الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عكس ماقالت صحيفة لوموند ، المغرب لم يدفن التعريب

كمال آيت بن يوبا
كاتب

(Kamal Ait Ben Yuba)

2016 / 3 / 6
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


شعارنا حرية -- مساواة -- أخوة حقيقية
بتاريخ 19/02/2016 وتحت "عنوان المغرب يدفن 30 سنة من التعريب ليعود للفرنسية" نشرت جريدة Le monde الفرنسية مقالا (الرابط أسفل المقال) تتحدث فيه عن عودة الفرنسية للمواد العلمية بالمغرب كخطوة لاصلاح المنظومة التعليمية فيما يخص مجال العلوم الحديثة .ومعنى ذلك ان الجريدة الفرنسية تتحدث عن بداية التعريب سنة 1986 في حين أن التعريب في التعليم قد بدأ في أواخر الستينات (1960) حيث كانت مواد التاريخ والجغرافيا و الفلسفة تدرس بالفرنسية قبل هذا التاريخ. أما تعريب السكان الأوائل للمغرب و تسمية المغرب دولة عربية رغم كونها تنتمي لإفريقيا و ليس لغرب آسيا مثل السعودية ، فقد بدأ منذ بداية القرن 8 الميلادي و كذلك كل شمال إفريقيا بعد الغزو و هوس السبي للنساء الذي قام به بعض العرب القدامى في نهاية القرن 7 الميلادي تحت ذريعة نشر الاسلام و الاسلام منهم براء حسب نصوصه الصحيحة .
المهم و هو أن ما يسمى عودة للفرنسية هو في واقع الأمر مجرد إعادة القطار لسكته إذا جدثت فعلا واعادة الانسجام بين لغة تدريس العلوم الحقة اي الرياضيات والفيزياء و علوم الحياة والأرض و التكنولوجيا و غير ذلك في التعليم التأهيلي (أي مستوى الباكالوريا و مستويي السنتين التي قبلها) المُعَرَّب والتعليم الجامعي المفرنس في هذه المواد .وهذا ما يخلق عائقا لغويا أمام التلاميذ الحاصلين على الباكالوريا لإستكمال تعليمهم الجامعي بالفرنسية في العلوم .إنه نفس الشيء بالنسبة للتلاميذ الذين يضطرون لمغادرة التأهيلي و مواصلة تعليمهم المهني في مراكز التكوين المهني المفرنس.
هذا هو لب الموضوع .إنه قضية معرفية علمية تربوية موضوعية تتعلق بتصحيح تكوين التلاميذ و بمستوى التعليم ككل الذي بدأ يتراجع بعد تعريب العلوم مباشرة و ليست سياسية كما يحلو للبعض تسميتها و تهويلها.و تصوير الأمر على أنه من صنع حزب الاستقلال أو صراع بين اليساريين وما يسمى "الحركة الإسلامية" فهذا صراحة تسييس للقضية و إعطائها حجما أكبر من المقصود أو ربما تعتيم على واقع الأمر البسيط كما قدمنا .لأن التعريب كما سبق أن قلنا قد بدأ في القرن الثامن الميلادي و لا علاقة لأي مسؤول في فترة الإستعمار الفرنسي للمغرب أو حالي به.ببساطة لأنهم غير مسؤولين عن ذاك الغزو و لا يؤيدونه أو يتبنونه .فهم يقولون أنهم يحاربون الإرهاب و يحاربونه فعلا .و ثانيا لأنهم لم يكونوا موجودين آنذاك.
أما أولئك الذين ، وهم يقرأون ما نكتب ب"العربية" أي أننا أرابوفون ، و رغم ذلك لا يزالون يدفنون رؤوسهم في الرمال و يقولون عكس هذه الحقيقة والحقائق التاريخية والجغرافية الاخرى و الاحصاءات لمستوى التعليم في المغرب بسبب تعريب المواد العلمية و ينعتون الوطنيين الذين يريدون الخير لأبناء المغاربة بالفرنكوفونية والعمالة لفرنسا و غير ذلك من التفاهات التي لا وجود لها الا في اذهانهم ، فأعتقد أنهم ليسوا في هذا العالم و ربما لا يعرفون أو يتناسوا أن مصطلح "القومية العربية" هو اختراع بريطاني لتأليب عرب الجزيرة العربية الحقيقيين ضد السلطة التركية ابان سيطرة الامبراطورية العثمانية على اراضيهم في الشرق الاوسط مقابل وعد لهم بالإستقلال لم يتم الوفاء به رغم خدمة هؤلاء لبريطانيا العظمى في هزيمة الامبراطورية العثمانية الاسلامية مثلهم عن طريق تكوين جيش تمرد على سلطتها وصل حتى حدود تركيا إنطلاقا من مكة آنذاك ،كما سبق أن ذكرنا به في مقال سابق.
و إذن اذا طبلوا و زمروا سياسيا للقومية العربية من المغرب اللافريقي أو من كل شمال افريقيا ، فهم يطبلون لخدام الإستعمار الانجليزي القديم في الشرق الاوسط أي في غرب آسيا من قارة أخرى .و اين هم من الحرية و الاستقلال والوطنية ؟ إنهم مستلبون .
من يتحدثون عن تاريخ استعماري استعمل القوة العسكرية ليستحوذ على السلطة والثروة في شمال افريقيا يحددون تاريخه ب 14 قرنا و هم يعلمون ان تاريخ أجدادنا هنا يفوق آلاف السنين ..و لا يحسب بالمئات من السنين اي القرون، و رغم ذلك يصرون على قلب الحقائق فننصحهم ألا يفتخروا علينا بفقدانهم للخجل و هم يدلسون في وضح النهار.لأنه لم تتح لنا عدم أمانة علمية أو ادبية مثلهم .
ولنسألهم هذا السؤال : هل يمكن لعاقل و سليم البنية النفسية أن ينكر هذه الحقائق التاريخية و الجغرافية المدونة في التاريخ العربي القديم نفسه الذي كتبه بعض العرب القدامى و نسبوه لكل العرب ويقول أن شمال افريقيا كانت دائما عربية أو أن التنافر بين لغة العلوم في التعليم التاهيلي المغربي المُعَرب و التعليم الجامعي المفرنس هو شيء جميل و يجب المحافظة عليه ؟
هل يمكن للإنسان رفض أي نظرية تخدم الصالح العام وتؤدي للخير و التقدم والسلام.و ها أنتم ترون لقد أصبحت شمال افريقيا مثل السعودية بهذه الثقافة التي يقال لها "عربية –إسلامية" و هي ليست كذلك ، متهمة بالارهاب متخلفة مواطنوها منبوذون في العالم يقال انها خزان للارهابيين ؟هل هذا معقول ؟
إن دفن التعريب سياسيا هذه المرة يعني العودة الى الحقيقة التاريخية ، التي لا تعني دفن اللغة العربية التي نتقن نطقها والكتابة بها أو أي لغة أخرى ، و إنما بناء نظرية سياسية كفيلة بتحقيق الحرية والمساواة والدولة المدنية الديموقراطية التي تفصل السلطة عن الدين و تتركه للمجتمع و بالتالي تحقق حياديتها و نزاهتها وعدالتها وتلغي التسلط باسم الدين المختلف حول تفسيره و الذي لم يعد ينفع في تنظيم المجتمع العصري في ظل التحولات التي تعرفها المنطقة و إزدياد الوعي بالهوية الانسانية الحرة و الكريمة التي لها حقوق دولية مقدسة .

رابط المقال :
http://www.lemonde.fr/afrique/article/2016/02/19/maroc-le-roi-mohamed-vi-enterre-trente-ans-d-arabisation-pour-retourner-au-francais_4868524_3212.html








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موكب الطرق الصوفية يصل مسجد الحسين احتفالا برا?س السنة الهجر


.. 165-An-Nisa




.. مشاهد توثّق مراسم تغيير كسوة الكعبة المشرفة في المسجد الحرام


.. قوات الاحتلال تمنع أطفالا من الدخول إلى المسجد الأقصى




.. رئاسيات إيران 2024 | مسعود بزشكيان رئيساً للجمهورية الإسلامي