الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المشاركين في قتل عثمان من الصحابة - الحلقة الأولى -

بارباروسا آكيم

2016 / 3 / 13
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


وبعدما قدمنا التوطئة للفتنة الكبرى - يوم قتل عثمان - ، في مقالتنا الموسومة ( شخصية عبدالله بن سبأ الإسطورية ) بإستبعاد العناصر الخرافية فيسعدنا أَن نبتدأ اليوم على بركة التاريخ في تحليل ماحصل بموضوعية وحيادية تامة .

وسنبتدأ مباشرةً بأَهم الشخصيات التي جرى إِتهامها بمقتل عثمان ، ونبتدأ أَولاً بــــــ علي إبن أَبي طالب ، حيث شــــاع بين الناس أَنَّ علياً حَرَّضَ أَنصاره على قتل عثمان .

وقد يتسائل البعض عن الدوافع ، فنقول هي السُلْطة ! فـــ عـلي كان يرى في نفسه الأَصلح للخلافة وكان ينظر لهذا كحق طبيعي كونه إِبن عم محمد ! وقد صَرَّحَ كذا مرة ممتعظاً من سلب حقه الطبيعي - كما يزعم -


تـــــوثــــيـــــق الأَدلـــــــــة

أَولاً : معظم الثائرون الفعليين المشاركين في قتل عثمان هم من قادة جيش علي و ولاته ومواليه !

فخذ مثلاً ( مالك بن الأَشتر النخعي ) وهو أَحد المشاركين في قتل عثمان فهذا كان شيعياً موالياً لعلي وكان من أَشجع رجاله وقد شهد كل مشاهده وعلى رأسها صفين والجمل ، حتى قال عنه علي : (( أنت من آمن أصحابي، وأوثقهم في نفسي، وأنصحهم وأراهم عندي )) وقد بلغت ثقة علي به مبلغاً أَن ولّاه علي على مصر .. وقد قتله معاوية إِبن أَبي سفيان بشربة عسل مسمومة فهلك سنة 658 ميلادية الموافق 38 للهجرة ، ولما سمع معاوية نبأ نجاح صاحب الخراج بقتل مالك ، قال قولته الشهيرة : إِنَّ لله جنود من عسل. والسبب فيما قيل ثأراً لعثمان

محمد ابن أَبي بكر الصديق : وكان كذلك شيعياً حتى النخاع ، والسبب في ذلك واضح فالرجل كان يتيم الأَب مذ كان في الثالثة ، فحينما تزوج علي ابن ابي طالب أُمه أسماء بنت عميس ، رباه كإبن له ..وقد بلغ وفائه لعلي بأَن حارب مع علي ضد أُخته عائشة زوجة محمد يوم الجمل ! وكان علي ينظر له كإبن مخلص حتى قال فيه : ( محمد ولدي من صلب أَبي بكر ) ، يقال إِنه القاتل الحقيقي لعثمان حيث طعنه ووطئه برجليه حتى الموت ! عُيّن من قبل علي على ولاية مصر بعد ثورة أَنصار عثمان بن عفان في قرية خربتا .

وكانت نهايته مأساوية حيث تمكن أَنصار عثمان بن عفان وعلى رأسهم معاوية بن خديج من هزيمته ثم أَسروه بعد أَن كان مختفياً في بيت امرأة مصرية فقام بن خديج وعمرو بن العاص بوضعه في جيفة حمار ثم أَحرقوه إِنتقاماً لعثمان ، رغم إِنه طلب الرحمة وذَكَّرَ القوم بأنه ابن الخليفة الأَول أَبو بكر الصديق !

عَمرُ بن الحمق الخزاعي : وقد كان صحابياً وشيعياً شارك في معارك علي كأَحد القادة لجيشه ، قُطِعَ رأَسه في مدينة الموصل في العراق ثم أُرسل الى الشام ليُطاف بها في الشوارع والسبب على ماقيل مشاركته في الثورة على عثمان بن عفان وقتله.

كُميل بن زياد : وهذا أَيضاً كان شيعياً موالياً لعلي وهو صاحب دعاء كميل المعروف عند الشيعة :(( اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء ، وبقوتك التي قهرت بها كل شيء ، وخضع لها كل شيء وذل لها كل شيء ، وبجبروتك التي غلبت بها كل شيء ، وبعزتك التي لا يقوم لها شيء ..الخ الخ الخ )) ، وكان عثمان بن عفان قد نفاه الى الشام ..فشارك بالثورة ضده وكان أَحد قاتليه ولما أَلقي الحجاج القبض عليه وحكم عليه بقطع رأسه جزاءاً لقتله عثمان بن عفان
وكما قُلنا جميع هؤلاء كانوا من قواد جيش علي ابن طالب وقد رَفَضَ تسليمهم أَو التبروء منهم ، يُضاف اليهم قائد آخر من قادة جيش علي وهو عمار بن ياسر حيث كان معارضاً شديداً لحكم عثمان بسبب الفساد المالي لعثمان وقد أَساء عثمان لعمار بن ياسر أَيما إِسائة ، حيث ركله أَمام الناس حتى أُصيب بالفتق !! وقد قتل عمار في معركة صفين
أَما موقف علي بن ابي طالب ذاته .. فهو مما يظهر من أَقواله إِنه يدفع عن نفسه شبهة المشاركة بقتل عثمان ولكنه يظهر كمؤيد للفعل : ( سبق الرجلان يقصد أَبو بكر وعمر ، وقام الثالث كالغراب يقصد عثمان ، همته بطنه وفرجه ، ويله لو قص جناحاه وقطع رأسه كان خيرا له، شغل عن الجنة ، والنار أمامه.) وله أَيضاً مقولة غريبة لما سأله أَبي اسحاق : ( ما يزن عثمان عند الله ذبابا ، فقال: ذبابا ! فقال : ولا جناح ذباب )
وعلى كل حال فلا يسعنا تصديق كل ماجاء من أَقوال علي في كتب الشيعة فهي أَكثر خرافة من كتب السنة ! وعلى كل حال سنسير في المقالات اللاحقة لمعرفة بقية مواقف الصحابة وأمهات المؤمنين وتحريضهم ضد بعضهم البعض في سبيل السلطة وتحديداً مواقفهم يوم مقتل عثمان








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - امة
جابر بن حيان ( 2016 / 3 / 13 - 21:43 )
ومع ذلك يقولون ما اجتمعت امتي على ضلال فاي ضلال اكثر من هذا فمند ان مات محمد وامته تتقاتل ولا زالت وستبقى الى ان تفنى


2 - اذا كنت تصدق كلما تقرأ لا تقرأ والبك الحقيقة
محايد من اصول اسلامية. ( 2016 / 3 / 14 - 05:32 )
معروف الرصافي:
وما كتب التاريخ في كل ما روت ** لقرائها الا حدبث منمق
نظرنا لامر الحاضرين فرابنا ** فكيف بامر الغابرين نصدق
فهل صدقتنا في الحقائق اعين ** فكيف اذا ما كان فيهن مهرق
وهل قد خصصنا دون من كان قبلنا ** بصدق النوايا شد ما نتحمق
التاريخ يكتبه المنتصرون.

طابت ايامك.


3 - الأَخ مصطفى فاضل علي المحترم
بارباروسا آكيم ( 2016 / 3 / 14 - 11:12 )
الأَخ مصطفى فاضل علي من الفيس تحية طيبة ، أَما بعد .. بالنسبة لقولك : ( ليس هناك اي دليل على ان علي بن ابي طالب ممن حرض على قتل عثمان ) ، فأَخي.. الإمام علي جرى إِتهامه أَما هل كان مشاركاً شخصياً بشكل من الأَشكال فالله أَعلم ! وأعلم أَن معظم من حاربه رفع بوجهه قميص عثمان .

بالنسبة لمالك الأَشتر ومحمد بن ابي بكر وكُميل بن زياد فهؤلاء ليسوا فقط عمال علي على المدائن بل كانوا من أَخَص شيعته وأَخلص أَنصاره ، ياعزيزي إِن كنت شيعياً فلابُدَّ إِنك تقرأ - دعاء كُميل - ليلة الجمعة منتصف شعبان .. فمن هو كُميل هذا صاحب الدعاء؟؟

إِنه ببساطة كُميل بن زياد المشار اليه في المقال أَعلاه !! فهل تعتقد إِن كميل مجرد عامل على مدينة؟! أَما كلامك عن طلحة والزبير فكما قلنا هذه كانت الحلقة الأولى والقادم أَكثر ..كل الصحابة متورطين بدم عثمان ياعزيزي


4 - تعقيب على تعليق
بارباروسا آكيم ( 2016 / 3 / 14 - 11:44 )
أَخي جابر بن حيان ..هذه الأُمة قد إِجتمعت منذ اللحظة الأولى على الظلال والظلم والدماء ولم يسلم من هذا أَحدٌ من القوم ، ومالم يحاول هؤلاء عيش حاضرهم والنظر الى مستقبلهم بعيداً عن بلاعة التاريخ سيبقون هكذا الى يوم يُبعثون .. تحياتي وتقديري

الأَخ محايد .. أَولاً أَنا لا أُصدِق ولا أُكذِب ولايعنيني هذا في شيء ! أَما كون التاريخ يكتبه المنتصرون - فبغض النظر عن مصداقية المقولة - ولكنك بهذا تُثبِتْ المُثْبَتْ ، لأَنَّ التاريخ الموجود أَعلاه كتبه القوم وهم في حالة سيطرة تامة على مقادير البلاد والعباد ..تحياتي عزيزي


5 - انها الفتنة الكبرى
muslim aziz ( 2016 / 3 / 15 - 00:18 )

يثبت التاريخ ان الامام علي رضي الله عنه وكرم الله وجهه وإن كان في قرارة نفسه يرى نفسه انه الاحق بالخلافة الا انه لم يعمل على تقويض اركان الدولة ولا على بث الفتن بين المسلمين حتى ان التاريخ ليذكر ان الامام علي امر ولديه الحسن والحسين بحراسة باب بيت الخليفة عثمان رضي الله عنه عندما حوصر من قبل الثوار القادمين من مصر ومن العراق.
أما انه قام بحماية بعض قتلة عثمان وابى تسليمهم لمعاوية لأنه بعد توليه الخلافة كان يرى في مطالبة معاوية بقتلة عثمان ما هو الا تعدٍ من معاوية على صلاحيات الخليفة الشرعي. وكانت الاحداث تتسابق ورقعة الفتنة تزداد حتى اصبح السيطرة على الوضع من المحال. وكانت تسمى بحق الفتنة الكبرى.


6 - السيد مسلم عزيز
بارباروسا آكيم ( 2016 / 3 / 15 - 13:53 )
مركز الخلافة أَيام أَبي بكر وعمر كان قوياً لذلك لم يستطع أَحد منازعتهم سلطانهم ولما مات أَبو بكر أَو أُغتيل وهناك من يشير الى أَن ابو بكر تم تسميمه من قبل عمر ، المهم ..تولى عمر بعده السلطة ولكن عمر إِغتاله أَيضاً أَحد موالي علي ويدعى فيروز أَبو لؤلؤة والرجل لايزال مرقده يُزار في ايران ويسمى قبر بابا شجاع !

أَما الثوار من مصر والكوفة فقد كانوا من أَنصار علي هذا مايقوله التاريخ !

اخر الافلام

.. قلوب عامرة - د. نادية عمارة توضح ما المراد بالروح في قوله تع


.. قلوب عامرة - د. نادية عمارة تجيب عن -هل يتم سقوط الصلوات الف




.. المرشد الأعلى بعد رحيل رئيسي: خيارات رئاسية حاسمة لمستقبل إي


.. تغطية خاصة | سياسة الجمهورية الإسلامية الإيرانية خلال عهد رئ




.. تربت في بيت موقعه بين الكنيسة والجامع وتحدت أصعب الظروف في ا