الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين المسجد الأقصى الأموي والمسجد الأقصى القرآني

سيلوس العراقي

2016 / 3 / 8
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


الحاقًا بمقالنا السابق المنشور بعنوان "من الخرافات الاسلامية: قدسية اورشليم القدس" ويمكن الاطلاع عليه على الرابط ادناه
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=507993

المقال الحالي أدناه هو لتوضيح الظروف التاريخية في العصر الأموي التي كانت سببًا في فكرة أن تكون اورشليم، أو الصخرة، أو بيت المقدس، مكانًا آخر للحج. وربما لو تكن تلك الظروف قد حصلت مثلما جرى في العصر الأموي، لما كان بالامكان التفكير بهكذا فكرة بتاتًا، ولَما فكّر أحدٌ قطّ بأن المسجد الأقصى الذي في بلاد جزيرة العرب الأرض الأم للاسلام قد تحوّل بقدرة قادر الى مكان آخر خارجها. لأنه وبحسب ما هو معروف بأن مكة والكعبة هي المكان الرئيس لحجّ المسلمين وليس بالامكان التفكير بانشاء مكانٍ آخر بديلا عنها للحج. لكن للسياسة شأن آخر يمكنه أن يجعل من الدين ـ من أيّ دين ـ ألعوبة ووسيلة يمتطيها مثلما يريد الساسة لتحقيق ماتريد السياسة وما يطمح له الساسة والقادة والزعماء، تمامًا مثلما فعل الأمويون وغيرهم.

مع أن كلمة "اورشليم" لم ترد في القرآن، لكن المسلمون يعتقدون أن عبارة "المسجد الاقصى" في سورة الاسراء : 1 تشير الى جامع المسجد الأقصى الموجود حاليًا في اورشليم القدس من دون أي دليلٍ تاريخي. وبالتأكيد لا يمكنهم أن يأتوا بدليلٍ واحدٍ بأنّ المسجد الأقصى الذي قصده محمد هو ذاته الذي في اورشليم. خاصة أن السورة المذكورة لم توضّح مكان المسجد الأقصى، كأن تقول "من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى الذي في بيت المقدس".
ففي زمن محمد الذي مات عام 632 ميلادية ليس فقط لم يكن هناك مسجد في اورشليم باسم المسجد الأقصى، لأن اورشليم كانت مدينة بيزنطية حينها خاضعة لاحتلال الامبراطورية البيزنطية المسيحية، وقام الخليفة الاسلامي عمر مع جنده بدخولها واحتلالها عام 638 ميلادية أي بعد 6 سنوات من وفاة محمد.
وكان في هذا الوقت كنيسة قد تم تشييدها من قبل البيزنطيين في موقع الهيكل الثاني على جبل الهيكل وكان اسم الكنيسة " كنيسة مريم يوستينيان". وهذه الكنيسة تم بناءها عام 560 ميلادية على طراز البناء المعماري البيزنطي وبقيت الى غاية الاحتلال الفارسي لاورشليم عام 614 م حيث قاموا بحرقها، وفيما بعد سيتم تحويرها الى مسجد بدلاً عنها من قبل المسلمين.
تم في حوالي 692 ميلادية بناء مسجد من قبل الخليفة الأموي عبدالملك، ومايسمى اليوم بمسجد عمر لايبدو أنه له علاقة بعمر بل هو مسجد الخليفة عبدالملك إن صحّ التعبير بدقة أكبر. ومن بعده ابنه الوليد بن عبدالملك (705 الى 715 م) هو الذي استولى على الكنيسة أعلاه وأعادَ ترميمها لتصبح مسجدًا. وذلك بتركه تصميمها كبازيليكا بيزنطية كما كانت، مبنية بصف من الأعمدة، وما أضافه بشكل خاصّ لتصميم الكنيسة الأساسي هو قبة على شكل نصف بصلة في قمة البناء ليجعلها مسجدًا، وأطلق عليها مسجد الأقصى، ليكون للاسم صدى لعبارة وردت في القرآن. وفي هذا الحين لا يمكن القول بأنه كان في ذهن محمد هذا المسجد الذي اعطي اسم الأقصى في حدود عام 711 م والذي يرد في القرآن، وهذا شديد الوضوح لأنه حدث بعد ثمانين سنة من وفاته.
تمامًا مثلما لا يمكن القبول لو قرأنا في أحد كتب التاريخ والتراث العراقي مثلا أن :
الله أرى جعفر المنصور في حلمٍ سوق اوروزدي باك في شارع الرشيد.
لذلك فيكون على الأرجح والأصوب حسب العديد من الدارسين ومنهم عدد من المسلمين المعاصرين أنّ ما قصده محمد والقرآن في سورة الاسراء هو مَسجدَينِ: مسجد مكة الحرام ومسجد في المدينة (يثرب) هو الأقصى أو الأبعد منه. وإضافة الى لك يمكننا أن نفهم أيضًا هنا لماذا نهى محمد نهيًا قاطعًا التوجه نحو اورشليم عند الصلاة. أو احتمال أنّ الآية تلك قد تمت اضافتها حين كتب القرآن في العصر الأموي.

لكن مالذي حدث حقيقة ولماذا تمّ بناء "المسجد الأقصى" في اورشليم ؟
يتذكر البعض المطلع على التراث والتاريخ اليهودي في القرن التاسع قبل الميلاد قصة بناء هيكل موازٍ ومستقل عن ذلك الذي في اورشليم على جبل الهيكل وهو الهيكل الرئيس والوحيدي لشعب بني اسرائيل، حين تم انفصال مملكة الشمال (مملكة السامرة فيما بعد) في وقت الملك الانفصالي يروبعام (السفر الاول للملوك 12: 26 ـ 30 ) وقام ببناء هيكل على جبل جيروزيم.
ماحدث في العصر الأموي من محاولة انفصال عن مكة ومسجدها والحج اليها، مشابه الى حدّ ما لما فعله يروبعام الآنف الذكر.
ففي اوائل ثمانينات القرن السابع الميلادي حين حدوث النزاع بين المسلمين : دمشق ـ مكة، يبدو أن الخليفة الأموي في دمشق، في محاولة منه لوضع حدّ وتجنب النزاع مع المسلمين المسيطرين على مكة ابن الزبير وهي مكان حج المسلمين، قرّر بناء موقع بديلٍ لحجّ أتباعه واختار بناء مسجد على صخرة اورشليم ليكون بديلاً للحج. تمامًا مثلما فعل يروبعام. ومنذ ذلك الحين بدأ الاعتقاد بأن لاورشليم القدس التي اغتصبها الاسلام وحوّرها وزيّف تاريخها موضوع جدال بين المسلمين حول أهميتها أو عدمها، وتم البدء باختراع وتأويل أحاديث وروايات لا قيمة تايخية لها.

خلفية الصراع الاسلامي ـ الاسلامي القبلي وبروز أهمية اورشليم القدس :

وعندما تولى عبد الملك بن مروان الخلافة 685 ـ 705 م، كانت أمور الخلافة في حالة تشنجات وعدم استقرار، فاعترضته عدة أمور صعبة وشاقة: منها الثورات الداخلية، ومشكلة الخوارج، وغضب وتمرد شيعة علي بعد أن تم قتل الحسين في 10 محرم 680 م وحمل رأسه الى دمشق، والتنافس مع المتمرد ابن الزبير في زعامة الاسلام..)وهذه الأخيرة بالتحديد سيكون لها السبب الكبير في وجع رأس عبد الملك بن مروان التي سببت له الأرق والقلق في مسألة زعامته. راجع عمر الصالح البرغوثي، خليل طوطح، "تاريخ فلسطين"، القدس، مطبعة بيت المقدس، 1923.

قبة الصخرة وبناء المسجد الأقصى الأموي:
كان لابن الزبير نفوذًا وسيطرة كبيرين على مناطق الجزيرة العربية، وأفريقيا. كانت مكة مركزًا لحكمه. ونعلم جيدًا أن مكة في حينها كانت لحمة الكتف ومَن يمسك عليها يكون قد ضمن موالاة عدد كبير من المسلمين الذين كانوا يؤمونها للحج ومنهم حجاج دمشق والمدن الأموية الأخرى، حيث مكة هي المكان الوحيد لحجّ المسلمين، والذين يذهبون اليها يكون بمقدور ابن الزبير وانصاره كسبهم وضمان ولاءهم له.
هذا الوضع المميز لابن الزبير كان مصدر قلقٍ وخشيةٍ للأموي عبد الملك بن مروان، الذي يمكن لهذا الوضع أن يكون سببًا في ضياع عرشه الأموي ونهايته سياسيًا. خاصة عندما يرى عبد الملك بن مروان الجموع الغفيرة من المسلمين تحج، سنويًا، إلى الكعبة في مكة حيث ابن الزبير، وهذا الأمر كان في غاية الأهمية لعبدالملك وخلق لديه نوعًا من الحسد والغيرة، خاصة أنّ مركز ابن الزبير الديني والسياسي قد أخذ ينتشر في بعض أرجاء البلاد الإسلامية، حيث جميع المسلمين يتوجهون الى مكة التي فيها الزعيم هو ابن الزبير.
هذا الوضع الذي عاشه عبدالملك بن مروان من قلق وخشية على نفسه وخلافته وزعامته، دفعه الى التفكير بالأمور التالية التي يمكن اجراء قراءة تفسيرية احتمالية لما دار في فكر عبد الملك بن مروان من أجل تحقيق اهدافه :
الفكرة الأولى التي ترد في تفكير أي زعيم أموي إن كان عبدالملك أو غيره هي أن يتحضّر لحربٍ فيحضّر من أجلها قواتًا والسير بها باتجاه مكة والقضاء على حكم ابن الزبير والسيطرة على مكة واعلان زعامته المطلقة على الاسلام، لكن يبدو أن هذا الفكرة مع أنها الفكرة الأولى التي تراود الزعماء القبليين في تلك العصور ضدّ من ينافسهم على زعامتهم وحلمهم في التسيّد الكامل على أمور الأمة والاسلام، لم تكن مضمونة النجاح من دون خسائر ربما تكون كبيرة جدًا في حينها تمامًا، فيتم تأجيلها كخيار ثانٍ لا يتم الغاءها تمامًا بل يمكن أن يتمّمها الخليفة عبدالملك بن مروان فيمابعد أو أحد قواده وولاته.
الفكرة الثانية، والتي سيكون لها الحظ الأوفر والأسهل في أن تتحول الى أمرٍ واقع.
أمام الخطر الذي يشكله عبدالله بن الزبير الذي كانت تؤمه جموع المسلمين الحاجّة الى مكة، والأمر الأكثر خطورة الذي ترافق معه هو أنّ ابن الزبير كان يُجبر المسلمين أثناء فترة حجّهم على مبايعته، الأمر الذي أجبر عبدالملك بن مروان أن يفكر مليًا وأن يقرّر بمنعِ رعاياه من أهالي سوريا وغيرها من المناطق الخاضعة للأمويين من الحج إلى مكة.
أزاء هكذا قرارٍ كبيرٍ دينيًا، كان عليه أن يفكّر بمكانٍ آخر مقبولاً شعبيًا ودينيًا ليكون بديلاً عن مكة، فلم يكن بامكانه أن يختار دمشق أو غيرها من المدن الحديثة الأموية الأخرى التي تحت سيطرته لتكون مؤهلة لتأدية مناسك الحج، لأنه لا يمكنه أن يمتلك الحجة والمقارعة في اقناع الناس بالتوجه الى مكانٍ آخر للحج وعزل مكة وابن الزبير وحرمانه من تخريب وإفساد ولاء أتباع الخلافة الأموية ومطالبتهم بمبايعته.
والحال هذه فعلى الخليفة عبدالملك بن مروان أن يهيء جوابًا لسؤال سيطرحه المسلمين من أتباعه عليه :
من أنت وبأيّ حقّ تمنعنا من أداء فريضة مناسك الحج الى مكة والكعبة المكرمة ؟ هل لديك حجة وسندًا دينيًا في أمرك وقرارك ؟
يبدو أن أمر الجواب على تساؤلات المسلمين التي قد يتم طرحها كان مضمونًا، حيث كان في عهده ويعيش بالقرب منه ابن شهاب الزهري وهو من أوائل علماء العالم الاسلامي الشهير ويعتبر من الشخصيات الكبرى في الاسلام في العصر الأموي، وكان على علاقة جيدة مع الأمويين ومع الملك عبدالملك بن مروان وكان يحفظ الأحاديث والسنة، ويبدو أنه هو الذي ساعد الملك عبدالملك بن مروان في إخراج حديثٍ نبوي يؤيد ويسند فكرته وقراره بشأن بديلٍ مقبولٍ أو مكانٍ ثانٍ غير مكة يمكن أن يؤمه اتباعه للحجّ.
فعليًا، يبدو أن الملك عبدالملك بن مروان قد فكّر وقرّر قراره بأن تكون مدينة القدس كمكانٍ بديلٍ للحج، ويسنده حديثًا أخرجه له العلامة الزهري، لذلك سيقوم بنفسه ومن مقرّه في دمشق بالذهاب الى القدس ليرى الموقع المناسب والملائم بعينيه. وسيقوم بارسال رسائل الى جميع الولاة والمدن والمناطق يأخذ رأيهم ويستشيرهم في بناء قبة الصخرة المقدسة، وفي بناء مسجدٍ أيضًا، ولكنه وبذكاءِ الزعيم السياسي الذي يحاول أن يجعل من قرارِه شعبيًا وإبعاد أيّة فكرة ذاتية ونزعة شخصية عن قراره من المحتمل أن يفكر بها أيّ من أبناء رعيته، أو إحداث أي بلبلة في صفوف الرعية، فانه يوضح ذلك في رسائله على أنه لا يرغب في القيام بهذا العمل دون استشارة رعيته المسلمة المؤمنة وولاتها. فوصلته الرسائل من حكّام المناطق التي تؤكد الرضا التامّ للرعية وهم يساندونه في مشروعه وفي قصده الديني البحت.
بذلك تمّ له ما أراد فكلّف من يضع خريطة لبناء صحنٍ، كما أمر ببناء بيتٍ للمال الى جانب الصحن، فتم له ما أرد خلال 3 سنوات، وتم تزيين وزخرفة القبة ببعض الذهب. وسيقوم ابنه من بعده الوليد بن عبدالملك باستكمال مشروع البناء الذي ابتدأ مع ابيه.
ولن تكن هذه الفكرة هي الوحيدة قد حققها عبدالملك بن مروان، بل سابقتها الأولى المؤجلة التي ذكرناها أعلاه ستتحقق هي الأخرى، حيث سيقوم الحجاج بن يوسف الثقفي عام 693 م بحملة الى الحجاز للقضاء على المتمرد ابن الزبير، فاحتل المدينة وحاصر مكة وقصفها بالمنجنيق وأضرّ بالكعبة، وتم قتل ابن الزبير وأصبح الولاء من بعدها للملك عبدالملك بن مروان والخلافة الاموية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - استفسار
عبد المطلب العلمي ( 2016 / 3 / 8 - 16:46 )
بدايه اشكرك الشكر الجزيل على هذا المقال الذي يلقي الضوء على بعض خفايا التاريخ.لكن كعادتي لدي سؤالان،اذا كان من الممكن الاجابه عليهما.
جبل جيروزيم هل هو جبل جرزيم بالقرب من نابلس و الذي يسكنه اليهود السامره، و هل للكلمه معنى بالعبريه.
كنيسه مريم يوستنيان،اين يمكنني ان اجد معلومات عنها.فالمصادر المسيحيه تشير الى ان الكنيسه الاقدم و الوحيده حينها(باستثناء منزل مار مرقص الذي اصبح لاحقا كنيسه سريانيه)كانت كنيسه القيامه بمختلف تسمياتها.اما المسلمون فيقولون ان جبل الهيكل كان مكبا للنفايات و عمر امر ببناء مسجد خشبي هناك ،اما البناء الحجري فهو للامويين.


2 - أحكي يا تاريخ
عدلي جندي ( 2016 / 3 / 8 - 17:59 )
الدين عند الله الإسلام بشرط أن تتبع القطيع ودون دراسة جغرافيا أو تاريخ
مشكور علي الجهد
تحياتي


3 - جيرزيم
سيلوس العراقي ( 2016 / 3 / 8 - 18:27 )
الاستاذ والباحث الزميل العلمي المحترم
مرحبا وشكرا لمرورك والتعليق
ان في اسئلتك دلالة على باحث ذي معرفة واسعة
واسئلتك غالبًا أصبحت مقالات للبحث
سؤالك عن الكنيسة اعلاه ليوستنيان سؤال ذكي جدًا ما كنت أتوقعه من أحد من رواد هذا الموقع ،
في الحقيقة المعلومات عنها مستقاة من مصدرين
الاول من المؤرخ بروبوكيوس القيصري وهو يعتبر مؤرخ يوستينيان ومعاصره بل قام بخدمته أرخ من ضمن ما أرخ في كتاباته كل اعمال البناء التي قام بها يوستنيان ومن ضمنها الكنيسة موضوع سؤالك ، مات في ق 6 ميلادي على مااذكر
المصدر الثاني هو مجلات ابحاث الاثار
الجواب على سؤالك سارسله مقالا هنا اترجم بعض ما يهم خصوصًا هذه الكنيسة التي يعتقد أغلب الدارسين والباحثين أنها ما أصبح فيما بعد ما يعرف بالمسجد الاقصى الاسلامي
أما سؤالك حول معنى جرزيم فانه مشتق من الفعل العبري : ج ر ز
واعتقد انه ذات الفعل في العربية بمعنى
جدب ولا نبت فيه ويأتي بمعنى قطع أو مقطوع ايضًا
شخصيًا افضل معنى الاجدب من غير نبت
لانه هكذا كان
نعم انه أحد جبال السامرة ـ نابلس التاريخية العريقة
اشكرك ثانية لاهتمامك المعرفي الواسع
مع تقديري ومحبتي


4 - القطيع والعلم لا يعيشان تحت سقف واحد
سيلوس العراقي ( 2016 / 3 / 8 - 18:40 )
السيد عدلي جندي
شكرا لمرورك والتعليق
في الحقيقة ان جماعة الاديان الأخرى لغاية قرن من الزمان مضى كانوا بأغلبيتهم قطيعا ومنهم المسيحيين في اوربا
فقط منذ القرن الماضي بدأوا في اوربا بقراءة الكتاب المقدس بلغاتهم الحية
وكانت ممنوعة عمليات البحث والنقد العلمي في الكنيسة الكاثوليكية لغاية خمسينات القرن الماضي حيث انفتحت الكنيسة على العالم والعلم والنقد بكافة مستوياته
أما الاخوة المسلمون فلم يبادروا جديًا لغاية اليوم للقيام بانفتاح كبير على العالم
ربما رهبة وخوفا مثلما كان حال الكنيسة يوما ما
لكن مع الزمن لا بد وانهم سيقبلون بما لا يقبلونه اليوم
انا اكيد وكلي أمل بأنهم سيشرعون في لحظة ما لتجديد الاسلام من داخله ونقده وتنقيته
علينا احترام البعض منهم ممن قد مسكوا بادوات النقد للتاريخ الاسلامي ونصوص القرآن
وإن كانت محاولاتهم اولية ومتواضعة ، لكنها كضوء أول طريق التحديث
حين ستدخل اساليب البحث العلمي الحديثة في دراسة ونقد نصوص القرآن والحديث والتاريخ الاسلامي ستكون بداية لنهضة كبرى للمسلمين لن يوقفهم من بعدها أحد
نتمنى الخير لجميع البشر
تقبل تقديري ومحبتي


5 - الاستاذ الباحث سيلوس العراقي المحترم
nasha ( 2016 / 3 / 8 - 23:35 )
لن تُحل المشكة الفلسطينية الاّ بالرجوع الى التاريخ الفعلي .اذا تعذر وجود مصادر تاريخية محايدة من مخوطات وآثار فالحل سيكون استعمال المنطق العقلاني بمساعدة ما موجود من نصوص دينية.
المشكلة الكبرى هي ان التاريخ الديني الاسلامي مجرد عنعنات لا قيمة لها ولا يمكن اعتمادها كوثائق تاريخية.
اما استعمال الكتاب المقدس كوثيقة تارخية فهو نسبيا احسن من التراث الاسلامي ولكنه ايضا لا يصلح لانه كتاب ديني تغلب على مؤلفيه العاطفة الدينية ومن الفه لم يؤلفه لاغراض تاريخية وانما لاغراض دينية سواء العهد القديم اوالعهد الجديد.
انا لا اؤيدك يا استاذ سيلوس مع احترمي الشديد لعمك في استعمال التوراة كوثيقة تاريخية بحتة. التوراة يمكن ان تستعمل فقط كدليل تاريخي عام عريض.
شكرا جزيلا على جهودك في تنوير الزوايا المعتمة في تاريخ المطقة وفي محاولة فك الطلاسم اللغوية وربطها بتراث المنطقة سواء اليهودي او المسيحي او الاسلامي.
لن تُحل المشاكل الا بالعقل والمنطق وبالاستفادة من العاطفة الانسانية التي تجمعنا كلنا دون تمييز.
تحياتي لك ولضيوفك المحترمين


6 - حقنا في فلسطين ثابت
muslim aziz ( 2016 / 3 / 9 - 01:19 )

يثير الكثير من البالحثين والناقدين بل والمشككين بالتاريخ الاسلامي مسألة المسجد الاقصى في فلسطين زاعمين ان المسجد من بناه الامويونزومتناسين في نفس الوقت ان كلمة مسجد في الاصطلاح الاسلامي يقصد منه مكان السجود حتى ولو كان بغير بناء قائم. فمثلا جاء في القرأن الكريم عن قصة ابراهيم عليه السلام عندما تنرك زوجته هاجر وابنه اسماعيل في ارض مكة قوله(ربنا اني اسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم) فلم يكن هنالك بيت بالمعنى المتعارف عليه وانما القصد قرب ذالك المكان والذي يعرف ببيت الله الحرام وما نسميه اليوم بالمسجد الحرام
والقرأن الكريم واضح الدلالة والبرهان على ان المسجد الاقصى الذي اسرى اليه الرسول في رحلة ليلية انما كان في ارض الشام وليس في الحجاز كما يزعم المتشككون بالتاريخ الاسلامي
يتبع


7 - حقنا في فلسطين ثابت الى الابد
muslim aziz ( 2016 / 3 / 9 - 01:19 )

المسألة الاخرى والتي يثيرها المتشككون وليس الناقدون والدارسون هو ان بني امية كان من مرادهم وهدفهم بناء ما يسمى بالمسجد الاقصى هو تحويل المسلمين عن حجهم من مكة الى القدس ولكنهم لم يفلحوا بذالك.
وهذا ايضا من المغالطات والافتراءات على بني امية فالقران الكريم واضح في ان جعل الركن الخامس وهو الحج الى المسجد الحرام. لا الى المدينة المنورة حيث قبر الرسول ولا الى المسجد الاقصى في فلسطين(ولله على الناس حج البيت لمن استطاع اليه سبيلا)فلا عبد الملك مروان ولا ابنه الوليد يستطيعان التلاعب باركان الاسلام. وأظن ان هذه ربما كانت من خرافات واكذوبات الشيعة ضد بني امية لذا نرى الكتاب من اهل العراق يتأثرون بمثل هكذا اكذوبات.
اخير لا ننسى ان اليهود والمسيحيين والذين لا يؤمنون بالاسلام كدين سماوي دائما يثيرون الشبهات لتضليل المسلمين وانه لا حق لهم في فلسطين ابدا بل هم غزاة ويجب طردهم.


8 - بدء العقل العربي(نقد ذاته)بداية المصالحة مع العالم
ليندا كبرييل ( 2016 / 3 / 9 - 02:15 )
أستاذي سيلوس المحترم

أكرر عنوان تعليقي في المقال الماضي
المشاعر الاستئثارية الدينية تمنع من رؤية الحقيقة

مقالات رائعة،حضرتك الأقدر على إعادة كتابة التاريخ بحيادية وعلمية يسندك تبحّر في أحداث هي حقائق لمصائب اليوم التي نعيشها،وخلفية ثقافية عالية نقف لك احتراما وتقديرا لها

أستاذنا العزيز
لا علاقة لتعليقي بموضوعك اليوم،فأنا متلقية،وينقصني الكثير لسدّ الفجوات المعرفية في تاريخنا الذي لقنونا إياه في دراستنا كما تعلم وبلا شرح

أريد أن أقول
هل الأندلس أرض عربية؟
غزوها كبلادنا المتحضرة تحت زعم نشر الدين ثم استولوا على التاريخ كما يحصل اليوم في مشكلة المسجد الأقصى
فلماذا يبكون عليها ؟

ألا يؤكد هذا أن للإسرائيليين (المحتلين !!) الحق في أرض فلسطين؟
فكما عاد فرنانديز وإيزابيل لإخراج المحتلين العرب من أرضهم، هكذا فعل الإسرائيليون بعودتهم إلى أرضهم الأصلية وإعادة الحياة إلى تاريخهم الحقيقي

كيفما تلفتنا وجدنا لليهود حضورا
ألم تكن الجزيرة موطنهم الأصلي عندما ارتكِبت المذبحة بحق قريظة وأخواتها فأخرجهم الخليفة هم والنصارى من أرضهم؟

عندما يبدأ كل إنسان نقد ذاته تبدأ المصالحة مع الآخر

تحية كبيرة


9 - انا لن أحلّ مشكلة فلسطين
سيلوس العراقي ( 2016 / 3 / 9 - 08:55 )
الأخ ناشا العزيز
مرحبا وشكرا لمرورك
انا شخصيا لدي اهتمامات أخرى كثيرة لغوية دينية تاريخية وفلسفية وروحية وفكرية ونقدية وووغيرها في مقالاتي، لكن ليس منها حل مشكلة فلسطين، لانني لم أصاب بالجنون لغاية اليوم والحمدلله لاشغل نفسي وحياتي بمثل هذا الأمر
ما يهمني قراءة نقدية هادئة من دون تشنجات للتاريخ
اما بالنسبة للكتاب المقدس العبري والتراث اليهودي الموثق الآخر فهو وثائق مهمة أساسية لايمكن الاستغناء عنها وليست الوحيدة بكل تأكيد
يسعدني اهتمامك واشكرك لحضورك المميز
تقبل احترامي ومحبتي


10 - العزيز مسلم عزيز
سيلوس العراقي ( 2016 / 3 / 9 - 09:21 )
شكرا لمرورك ولتعليقك أخ عزيز
وارجوك أن تشكك بكل شيء
حتى تتمكن من معرفة الحقائق
القرآن ليس واضحًا في تحديد مكان المسجد
بعض علماء الشيعة يقولون أنه مسجد في السماء: فوق القدس أو فوق مكة
لوكان القرآن حدد المكان بالضبط لما حدثت كل هذه الدراسات والابحاث
لكن يبدو ان الآية أضيفت خلال العصر الاموي بعد انشاء المسجد
لا يمكن للفعل سجد ـ يسجد أن يكون حلا لان المشكلة ليست لغوية بل جغرافية وتاريخية ولا يساعد هذا الفعل العربي في حلها بتاتا
لا تشكك كثيرا في الباحثين والدراسين: لانك لا يمكنك اقناع متعلمٍ عاقل ومتفكر أن ابو جعفر المنصور قد رأى واشنطن في الحلم مثلا
وهذا هو الذي تراه انت اليوم في القدس لم يراه نبيك محمد في حلمه
القدس كانت مسيحية حينما كان يحلم محمد وكان في المكان كنيسة ومحمد يعرق ان الكنيسة هي ليست بالمسجد وإذا ماكان يعلم محمد بهذا فالمصيبة أكبر
لاننا سنشك هكذا بوجود محمد نفسه وليس فقط بمعرفته
أرأيت أن دفاعك الضعيف يخلق مشاكل أكبر للاعتقاد الاسلامي بهذا الخصوص
وبالتالي ستكون انت من يحارب الاسلام ومحمد بدفاع ضعيف جدا، وليس الباحثين
حاول أن تقرأ بنور العقل والمنطق
تقبل احترامي ومحبتي


11 - من دون اصلاح : مستقبل المسلمين كارثي
سيلوس العراقي ( 2016 / 3 / 9 - 09:36 )
الاستاذة الاديبة والاخت العزيزة ليندا
شكرا لمرورك وتعليقك
انا لا استحق هذه المبالغة في وصفي
انا مجرد تلميذ في مدرسة البشرية الكبرى
في الحقيقة عزيزتي ان الحقائق تطلب منا التواضع والروح الصافي والنقي في قولها وقبولها
ان الاديان تظن ان لها كل الحقيقة فتخلق الكوارث لاتباعها
وحين تتواضع الاديان وتقرأ تاريخها بتواضع ستعرف حجم الجرائم البشرية التي سببتها عنجهيتها
وسوف تصبح اديانا اكثر انسانية تخدم البشرية في جانبها الروحي الصافي مثلما يخدمها العلم في جانبها المادي
لا يمكن للبشرية ان تحلق عاليا من دون اديان انسانية وعلوم انسانية هدفها مصلحة البشرية
وبعكسه ستكون اديان تبحث عن الشر ويكون الهها ومؤسسها الشرير او الشيطان
نرجو أن ياتي يومًا أن يصحى الاسلام والمسلمون ويعالجوا الحال فيشفون ويرتاح العالم
الاسلام بحاجة الى عملية تنقية كبرى من الشوائب (الصواريخ) التي يحملها على ظهره
لان الاديان هدفها خدمة البشر وليس البشر في خدمة الاديان
وما لا يخدم البشر عليهم ازالة عناصره
إن لم يبدأوا اليوم سيصبح متأخرا جدا
والنتيجة ستكون كارثية عليهم بالدرجة الاولى
لان العلوم والنقد المعاصرين لا يرحمون الأخطاء
يتبع


12 - السلمون اليوم يعتقدون انهم يعيشون في زمن غزوة أحد
سيلوس العراقي ( 2016 / 3 / 9 - 09:47 )

تتمة للاستاذة ليندا
أما بخصوص المشكلة الاسرائيلية العربية
فان سببها هو الاسلام والنظرة الاستعمارية المتعالية للمسلمين
وان لهم الحق في كل شيء
وهذا ياتي من الخرافة التي يؤمنون بها
بأنه اينما دعست رجل المسلم أصبح ذلك المكان مسلما
وإن لم يصبح بعدُ فعليه أن يصبح مسلمًا بكل الوسائل فيمابعد
هكذا كانت عقلية الاسلام الاولى حين تاسيسه وهكذا عقلية الكثير من المسلمين اليوم
لذلك لا يرون حقا لاحد في اراض احتلوها بالامس لانهم بنوا مساجدهم وجوامعهم عليها واصبح لديهم قبيلة طويلة عريضة من الابناء والاحفاد
وهذا هو مفهوم الاحتلال الذي عاشوه ويعيشونه
ويتهمون الآخرين أصحاب الحق التاريخي وليس فقط اليهود في اسرائيل بأنهم هم المحتلين
المشكلة عويصة جدا في الاسلام وفي عقلية المسلمين
والحروب التي بدأت منذ سقوط بغداد في العالم الاسلامي هي نتيجة حتمية لمن يعيش في عقلية كل ما هو لي هو لي فقط وكل ما هو لك لي حق الهي مطلق في أن يكون لي يوما
سيخسرون كل شيء باعتقادي حتى الذي يظنون أنه ملكهم
تقبلي فائق احترامي وكل محبتي


13 - الاخ سيلوس العراقي المحترم
وليد يوسف عطو ( 2016 / 3 / 9 - 12:18 )
تحية اخوية طيبة لك ومن خلاللك للعزيزة ليندا كبرييل وللمعلقين اجمعين..

لااحب ان اضيف كثيرا على تعليقي حول مقالكم السابق ولكن قصة مكان المسجد الاقصى بين مكة والمدينة وهما - المسجد الاقصى - والمسجد الادنى لاسند لهما في علم الاركولوجيا اي الاثار وكما بين الباحث القلسطيني الدكتور سليمان بشير في كتابه مقدمة في التاريخ الاخر فان المسجد الاقصى تم بنائه من قبل عبد الملك بن مروان لتحويل الحج من مكة الى الكعبة ولكنه فشل في ذلك فاضطر الى ارسال حملة عسكرية للقضاء على عبدالله بن الزبير . اما قصة رميه الكعبة بالمنجنيق وشرب احد الخلفاء الامويين للخمر فوق الكعبة فلا ادلة تاريخية عليها لان من كتب التاريخ الاسلامي هم العباسيين اعداء الامويين والتاريخ يكتبه المنتصرون دائما .لدي اعتقاد جازم بان الاية القرانية حول المسجد الاقصى من تاليف عبد الملك بن مروان لان هنالك العديد من الاحداث يشير اليها القران حدثت بعد وفاة محمد (سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى ىالمسجد الاقصى الذي باركنا حوله ). في الختام استمتعت بالمقال كثيرا وبالمعلومات الاضافية التي كتبتم عنها . ختاما نلتقيكم على خير وعلى افضل.


14 - الأقصى لم يعد أقصى
سيلوس العراقي ( 2016 / 3 / 9 - 13:12 )
شكرا لمرور الاستاذ وليد يوسف وتعليقه
اشكرك على تعريفي بأنه من غير المؤكد ضرب الكعبة بالمنجنيق
مع أنني قد قرأتها دائما في أغلب كتب التراث والتاريخ الاسلامي

أتفق معك بشأن آية المسجد الاقصى
واعتقد تماما أنها لم ترد على لسان محمد

أما بخصوص تسمية مسجد بالأقصى
فأنا لدي قراءة أخرى مختلفة وربما تكون جديدة
تتعلق باشكالية تسمية مسجد ما بالادنى أو بالأقصى لغويًا وجغرافيًا
أرجو أن أنشرها بعد أن تختمر أكثر وأتمكّن جيدًا منها قريبا
ترقب مقالا سارسله بناء على طلب وسؤال طرحه الباحث المحترم عبدالمطلب العلمي
سأضمنه معلومات تاريخية وآثارية حول كنيسة مكرسة باسم مريم على الغالب انها التي أصبحت فيمابعد المسجد الاقصى المعروف اليوم بسبب الصراع عليه
اسعدني حضورك واغناءك لي وللمقال بالمعلومات التي اثمنها
وتقبل احترامي ومحبتي الخالصة

اخر الافلام

.. قيادي بحماس: لن نقبل بهدنة لا تحقق هذا المطلب


.. انتهاء جولة المفاوضات في القاهرة السبت من دون تقدم




.. مظاهرة في جامعة تورنتو الكندية تطالب بوقف حرب غزة ودعما للطل


.. فيضانات مدمرة اجتاحت جنوبي البرازيل وخلفت عشرات القتلى




.. إدارة بايدن وإيران.. استمرار التساهل وتقديم التنازلات | #غرف