الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصلحة إيران و السعودية الآن التفاهم عوض العدوان

كمال آيت بن يوبا
كاتب

(Kamal Ait Ben Yuba)

2016 / 3 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


شعارنا حرية – مساواة -- أخوة حقيقية
حينما نكون أمام ناس وجدوا أنفسهم داخل أنظمة للسلطة والثروة تفرض ما يحلو لها من دوغما (ثقافة مفروضة بالقوة ترفض الجدل العقلاني أو الفلسفي) فيغذون جاثمين على صدور شعوبهم بالعسف والقوة و الإكراه ومرتكبين لأشنع الجرائم فارين من العدالة دائما ، في هذه الحالة يستحيل على المرء أن يصدق أقوالهم أو تبريراتهم وخطاباتهم و يحتاج لتتبع تصرفاتهم بإستمرار لمقارنة الأقوال بالأفعال .يصيرون ناس مُتعِبين لأنفسهم و للناس.فهل يمكن أن تصديق هؤلاء ؟ ؟
بعد حلول سنة 2016 بيومين والناس تقدم المتمنيات و التهاني لبعضها البعض بمناسبة حلول السنة الجديدة بالصحة والسعادة والأمل و الحرية والديموقراطية في المنطقة ، تخرج على العالم الماكنة الاعلامية لآل سعود من قناة العربية بخبر عاجل يشبه النشاز الموسيقي يقول أن السعودية قامت بإنجاز القرن و هو تقديم تهانيها لجارتها إيران عن طريق قطع أعناق 47 إرهابي من بينهم المعارض لآل سعود نمر النمر الموالي لإيران تحت عدد 46.و تجندت الماكنة الإعلامية السعودية لتقديم كل التبريرات التي تعتقد أن الناس سيصدقونها و الحال أن إعدام نمر النمر مغلف في ملفات إرهابية بعناية المعلمين .
رسالة إرهابية مخيفة بكل المقاييس للشيعة و لأتباع إيران عبر العالم.نعم إنها كذلك رسالة إرهابية.
لأن آل سعود يعرفون كما العالم أن إيران أيضا دولة إرهابية و تنصب المشانق في الساحات العامة لشنق المواطنين علنا أمام كاميرات العالم بالرافعات و أرسلت لهم رسالة إرهابية مخيفة تهددهم بإسقاط نظامهم عن طريق نمر النمر الذي قال في إحدى مداخلاته من بين ما قال : "لن نتراجع (بمعية شيعة السعودية) سنقارعهم (يقصد آل سعود) حتى إسقاطهم .هل نحن دواجن عندهم ؟ مات نايف ييجي سلمان ؟ في أي دين هذا ؟ في أي مذهب "
ماذا يعني إسقاط آل سعود ؟
إنه يعني ببساطة دفعهم بالقوة لوضع ذليل مطاردين في تراب السعودية يوما ما كالمرذولين يشبه وضع القذافي و رجالاته في سرت ذات يوم(من سبتمبر 2011) بعد إسقاط نظامه .
فهل سيردون عليه بالورود و حلوى عيد الميلاد ؟
طبعا رسالة التهاني المخيفة بقتل النمر هي الجواب له و لإيران و أتباعهما.
للأسف أنه في الوقت الذي تتجه دول كثيرة لإلغاء عقوبة الإعدام و إحترام حقوق الإنسان و بعد ورود أخبار طبية من ألمانيا و غيرها بزرع أعضاء بشرية مثل الأطراف لناس فقدوها و غير ذلك من التقدم و بعد مشاركة النساء لأول مرة في الإنتخابات في السعودية حتى إعتقد الناس أن النظام السعودي يتجه نحو إقرار حقوق السيدات المنصوص عليها في المواثيق الدولية هاهي السعودية ترتد وتؤكد أنها ماضية قدما في قطع الأعناق بتلك الطريقة الداعشية لإتلاف وتشويه وحدة الجسم البشري حتى بعد تقرير إزهاق الحياة منه .نفس الشيء بالنسبة لإيران .لا تزال المشانق تنصب هناك.
بعد قطع الأعناق السعودي في 2 يناير 2016 جاء دور قطع العلاقات مع إيران بل أكثر من ذلك قطع الطيران بين السعودية و إيران وقطع العلاقات التجارية و قطع الطريق على المواطنين السعوديين عن طريق المنع من السفر لإيران ليؤكد النظام السعودي أقوال نمر النمر المتسائل : "هل نحن دواجن عندهم ؟" و كأن المواطنين السعوديين عبيد.
ماضون في تقنيات و سياسات القطع القديمة منذ 14 قرنا بلا هوادة .
بعد الخبر المفاجئ لإيران والشيعة الذي تهنئ فيه السعودية هؤلاء بمناسبة حلول السنة الجديدة 2016 بإعدام نمر النمر و رفاقه و كرد على رسالة التهاني هذه من "الأشقاء المسلمين السُّنة" قال بيان للجيش الإيراني الشيعي تناولته وسائل الإعلام أن الوقت قد حان لمحاسبة آل سعود على جرائمهم كرسالة تهاني إرهابية ثانية مخيفة و رد على تهاني آل سعود لهم .
يا سلام على "أمة الإسلام" ..هكذا تكون الأخوة و حسن الجوار و التهاني بمناسبة حلول السنة الشمسية الجديدة وإلا فلا .
لكن هل تجرأ الحرس الثوري الايراني على السعودية مثل ما قال ؟
لذلك نصحنا الاخوة المتشيعين في السعودية على تجنب المجازفة مع نظام آل سعود ونهج سبيل الحوار المؤدب معه دون تجريح فيه حتى يستجيب لمطالبهم الحياتية والوطنية إذا وجدت بعيدا عن الإستقواء بإيران افضل لهم .لأن ايران لن تنفعهم في اي مكروه يصيبهم .و حالة نمر النمر ماثلة أمامهم بكل وضوح و قساوة عليهم.فهي تبحث عن نفوذ عن طريقهم ومصالحها هي لا مصالحهم .
لقد كتبت مقالات كثيرة عن حقيقة التشيع و الشيعة و فبركات و نصب قناة فدك اللندنية الشيعية على المواطنين السُّنة وقدمت نصائح لملالي إيران ليس دفاعا عن المسلمين السُّنة و لكن للحقيقة والتحذير من الفتنة والفوضى والحرب بين بلدان متطاحنة فيما بينها منذ قرون وتقول أنها كلها إسلامية وللتحذير من مثل ما يحصل الآن من تخندق حول القطبين آل سعود و ملالي إيران الشبعانين مال و سلطة و ثروة و اثارة مشاكل ... و تحذير المتشيعين و بيان خداع ايران لغزو الدول السنية عن طريق تحويل المواطنين لشيعة بواسطة سفاراتها المنتشرة في الدول ، لا يعني الحث على قطع اعناقهم ابدا.لان الحق في الحياة هو حق مقدس بالنسبة لنا و لأننا نعتقد أن حياة أي إنسان هي أغلى ما لديه لا يجوز المساس بها تحت اي مبرر بإستثناء حالة الدفاع الشرعي عن النفس الذي يوجد فطريا حتى عند النباتات والحيوانات و لا يحتاج لتشريع.
في اليمن التي إعتقدنا أن الحرب على الحوثيين ستعيد في مدة قصيرة القطار لسكته والحوار الوطني لإستقرار اليمن الذي هو أيضا إستقرار للسعودية نظرا لحجم هذه الأخيرة في المنطقة ، ها هي تجر آخرين إليها من خارج المنطقة و لا تنتهي لحد كتابة هذه السطور بل تمادت لتصل السنة و قتلت المدنيين و الأبرياء بالأطنان و شردت الآلاف و قضت على البنية التحتية لليمن وسقط خلالها ضحايا سعوديون و غيرهم دون أن تحسم ميزان القوى لصالح إستقرار اليمن ، بل إستفاد منها الإرهابيون و بينت أن السعودية و حلفاءها على الصعيد العسكري بينوا فشلهم الذريع .
و الأدهى من كل هذا و هو أن أمريكا بدأت تفكر في نفض يديها من مشاكل المنطقة و حماية دول شبه الجزيرة العربية بعد محاولة السعودية و قطر جر دول شمال افريقيا للدخول معها في مشاكلها الشرق الاوسطية من خلال اعتبار حزب الله منظمة ارهابية و توتيرها للعلاقات مع لبنان حيث جاء تصريح اليوم لرئيسها أوباما بكون مشاركة أمريكا في إسقاط الفذافي بليبيا كانت خطأ و أن مصالح أمريكا تقتضي عدم الزج بها في صراعات طائفية بالشرق الأوسط مثل ما نصح إيران والسعودية بتقاسم النفوذ في المنطقة .مما يعني أنه مال للوقوف على نفس المسافة منهما و كأن هذه النصائح هي ضوء اخضر من امريكا للجانبين لتصفية حساباتهما محليا.
لذلك و لنسيان الماضي البعيد و طفولة البشرية التي كانت تقاس بالغريزة و القوة، نرى أنه من مصلحة دول شبه الجزيرة العربية و خصوصا إيران ذات الأحلام الأمبراطورية البائدة نهج سبيل التواضع والتفاوض و الحوار وإحترام إستقلال الدول و سيادتها و عدم التدخل في شؤون الآخرين الآن سواء تعلق الأمر بالدول التي هي في شمال شبه الجزيرة العربية أو في شمال إفريقيا أو في افريقيا كلها بعد تصاعد الوعي في هذه الاخيرة بضرورة النأي بالنفس عن مشاكل هاذين القطبين الشرق أوسطيين السعودية و إيران و مباشرة الاصلاحات اللازمة لتحقيق النهضة والتقدم ومحاربة الإرهاب الذي تغذيانه بسياساتهما المشتتة للمجتمعات مذهبيا و طائفيا وبالتالي المثيرة للكراهية و التوترعبرنشر مفاهيم بالية ومغلوطة و متضادة حول الإسلام لها أكثر من 13 قرنا من الزمان تُحول البعض ،عوض الارتقاء به لصف رقي و تحضر الانسان، تحوله مثل ما حدث في تونس بمدينة بنكردان لحيوان هائج مستعد للعدوان الغادر الجبان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موكب الطرق الصوفية يصل مسجد الحسين احتفالا برا?س السنة الهجر


.. 165-An-Nisa




.. مشاهد توثّق مراسم تغيير كسوة الكعبة المشرفة في المسجد الحرام


.. قوات الاحتلال تمنع أطفالا من الدخول إلى المسجد الأقصى




.. رئاسيات إيران 2024 | مسعود بزشكيان رئيساً للجمهورية الإسلامي