الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف تتكون الحاضنة الشعبية للإرهاب ؟

عبد اللطيف بن سالم

2016 / 3 / 10
التربية والتعليم والبحث العلمي


كيف تتكون الحاضنة الشعبية للإرهاب ؟
يتحدثون اليوم عن الحاضنة الشعبية للإرهاب كما لو كانت أمرا واقعا لامحيص عنه في حياتنا في حين أنه قد ورد في كتابه الكريم قوله:" إن الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " فلماذا إذن لا نعمل من الآن على تغيير برامجنا التربوية والتعليمية في جميع المراحل الدراسية حتى نصحّح ما كان خاطئا فيها ونغيّر ما بأنفسنا عسى الله يغير ما بنا ؟
الحاضنة الشعبية هي من صنعنا وتكويننا قصدناها أو لم نقصدها. نبدأ في تكوينها في محاضن الأطفال وروضاتهم بنوع التربية الدينية والثقافية القائمة دائما على تلقين الأطفال العقيدة قبل نضجهم واستعدادهم الكافي لاستيعابهم لها وقبل بلوغهم سن الرشد الضروري والكافي لتكوين معتقداتهم إن كانت لازمة ، هذه هي المسألة التي لا يريد الكثير منا تفهّمها جيدا ويرتكبون بذلك جرائم ضد الطفولة على مرأى ومسمع من خبرائنا وعلمائنا ووزرائنا ومن جهاز القضاء والمحامين، ثم يستمر المربون والمدرّسون على نفس ذلك النهج في تربيتهم وتكوينهم للنشء في الابتدائي والثانوي وحتى العالي في بعض فروعه . ألسنا نحن إذن الذين نصنع الإرهاب لأنفسنا ما دمنا لا نزال نربي أبناءنا بهذه الطرق الخاطئة ؟ وهل نحن اليوم نحارب "داعش " في الحقيقة أم نحارب أنفسنا ؟ أليس هؤلاء الذين نقاتلهم اليوم في " داعش" وهؤلاء الذين كنا نقاتلهم بالأمس في "القاعدة " هم من أبنائنا وبناتنا الذين ربّيناهم وعلمناهم في بيوتنا ومدارسنا ؟ أم نحن دائما (نغطي عين الشمس بالغربال ) كما يقول المثل الشعبي عندنا ؟ نحن اليوم في الحقيقة نتحارب في ما بيننا بأمر من أمريكا وبتوجيه من " العولمة" عن وعي أو عن غير وعي منا وهذا هو ما انتهت إلى تحقيقه الامبريالية العالمية أخيرا بكل ذكاء باكتشافها لكلمة " الإرهاب " في ثقافتنا والمسجلة عندنا في كتابنا كقنبلة نووية أو هي أقوى منها " صالحة لتخريب المنطقة العربية والإسلامية بكاملها دونما أية تكلفة منها مثلما اكتشفت في السابق كلمة ال" بروسترويكا " في تطلعات الشعوب السوفياتية آنذاك صالحة أيضا لتفجيرها والقضاء عليها بدون تكلفة من لدنها وقد نجحت في مهمتها تلك خير نجاح كما هي ستنجح في مهمتها الحالية آجلا أو عاجلا ما دُمنا مستسلمين لها ولا نعمل أبدا على تدارك أخطائنا بمراجعة برامجنا التربوية والتعليمية وتحيينها بما يتناسب مع روح العصر ومقتضيات هذه المرحلة . . وإلا فمن أين تأتي الجماعات المتطرفة والتي قد تُصبح إرهابية لاحقا ؟ أليست هي التي كانت بالأمس نائمة في بيوتنا ، في أحضان أمهاتنا وآبائنا ؟ فكيف إذن تكون المعالجة الحقيقية لهذه الأزمة ؟ ( اقطع الرأس تنشف العروق .) أي لا بد من اجتثاث الإرهاب من جذوره وزرع بذور جديدة في أماكنها أحببنا ذلك أم كرهنا ولو لزم الأمر أن نتخلى على بعض موروثنا . "الحكيم من يُغير رأيه كلما اقتضى الأمر ذلك أما الأحمق فهو الذي لا يريد ذلك أبدا "(1)

(1) من أقوال فو لتير الأديب الفرنسي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد ما حدث لناطحات سحاب عندما ضربت عاصفة قوية ولاية تكساس


.. المسيرات الإسرائيلية تقصف فلسطينيين يحاولون العودة إلى منازل




.. ساري عرابي: الجيش الإسرائيلي فشل في تفكيك قدرات حماس


.. مصادر لـ-هيئة البث الإسرائيلية-: مفاوضات إطلاق سراح المحتجزي




.. حماس ترد على الرئيس عباس: جلب الدمار للفلسطينيين على مدى 30