الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تأسيس جيش كوردستاني موحّد (4) (الحلقة الأخيرة)

مهدي كاكه يي

2016 / 3 / 8
القضية الكردية


إن كافة الثورات الكوردستانية إتخذت إستراتيجية عسكرية دفاعية و جعلت من كوردستان الساحة الوحيدة لحروبها مع المحتلين. هذه الإستراتيجية الخاطئة أدت الى دمار و خراب كوردستان و قتل مواطنيها و تشريدهم و قادت الى كارثةٍ إجتماعية و صحية و نفسية و بيئية، يحتاج الكوردستانيون الى عشرات السنين و مئات المليارات من الدولارات لمعالجتها و محو تأثيراتها السلبية. لذلك في حالة الإضطرار للقيام بالكفاح المسلح ضد الدول المُغتصِبة لكوردستان، ينبغي نقل الحروب الى داخل البلدان المُغتصِبة لكوردستان، بدلاً من جعل كوردستان ساحة للحروب، لمنع قتل و تشريد سكان كوردستان و تدمير البنى التحتية فيها و خلق مشاكل إجتماعية و إقتصادية و نفسية و صحية و بيئية كارثية التي تمتد آثارها المدمرة لأجيال عديدة.

يمكن الإستفادة من الملايين من الكورد الذين يعيشون في المدن الكبيرة للبلدان المُغتصِبة لكوردستان مثل إستانبول و أنقره و إزمير و طهران و خراسان و بغداد و دمشق و حلب و غيرها من المدن التي فيها جاليات كوردستانية كبيرة، من خلال تنظيمهم و تدريبهم لنقل الحرب الى قلب الدول المُغتصِبة لكوردستان و جعل موازين القوى تميل لصالح شعب كوردستان. هذا يتطلب العمل منذ الآن لتهيئة القوى البشرية و السلاح و الأوكار و وسائل النقل و الإتصالات و وضع الإستراتيجيات و الخطط و كل مستلزمات العمليات العسكرية التي ستُجرى على أرض العدو.

نظراً للإختلال في توازن القوة العسكرية بين الكوردستانيين من جهة و الدول المُغتصِبة لكوردستان من جهة أخرى، ينبغي أن يكون معظم وحدات الجيش الكوردستاني عبارة عن قوات خاصة مدرّبة على خوض حرب العصابات و حرب المدن، حيث يمكن دراسة الحرب الأخيرة التي إندلعت بين إسرائيل و حزب الله اللبناني للإستفادة من الإستراتيجيات و التكتيكات العسكرية التي إتبعها حزب الله في الحرب المذكورة.

نتيجة هذا الخلل في ميزان القوة بين الكوردستانيين و محتليهم، فأن خوض حروب جبهوية ضد القوات المُغتصِبة سيكون في صالح الدول المُغتصِبة لكوردستان. لهذا السبب فأن الإستراتيجية العسكرية الصحيحة ستكون الإعتماد على حرب العصابات في المناطق الجبلية و حرب المدن و التركيز على الأسلحة الدفاعية مثل الأسلحة المضادة للطائرات الحربية و طائرات الهليوكوبتر و الدبابات. كما ينبغي إستخدام الألغام المضادة للدبابات و العربات العسكرية و إستعمال الأسلحة الدفاعية الخفيفة التي يمكن حملها و نقلها و إستخدامها بسهولة و كذلك تأسيس مجاميع قتالية خاصة للقيام بعمليات نوعية خلف القوات المعادية و في مناطق تواجد هذه القوات لتدمير مخازن الأسلحة و مصادر التموين و قطع الإتصالات بين مختلف الوحدات العسكرية للدول المُغتصِبة لكوردستان و الإهتمام النوعي بجهاز المخابرات لجمع المعلومات الضرورية عن أهداف العدو و خططه و عدد و عُدة قواته العسكرية و مواقع إنتشارها و تحركاتها و أماكن تواجد قياداتها و عن خططها و إمكانياتها و غيرها. ينبغي على حكومة جنوب كوردستان أيضاً إتباع إستراتيجية حرب العصابات نظراً للخلل في توازن القوة العسكرية بين جنوب كوردستان و الدول المُغتصِبة.

من شروط النجاح في الحرب التي تخوضها كوردستان، يجب تحقيق الإكتفاء الذاتي في إنتاج المواد الغذائية و مصادر الطاقة و الألبسة و الأسلحة الدفاعية اللازمة.

ينبغي على القيادة الكوردستانية، و خاصةً حكومة جنوب كوردستان وضع خططٍ إستراتيجية للحصول على أسلحةٍ نوعية يمكن عن طريقها ردع المحتلين من الإستمرار في إحتلالهم الإستيطاني لكوردستان و إستعمارهم لشعبها. إنّ كوردستان بلد غني بثروتها البشرية و خبرات و كفاءات مواطنيها و بمواردها الطبيعية من مياهٍ و بترول و غازٍ و معادن و أراضي زراعية خصبة و بآثارها و مقومات السياحة فيها، لذلك تتوفر فيها كل الإمكانيات لإبتكار أسلحةٍ إستراتيجية رادعة. إستطاع الإسرائيليون أن يصنعوا قنابل نووية في عام 1959 أي بعد 11 عاماً من تأسيس دولة إسرائيل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جبال من القمامة بالقرب من خيام النازحين جنوب غزة


.. أردنيون يتظاهرون وسط العاصمة عمان ضد الحرب الإسرائيلية على ق




.. كيف يمكن وصف الوضع الإنساني في غزة؟


.. الصحة العالمية: المجاعة تطارد الملايين في السودان وسط قتال ع




.. الموظفون الحكوميون يتظاهرون في بيرو ضد رئيس البلاد