الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جيفاريون لكنهم انفصاميين.

وليد عبدالله حسن

2016 / 3 / 10
في نقد الشيوعية واليسار واحزابها


لم يعد ارنستو تشي جيفارا قادرا على ان يكون نموذج نضالي للإنسان الحديث والمتطور، ولا طريقته الثورية نافعة في التعامل مع الحقوق والواجبات والقانون والمجتمع والدولة، الا في الدول المتخلفة مدنيا وثقافيا وحضاريا، ولقد تجاوزت الدول المتقدمة هذا النموذج النضالي العنفي والعسكري والشكل الدكتاتوري للحزب المطلق والمقدس الواحد ،ولا أريد ان اخوض في شكل ونموذج الثورة والنضال والمطالبة بالحقوق وماتركه الثوري المخلص جيفارا، لكني سأغادر هذا الموضوع ،واعرض اسئلة بسيطة لكل من يدعي او يؤمن بالجيفارية اليوم- والسؤال ببساطة هو:-
- لماذا ترك اكثر الشوعيين الاتحاد السوفيتي بأوج عظمة النظام الشيوعي، وترك اكثر الشيوعين الروس وغيرهم من بلاد الشرق الاقصى والادنى بلادهم او بلاد الحكم الشيوعي انذاك ،وكذلك فعلها الجيفاريون العرب والشيوعيين العراقيين على وجه الخصوص وتوجه اكثرهم صوب بلاد الأنظمة الرأسمالية الغربية بكل تنوعاتها العلمانية المختلفة؟ ومازال اكثر الجيفاريون والشيوعيون يفضل هذه الحياة الرأسمالية لديهم تجارتهم وشركاتهم وشكل حياتهم وهم استغرقوا العيش في ظل النظام الرأسمالي ، والسوق المفتوحة ،وحصل بعضهم على وظائف مهمه وكبيرة في هذه الدول، وحصل بعضهم على شهادات في مجالات متنوعة، واخذ الاكثرية منهم التقاعد والخدمات والحقوق على طريقة النموذج العلماني الرأسالمي الغربي، واذا خيرتهم اليوم او غدا للعيش في الصين او كوريا الشمالية او كوبا او بعض دول امريكا اللاتينية سيكون خيارهم واضحا تماما.
- اليس هذا اعتراف على صحة النظام الرأسمالي وقدرته على التطور والتحّديث والتعامل مع الواقع والحقيقة والقانون والانسان بشكل علمي وحضاري وثقافي ،ولديه من الاخطاء والهفوات التي يعترف بها ويعمل على اصلاحها، ويبحث عن حلول لها؟ هل ممكن القول بان الشيوعيين اليوم يعيشون حالة اضطراب نفسي وانفصام عقلي وتشتت ايماني وشعوري بين الانتماء لفكرة حزبية لم تعد صالحة للحياة، والعيش في عالم من الافكار المضادة الاخرى، والسكن والاقامة واختيار الحياة الرأسمالية بكل تجلياتها الحديثة؟ عذرا جيفارا لانك اليوم تحولت الى اسطورة حزبية مقدسة ومطلقة ،ولايمكن ان تعيش و تنموا الا في البلاد المتخلفة حضاريا وعلميا وعقليا.
- تبقى هناك اسئلة كثيرة من الصعب الحصول على اجابة علمية وواقعية واضحه عند الجيفاريين اليوم، لان العقل الشرقي مازال اسطوريا وشموليا من جهه، والرغبة في الحياة يحكمها الواقع وتتسمك بالحقيقة مهما كانت صعبة من جهة اخرى .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبح -الحي الميت- السنوار يخيم على قراءة الإعلام الإسرائيلي ل


.. الحركة الطلابية في الجامعات : هل توجد أطراف توظف الاحتجاجات




.. جنود ماكرون أو طائرات ال F16 .. من يصل أولاً إلى أوكرانيا؟؟


.. القناة 12الإسرائيلية: إسرائيل استخدمت قطر لتعمّق الانقسام ال




.. التنين الصيني يفرد جناحيه بوجه أميركا.. وأوروبا تائهة! | #ال