الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تاريخ الحزب الأحمر السوري ---1

سلطان الرفاعي

2005 / 11 / 19
في نقد الشيوعية واليسار واحزابها


لعب الأرمن دورا رائدا في تشكيل الحزب الشيوعي. اذ أن أول منظمة شيوعية في سوريا ولبنان، هي منظمة (سبارتاك) الأرمنية ، وقد دعيت بهذا الأسم تيمنا باسم شبيبة الحزب الشيوعي الأرمني في أرمينيا السوفيتية. ----فر من نجا من المذبجة الأرمنية عام 1915 الى سوريا ولبنان والعراق ، حيث تمركزوا بشكل أساسي في حلب وبيروت وبقية المدن السورية والعراقية . كان لقيام الثورة البلشفية وتأسيس أرمينيا السوفيتية ، دورا كبيرا في تعرف الأرمن في سوريا ولبنان، على الفكر الثوري الماركسي والتعلق به.وقد لعب حزب (الهانشاك) الأرمني اليساري تأسس عام (1887) دورا هاما في نقل هذه الأفكار . وقد قامت منظمة (سبارتاك) على يد أرتين مادويان ورفاقه آرام يرتسيان وهيكازون بوياجيان وغيرهم--المنتسبين أصلا للجمعية الطلابية في حزب (الهانشاق) .
كان ذلك في بداية عام -1924- حيث تلقت المنظمة برقيتي تهنئة من الحزب الشيوعي الأرمني ، والفرنسي. من جهة أخرى كانت الطبقة العاملة قد برزت الى الوجود. ففي لبنان كان هناك عمال سكك الحديد (تابعة لفرنسا) وعمال التبغ والطباعة وغيرهم --وبحكم مختلف الظروف برز لدى عمال لبنان وعي طبقي مميز خصوصا في منطقة زحلة حيث يسكن معظم هؤلاء العمال.
كانت زحلة قد تعرضت خلال الحرب العالمية الأولى لمجاعة رهيبة أودت بحياة نصف أبنائها . وقد انجلت تلك المجاعة عن حقد طبقي كبير --اثر مجمل هذه الظروف ، ظهرت في زحلة مجموعة من المثقفين الذين طرحوا بقوة، قضية الحرية والعدالة الأجتماعية ، بما يمكن اعتباره امتدادا للفكر الانساني العام الذي نشلأ في لبنان أوائل القرن العشرين متمثلا بجبران ونعيمة وغيرهم---
وهكذا ظهرت في زحلة جريدة ( الصحافي التائه) عام 1922 لصاحبها اسكندر رياشي، والتي كان من ابرز محرريها الصحافي الشاب يوسف يزبك. كره يوسف الأغنياء ، ودافع بعنف عن الفقراء والمظلومين، وعن الثورة البلشفية.
في 19 تشرين أول كتب يوسف يزبك مقالة بعنوان(مات اناتول فرانس) وذلك في جريدة المعرض البيروتية . وقد نعى يوسف يزبك الكاتب الفرنسي الشهير وعضو الحزب الشيوعي بكلمات مؤثرة واصفا اياه بصديق العمال والمحرومين.
لفتت هذه المقالة نظر (جوزيف برغر) مندوب $الكومنترن$ والذي كان يعمل بصفته مراسلا لاحدى الصحف ، فسارع الى لقاء يوسف بعد ان استدل على عنولنه من هيئة تحرير جريدة المعرض .
في 24 تشرين اول 1924 عقد اجتماع في (الحدث) بضواحي بيروت ، وتقرر تأسيس الحزب الشيوعي باشراف جوزيف برغر وموافقة يوسف يزبك وفؤاد شمالي وفريد طعمة والياس قشمعي . وباستثناء يوسف كان الثلاثة الباقون عمالا.
هؤلاء هم الأربعة الذين أسسوا الحزب الشيوعي في الوسط العربي .
ان الملاحظة الأهم هنا ، والتي يجب متابعتها منذ البداية، هي ان الحزب الشيوعي تشكل منذ اللحظة الأولى ، بالعلاقة مع $الكمنترن$
يقول يسوسف يزبك عن تأسيس الحزب: ((في هذا الاجتماع تأسس الحزب الشيوعي في لبنان الكبير وبالاجماع والالحاح نادى بي الاخوان امينا عاما للحزب -------) الأول من نوار - يوسف يزبك - ص66)
في هذه الأثناء كانت (سبارتاك) تقوى وتتوسع بشكل كبير في مختلف المناطق التي يعيش فيها الأرمن . وقد وصل حدوح المنظمة حتى الموصل في العراق.
في الأول من ايار عام 1925 وأثناء الاحتفال بعيد العمال، جرى التعارف ما بين فؤاد شمالي ويوسف يزبك من جهة ، وأعضاء منظمة (سبارتاك) وعلى رأسهم أرتين مادويان من جهة أخرى. وأنشئت لجنة مركزية للحزب بعضوية ارتين مادويان وفريد طعمة وهيكازون بوياجيان وفؤاد شمالي ويوسف يزبك ، بالاضافة الى ايلي تيبر ممثل $الكومنترن$ . وقد اتخذ الحزب اسم ((الحزب الشيوعي في لبنان وسوريا )) وفيما بعد أصبح اسمه (( الحزب الشيوعي السوري- اللبناني)).ٍ

وقف الحزب مع الثورة السورية الكبرى عام 1925 بامكانياته المتواضعة كحزب وليد . حيث اصدر بيانا باللغة الفرنسية ، قام بتوزيعه على الجنود الفرنسيين-----لم يكن وضع الحزب ، كحزب ناشئ ، يسمح له بأن يفعل أكثر مما فعل . وفي الواقع فان دور الحزب في الثورة السورية قد تعرض للمبالغة . حيث تحدث عدد قاسيون 166 تاريخ 2002 عن مشاركة في بالمظاهرات والاضرابات المعادية للامبريالية؟؟؟ هنا يجب احترام الحقيقة. فالسيد (لوتسكي) الذي اعتمدت عليه جريدة (قاسيون) لا يقول الحقيقة . فالحزب لم يكن يملك منظمات في سوريا حتى نهاية الثورة السورية الكبرى ، سوى منظمتي حلب وجبل موسى ، وهما بالأصل فروع ل(سبارتاك) . لم تكن هناك منظمات في دمشق أو حمص ، ولم يكن في مقدور الحزب المشاركة بمظاهرات دمشق وحمص . أكثر ما هنالك ان بعض الأشخاص ممن شارك في هذه المظاهرات انتسب فيما بعد للحزب الشيوعي.
في عام 1928 تم تشكيل أول فرقتين شيوعيتين في دمشق على يد هيكازون بوياجيان الذي أوفد من بيروت لهذه المهمة . كانت احدى الفرقتين أرمنية والأخرى عربية . ومن أعضاء الفرقة العربية كان رشاد عيسى وناصر حدة وفوزي الزعيم الذين ساهموا بشكل فعال في زيادة أعضاء الحزب في دمشق(بشسر فلاحة، علي خلقي، عبد القادر عياش---)
في عام 1930 انتسب خالد بكداش الى الحزب على يد ناصر حدة وفوزي الزعيم . كما انتسب في العام ذاته ، فرج الله الحلو ، وأيضا على يد ناصر حدة ، وكان ذلك في حمص.

-----------------------------------------------------------------------------------حديث لخالد بكداش عن كيفية انتسابه للحزب.
من الواضح في هذا الحديث، أن خالد بكداش الذي كان شابا - لا يمتلك عند انتسابه للحزب، أي خلفية فكرية أو سياسية تمت للفكر الشيوعي ، وهو لم يسمع أو يعرف شيئا عن هذا الحزب وكل ما في الأمر أن كلام فوزي الزعيم ((لاقى هوى)) في نفسه، فقبل بالانتساب.
للحديث بقية
من اوراق المرحوم سامي خوري








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رابعة الزيات تثير الجدل برا?يها الصريح حول الحرية الشخصية لل


.. مقتل هاشم صفي الدين.. هل يعجز حزب الله عن تأمين قياداته؟




.. قراءة عسكرية.. كيف يدير حزب الله معركته بعد سلسلة الاغتيالات


.. نشرة إيجاز - مصدر أمني للجزيرة: فقدان الاتصال بصفي الدين




.. صفارات الإنذار تدوي في حيفا مع إطلاق صواريخ من لبنان