الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حقوق الاسرى في الاسلام بين وقائع اليوم والوقائع التاريخية ( 4 - 1 )

هيثم المهندس
(Haitham Al Muhands)

2016 / 3 / 19
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


حقوق الاسرى في الاسلام بين وقائع اليوم والوقائع التاريخية ( 4-1 )
بدأت في السنين الاخيرة محاولات حثيثة من قبل الكثير من الباحثين والدارسين بمراجعة التاريخ الاسلامي منذ بدأ الدعوة المحمدية الى يومنا الحالي , ودراسة ذلك التاريخ بشقيه السني والشيعي , ومن مصادره المعتمدة من قبل كل منهما . وبالطبع هذا لا يعني عدم وجود دراسات او ابحاث تخص هذا الشأن قبل هذه السنوات , بل كانت موجودة ولكنها اما انها لم ترى النور وبقيت على الرف ومنعت من الطبع والنشر وتم الكشف عنها فيما بعد, او تم التعتيم عليها ومحاربة اصحابها من قبل السلطات الرسمية او المؤسسات الدينية الاسلامية بشتى الوسائل , مبتدأة من التهديد والتشهير ومنتهية بالاغتيال والتصفية الجسدية. وبالتأكيد هناك اسباب اساسية لهذه الانواع من الحروب ليست مجال هذه الدراسة .
هناك حدثان مهمان يخصان موضوع دراستي وقع الاول منهما في ثمانينات القرن الماضي اثناء الحرب الايرانية العراقية , وهو اقدام نظام الجمهورية الاسلامية في ايران ( الممثل الرسمي للاسلام السياسي الشيعي) باعدام 1500 اسير عراقي عام 1981. والحدث الثاني هو اقدام تنظيم داعش او ما تسمى بدولة الخلافة الاسلامية (احد اجنحة الاسلام السياسي السني) باعدام 1700 اسير عراقي في قاعدة سبايكر عام 2014 . طرحت هذان الواقعتان والتي تعتبر من جرائم الحرب وفق القانون الدولي الكثير من الاسئلة حول موقف الاسلام كايدلوجية وحركة سياسية عمرها مئات السنين من حقوق الاسرى او التعامل مع الاسرى . وهل تتطابق هذه الاعمال والاجراءات بحق الاسرى مع مفاهيمه وطروحاته وتاريخه ام لا؟ وبالطبع طرح هذا النوع من الاسئلة في ثمانينات القرن الماضي كان ضرب من الخيال نتيجة للحماية التي كانت توفرها السلطات والانظمة السياسية ( المناوئة للشيوعية اثناء ما تسمى بالحرب الباردة) للدين الاسلامي , كونه كان احد اهم الايدلوجيات المستخدمة للتعبئة الفكرية والسياسية وحتى العسكرية من قبل امريكا والدول الغربية والدول العربية التي كانت تدور في فلكها ضد الشيوعية الرسمية المتمثلة في الاتحاد السوفيتي السابق والكتلة الشرقية.اضافة الى شحة الوسائل الاعلامية لطرح الافكار والابحاث المتعلقة بهذا النوع من المواضيع (المنتقدة للدين) , وحصر كل هذه الوسائل المتوفرة انذاك تقريبا في ايدي تلك الانظمة , مما ادى بالتالي الى تحديد واختيار ما تريد تلك الانظمة ايصاله الى المواطن العادي وبخلاف الان . حيث اصبح الاعلام في متناول الجميع تقريبا وخصوصا بعد الثورة المعلوماتية التي حدثت باختراع الانترنيت .( وهذا لا يعني انعدام او قلة تاثير الاعلام الحكومي الان وهذا بحد ذاته بحث اخر) وسوف نناقش هذين الحدثين في هذه الدراسة بالمقارنة مع التاريخ الاسلامي والاحداث التاريخية التي وقعت خلال عهد نبي الاسلام محمد واصحابه وخلفاءه في الحكم , وكذلك مواقف واَراء المراجع الدينية الاسلامية الشيعية والسنية في الموضوع قيد الدراسة . وايضا ساقوم بمناقشة عدد من الاراء التي أُعطيت او كُتِبت او ذُكِرت في عدد من الاحداث والوقائع التاريخية . وكذلك مناقشة بعض المواقف التي اتخذها عدد من المسلمين سواء كان نبي الاسلام محمد بن عبدالله او احد اصحابه او خلفاءه بالحكم , متمنيا ان لا اجانب الصواب قدر الامكان .
ولمناقشة حقوق الاسرى علينا ان نعرف من هو الاسير؟ وحسب اتفاقية جنيف الثالثة المورخة في 12 اب 1949 فهناك ستة فئات يتم تصنيفهم على انهم اسرى حرب , وهم بشكل مختصر: افراد القوات المسلحة والمليشيات والوحدات المتطوعة التي تشكل جزءً من هذه القوات وافراد حركات المقاومة في الاقليم المحتل او خارجه , وله شروطه, والمدنيين الذين يرافقون القوات المسلحة , وهم عدة فئات ايضا , وسكان الاراضي غير المحتلة والذين يحملون السلاح عند اقتراب العدو لمقاومة القوات الغازية دون ان يتوفر لهم الوقت الكافي لتشكيل قوات نظامية وفيها شروط ايضا . ويمكن للقارئ الكريم الاطلاع على كل الذين يعتبرون اسرى حرب حين اطلاعه على هذه الاتفاقية .
وارد بالذكر ثلاث نقاط اراها اساسية من هذه الاتفاقية تخص حقوق الاسير ومرتبطة بموضوع الدراسة للانتقال بعد ذلك الى فقرة اخرى .
المادة 13
يجب معاملة أسرى الحرب معاملة إنسانية في جميع الأوقات. ويحظر أن تقترف الدولة الحاجزة أي فعل أو إهمال غير مشروع يسبب موت أسير في عهدتها، ويعتبر انتهاكا جسيما لهذه الاتفاقية. وعلي الأخص، لا يجوز تعريض أي أسير حرب للتشويه البدني أو التجارب الطبية أو العلمية من أي نوع كان مما لا تبرره المعالجة الطبية للأسير المعني أو لا يكون في مصلحته .
وبالمثل، يحب حماية أسرى الحرب في جميع الأوقات، وعلى الأخص ضد جميع أعمال العنف أو التهديد، وضد السباب وفضول الجماهير وتحظر تدابير الاقتصاص من اسرى الحرب .
المادة 14
لأسرى الحرب حق في احترام أشخاصهم وشرفهم في جميع الأحوال .
ويجب أن تعامل النساء الأسيرات بكل الاعتبار الواجب لجنسهن. ويجب علي أي حال أن يلقين معاملة لا تقل ملاءمة عن المعاملة التي يلقاها الرجال.
يحتفظ أسرى الحرب بكامل أهليتهم المدنية التي كانت لهم عند وقوعهم في الأسر. ولا يجوز للدولة الحاجزة تقييد ممارسة الحقوق التي تكفلها هذه الأهلية، سواء في إقليمها أو خارجه إلا بالقدر الذي يقتضيه الأسر.
المادة 15
تتكفل الدولة التي تحتجز أسرى حرب بإعاشتهم دون مقابل وبتقديم الرعاية الطبية التي تتطلبها حالتهم الصحية مجانا . والنقاط الباقية لا تقل اهمية عن هذه النقاط مطلقا ولكن ذكرتها فقط لالقاء الضوء على اهم الاساسيات في هذه الاتفاقية.
ولنتقل الان الى التاريخ الاسلامي:
غزوة بدر :
هي المعركة التي وقعت بين المسلمين بقيادة محمد بن عبدالله نبي الاسلام من جهة وقبيلة قريش والمتحالفين معهم من العرب بقيادة عمرو بن هشام المخزومي القريشي في الجهة المقابلة , في السابع عشر من رمضان في العام الثاني للهجرة ( نسبة الى هجرة محمد بن عبدالله من مكة الى يثرب) والمصادف الثالث عشر من اذار عام 624 ميلادية وقد انتصر المسلمون فيها ومنيت قريش بالهزيمة. وقد وقع سبعون اسير من قريش بيد المسلمين . فسأل محمد بن عبدالله اصحابه عما يفعله بالاسرى ؟ فاجابه صاحبه ابو بكر بن قحافة : «يا رسول الله قومك وأهلك، استبقهم واستأْنِ بهم لعل الله أن يتوب عليهم» . امّا عمر بن الخطاب فقال : «يا رسول الله، أخرجوك وكذبوك، قرِّبهم فاضرب أعناقهم» , وقال عبد الله بن رواحة: «يا رسول الله، انظر واديًا كثير الحطب، فأدخلهم فيه ثم اضرم عليهم نارًا» . فقال العباس عم محمد عندما سمع رأي عبدالله بن رواحة وكان من الاسرى : «قطعت رحمك» . وبعد ان اختلى محمد بنفسه بعض الوقت , عاد و اصدر حكمه في حق الاسرى حيث قال : «أنتم عالة، فلا ينفلتن منهم أحد إلا بفداء أو ضرب عنق»، فقال عبد الله بن مسعود: «يا رسول الله، إلا سهيل بن بيضاء فإنه يذكر الإسلام ..... الى نهاية الحادثة»، فسكت محمد، ، حتى قال الرسول محمد: «إلا سهيل بن بيضاء» .وقبل مناقشة قرار محمد نبي الاسلام , علينا ان نشير الى مقتل احد روؤس قريش وأشرافها وهو أُميّة بن خلف وولده علي , فبعد ان قدما نفسيهما اسيرين الى عبد الرحمان بن عوف (وهو من اصحاب محمد) بعد انقضاء المعركة انقض عليهما المسلمون بتحريض من بلال الحبشي وقتلوهما و(هبروهما) وهما في الاسر. وكذلك قام علي بن ابي طالب ( وهو الامام الاول عند الشيعة) بقتل نوفل بن خويلد وقد كان الاخير اسيرا لدى جبار بن صخر وسوف نأتي على ذكر الحادثتين فيما بعد .
لنعود الان الى قرار نبي الاسلام محمد بن عبدالله , وبغض النظر عن مجريات القصة السابقة ودقة تفاصيلها الى ان الثابت في كل الروايات ان محمد بن عبدالله قد امر بثلاثة احكام في الاسرى , وهنَّ : الفداء اي يطلق سراح الاسير مقابل المال , او ضرب الرقاب اي قطع رأس الاسير, او المن اي اطلاق سراح الاسير دون مقابل . وما يهمنا هنا ان محمد بن عبدالله قد اجاز القتل وقد نفذ امره هذا فعلا حيث تم قطع رأس النضر بن الحارث , وقطع عاصم بن ثابت رأس عقبة بن ابي معيط بامر من محمد , بينما يقول ابن هشام ان من قطع رأس عقبة هو علي بن ابي طالب. وهنا حاول الكثير من المسلمين تبرير هذا القتل , ولماذا نفذ بحق هؤلاء من دون كل الاسرى , وبانه كانت حالة خاصة . ومن اساليبهم للَوي عنق الحقيقة قولهم بان هذا الامر ( أي ضرب الرقاب) جاء بحق المشركين وليس الكفار حيث ان المشركين يختلفون عن الكفار ولكن وقائع التاريخ الاسلامي تجهض ببساطة هذه الحجة حيث كان محمد يخاطب المشركين بهذه اللفظة ايضا والاَيات المكيّة التي ذكرت في كتاب المسلمين وهو القراَن دليل قاطع على خطأ هؤلاء المفكرين وهي( سورة الكافرون) مخاطبا بها قريش. ومنهم من يقول بان هذا الحكم جاء فقط بحق الكفار وليس بحق المسلمين , لذا يجب ان لا تطبق بحق المسلمين من قبل مسلمين اخرين . وهنا تبطل الحجة بكل بساطة حيث ان اغلب الحروب التي وقعت بين المسلمين انفسهم , يتم الدعوة والتعبئة لها والتحشيد على الذهاب للحرب على تكفير الطرف المقابل وبالتالي يقع على الطرف المقابل بالضرورة حكم الكافر والذي من ضمنه قطع الرأس وسوف نأتي على اقوال وفتاوى واسماء هولاء المفكرين فيما بعد . ومع كل هذا التبرير لذلك الحكم ( الحكم بقتل الاسرى) فانه لا ينفي قط وبكل الاحوال اجازة الفتل للاسير في الشرع الاسلامي والذي ورد نصا على لسان نبي الاسلام محمد . وساورد بالتفاصيل احكام القتل التي نفذت في حق الاسرى من قبل المسلمين سواء كان الاسرى مسلمين او غير مسلمين . وهناك نقطة اخرى يجب الاشارة اليها وهي عدم وجود ايةِ اَية قراَنية تدلل بشكل قاطع على منع او تحريم قتل الاسير. بل بالعكس فالاية القراَنية التي وردت في (سورة الانفال ) بعد حكم محمد في اسرى بدر تدلل بشكل واضح على التحريض على قتل الاسير بدل الفداء او المن (والذي تم شرح معناهما سابقا) . ونص هذه الاية هو "مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَىٰ-;- حَتَّىٰ-;- يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ ۚ-;- تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ۗ-;- وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ" (67) . ومعنى هذه الاية في تفسير ابو جعفرالطبري " ما كان لنبي أن يحتبس كافرًا قدر عليه وصار في يده من عبدة الأوثان للفداء أو للمنّ. إنما قال الله جل ثناؤه لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم ، يعرِّفه أن قتل المشركين الذين أسرهم صلى الله عليه وسلم يوم بدر ثم فادى بهم، كان أولى بالصواب من أخذ الفدية منهم وإطلاقهم ". وفي تصوري هذا حكم واضح لا تشوبه شائبة . وقد يجد بعض المفكرين او القراء في عدم انتقالي الى حالات الفداء والمن التي قام بها محمد مع الاسرى الاخرين في بدر هو اجحاف وانتقاص للحقيقة . ولكن الرد على مثل هذه التساؤلات سهل للغاية , وهو ان الحديث هنا يجري حول شرعنة قتل الاسير من قبل الدين الاسلامي وليس الاحكام الاخرى , لانه على الاقل ليس هناك اعتراض على المن والفداء . وثانيا احكام المن والفداء قد نسفت من حيث الشكل والجوهر بورود الاية 67 من سورة الانفال الانفة الذكر وبالتالي لا يعتد بهما . ومع هذا لأُشير بشكل مختصر الى عدد من الاسرى الذين اطلقهم محمد من الاسر بدون مقابل ( اي بالمن) لغرض العرض فقط لا الاستدلال. فالاول هو سهيل بن بيضاء , فقد حكم ضمن من حكم من الاسرى بالفداء او ضرب الرقاب الى ان تدخل احد اصحاب محمد وهو عبدالله بن مسعود الذي توسط له عند محمد فاستثناه محمد من القتل او الفداء , اي بالمعنى الحالي الدارج (بالواسطة او الوساطة اي جبر الخواطر) . ويحاول الكتاب المسلمون تبرير ذلك بان سهيل بن بيضاء كان يذكر الاسلام حسب قول عبدالله بن مسعود . ورد الحجة هنا بسيط ايضا فاذا لم تكن الوساطة او الواسطة كما اسلفت , وكان سهيل بن بيضاء يذكر الاسلام فلماذا حارب المسلمين ورفع في وجههم السلاح وجاء مع ركب قريش ؟ الم يكُن الاولى به ان ينظم الى المسلمين في قتالهم ضد قريش ؟ او في ادنى حد ان يتخلف مع مَن تخلفوا عن الحرب ؟ والاسير الثاني هو اباعزة بن عبدالله الجمحي , وكان قد قال شعرا بعد اسره يمتدح فيه محمد فاعفاه محمد من القتل. ويقول الاسلاميون بان محمد قد منَّ عليه بسبب عياله وبناته وليس بسبب المديح . وهنا يبطل كلامهم ايضا لان عقبة بن ابي معيط حينما امر محمد بقطع رأسه توسل لمحمد قائلا له" من للعيال يا محمد؟ فرد عليه محمد" لهم النار" وهو يتضرج بدماءه بعد ان ضربت عنقه , ولم يرق قلب محمد لزوجة عقبة بن ابي معيط واطفاله . فلماذا يرق قلبه لعيال مشرك اخر قد قاتله ايضا ان لم يكن المديح . علما ان محمد قد قتل ابا عزة بن عبدالله الجمحي عندما وقع في الاسر مرة اخرى في معركة احد وهو الاسير الوحيد لدى المسلمين في احد , (وهناك من يقول اسيرين فالثاني هو معاوية بن مغيرة بن العاص) .اما الاسير الثالث فهو زوج زينب بنت محمد نبي المسلمين واسمه ابو العاص لقيط بن الربيع وهو ابن اخت خديجة بنت خويلد زوجة محمد بن عبدالله . وقد اسره خراش بن الصمّة احد اصحاب محمد . وعندما بعثت قريش بالاموال لفداء اسراهم , ارسلت زوجته زينب (حيث كانت تقيم في مكة انذاك) قلادة كانت امها قد اهدتها اليها عند زواجها بالعاص بن الربيع, فلما رأها محمد رقّ قلبه لها رقاً شديدا فقال " «إن رأيتم أن تُطلقوا لها أسيرها وتردُّوا عليها مالها فافعلوا " فردوا لها مالها واطلقوا سراح زوجها العاص بن الربيع. وهنا ايضا تلعب الوساطة دورا كبيرا في افعال واقوال محمد حيث ان قلبه رقَّ لابنته فاطلق زوجها المشرك الذي جاء مع قريش وحارب المسلمين . ويكرر المفكرون المسلمون هذه الحادثة التي تعبر من وجهة نظرهم عن الرحمة التي في قلب نبيهم , وكانهم لا يعرفون ان كل الرؤساء والقادة وحتى الاشخاص العاديين يفعلون نفس الشيء مع ابناءهم . وفي الوقت نفسه ينسى هؤلاء المفكرون او بمعنى ادق يتناسون بان هذا العمل خال من كل معنى من معاني الانصاف والعدالة لانه عامل الاسرى بعدة مكاييل. وخصوصا ان كان قائد او رئيس او ملك . فكيف ان كان هذا الرجل نبيا ........ وهذه كانت نبذة مختصرة حول مَن اعفاهم محمد من القتل والفدية .

غزوة بنو قنيقاع :
وهي الغزوة التي قام بها المسلمون ضد يهود بني قنيقاع في يثرب بعد ان عادوا من بدر منتصرين على قريش في العام الثاني للهجرة 624 م . وبعد محاصرته لهم خمسة عشر ليلة نزلوا عند حكم محمد بن عبداله وسلموا انفسهم وقام المسلمون باسرهم وتكتيفهم لغرض تنفيذ حكم الاعدام بهم الى ان تدخل عبدالله بن اُبي بن سلول احد قادة ورؤساء الخزرج في يثرب. وحدث التالي حسب المصادر الاسلامية : ( اتى عبدالله بن سلول رسول الله فقال له : يامحمد احسن في مواليَّ- وكانوا حلفاء الخزرج- فقال :فابطأ عليه رسول الله. فقال يا محمد احسن في مواليَّ- فاعرض عنه,فادخل ابن سلول يده في جيب درع رسول الله , فقال له رسول الله " ارسلني" وغضب رسول الله حتى رأوا لوجهه ظلا, ثم قال" ويحك ارسلني" قال "لا والله لا ارسلك حتى تحسن في مواليَّ اربعمائة حاسر وثلاثمائة دارع, قد منعوني من الاحمر والاسود, تحصدهم في غداة واحدة ؟ اني والله امروء اخشى الدوائر" فقال رسول الله " هم لك " انتهت . اي ان محمد قد عزم الامر على اعدامهم , وهذا ما يدلل عليه قول بن سلول " تحصدهم في غداة واحدة " اي تقتلهم في يوم واحد او تقتلهم مرة واحدة (والتي ذكرته كل المصادر الاسلامية التي اوردت غزوة بني قنيقاع على الاطلاق) . ولكن غير رأيه بسبب بن سلول وأَمرَ بترحيلهم من المدينة وسلب اموالهم واراضيهم فقط . والشيء الاخر هو ان عدد الاسرى لم يكن مانعا قط في تنفيذ حكم الاعدام في اسرى بني قنيقاع مهما كان عددهم , ودليل ذلك ما حدث مع يهود بني قريضة والذي سأتي على ذكره لاحقا .
ملاحظة :
وساتحدث في الجزء الثاني عن اسرى غزوة احد واسرى غزوة بني قريضة واسرى غزوة خيبر. .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الآلاف يشيعون جـــــ ثمــــ ان عروس الجنة بمطوبس ضـــــ حية


.. الأقباط يفطرون على الخل اليوم ..صلوات الجمعة العظيمة من الكا




.. إليكم مواعيد القداسات في أسبوع الآلام للمسيحيين الذين يتّبعو


.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم




.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله