليسوا ميتين فيستريحوا ، ويلاً ، لهم ما يشتهون ، المتقون .. إلخ )
فإذا قارنا بين الإنتاج الأدبي لزيد بن عمرو و ذاك الذي لمحمد للاحظنا أن عمرو قد سلك مسلك القصيدة النمطية ذات الوزن و القافية و هو مما لا شك فيه صنفاً أدبياً أصعب من رجز محمد أو سجع الكهان الذي سماه قرأن و الذي يسمح بمساحة أكبر من حرية إختيار الوزن و القافية ، رغم أن القرأن لا يخلو من تحري الوزن و القافية في كثير منه و الذي يكون من نتيجته الحشو و الإطناب بل و غياب المعني كتكراره لعبارة فبأي ألاء ربكما تكذبان و قوله : فاكهة و أبا و التي ليس لها معني .
.
و الأن لنستمع لترتيل لبعض أبيات من قصيدة أمية بن أبي الصلت ( إله العالمين ) بصوت مقرئ للقرأن رغم أنه لا يرتلها كما يرتلون القرأن و لاحظ أن أمية بن الصلت كتب قصيدته قبل أن يفكر محمد في إدعاء النبوة و أحب أن ألفت النظر إلي أنه من الأهمية بمكان أن نتعمق في الأفكار التي تشي بها القصيدة و التي هي كلها و بلا إستثاء من العقائد الإسلامية لنقف متعجبين متسائلين : أي جديد إذن أتي به محمد !!!
وإستمع للأبيات و قل لي بعدها أي فرق تجد بينها و بين القرأن و أي سكينة و روحانية تشعر بها بعد سماعها !
.
إله العالمين وكل أرض ورب الراسيات من الجبال
بناها وابتني سبعا شدادا
بلا عمد يرين ولا حبال
وســـــواها وزينهـا بنور من الشمس المضيئة الهلال
ومن شهب تلألأت في دجاها مـــــراميها أشـد من النصال
وشـق الأرض فأنجبت عيونا وأنهارا من العذب الزلال
وبارك في نواحيها وزكي بها ما كان من حرث ومال
.
https://www.youtube.com/watch?v=Fy7aps7hW0M








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عمرو بن زيد بن نفيل؟ أم زيد بن عمرو بن نفيل؟
muslim aziz ( 2016 / 3 / 6 - 01:29 )

و لنأخذ عمرو بن زيد بن نفيل كمثال يقول عمرو بن زيد :و مما يثير الدهشة و التساؤل أن عمرو بن زيد يقول ( أسلمت ) قبل أن يدعي محمد النبوة و يُسمي دينه الإسلام !فإذا قارنا بين الإنتاج الأدبي لزيد بن عمرو و ذاك الذي لمحمد للاحظنا أن عمرو قد سلك مسلك القصيدة
الكاتبة منال شوقي المهم عندها هو الانتقاد وتسجيل مواقف على الرسول محمد ويقول المثل(من حفر حفرة لأخيه وقع فيها)
يا سيدتي بما انكي تحبين القص واللصق فقد وقعت في شراك نفسك.
الاسم الحقيقي هو(زيد بن عمرو بن نفيل) وكان من الاحناف وابنه(سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل أحد العشرة المبشرين بالجنة ولم يقل لنا ان والده زيد بن عمرو بن نفيل كان نبيا
سيدة منال في التأني السلامة وفي العجلة الندامة


2 - تحفظات
فهد لعنزي ـ السعودية ( 2016 / 3 / 6 - 03:13 )
الاخت الكريمة بعد التحية.الا تعتقدين بان هذا الشعر مبني على ما جاء في القرآن ومنسوب الى زيد بن عمر بن نفيل وليس العكس؟؟. الدليل كيف عرف زيد بن عمر بن نفيل بان هناك سبع سماوات وان الارض كانت على الماء وان الراسيات من الجبال كانت لتوتيد الارض؟؟. نعم قد نوافق على ان الاحناف اخذوا معلوماتهم من الكتب السابقة كـ التوراة والانجيل اما انهم تنبؤوا وجاء محمد فاخذ منهم فهذا بعيد عن المنطق.


3 - السجع
جابر بن حيان ( 2016 / 3 / 6 - 08:47 )

السجع هو الكلام المقفى غير الموزون الذي ارتبط بشريحة من الناس كانت تدعي العلم بالغيب هم الكهان وكان هؤلاء يشتغلون الوظائف الدينية في اماكن العبادات ومن امثلة سجع الكهان ما قاله سطيح من الكهنة العرب لاحد ملوك اليمن احلف بما بين الحرتينمن حنش لتهبطن ارضكم الحبش فيملكن ما بين ابين وجرش وقالت الكاهنة زبراء واللوح الخافق والليل الغاسق والصبح الشارق والنجم الطارق والمزن الوادق ان شجر الوادي ليادو ختلا ويحرق انيابا عصلا وان صخر الطود لينذر تكلا لا تجدون عنه معلا من هنا تولدة للصلعوم فكرة القران
من هنا ايضا قران محمد


4 - أهلا فهد
منال شوقي ( 2016 / 3 / 6 - 09:28 )
محمد هو من أخذ من زيد بن عمرو و من أمية بن أبي الصلت و غيرهما ، قال محمد مثلاَ عن أمية بن أبي الصلت : أمن لسانه و كفر قلبه و في رواية أخري كفر قلبه و أمن شعره مما يدل علي أن شعر أمية سابق علي قرأن محمد و إلا فلو كان أمية هو من يقتبس من محمد لكان معني ذلك أن قرأن محمد قد أعجبه للدرجة للحد الذي يجعله يقتبسه فلماذا لم يدخل في الإسلام ؟
ثانياً : أمية بن أبي الصلت توفي في السنة الخامسة للهجرة بينما محمد لم يكن قد إنتهي بعد من قرأنه ، أما عن زيد بن عمرو فسأكتب عنه بتفصيل في المقال القادم إذ أن سرقات مخمد منه لم تقف عند حد سرقة النصوص .
تحياتي


5 - السهو مرة او مرتين فقط
muslim aziz ( 2016 / 3 / 6 - 13:08 )

السيدة منال(أليس وارد ان اسهو وانا اكتب) نعم سيدتي ذالك وارد ولكن يُسمح بالسهو مرة واحدة او اثنتين فإن زاد على ذالك فيصبح مرضا اسمه (الزهامير او خرف الشيخوخة) ومع انك شابة في مقتبل العمر ومع أنك شابة وفي ربيع العمر فوجب عليك الانتباه اكثر قبل نشر أي مقال وشكرا


6 - خَبْطَ عَشْوَاءَ
سيد شهيـر ( 2016 / 3 / 6 - 15:12 )
-محمد هو من أخذ من زيد بن عمرو و من أمية بن أبي الصلت- أخذ منهما 60 حزبا.
زيد بن عمرو كلمة قالها قبل الإسلام لأنه آمن بإبراهيم عليه السلام و مات في الجاهلية.
أمية بن أبي الصلت يشهد أن محمد صلى الله عليه و سلم على حق لكنه رفض الإسلام كون ابني خاله قتلا ببدر.


7 - علم التاريخ لا دخل له بافضل القصص
ال طلال ( 2016 / 3 / 6 - 18:45 )
الاخت الفاضله -تحيه عراقيه عطره
في القرن السابع الميلادي لم يتواجد لا اسلام ولا مسلمون ولا نبي عربي قريشي في صحاري الربع الخالي
وكل ما نعرفه عن اسلام اليوم هو اسلام القرن التاسع الميلادي والدي اختلقه وكتبه مزوروا التاريخ المجرمون من امثال المجرم بخاري من بخارستان وطبري من مازندران وهم يبعدون الاف الفراسخ عن مكه والتي لم يكن لها وجود تاريخي في دلك الزمان والمكان
وكما توصل له علماء الاثار مؤخرا
ان محمد وعيشه لا يفرق قيد شعره عن عنتر وعبله
وشكرا
اسلمي لاخيك
ال طلال صمد