الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفلسفة والحدود الجيوبولتكية للعقل

عمر يحي احمد

2016 / 3 / 16
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


لقد إنبثقت الفسلفة من جملة الإشكاليات التي واجهت الإنسان منذ القدم علي صعيدي قوانين الطبيعة و ماوراء الطبيعة ، إستهدفت الفلسفة تحرير العقل الإنساني من براثن التأثيرات الفكرية اللأهوتية و الكهنوتية من خلال الإنتقال بالعقل عبر أطواره الفكرية التي تمليها متطلبات الإستخلاف الأرضي و الوجود الحتمي .
يستخدم مصطلح الجيوبولتيك للدلالة على "التوسع" الناتج من التوظيف السياسي لمعالم الجغرافيا و موارد الأرض ، و بالرغم من إن الجيوبوليتك تنحصر في الغالب على التوسع المادي لحقائق الأرض و حدود الجغرافيا إلاَّ إنها تتفق في ذات الوقت مع الغاية الكلية التي ترمي إليها الفلسفة و هي ( فكرة التوسع ) و هنالك علاقة طردية بين الجيوبولتك "كفرة توسع" و بين الفلسفة "كتوسع للفكر" .
يتمكن تتبع توسع الفكر الإنساني و تأثير الفلسفة عليه من خلال ثلاثة مراحل إعتماداً على تاريخ العقل الفكري وليس تاريخ الزمن الديناميكي ، تتمثل أهم هذه المراحل الثلاثة في التالي:
1 ـ مرحلة العقل العضوي .
2 ـ مرحلة العقل العلمي .
3 ـ مرحلة العقل الفلسفي.

أولاً : مرحلة العقل العضوي
في هذه المرحلة كانت غاية العقل البشري تتمثل في العمل كجهاز عضوي يهدف إلى التحكم في أعضاء الجسم مثل تحريك الأيدي و الأرجُل ، ولم يكن العقل يقوم بمهمة التفكير إلاّ في حدود العضوية الفكرية .
ثانياً : مرحلة العقل العلمي
و هي إمتداد لمرحلة العقل العضوي ، حيث أدت المشكلات التي واجهت الإنسان و تفاقم قدرات قوى الطبيعة إلى تحريك العقل الإنساني للتفكير ، وقد مرا العقل العلمي بمرحلتين : مرحلة إدعاء العلم ، ومرحلة العلم التجريبي المؤكد .
ففي المرحلة الأولى ظهر عدد من الأفراد و الجماعات و إدعوا معرفتهم بالعلوم و القوانين التي تخضع لها الظواهر ، مثل الإدعاء بالقدرة على علاج و تشافئ المرضى و القدرة على معرفة أوقات نزول المطر و الفيضانات وقس على ذلك .
أدت مرحلة إدعاء العلم و المعرفة إلى بروز كثير من الآثار السلبية على المجتمع و العقل الإنساني فجاءت مرحلة العلم التجريبي المؤكد لتحقق من صحة العلم ، فقد تم تعريف لعلم و المعرفة بأنها كل ما أثبتت التجارب صحته و الذي يتعلق بجانب من جوانب الحياة ، و بالتالي فكل ما لم تثبت التجربة صحته لا يعتبر من العلم ، وهو خارج حدود العقل .
ثالثاً : مرحلة العقل الفلسفي
ما بين عقل عضوي يهدف إلى تحريك أعضاء الإنسان ، وما بين عقل علمي يسعي إلى إثبات العلمية و من ثم ينتقد العلوم التي توصل إليها ، و آخر يدعى العلم و المعرفة ، تحركت جيوش العقل الفلسفي لتحرير أجيال العقل البشري من الإستعمار الفكري ، بقيادة الفلسفة ، غايتها توسع حدود الفكر الإنساني و ملكات العقل ، لتصبح السيادة للنظرة العقلانية و الفكر المستنير، وصولاً لجوهر الفضيلة و الفضيلة هي المعرفة .
إستطاعت الفلسفة توسيع حدود العقل البشري و الفكر الإنساني لانها فكر إنساني يتخطى حدود الواقع الماثل إلى العالم المثالي و النظر إلى الأشياء بمنظور مختلف ، منظور ماقبل الأشياء و ما وراء الطبيعة و عالم ما بعد العقلانية .
نشأة الفلسفة في مدن صغيرة الحجم كبيرة القيمة و التأثير ( أثينا و إسبرطة ) ، سرعان ما إنتقلت الفلسفة من المدن اليونانية إلى قارة آسيا و أوروبا و أمريكا ، ولما كان اللون الأسود هو أكثر الألوان الجاذبة للحرارة و يمتص أشعسة الشمس فقد إمتص العقل الأفريقي الفلسقة و جذب مبادئها و قيمها ، فإنتقلت الفلسفة إلى القارة الأفريقية .
كانت من نتائج ذلك التوسع الجيوبولتكي للفلسفة قيام حضارات و دول و بروز مؤسسات و مفكرين قادوا شعوبهم نحو التقدم و التطور ، و لا تزال الفلسفة توسع في حدودها من عقل إلى عقل ، وتنشر مبادئها من فكر إلى فكر ، الفلسفة في تقدم مستمر .
فكم من وزير خارجية في اليونان ، و كم من رئيس وزراء مرا على حكم اليونان و لازال أشهر الرؤساء اليونانيين :
أفلاطون ................. سقراط ................... ارسطو








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قوات الاحتلال تخرب محتويات منزل عقب اقتحامه بالقدس المحتلة


.. بلينكن: إسرائيل قدمت تنازلات للتوصل إلى صفقة ونتنياهو يقول:




.. محتجون أمريكيون: الأحداث الجارية تشكل نقطة تحول في تاريخ الح


.. مقارنة بالأرقام بين حربي غزة وأوكرانيا




.. اندلاع حريق هائل بمستودع البريد في أوديسا جراء هجوم صاروخي ر