الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ايامنا تزداد سوءا

صبيحة شبر

2005 / 11 / 19
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كلما حاولنا ان نتفاءل إننا بخير ، وان عراقنا يمكن ان تندمل جراحه ، ويسير في طريق الديمقراطية التي ناضل من اجلها سنين طوال ، وقدم التضحيات الجسام ، ولكن سرعان ما يصيبنا التشاؤم ان تفاؤلنا لا مبرر له ، وإننا ماضون في طريق اسود ، شديد السواد ، ان تضحياتنا ذهبت سدى ، وان دماءنا الزكية الطاهرة سالت على ربوع البلاد هدرا ، واذا بحكامنا يتصارعون فيما بينهم من اجل ان يحرزوا انتصاراتهم الكبيرة والمتعددة على حساب ضحايانا ، إنهم يتبارزون ، ويهدد احدهم الاخر ،متناسين الشعب العظيم الذي مهد لهم الطريق ، وعبد أمامهم السبل من اجل ان يرى العراقيون ، ككل شعوب الارض يوما ابيض ، يبتسمون فيه ، بعد سلسلة من الأيام السوداء ، والكوارث التي لاحد لها ، حكامنا يتصارعون فيما بينهم ، ويشتم الواحد منهم الآخر ، مغذين الطائفية والعنصرية ، وكل الأفكار التي عفى عليها الزمن ، وذهب عليها الوقت ، وثبت أمام الجميع إنها باطلة ، وغبية ، تفرق أكثر مما توحد ، وتؤخر أكثر مما تقدم ، أنهم يجمعون النقود الطائلة ويتركون أفراد الشعب العراقي يقتاتون على ما تحويه القمامات ، مدن كاملة في العراق تعيش تحت مستوى الفاقة والفقر ، أطفالها جياع عراة ، يحرمون من دفء المدارس وحنان التعليم ، ليجوبوا الشوارع بحثا عن كسرة خبز ملوثة بنتانة الازبال ، ووساخة القاذورات ، تقوم الدنيا ولا تقعد عند سجن جماعة من الإرهابيين ، استقبلوهم بالورود والرياحين ، ايها السادة ، وكافئوهم على أعمالهم البطولية ، ولا يتحدث احد عن ان مدارسنا تخلو من النوافذ في هذا الصقيع المستمر من البرد ، ومن البلاط ، واننا عدنا من جديد ،الى التراب ، وأبناؤنا يعيشون حياة بائسة ، تافهة ، خالية من كل العناصر الضرورية لاستمرار الحياة ، لاخبز ، لااسرة ، لا دفء ، لا تعليم ، بطالة وتشرد ، حرمان من كل شيء ، حتى الهواء ، هواء العراق ملوث ، بفعل آلاف الأطنان من الأسلحة التي جربتها أمريكا على رؤوسنا ، وعلى رؤوس أولادنا وبناتنا ، وجربها من قبل الحكم الدكنانوري ، الملايين مصابون بالسرطان ، وأمريكا تحصي على الناس حركاتهم ، وكأنها إحدى حكومات العالم المنهار المتعفن الذي ندعوه العالم العربي ، لم نحصل على أي حقوق ، ولم نذق أي جمال ، والعالم يزداد سوءا ، بأناس لم يعرفوا المنطق ولا السياسة ، ويتصارعون مع بعضهم البعض متناسين الشعب العراقي الطيب والأصيل الذي يتكلمون باسمه ، تارة دفاعا عن الإسلام ، وتارة أخرى دفاعا عن الديمقراطية التي لم يعرفوا معناها ، يظنون إنها شتم وكذب وتلفيق ، شوارعنا بائسة ، في وضع مزدر ، وهم يتحدثون عن حقوق مزعومة وأنهم سيمنحون الشهد للمحرومين وإذا بهم يزيدون الفقر فقرا والنعاسة تفاقما ، الا كفاكم ايها السادة المبجلون كلاما ، وجمعا للثروات على حساب العراقيين ، أرضنا ملوثة وسماؤنا ملوثة وحكامنا يلوكون كلاما لا يؤمنون به هم أنفسهم ، وأمريكا تعد عليهم الحركات والسكنات ، ويدعون إننا نلنا الاستقلال

صبيحة شبر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئاسيات إيران 2024 | مسعود بزشكيان رئيساً للجمهورية الإسلامي


.. 164-An-Nisa




.. العراقيّ يتبغدد حين يكون بابلياً .. ويكون جبّاراً حين يصبح آ


.. بالحبر الجديد | مسعود بزشكيان رئيساً للجمهورية الإسلامية الإ




.. جون مسيحة: مفيش حاجة اسمها إسلاموفوبيا.. هي كلمة من اختراع ا