الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أسرار مجمع روتانا .. جزء 1

محمد ليلو كريم

2016 / 3 / 20
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أسرار مجمع روتانا ...جزء 1

محمد ليلو كريم

اجتمع قادة المشهد العراقي ودار ما دار بينهم , جمعتهم طاولة مستديرة كتمت مجريات الاجتماع ولم نكن شهود إلا على صور متحركة بُثت .. انفض الجمع كلٌ الى وجهته وشعاراته ومواقفه ( المعلنة ) ومبادئه ( الظاهرة ) والحمد لله على كل نعمة , ونقمة .
لست أعلم ما الذي اجتمع بخصوصه قادة المشهد العراقي , ولا أعلم أي أوراق وأفكار طرحت على الطاولة الدائرية , وما هي الاسباب التي عُقد لأجلها هذا الاجتماع , فهل من خطب جلل حدث في العراق , أم أمر ضروري أو حالة طارئة اضطرت القادة للاجتماع ؟؟!!!!!..
هل هناك من ضرورة ( وطنية ) اجتمع بموجبها قادة المشهد فكان اجتماعهم بحكم الالتزام بما يقع على عاتقهم من مسؤولية وواجب لا بد من تأدية فروضه ؟؟؟...
ولو كانت من ضرورة وطنية ؛ فهل هي ضرورة مثالية أم مادية , بمعنى أوضح ؛ هل عقد الاجتماع لأن بدعة سياسية ظهرت أو جنحة اكتشفت في الدستور تسيء للدين أو مشكلة بين السلطة والمؤسسة الدينية , أم أن الاجتماع عقد لأن الشعب يعاني الفقر وسوء الخدمات والدولة تعرضت للتخريب والبلاد نهبت وأهدرت ثرواتها .. فرق بين الاسباب المادية والمثالية ولكن كليهما يتطلب توافر المتخصص والخبير , كل منهما يحتاج للضليع بالشأن والمختص بذات المشكلة والخلل , وأنا كمواطن لست على دراية بما طرح في اجتماع قادة المشهد وما هي اوراقهم العلاجية وهل اصطحبوا معهم متخصصين وكفاءات الى الاجتماع ؟؟.. لماذا التكتم على ما دار في الاجتماع , لماذا ظهرت المشاهد صامتة بدلا" عن الاعلان والوضوح وبث مجريات الاجتماع بشكل مباشر وعلني ليكتشف المواطن الصالح من الطالح والفاسد من النزيه والعلاجات الكفؤة من الترقيعات الفاشلة ليتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود ويتقدم وعي الناس خطوة عبر اتباع الصدق والإظهار بدل التكتم والاسرار , كان الأصح عرض الأوراق الاصلاحية والمعالجات التخصصية لكل قطب من الاجتماع فيرجع بها رئيس مجلس الوزراء الى بغداد ليصيرها ورقة عمل اصلاحية جامعة تدرج في المنهج التطبيقي لعمل الحكومة ونخرج من حالات اللف والدوران والدوار والغموض والاسرار والاستقطابات السرابية والأطروحات الرمادية التي لا تنفع إلا الزعامات الطائفية والهويات العاملة بمبدأ الغيتو والحيتان الفاسدة التي تعول على خلط الاوراق واضطراب البوصلة وانشغال مجاميع الشعب بما لا ينفعها , فلا رفاهية ولا نظام حكم جيد ..
لا يظن القارئ أن القضية تتوقف عند الخدمات والخلافات السياسية واشتباك الدين بالسياسة , فهناك اعماق وابعاد لا تقل خطورة ولكن رغيف الخبز والملف الأمني طغى وأخذ مساحات اضافية ولم يتبق من حيز كاف للنظر في هيرمونيطيقيات وهرطقات .......
لنرجع لسياق الموضوع .. وحسبنا الله

تزامن قيام عراق ما بعد 2003 مع أكثر الطفرات العلمية والمعرفية تقدما" في التاريخ المعروف للبشر على كوكب الأرض ومع زيادة ملحوظة في سكان بلادنا ولكن الذي الحصل أن محاصصة على أسس طائفية أجهزت على الحكم وتحكمت به فتبلور نظام أو شكل سياسي ثيوقراطي صار هو السلطة الحاكمة وكيف للعراق أن يتجاوز هذا القالب الصلد الجبروتي ؟؟؟..
إن ما يُعرف بالتكنوقراط أو حكومة التقنيين أو المتخصصين ينبغي أن نجدها في قادة المشهد العراقي أولا" ومنهم الذين اجتمعوا في فندق روتانا الكربلائي ولو توفر هذا المطلب لاندحرت الطائفية والمحاصصة والتخلف المؤسساتي في عموم مفاصل الدولة ولأستطاع البناء الفوقي أن يفهم بشكل احترافي احتياجات البناء التحتي بدقة تفصيلية عملية , وقريبا" من هذا المعنى يقول المثل العراقي الدارج (( اسأل مجرب ولا تسأل حكيم .. )) والمجرب أو الخبير في مجال تخصصه هو ما تطلبه دولة العراق بالضرورة ولن تنهض دولتنا إلا على يد أهل الاختصاص أما أهل الطوائف فلن ينفعونا بشيء .
بأي لغة علمية تحدث المجتمعون في فندق روتانا , وما هي تخصصاتهم التي اتاحت لهم وخولتهم الخوض في الشأن العراقي واحتياجات المواطنين ؟؟..
نحن بحاجة الى العلم , نحتاج الى علماء , نحتاج لمتخصصين , خبراء , أما قادة المشهد العراقي الذين تزعموا الدولة فهم من يحتاجنا لأننا بالنسبة لهم صوت انتخابي وبقرة حلوب ودماء لا تنضب وخدم لهم ولعوائلهم وحاشيتهم , نحن من يرفع من شأنهم على حساب كرامتنا ورفاهيتنا وعقولنا وإذا كان هناك من اصلاح ضروري فهو اصلاح لمفاهيمنا والاحتجاج عليها ومحاربة فسادها ومحاكمة انحرافها وعدم التصويت لها أو تقديسها أما إن عجزنا عن القيام بهذه الخطوة المنطقية فليس لنا إلا الاستمرار في اعلان الولاء المطلق لقادة العملية السياسية الطائفية لنصيرهم في آخر المطاف آلهة .....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قلوب عامرة - د. نادية عمارة توضح ما المراد بالروح في قوله تع


.. قلوب عامرة - د. نادية عمارة تجيب عن -هل يتم سقوط الصلوات الف




.. المرشد الأعلى بعد رحيل رئيسي: خيارات رئاسية حاسمة لمستقبل إي


.. تغطية خاصة | سياسة الجمهورية الإسلامية الإيرانية خلال عهد رئ




.. تربت في بيت موقعه بين الكنيسة والجامع وتحدت أصعب الظروف في ا