الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


متي يخلع الشعب المصري عباءة الدرويش ؟

رشا ممتاز

2016 / 3 / 13
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في أحد البرامج التلفزيونية الفرنسية شاهدت مطربة فرنسية على مشارف العقد التاسع من عمرها وتستعد لاقامة حفلها الاخير للجماهير قبل التقاعد فسألها المذيع هل ستسمي الحفل عند الرب وهي كلمة تعني وداعاً فردت , وماذا لو لم يكن هناك رب وماذا عن من لا يؤمنون بوجود رب ؟ افضل تسمية اخرى تعبر عن الجميع .

لم يعلق أحد على الموضوع سوي بعض الضحكات من جمهور الحاضرين فى الاستديو ..

لانها عبرت عن رأي وقناعة شخصية تخص صاحبتها ولا تنسحب على غيرها ولا يمكن مصادرة رأي اياً كان عدم تقبلنا له ما دام لم يعتدي على أحد ..

ولو اعترض احدهم و نصب لها المشنقة كما يحدث فى بلادنا , فمصادرة الرأي والتعدي على حرية التفكير والاختيار الذي هو المنحه الاسمي التي تفرق الانسان عن غيره من المخلوقات .. فعندها سيكون ناصب المشنقة هو المعتدي الذي يجب ان يعاقب وليس هي !

فى مصر حيث يرتدي الجميع عباءة الله ويتكلمون باسمه ويرفعون السيوف دفاعا عنه فستجد الكل شاهراً سيفه من اجل ذلة لسان من رجل يؤمن بالله ورسوله بل هو مع تطبيق الشريعة الاسلامية !!

الزند وهذا ليس دفاعاً عن الزند ولا عن ما يمثله , ولكن ان نجعل محور الهجوم عليه ليس الفساد و القصور في عمله وفي منظومة القضاء التي تمس بشكل مباشر مصلحة المواطن ولكن على ذلة لسان عابره فى اسلوب أو صيغة تدل على المبالغة ولا يمكن قراءتها الا فى سياقها يعني بالمصري لو مين غلط مهما كان مقامة وقدسيته سيطبق عليه القانون ...
فهذا مؤشر خطير عن مدى ضيق افق الشعب المصري الذي ينتفض من اجل مشاكل السماء لا مشاكله على الارض و عن مدى انحداره في ظلمات التطرف ..

عندما تفلس الشعوب و تفقد قدرتها على العطاء وعلى المنافسة وعلى تحسين اوضاعها المعيشية وعلى تقديم ما يفيد البشرية فأنها تتمسك بالاخلاق والشرف والدين وتزايد عليهم !

ولكن افلاسها وعجزها عن اللحاق بركب الإنسانية يجعل حتي من اخلاقهم وتدينهم وشرفهم مجرد قشور وهمية وفقاقيع فارغة لا تضيف لهم سوى مزيداً من الجهل والتخلف ..

فتجدهم يرفعون سيوفهم دفاعاً عن الحجاب, دفاعاً عن الرسول , دفاعاً عن الله , بينما هم غارقون حتى رؤوسهم فى الفساد والجهل وانعدام الامانة والتحرش والفوضى والفقر والظلم والظلام واطنان من القاذورات !

حتى الشرف بالنسبة لهم مجرد قشور فشرفهم الذين يقتلون من اجله ويتباهون به ويدافعون عنه ليس الامانة والضمير في العمل , ولكن شرفهم يقع بين افخاد النساء !

كل تلك المفاسد لا تثيرهم ولا يتحركون من اجلها ولكنهم ينتفضون ويعلنون الحرب على خصلات شعر امرأة يداعبها الهواء !

ينتفضون من اجل قناعة شخص اعلن عنها بحرية ودون رياء !

لا يهمهم تعاملك معهم واخلاقك ورقيك وحسن تأديتك لعملك ولكن كل ما يهمهم ان تنتمي لمعسكرهم الديني ..

فمسلم سني فاجر فاسد سارق عندهم افضل من شيعي خلوق وافضل من مسيحي أمين !!
حصروا الاخلاق فى ثلاث , الجنس واللبس والخمور ولهذا غابت الاخلاق عن حياتهم ..

ولكي تحيا بينهم ويتقبلك الجميع , أرتكب كافة الموبقات السائدة فى المجتمع ولكن لا تنسى ان تتستر خلف حجاب او لحية أو زبيبة صلاة ..

كن ملحداً فى قلبك ولكن ردد عليهم يومياً اذكار الصباح والمساء !

فهل سيخلع الشعب المصري عباءة الدرويش ويقدر معنى الحرية , حرية الارادة والكلمة والاختيار ؟
هل سيدرك ان وحدة الانسانية هي القيمة الاسمى فجميعنا بمختلف الواننا واجناسنا وادياننا , إنسان , وما نكنه فى صدورنا من فكر او معتقد ما دام لم يضر أو يعتدي على أحد فلا يمكن ان يحاسبنا عليه بشر ؟

هل سيدرك ان الاخلاق لا علاقة لها بالمظهر الذي هو اختيار حر للإنسان ولكنها ترتبط بالرقي والاحترام فى التعامل ؟

هل سيدرك ان المرأة لا تحمل شرفه ولكن سلوك الانسان السوي ومراعاته للأمانة والضمير هو من يمنحه وسام الشرف ؟
هل سيفيق الشعب المصري من غيبوبته الدينية ؟ أم سيستمر على تلك الحالة من الموت الاكلينيكي في انتظار شهادة الوفاة ؟










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لقد مات ولكنهم يرفضون دفنه لأنه عزيز
nasha ( 2016 / 3 / 14 - 03:23 )
الغرض من الدفاع المستميت عن العقيدة الإسلامية ليس للدفاع عن القيم والمبادئ التي يمثلها الإسلام لأن المدافعين كلهم بدون استثناء يعرفون حقا أن الإسلام انكشف وتعرى وظهر على حقيقته ولم يعد الدفاع عن القيم المزعومةمجديا لأن الإسلام لا يملك قيم اخلاقيةاصلا.
الغرض من الدفاع المستميت هو دفاع عن الكبرياء وما يعتقده المدافعون دفاع عن الهوية الثقافية بالرغم من فسادها.
المدافعون يشعرون بالهزيمة الثقافية أمام الثقافة العالمية الكاسحة .
الإسلام كمعتقد اليوم كالمريض الميت سيريريا اذا رفعت عنه آلات التنفس سيتعفن ويجب أن يدفن إلى الأبد.
إنهم مضطرين للدفاع عنه وليسو مخيرين
تحياتي


2 - كلام فى الصميم
emad.emad ( 2016 / 3 / 14 - 06:26 )
الجميله رشا ممتاز
كلامك فى الصميم يفضح عوار المجتمع الذى فشل فى التمثل على قاعه المسرح
اتخذ التمثيل اسلوب حياه
الان لم ينظر احد الى لحيه الرجل بوقار واحترام
لن يقدر احد قصرالجلباب او رائحه المسك والصندل التى يتعطرون بها
لم بعد الاحترام ل النقاب كما كان سابقا
بل اتخذده بعضهن للتستر لمارسه الرزليله
الكل عارف انه يمثل على بعضه
قريبا مع انهار الخلاق وانتشار الفساد والتحرش سوف يتخلى الشعب عن هذه التمثليه
حان الوقت ان يفيق هذا الشعب

اخر الافلام

.. أي دور قد تلعبه المعارضة العلمانية في سوريا بعد الإطاحة بالأ


.. تقوم على الطائفية والدولة الأمنية.. ملامح سياسيات حافظ الأسد




.. موازين | المسلمون في الهند.. أي مستقبل؟


.. ساعة حوار من دمشق | أسباب ظهور الطائفية في سوريا بعهد الأسد




.. موفد العربية طاهر بركة: الشرع يؤكد طلب إيران حماية سفارتها و