الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أصفر، أخضر، ديكتاتورية، ديمقراطية.. لا والنَّبي

دانا جلال

2016 / 3 / 11
القضية الكردية


حينما ابتسم أحد ضباط جيش القيصر بوجه المتظاهرين في أكتوبر من العام 1917، أدرك البلاشفة الروس انها رسالة وأوان الثورة، وحينما عاد رئيس برلمان كوردستان صاغراً، مُنصاعاً لأمر الشرطي عند مدخل العاصمة أربيل، ومنعه لاحقاً بدخولها، ورئاسة برلماننا، أدركنا فشل الأحزاب والمؤسسات في جنوبنا الكوردستاني في الفصل الأول لامتحاننا الديمقراطي، لا على صعيد السلطة فحسب، بل وعلى صعيد معارضتها.
الاعلام الممول حزبياً، وحسبهم مواقعهم ضمن تسلسل العطاء، يرسمون صورة المنطقتين (الصفراء والخضراء) بألوان من قزح.
المنطقة الصفراء (مناطق سلطة الحزب الديمقراطي الكوردستاني)، وبحكم الطبيعة الطبقية، والجذور القبلية للحزب الديمقراطي الكوردستاني، ونتيجة لطبيعة سكان المنطقة، ومستوى تطورها السياسي جعل من القمع الحزبي والسلطوي قادراً على بعثرة ولجم الحركة الجماهيرية التي لم ترتقي رغم الكارثة بتعدد مفرداتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية الى مستوى التحديات.
الاتحاد الوطني الكوردستاني الذي خرج من خيمة غريمه وحمل جيناته الرئيسية، يملك هامشاً حداثوياً لا يمكن تفسيره بشكل منفرد بالحزب ذاته، فطبيعة سكان المنطقة الخضراء وتطور الوعي السياسي فيها يفسر الامر بشكل أكبر من الحزب وميكانيزم عمله.
في قراء سريعة لمجريات الاحداث، وطريقة ادارة السلطات، والأجهزة الأمنية وهي حزبية في (إدارة أربيل وإدارة السليمانية) يعتقد البعض ان الاتحاد الوطني الكوردستاني يمثل الوجه الديمقراطي في جنوب كوردستان.
للحكم على جوهر الأمور، يجب طرح هذه الأسئلة قبل التسرع بأحكام دمقرطة الوجه الاخر للسلطة في كوردستان.
1- ان الحركات الاحتجاجية في كوردستان وفي غالبيتها، ولحين الازمة الاقتصادية والمالية التي تعيشها راهنا كوردستان كانت بالضد من السياسية القمعية لنظام انقرة في حربها الشاملة ضد كورد الشمال. نتيجة لعلاقة حزب البارزاني بحكام انقرة، والجيوسياسي الذي هو ليس لصالحه في علاقته مع الخارج لاتخاذ موقف قومي ديمقراطي، على خلاف الداخل الكوردستاني جعلت المنطقة الصفراء بالضد من التعامل الديمقراطي مع تلكم الحركات الاحتجاجية.
الاتحاد الوطني لم يتعرض لاختبار الموقف الذي وقع وفشل فيه الديمقراطي الكوردستاني.
ماذا لو تظاهر مواطنو مناطق نفوذ الاتحاد ضد إيران وقمعها واعدامها للشباب الكوري، ماذا لو كانت هنا قنصلية إيرانية في السليمانية ورجموها بالحجر، ماذا لو اعتصم الأهالي وطالبوا بمحاكمة قتلة الشهيد قاسملو ورفاقه وهم الان في راس السلطة في طهران، ماذا لو مارس حزب الحياة الحرة الكوردستاني ومن قواعد له في بينجوين حرب ثورية ضد النظام في طهران... أسئلة دون الإجابة عنها لا يمكن دمقرطة الاتحاد.
2- ان الحركات الاحتجاجية في كوردستان والمتعلقة بعدم صرف رواتب موظفي الإقليم تجري في غالبيتها في المنطقة الخضراء، مظاهرات منددة بحكومة نيشيرفان البارزاني (البارتي). ماذا لو كانت حكومة الجنوب مُشكلة من قبل الاتحاد الوطني وخرج المتظاهرين منددين بها وبسياساتها، هل كانت الاجهزة الأمنية في مناطق الاتحاد تتعامل بشكل حضاري بعيدا عن إجراءات القمع التي تشهدها الان مناطق البارتي؟ ... أسئلة بحاجة الى إجابات.

الوجيز في الكلام: بعد تجربة جمهورية مهاباد التي اجهضت بعد أشهر من ولادتها، فان الكورد في جنوب كوردستان ومن خلال أحزاب سلطتهم ومنذ العام 1994 يجهضون تجربتهم القومية بجهود ذاتية وعامل خارجي هو ثانوي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقررة الأمم المتحدة تحذر من تهديد السياسات الإسرائيلية لوجود


.. تعرف إلى أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023




.. طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة


.. تفاعلكم الحلقة كاملة | عنف واعتقالات في مظاهرات طلابية في أم




.. كل يوم - خالد أبو بكر يعلق على إشادة مقررة الأمم المتحدة بت