الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التطرف الديني أسبابه وعلاجه (3)

طاهر مسلم البكاء

2016 / 3 / 7
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الوهابية حاضنة للتطرف الديني :
لقد أجمع علماء المسلمين ،سنة وشيعة ، على أنحراف وشذوذ عقائد أبن تيمية الحراني الدمشقي والذي ظهر في القرن السابع ، ولسنا هنا بصدد عرض أراء العلماء فيه حيث أن هناك الكثير من المصادر لمن يطلب التوسع ، ولكننا نوضح ان علماء المسلمين تصدوا له وشجبوا ما جاء به من اراء بلبلة عقول المسلمين ومزقت وحدتهم واوقدت نيران الفتنة في صفوفهم ،وقد هدأت الضجة في وقتها وخمدت نيران الفتنة بعد أن رفضت اراءه تلك ، ولكن بعد أربعة قرون يظهر رجل آخر في أرض نجد في الحجاز هو محمد بن عبد الوهاب النجدي ،ينادي بآراء أبن تيمية من جديد ، مضيفا" أراء اشد غرابة ، مخالفا" ما سلكه المسلمون منذ ظهور الدين الحنيف ، مستغلا" جهل غالبية الأعراب في البادية ، ثم توافقه مع اطماع زمر متسلطة مالكة والسلطان ، فأعاد الفتنة التي بدأها ابن تيميه من جديد واخذت جماعته تكفر المسلمين وتفسقهم وترميهم بالشرك وعبادة غير الله تعالى وهم اهل الصلاة والقبلة ،ومما زاد الطين بلة ان حكومة آل سعود أخذت على عاتقها ، بما أوتيت من ثروة نفطية ، الترويج لهذه العقائد والتي خالف بها مؤسسها أجماع المسلمين ولم يقل بها احد حتى ظهور أبن تيمية في القرن السابع ،وبذلك اوجدت فجوة كبيرة في الفكر الأسلامي وشغلت أبناء الأمة الأسلامية بامور تافهة وصرفتهم عن التفكير في جوهر الدين والعمل في القضايا المصيرية والأتجاه الى التهديدات الخارجية .

التحالف المصيري الصهيوني الوهابي :

أن الأحداث المتسارعة بعد انفراد اميركا بقطبية العالم أثبتت بصورة لاتقبل الشك عمق التحالف الصهيوني الوهابي ، حيث تلاقحت الأفكار الوهابية والدسائس اليهودية ، وأصبح اليهود أقرب الى الوهابية من فرق المسلمين الأخرى ،حيث أصبح التكفيري الممول وهابيا" لايقصد اليهود الصهاينة المغتصبين للأرض العربية ، بل يفجر نفسه في جموع المسلمين العزل لكي يختصر الطريق الى الجنة الوهابية !، وعلى صعيد الدولة فأن الحكومة الوهابية متلاحمة مصيريا" مع الأميركان والصهاينة وقد خاضوا الحروب متآزرين ،حيث سخروا أراضيهم وأموالهم في الحروب الأميركية ،وقد رددت دولتهم مايردده الأميركان والصهاينة ، بصورة ببغاوية ، حول خطر السلاح النووي الأيراني دون أن يشيروا ولو اشارة الى أطنان السلاح النووي في خزانة الصهاينة ،مما يدلل على التحالف المصيري وان هذا السلاح لايشكل أي خطر عليهم .
وقد بني هذا التحالف على أساس مجموعة من العوامل من أهمها :
- أنه يصب في المصلحة الأميركية والغربية وحماية مصالحها .
- التفاهم المشترك الصهيوني الوهابي بعدم التدخل الفعلي لأي منهما تجاه الأخر.
- أن لهم عدو مشترك ،حيث أن من عقائد الوهابية تكفير المسلمين الأخرين وتحليل قتلهم وبذل الأموال الطائلة لزرع الفرق التكفيرية في البلاد الأسلامية وارباك أمنها وأستقرارها ، وهذا هدف يهودي كان عصيا" على الصهاينة .
- موافقة الوهابية على أثارة موضوع التسلح النووي المزعوم لدى أي من دول المنطقة دون التطرق باي حال للسلاح النووي الصهيوني الموجود فعليا"،يصب في المصلحة الصهيونية .
- تمثيل دوررأس هرم الانظمة الديكتاتورية في المنطقة ودعمها وحماية قادتها حتى بعد ان تلفظهم شعوبهم ، وفيما تكون اميركا قد بدأت خطوات تحاول أحتواء الأوضاع الجديدة بعد الثورات والتقرب من الثوار الجدد ، فانها في وضع لايمكنها من أستقبال حلفاءها القدامى ، فيكون الدور السعودي الوهابي باستقبالهم غسلا" لماء وجه الأميركان كما حصل في أستقبالهم للرئيس التونسي ،زين العابدين بن علي .

الوهابية كانت الرحم الذي ولد منه القاعدة وداعش :
أمام انظار العالم وبمسمع ومرأى منه ساهمت الوهابية ممثلة بدولها المعروفة في أول ولادة للقاعدة ،والتي كانت نواتها المجاهدين اللذين جندوا لهدف معلن في افغانستان هو هزيمة الأحتلال السوفيتي ،غير ان الهدف الخفي هو تنفيذ الأجندات الأمريكية بالضد من السياسة السوفيتية آنذاك ،
لقد دأبت الحكومات الغربية على التقليل من شأن العلاقة بين السعودية والفكر الوهابي، ولكن هذه العلاقة قائمة وليس في الأمر سر أو مؤامرة،
فاليوم يتكرر ذات الموقف في ولادة داعش ودعمها وتمويلها ،وكأن تنظيم القاعدة يولد من جديد ،وكأن الشيخ اسامة بن لادن الذي انتهت ورقته ،و قد استبدل بأبو بكر البغدادي ،وظهر لجميع العالم ان قادة الخليج يصرحون علنا ً برغبتهم في اسقاط الحكومتين السورية والعراقية رغم انهما حكومات شرعية ،فيما هم من جانب آخر يشنون حربا ً ضد شعب اليمن بحجة تثبيت الشرعية ،لتثبيت رئيس مستقيل لايريده شعبه ،مع ان الأمر يتوجب ان يترك لخيارات شعوب تلك الدول حيث انه شأن داخلي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق سابق وفي الاعادة افادة.
فهد لعنزي ـ السعودية ( 2016 / 3 / 8 - 11:25 )
اتمنى على جميع المسلمين ـ عرب واعاجم ـ ان يقرؤوا الكتب التالية ليتعرفوا على تاريخ من اسسوا المذهب الوهابي وما هو الدور المنوط بهم من قبل الصهيونية والامبرالية وبصمة العار المرسومة على جباههم ـ اي المسلمين ـ لسبب جهلهم او الاحرى تجاهلهم عن التعرف على من يحمي مقدساتهم. نعم ان داء الريال السعودي يعمي البصيرة قبل البصر ولكن هناك دواء ناجع لعلاجه وهو حب الحقيقة وليس التقليد والسير مع القطيع. اسماء الكتب ومؤلفيها.

دور الاسرة السعودية في اقامة الدولة الاسرآئلية ـ لـ حمادة امام
تاريخ الجزيرة العربية ـ للشهيد السعيد ناصر السعيد
كشف الارتياب في اتباع محمد بن عبد الوهاب ـ لـ الاميني
مذكرآت هنفر ـ للجاسوس البريطابني هنفر
وقتا سعيدا لطلاب الحقيقة بدون رتوش.



أ