الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدجل الطبقي - مجتمع لا طبقي

موسى راكان موسى

2016 / 3 / 16
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع




بعد تناول (المنطلق العام) ، و الإشارة إلى (المنظور الخاص) في تحديد الطبقة ، يُطرح التساؤل التالي : هل مجتمع بلا طبقات ممكن ؟! .
بغض النظر عن المنظور [ و الذي فيه إختلاف يصل إلى درجة التناقض ؛ فمناظير الصراع ليست واحدة ، كما أنها تتناقض مع مناظير التضامن و التكامل ] ، فإن مجتمع بلا طبقات ممكن في حالة الوهم أو الحلم ، فالفرق كائن كامن فعّال دائم في المجتمع ــ لكن هذا لا يعني على الإطلاق التسليم بنوع من الفرق ، أو الخضوع لأي فرق دون محاولة تغيير أو نفي .


إذا فالمجتمع يحتوي دائما طبقات ، بغض النظر عن ماهيتها ، أو العلاقة فيما بينها ــ لكن هناك إدعاءان عامان ، على الرغم من الإختلاف الجذري من حيث المنظور بينهما ، إلا أنهما يتفقان في الإنتهاء إلى (( مجتمع لا طبقي )) :

* الإدعاء العام ــ الأول / و ينظر إلى المجتمع القائم (( الرفاهي الديموقراطي )) بكونه لا طبقي ؛ و يلعب هذا الإدعاء دور دعائي للتسليم بالوضع القائم و تثبيط القوى اللاعبة دور التغيير و الدافعة تجاه التطوّر . و هو إدعاء يستند على جزء من الواقع مُختزل بهيئته السطحية .

* الإدعاء العام ــ الثاني / و ينشد مجتمع سيقوم (( الشيوعية )) حيث المجتمع لا طبقي ؛ و يلعب هذا الإدعاء دور دعائي لتغيير الوضع القائم و تقويض القوى المُعيقة للتغيير و التطوّر . و رغم كون الإدعاء ذا عمق لتحديده الطبقات في الوضع القائم إلا أنه يحجب أجزاءا من الواقع [ ما هو مرتبط بالمنطلق العام لتحديد الطبقة ] ، خدمة لمصالح شخصية أو نصرة لإتجاه إيديولوجي .

هذا ليس معناه إنعدام إمكانية إستهداف فرق ما في المجتمع ، كمثل الفرق المُرتكز على ملكية الأرض أو ملكية وسائل الإنتاج السلعية ؛ و ليس فقط مجرد إستهداف ، بل تغيير بنفي هذا الفرق ــ إلا أن إستهداف الفرق ذاته في المجتمع معناه إحلال العدم ؛ فالمجتمع اللا طبقي هو مجتمع العدم ، مجتمع البلادة ، جنة الله حقا ! .


و على إفتراض سؤال مُحتمل : إن تم و حصل فعلا إلغاء فرق (تناقض طبقي) ما حاليا ، فما هي طبيعة المجتمع المستقبلي الطبقية ؟! .
إن الإجابة على مثل هذا السؤال ضرب من العبث أو الترف الفكري ، فالقضايا إن لم تكن تنطلق من (الهنا و الآن) ضمن سياق الفهم الإجتماعي فالخوض فيها عبث و التفكير بها ترف ؛ إلا أن هذا لا يمنع من الخوض أو التفكير بها ــ إلا أن طرحها و تناولها بدلا عن طرح و تناول قضايا راهنة و معاصرة و فعّالة هو ما يعني القيام بدور تضليلي و تحريفي لصالح فضاء الخيال .

في الختام ــ إن مجتمع بلا طبقات هو وهم ؛ إلا أن هذا الوهم ذا فائدة إيديولوجية ، لكنه ضرب من ضروب الدجل إن كان هدفنا الإنتصار للفهم الإجتماعي العلمي . و لكن السؤال الذي ينطلق من (الهنا و الآن) : هل هذا الوهم سيكون مفيد بعد تجربة إمتدت عقود بإستعماله ؟! . فإن كنا عمليين أكثر من ذلك فيجب أن نفكر بـ : هل ستكون فائدة إستعمال هذا الوهم أكثر مما يجلبه من ضرر [ كضرر صدمة الواقع لأنصار الشيوعية حين يدركوا أن مجتمع بلا طبقات ليس إلا وهم ] ؟! .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أنا لست إنترنت.. لن أستطيع الإجابة عن كل أسئلتكم-.. #بوتين


.. الجيش الإسرائيلي يكثف ضغطه العسكري على جباليا في شمال القطاع




.. البيت الأبيض: مستشار الأمن القومي جيك سوليفان يزور السعودية


.. غانتس: من يعرقل مفاوضات التهدئة هو السنوار| #عاجل




.. مصر تنفي التراجع عن دعم دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام مح