الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إنهم أيضا أصوليون !!!

نصارعبدالله

2016 / 3 / 8
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


إنهم أيضا أصوليون !!! د/ نصار عبدالله
الكثيرون ممن يهاجمون الأصولية الإسلامية ...لا يهاجمونها لحساب الإعتدال أو التسامح أو الإستنارة ، ولكنهم فى حقيقة الأمر يهاجمونها لحساب أصوليات أخرى كامنة فى أعماقهم حتى وإن لم يرد ذكرها على ألسنتهم ...لكن تلك الألسنة كثيرا ما تزل فتكشف عما فى قلوبهم ...هل تذكرون مثلا خطاب الرئيس الأمريكى جورج بوش الذى اشتهر (حتى بين الأمريكيين أنفسهم) بأنه رئيس غبى، هل تذكرون خطابه غداة أحداث 11سبتمبر حين سارع إلى الإعلان بأن أمريكا سوف تشن على الإرهابيين "حربا صليبية" !! .. ذكرها مرة واحدة ولم يعد بعد ذلك إلى استخدامها (مستشاروه غالبا أفهموه، وغالبا بذلوا جهدا كبيرا فى إفهامه بأن استخدام مثل هذه الكلمة تتناقض مع منظومة القيم والمبادىء التى يعرفها عن أمريكا العالم كله ،وأنه إن كان يتمسك بها فليكن فى داخل قلبه فقط ..ويتعين عليه من ثم إذا أراد أن يشن حربا لحساب الأصولية المسيحية ، يتعين عليه أن يطرح ذريعة أخرى من شأنها أن تجعل العالم بأكمله يحتشد إلى جانبه بما فى ذلك العالم الإسلامى ذاته، ولتكن هذه الذريعة مثلا هى الحرب ضد الإرهاب !!) ...وهذا هو ما جرى بالفعل وما زال يجرى فى كثير من الحالات التى تختلط فيها الأوراق والتى يكون فيها الحرب ضد الأصولية والتطرف لحساب قيم الحرية والتسامح والإعتدال مختلطة بالحرب لحساب أصوليات أخرى لا تقل وحشية وعدوانا عن بعض الحركات التى تنتسب إلى الأصولية الإسلامية وعلى رأسها بطبيعة الحال جماعة داعش،... والذى لا شك فيه أن ممارسات بعض هذه الجماعات الأصولية الإسلامية ومن بينها داعش هو من بين الأسباب التى أتاحت للأصوليات المضادة أن تتنامى وتتمدد وأن تمارس إرهابا أصوليا بشعا بدعوى محاربة الأصولية الإسلامية!!، وما يحدث فى بورما ( التى تعرف أيضا بميانمار ) دليل على ذلك فقد تصاعدت فى العقود الأخيرة الحركات الأصولية البوذية التى يغذيها عدد من الدعاة والمنظرين البوذيين على رأسهم الراهب البوذى "أشين ويراشو"، الذى ما فتئت أفكاره العنصرية المتعصبة تلقى قبولا واسعا من قطاعات شتى من القواعد الشعبية البورمية ، ونتيجة لهذا المد الأصولى البوذى أخذت الجماعات الأصولية البوذية فى ارتكاب عدد من المجازر والفظائع ضد الأقلية المسلمة التى تعرف بالروهنجا والتى يبلغ تعدادها نحو 4% من السكان تقريبا مما دفع بالكثيرين منهم إلى النزوح خارج بورما فرارا من عمليات القتل والسلب والإغتصاب وإحراق المساكن ودور العبادة التى يتعرضون لها بشكل يومى تقريبا. وعندما حاول الكاتب البورمى المنصف "هتين لى أو" أن يدين هذه الفظائع التى تلطخ جبين أية ديانة، فنشر مقالا بهذا المعنى فى إحدى الصحف، تم تقديمه إلى المحاكمة وحكم علهيه بالحبس لمدة عامين بتهمة ازدراء الديانة البوذية ..تصوروا . [email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تأهب أمني لقوات الاحتلال في مدينة القدس بسبب إحياء اليهود لع


.. بعد دعوة الناطق العسكري باسم -حماس- للتصعيد في الأردن.. جماع




.. تأبين قتلى -وورلد سنترال كيتشن- في كاتدرائية واشنطن


.. تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!




.. طلاب يهود في جامعة كولومبيا ينفون تعرضهم لمضايقات من المحتجي