الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجهل هو المحرك الرئيس للانتخابات البرلمانية المصرية

هشام سمير

2005 / 11 / 19
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


جاءة نتيجة المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية المصرية كالصاعقة على رؤس المثقفين والسياسيين المصريين المتابعين للحياة السياسية المصرية حيثوا أسفرت نتيجة هذه المرحلة عن فوز الحزب الوطني الحاكم بنسبة كبيره هو والمستقلين المنشقين عنة الذين سوف ينضمون إلية بمجرد دخولهم المجلس النيابي , وأتت جماعة الأخوان المسلمين المحظورة في المرتبة الثانية من حيثوا عدد المقاعد وفى المرتبة الثالثة جبهة أحزاب المعارضة وكانت هذه النتيجة مفاجئة غير سارة,

وكانت الصدمة الكبرى هى سقوط تحالف المعارضة برموزه أمثال دكتور أيمن نور و الأستاذ منير فخري عبدالنور وغيرهم من رموز المعارضة والحياة الحزبية في مصر باستثناء 8 مرشحين لاغير وجاءة النتيجة كالصاعقة لأنة كان من المتوقع بعد الضغوطات الخارجية والداخلية على النظام المصري من أجل أحداث إصلاح سياسي وديمقراطي وإيجاد حالة من الحراك السياسي والفكري والتعدادية الحزبية وحرية إبداء الرأي والتعبير للأحزاب والصحف وجميع أجهزة الأعلام والسماح بأجراء انتخابات حرة ونزيهة كان من المتوقع أن يثمر كل هذا عن تمثيل قوى للمعارضة والأحزاب المصرية في البرلمان القادم بعدما أخذت الأحزاب حقها في التجمع والتجمهر وإصدار الصحف وشرح برامجها الانتحابية بكل حرية وحقها فى نقد الحزب الوطنى وتسليط الضوء على جرائمه فى حق الشعب المصرى وذلك من خلال الصحف المستقلة والصحف التابعة لها ومن خلال المؤتمرات الانتخابية


وكان من المتوقع بعد الحالة الصعبة التي وصل إلية المجتمع المصري من تدهور اقتصادي وفساد وركود سياسي وانتشار عمليات السلب والنهب وتفشى البطالة والواسطة والمحسوبية والبيروقراطية وبعد معانة الشعب المصري في ظل النظام السلطوي الاستبدادي الحالي من الظلم والاستبداد والفقر والجهل والتخلف الثقافي والحضاري كان من المتوقع أن تكون هناك حالة من السخط والاحتقان السياسي تجاه النظام ورجالة والمواليين له وتنعكس هذه الحالة في الانتخابات البرلمانية بتفوق كبير لجبهة المعارضة وسقوط الحزب برجالة ورموزه الذين سلبوا ونهبوا أموال الشعب ,

تميزت العملية الانتخابية بغياب الانتمائات الحزبية والفكرية ولكن سيطر عليها رأس المال والشعارات الدينية والنزاعات القبلية وكانت النتيجة تدعو إلى الحزن والاكتئاب لأنها تتحدث عما وصل إلية المناخ السياسي المصري من تدهور وركود فكرى وتعبر عن مد الجهل السياسي والتخلف الفكري لدى المواطن المصري فهذا المواطن بالرغم من الحالة التي عاش فيها من تدهور اقتصادي وفساد سياسي وتخلف ثقافي وحضاري من جراء سياسات حكومات الحزب الوطني المتتالية والنظام الحاكم الحالي إلا أن هذا المواطن عندما أتى الوقت ليحدد فيه مصيره ومستقبلة بيدة ذهب هذا المواطن إلى صناديق الانتخاب ليعبر عن حالة الجهل السياسي والفكري التي لازامتة من حكومات الثورة فهذا المواطن برغم الفقر والفساد والبطالة التي يعانى منها ذهب ليصوت لنواب سميحة نواب القروض والمخدرات والفساد والنفاق نواب الحزب الوطني الديمقراطي ذهب ليصوت لشعارات دينية وليس برامج سياسية واقتصادية ذهب ليصوت بقبلية وعشائرية لا أشخاص يثق فيهم وباع نفسة بوجبة غذاء يأكلها يوم ليجوع بعدها كل يوم

فهذا المواطن لم يتعلم الدرس جيدا ولم يتعظ من أخطائه في الماضي فعلى مر العقود الماضية أنتخب هذا المواطن مرشحي الحزب الوطني الديمقراطي لاعتبارات فبلية وعشائرية وعلاقات نسب وقارابة وكانت النتيجة عندما نجح هؤلاء النواب المنتمين للحزب الوطني لم يكن لهم أي دور يذكر في البرلمان غير التصفيق والتهليل ومحابة الحكومة والدفاع عنها هي والنظام الحاكم أمام المعارضة في البرلمان(أنتخب المواطن معارضة للمعارضة) وكان كل دورهم هو التصويت لتمديد قانون الطوارئ والقوانين الأخرى المقيدة للحريات والتمديد للفرعون هذا كان دورهم خدمة النظام ورموزه أم المواطنين الذين وثقوا فيهم وأنتخابوهم لكي يدافعوا عن حقوقهم وليحاربوا الفساد المستشري في البلد وعمليات السلب والنهب والتوريث والعمل على وجود مناخ سياسي ديمقراطي يسمح بوجد تعدادية حزبية وانتخابات حرة ونزيهة ويكون هناك حرية لإبداء الرأي والتعبير وإزالة كل القيود والحواجز والعراقيل التي تعوق عملية تداول السلطة لم يفعلوا هذا ولكنهم خانوا عهودهم وناخبيهم وأختارو السكوت والخضوع أمام قوى الظلم والفساد والطغيان وتركوا هذا المواطن المقهور وليمة سهلة المنال لقوى الظلم والفساد والاستبداد والتوريث والتمديد وتركوه يعانى من الفقر والبطالة والجهل والمرض ويورث كالعبيد ويسلب وينهب ويهان ,

فالبرغم من كل هذه السلبيات الموجودة في نواب الحزب الوطني وبالرغم من تاريخهم الغير مشرف والمغزى تجاه المواطن المصري وسكوتهم عن حقوقه إلا أن هذا المواطن بكل جهل سياسي وفكري ذهب لينجح مرشحي الحزب الوطني والمستقلين المنشقين عن الحزب وتجار الدين وليسقط المعارضة التي هو في أشد الحاجة إليها الآن وغدا معارضة قوية تقف ضد مخططات التوريث والسيطرة معارضة تحارب الفساد والظلم والاستبداد معارضة تطالب بتعديل الدستور من اجل دستور جديد يحد من سلطات رئيس الجمهورية وجعل الترشيح لمنصب رئيس الجمهورية حق مشروع لكل مصري معارضة تطالب بقيم بالعدل والحرية والمساواة معارضة تهدم الحواجز والعراقيل المقيدة للحريات وتسعى لإيجاد مناخ سياسي ديمقراطي يقيم التعدادية الحزبية وينشط من الحالة الفكرية والثقافية المصرية ويسمح بأجراء انتخابات حرة ونزيهة وديمقراطية تكون سبيلنا للقضاء على الفساد والظلم والاستبداد ديمقراطية نحارب بها الفساد والقائمين علية ديمقراطية ليبرالية نرتقى بها اقتصاديا وسياسيا وثقافيا وعلميا


لم يكتفي هذا المواطن بالتصويت فى الانتخابات بقبلية وعشائرية فقط ولكنة باع نفسة وباع صوتة لرجال المال والإعمال الذين يسعون إلى المقعد النيابي من أجل الحصول على الحصانة البرلمانية والتقرب من المسؤولين ورجال الدولة الفاسدين حتى يستطيعوا السلب والنهب من أموال وثروات الشعب بكل سهولة ويسر ,ولم يسأل هذا المواطن نفسة لماذا ينفق رجال الأعمال كل هذه الملايين من أجل المقعد النيابي ومن أين سوف يسددو فواتير هذه الملايين التى انفقت فى العملية الانتخابية وما هو المقابل لكل هذا , للأسف هذا المواطن بسبب جهلة تم خداعة والضحك علية فهؤلاء النواب سوف يسددون فواتيرهم من أموالة هو بعد عقد الصفقات المشبوهة مع الوزراء والمسؤولين الفاسدين وسوف يكونوا هؤلاء النواب وغيرهم من نواب الحزب الوطنى أداة النظام لتمديد قانون الطوارئ ولتوريث الحكم

لم يكتف هذا المواطن بالتصويت لنواب الفساد والسكوت نواب الحزب الوطني والتصويت لرجال المال ومن يدفع له فقط, ولكنه صوت لأعداء الديمقراطية والحرية صوت لتجار الدين ودعاة الجهل والتخلف والرجعية والجمود والعنف والتطرف نواب جماعة الأخوان المسلمين صوت المواطن لشعار من ثلاث كلمات ( الإسلام هو الحل ) ورفض التصويت لأحزاب المعارضة التي تملك البرامج السياسية والرؤى المستقبلية صوت المواطن دون أن يعرف ما هي مشاكله من وجهة نظراهم وكيف سيحلون له هذه المشاكل التى يعانى منها المتمثلة في الفقر والبطالة والغلاء ومستوى تعليمي متداني يخرج طالب يعانى من الانغلاق والجمود الفكري رفض المواطن المصري البرنامج الحزبي وأختار الشعارات الانتهازية ,
سوف يدفع هذا المواطن ثمن جهلة وحالة اللامبالاة التي يعيش فيها قريبا عندما يرى نفسة يورث كالعبيد سوف يدفع الثمن بطالة وغلاء وفقر وفساد ونفاق ومحسوبية وبيرقوراطية وظلم واستبداد وقهر وطغيان واعتقالات أمنية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أول موظفة يهودية معيّنة سياسيا من قبل بايدن تستقيل احتجاجا ع


.. البابا فرانسيس يعانق فلسطينياً وإسرائيلياً فقدا أقاربهما على




.. 174-Al-Baqarah


.. 176--Al-Baqarah




.. 177-Al-Baqarah