الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المزاج بين الشخصي والعام ..

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

2016 / 3 / 19
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


المزاج بين الشخصي والعام ..
يُعّرفُ المزاج على أنه الجوهر الأساسي في الفروقات بين الأفراد ، والأهم من ذلك فهو ذو مصادر بيولوجية ،أي مولود مع الإنسان.. وتتمظهر هذه الفروقات في اساليب التعامل والتعاطي مع البيئة الانسانية بشكل أساسي ، والذي يميزه ،بأن التعامل وردود الأفعال ثابتة على محور الزمن والظروف المتغيرة ،وهذه الفروق الجوهرية تُحدد شخصية الفرد وتحدد شكل التفاعل مع البيئة أيضاً.
وتُشيرُ أبحاث كبيرة مثل ،البحث الطولي المعروف ب: New York Longitudinal Study (NYLS) ، الى 9 مستويات أو محاور للمزاج الفردي وهي : مستويات النشاط ، ثبات الإداء الوظيفي البيولوجي ، المبادرة أو الإنسحاب في مواجهة مُثير حسي أو شعوري جديد ،التأقلم مع الوضع الجديد بعد ردة الفعل الأولى ،مستوى ردة الفعل ،حدة ردة الفعل الشعورية ، مزاج ايجابي في مقابل مزاج سلبي ، التشتت الذهني ومدى الإنتباه والقدرة على المواظبة في مواجهة العقبات . ويمكن تقسيم الأمزجة الفردية الى مزاج سهل ومزاج صعب .
مما سبق يتبين بأن المزاج أو ال- Temperament، هو ثابت وغير قابل للتغيير بشكل عام ، فالإنسان يولد ومزاجه "بيده" ، لذا ترى أشخاصاً مريحين ،يحلو لك الحديث معهم والإلتقاء بهم ، وحتى مشاكستهم لأن مزاجهم جيد دائماً مهما واجهتهم من صعوبات حياتية ومثيرات حسية وشعورية حادة ، فردود افعالهم تتميز بالهدوء والعقلانية ..بينما هناك اشخاص يعملون من الحبة قبة ، نزقون ، سريعو الغضب ، لا تستطيع معم حوارا ولا صحبة ..
هذا على مستوى الأفراد ، لكن هل للمجموعات أو المجتمعات البشرية مزاج محدد ..
في استطلاعات الرأي ، بشكل عام ، يتحدث المستطلعون للرأي في نتائج استطلاعاتهم عن مزاج عام ما .. لكننا لسنا بحاجة الى استطلاع رأي عام ، لنتعرف على مزاج بعض الشعوب ، وتهمنا في هذا السياق الشعوب العربية ..
بناء على دراسة نيو- يورك الطولية ،فشعوبنا العربية ذات مزاج صعب لأنها ، انسحابية بشكل عام في مواجهة المثيرات وخصوصا المثيرات الذهنية ، فهي ترفض مناقشة أفكار جديدة ، ولا تُجيد التأقلم مع المستجدات، ردود فعلها الشعورية متشنجة ، ليست لها القدرة على المواظبة والاستمرار في العمل لمواجهة الصعوبات والعقبات ..
هل يعني هذا بأن شعوبنا العربية ذات مزاج صعب ، بحيث لا يكون من السهل للشعوب الأُخرى "مصادقتها والتعاطي معها " ؟!
أقول وأعرفُ بأن هذه، مغامرة غير محمودة العواقب، بأنه وخلال قرون من القمع الذي تعرضت له الشعوب العربية ، قد طورت مورثات بيولوجية للمزاج السيء .. مزاج انسحابي ، وصعوبة في التأقلم وردود فعل متشنجة ..
لكن ، هل هناك أملٌ في أن يتحسن المزاج العربي العام ..؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مناظرة تبادل الاتهامات بين بايدن وترامب | الأخبار


.. انقطاع الكهرباء في مصر: السيسي بين غضب الشعب وأزمة الطاقة ال




.. ثمن نهائي كأس أوروبا: ألمانيا ضد الدنمارك وامتحان سويسري صعب


.. الإيرانيون ينتخبون خلفا لرئيسهم الراحل إبراهيم رئيسي




.. موريتانيا تنتخب رئيساً جديداً من بين 7 مرشحين • فرانس 24