الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هندسة الذات 3 3

سعاد جبر

2005 / 11 / 19
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


انت وذاتك / الحلقة الأولى
تتواكب علينا الحياة بمرّها وحلوها ، وتجتاحنا الأيام مترعة بالمسرات ومحملة بغيوم ماطرة من الآلآلم ، ونحن نمضي فيها بلغة التلقائية ، دون أن نعطي لذواتنا التي تسكن في أعماقنا حقها ، من الحوار ولغة التبادل المعطاءة والبرمجة الفاعلة في الأداء المبدع ، ونثريها بباقات لاتنتهي من ورود الأمنيات والتطلعات في استراتيجيات سلوكية متواترة من الاجتهاد والمثابرة في الحياة ، وعند تلك البؤرة تتشكل موطن الداء والدواء معا ، في تناثرات اللاشعور الساكنة فينا ، وما تحمل من متضادات ولغة رمادية في التعاطي مع المواقف والحياة ، وهنا تبرز فاعلية لغة التأمل وشيفراتها في التعاطي مع الأنا لكسر كبتها في خط الآمان وعدم التضادات ، وصقل نورانيتها بلغة الأمن والسلام مع الذات ، وشحنها ايجابياً بالآمال والتطلعات ، وإزاحة استرة الماضي بعيدا عن مسرح الحياة في لغة الهموم والأنكفاءات وبعثه في الحاضر في لغة العزم والتحديات ، وهنا تبرز أهمية برمجة اللاشعور في ضوء معالجات تأملية مشحونة بالفكر الإيجابي وبرامجه في تغذية الذات سيكولوجيا ، بحيث يغدو في دينامية تتوقد طموحاً وإبداعات
وانطلاقا مما سبق يجب إسكان الذات في ضوء قوانين الجذب ولكن في ضوء الرسائل الإيجابية مع الأخر والانسحاب من مواطن السلب أو بذل الطاقة في تحويل السلب إلى أيجاب من خلال بذل طاقات التأثير في الآخرين نحو الإيجاب في معطيات الإيحاء الروحي والجسدي مع الأخر واخراجهم من دائرة القهر الذاتي والسلب في التعاطي مع الحياة ، وهذا يقتضي ذات فاعلة حرة من الاستلاب ، إيجابية في طاقات التعاطي مع التحديات ، ومتفائلة معطاءة في مواجهة مواقف الحياة
لذا فأن الهندسة الفاعلة للذات تمنحك مساحات بلا حدود في قيادة عوالم اللاشعور نحو الإيجاب والعطاء ، وتملك بمقتضاها السيطرة الفاعلة على منظومة أفكارك ومشاعرك من خلال توجيه تصوراتك وإدراكك نحو الإيجابية المطلقة ولغة الإبداع في الحياة ، من خلال تخطيط فاعل واستراتيجيات سلوكية منظمة ، تشكل معطيات السلوك المنشود وتصيغ لك مهارات الأداء الإنسانية الإيجابية في ذاتك الخاصة وتبعا التأثير الفاعل في ذوات الآخرين .


أنت وقانون الجذب/ الحلقة الثانية

تمضي ذواتنا في مسالك الحياة ومتعرجاتها بعشوائية تلقائية ، ناشئة من انسحاب ذواتنا في ضوء قوانين الجذب التي تجتاحنا ، ففي ضوء تناثرات السلبية والهموم والألأم في اللاشعور الساكن فينا ، تجتذبنا الهموم والرسائل السلبية وكل معطيات تلك الرسائل من السكون والجمود والتعطل ، فنغدو في حالة تضخم الألم فتذوب ذواتنا معها وتكاد تكون نسيا منسيا ، فتحركنا تناثرات السلبية في اللاشعور ويؤججها قانون الجذب السلبي في ضوء الزمان ، المكان ، اللغة اليومية ، الحراك البشري ، الكون بأسره ، فينسحب القرار من الذوات وتغدو في حالة عشق مع لغات الهروب ، السلبية السلوكية ، عدم تحمل المسؤولية ، جلد الذات ، سلبية الأنا ، وغير ذلك من المعطيات السلبية للسلوك ، وربما تتأزم نحو الانزواء الذاتي ، واعتزال الحياة في الحياة .

وعلى الطرف الأخر قد ينتعش الفرح معنا ، وتكبر معه لغة الإنجازات ، وتجتاحنا بحار الإبداع فنغدو سفناً متألقة في أمواجه المتعالية نحو عشق الحياة في الحياة والإبداع في الإبداع ، فترتسم أرواحنا أطيافاً قزحية تشرق من وراء عين شمس التألقات ، وتغدو أرواحنا عصافير حب ملائكية تحلق في سماءات الإبداع ، فيغدو قانون الجذب في ضوء تلك الرسائل الإيجابية وقود طموح يتأجج في نفوسنا ، وروحا ماسية تحلق في عليين الإنجازات وانفاساً مترعة بالآمال والتطلعات ، وقوة تبنى عروقها فينا ، وتجري دما في عروقنا ، تكللها اتخاذ القرارات الحاسمة ، وتؤد معها لغة الخوف والتخاذل ، وتشرق معها بلا حدود مستقبل إبداعي مترع بزنابق التألق وماس الإنجازات .
وانطلاقا مما سبق ؛ يتبين لنا اثر حالة الانسحاب التي يغرقنا بها قانون الجذب لاشعوريا ، فتتشكل فيها طبقات متراكمة من لغة الهموم ، أو تعاليات متصاعدة من لغة التفاؤل والإشراقات حتى تبلغ اوجها في مملكة الإبداعات ، وتلك خريطة اللاشعور التي تحركنا وتبرمج سلوكنا ، ومن البدهي بمكان أن نتعاطي معها في دائرة الوعي ، وصناعة حياتنا في ضوء برمجة إيجابية يدور فلكها في كوكبة قوانين الجذب من جنسها
فنغدو في لغة المجد نجمات السماء ، ونغدو في لغة الأرض أغصان التفوق والإنجاز في بساتين الإبداعات .

هندسة الذات ورسائل الجسد اللاشعورية/ الحلقة الثالثة
تلعب عملية الاتصال دوراً بالغ الأهمية في لغة اللاشعور المكبوتة في أعماق النفس الإنسانية ، وهي بالتالي تعكس معطياتها على عملية الاتصال الإنساني بكافة أشكالها في علاقات تبادلية في الأثر والمؤثر معا في تعاقب لاينتهي ، ويبرز الأثر البالغ لذلك في عمليات الاتصال غير اللفظية ، التي تتنوع لتشمل الحركات الجسمية لكامل الجسم أو لعضو معين من أعضائه مثل الرأس أو الوجه أو العينين أو الكتف أو اليد مما يمكن إدراكه بحاسة البصر ، كما يشمل الإمكانات الصوتية مثل علو الصوت ودرجته ومعدل سرعته وكميته وكيفيته ... ) مما يمكن إدراكه بحاسة السمع ويشمل بعض الأنظمة غير المرئية والمسموعة مثل اللمس والشم ، وكل وسيلة من هذه الوسائل تعد نظام تواصل متكامل يمكن أن يؤدي وظيفته مستقلا عن غيره ومستقلا عن الوسيلة اللفظية ، ويمكن أن يؤديها في صحبة وسيلة أخرى لتحقيق مستوى أعلى من الدقة والوضوح والتأثير .
واشارت الدراسات إلى أن نسبة ما تحمله الألفاظ في الحوار المباشر من معان لايزيد على 35 % من مجموع الرسالة ، ولذلك فقد أعطيت الوسائل غير اللفظية ثقلا اعظم في أي حوار بين شخصين وهناك من بالغ في تحديد مثل هذا الثقل للوسائل غير اللفظية فرجح نسبتنه إلى 93 % من التأثير الكلي للرسالة ، وهذا يناظر نسبة اللاشعور وتأثيرة في الرسالة اللفظية مقابل الوعي والشعور في التأثير على مضمون تلك الرسالة اللفظية .
وتباعا لما سبق يبرز أهمية لغة الاتصال عبر الصوت وتماوجاته ووتيرة التصاعد والانخفاض فيه وغير ذلك ، ولغة الوجه وتعابيرها من الفرح والحزن والحيرة والاضطراب والابتسامة ولغة اليد وحركاتها سواء في الإيماء أو التربيت على الكتف أو المصافحة وغير ذلك ، إذ يشكل ذلك كله جينات الرسالة الحقيقة ومضمونها المسترسل مباشرة من صندوق اللاشعور المكبوت في الأعماق ، وهو يعبر عن مصداقية تلك الرسالة ، وتلعب العين وإيحاءاتها دورا بالغاً في هذا الصدد وبالأخص في المواقف العاطفية في كافة أشكالها .
ومبررات إيراد ماسبق هو إبراز عفوية تلك اللغة الإيحائية وعدم القدرة على التحكم فيها تلقائيا ، دون الوعي بمصادرها ، أو جوهر المرسل الحقيقي لها ، لأنها بدون ذلك ستبقى رسالة عفوية لايمكن السيطرة على مضمونها وتشيفراته في بث الحقيقة المختبئة في اللاشعور ، لأنها في الواقع تعلن عن الحقيقة رغم انف صاحبها ، ومهما تحايل عليها فمآله الفشل الحتمي في توجيهها ؛ إذا لم يعي بمادة السيطرة عليها من خلال تغيير تشفيراتها الداخلية حتى تبث حراك جسدي وإيماءات تتكامل مع المرء في الشعور الواعي واللاشعور المكبوت ولا يكون هناك تناقض البته بينهما ، وهذا هو المنشود في البناء السوي للذات في حراكها مع أعماقها والأخر ، ووسائل تغيير رموز رسالة اللاشعور تتشكل في التأمل الذاتي وتمارين الاسترخاء ولغة التكرار اللفظي المدفوعة بالإرادة والتحدي نحو التغيير ،ومنظومة حراك غير لفظي مشفر للغاية ذاتها ، فتلك الوسائل الفاعلة تحدث إسهامات فاعلة في تغيير مضمون جينات تلك الرسالة اللاشعورية غير اللفظية وإلا أتخم مضمون الشيفرة اللاشعورية بزخم متصاعد من متضادات شعورية وتراكمات ( زمانية ، آنية ، مستقبلية ) في عموم الرسالة الفردية والجمعية ( غير اللفظية ) حتى في أدق تفاصيل هموم اللاشعور ولغة تعاطيه غير اللفظية في عمليات الاتصال مع الذات نفسها والأخر( الفرد ، المجتمع ) .

وهذه اللغة الواعية للذات تسهم في تغيير مضمون الرسائل الموجهة في مقاطع الحياة الفردية والجمعية لتغدو في النسق الإيجابي الواعي المتفائل المعطاء ، وبذلك تزول عقدة الهروب إلى الأنا اللاشعورية وسلبياتها في منجزات الذات على الواقع ، فتؤول عوضا عن ذلك إلى حالة تسامي مع الأنا اللاشعورية نحو إحداث منجز على الواقع في سمت إبداعي نضر بهي على لوحة الواقع المتدفقة جمالا وحياة في الق الحياة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اليمن.. حملة لإنقاذ سمعة -المانجو-! • فرانس 24 / FRANCE 24


.. ردا على الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين: مجلس النواب الأمريكي




.. -العملاق الجديد-.. الصين تقتحم السوق العالمية للسيارات الكهر


.. عائلات الرهائن تمارس مزيدا من الضغط على نتنياهو وحكومته لإبر




.. أقمار صناعية تكشف.. الحوثيون يحفرون منشآت عسكرية جديدة وكبير