الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الله يُقتل تديُناً

احمد جميل برهان

2016 / 3 / 13
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أختزال الامور غير المحدودة في أشياء معينة ومحدودة من شأنها ان تُقتل في داخل المُختزل نفسه . فأطلالة الدين من تلك النافذة التي تجعله يكون شبيهاً بما ينتقل لنا من أرث بسبب المورث , وجعله مجموعة طقوس وروتين يومي لا يجعل منا مؤمنين بل مجموعة من المُتدينين الذين يُدينون بدين معين , وأن نُدين بدين مُعين ليس من الضرورة أن يجعل منا مؤمنين بما يوصينا به هذا الدين .
امسى التدين دلالة على الايمان وهذا مما يُمكن أن أعده أنا وبرأيي الشخصي " طامة كُبرى " , لان في مثل هكذا حالة يختلط الحابل بالنابل ونخرجُ بالكثير من الجهل , لان من المستحيل أن يكون هنُالك أيمان دون معرفة , ومن المستحيل أن تكون هنالك معرفة دون حب , ولكن من السهل أن يكون هنالك تدين , تدين خالي من أيمان ومعرفة وحب , بالتالي يُعتبر من يُدين بدين مؤمناً , وهذه من أشد الامور التي تفتك بالدين نفسه .
مسؤولية الدين لا تنحصر في مجموعة من الطقوس والعبادات للفوز بالفردوس , بل مهمة الدين الاولى والهدف والغاية التي وجد من أجلها هي مسألة الايمان , الايمان الذي لا يوجد إن لم يوجد معه الحب والمعرفة , أما أن تكون صائماً مُصلياُ والدافع لهذه الافعال هو الفوز بالجنة والتخلص من النار , فهذا لا يكفي لوحده , لان من يختزل أيمانه في هذه الامور فقط يُعتبر متديناً والمتدين غير المؤمن , المتدين سرعان ما سيموت الله في داخله لانه بعيد عن الايمان المقرون بالحب والمعرفة .
بالتالي لو نطرح سؤالاً " كم من مُصلياً دفعه الخوف لا الايمان للصلاة " , فماذا ستكون الاجابة ....؟ وما هي الاجابة التي سنجدها لو طرحنا سؤال اخر " كم مصلياً دفعه الايمان لا الخوف الى الصلاة " ...؟
سنجد نسبة الاخرون أقل بكثير من المقصودون في السؤال الاول , ويُعلل ذلك الى عدة أسباب منها :
- دور رجال الدين بجعلنا نرى الله بأبشع صورة , نعم الله سيدخلني النار مع من يقتل نفساً بغير حق , نعم أنا الذي مارست الجنس مع يدي سأدخل النار مع من يقتل الناس ...! وغيرها من الامور الكثيرة التي تجعل الفرد ينفر من الدين ومن الله ايضاً , فيكون متدينا لا مؤمناً , يُصلي ويصوم للخلاص من النار لا أيماناً بالله ...!
- جعل الطقوس والعبادات روتين معتاد لا اكثر كمسألة ذهابنا للحمام صباحاً لقضاء الحاجة .
واسباب اخرى ...
اذاً ليس كل من يُدين بدين مُعين هو مؤمن , والفرق واضح وكبير بين التدين والايمان , من يؤمن يحب ويعرف , ومن يتدين يمارس الطقوس لا أكثر , ولا يختلف عن ذلك المراهق الذي يوقظوه أهله في الصباح ليذهب للمدرسة من بعد ليلة حافلة بجملة " شلابسة حبيبتي " , فيكون مجبراً على النهوض من الفراش والذهاب للمدرسة ولا دخل لأرادته بذلك من شيء .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الأقباط فرحتهم بعيد القيامة في الغربي


.. التحالف الوطني يشارك الأقباط احتفالاتهم بعيد القيامة في كنائ




.. المسيحيون الأرثوذوكس يحيون عيد الفصح وسط احتفالات طغت عليها


.. فتوى تثير الجدل حول استخدام بصمة المتوفى لفتح هاتفه النقال




.. المسيحيون الأرثوذكس يحتفلون بعيد الفصح في غزة