الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدجل الطبقي - الصراع الطبقي

موسى راكان موسى

2016 / 3 / 21
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع




بالإرتكاز على (المنطلق العام) في تحديد الطبقة ، و بشكل خاص (( الفرق )) ، و من ثم بتبني إحدى (المناظير) القائلة بالصراع ، أمسى الفهم و التحليل الطبقي مرادفا للدجل ؛ و قد إرتد ذلك سلبا لا ليطال إحدى مناظير الصراع بل كلها ، جميعا دون تمييز ، و في بعض الأحيان طال الأمر المنطلق العام ذاته [ بإنكار الفرق ، أو نوع من الفرق ــ و هو موقف الهروب بدل المواجهة ] .

إن كبح المنظور ضرورة لتجنب بركرسة المنطلق العام . إلا أن هذا الكبح لا ينزل من السماء و لا يصدر عن ذات الهوى المُغرمة بالإعتدال و الوسطية [ الواهمة ] ، لكنه يصدر عن المنطلق العام نفسه ــ و لعل أحدهم يسأل : أليس هذا بركرسة معكوسة ؛ أي بدل أن يعتمل المنظور بالمنطلق ، يعتمل المنطلق بالمنظور ؟! .
لا ، ففي إعتمال المنظور في المنطلق ( تأكيدا و نفيا ) نكون أمام مشهد بروكروستي ــ لكن في إعتمال المنطلق بالمنظور ( تأكيدا و نفيا ) نكون أمام مشهد لجم بروكروست ؛ و ذلك على أساس الإختلاف النوعي بين المنطلق و المنظور ، و العلاقة التي تربط بينهما [ الجدير بالذكر أن المنظور لا يوجد إلا مع ذات منفعلة ؛ أي ذات تتبنى المنظور ــ بالتالي ففي حين أن المنطلق ذا نزعة موضوعية ، فإن المنظور ذا نزعة ذاتية ] .

فالصراع الطبقي و إن كان يجد أساسا له في المنطلق ، إلا أن المنظور هو الذي يتوسع به ، فـ(يبني أو يهدم / يُأكّد أو ينفي) ؛ و الصراع الطبقي لا يتبناه منظور واحد ، بل مناظير تتعدد ضمن نطاق القول به .

و رغم كون الفرق هو نقطة الإنطلاق لمناظير الصراع الطبقي ، إلا أنه يجب التمييز بين نوعين من الفرق :
* فرق إعتراض ــ فرق داخل الطبقة .
* فرق تناقض ــ فرق بين الطبقات .

سواء أكان الفرق (مُوعى به ، أم لا) / (عن قصد ، أو دونه) / (غائي ، أو لا غائي) / (مادي ، أو معنوي) ، ينسحب على نوعي الفرق (( الإعتراض )) و (( التناقض )) ــ الجدير بالذكر أن فرق الإعتراض قد يتجاوز فرق التناقض ظاهريا ، بالتالي يعتمل فعليا رغم كونه مجرد إعتراض متجاوزا التناقض ظاهريا ؛ كالفرق الجندري أو العرقي .

# بالتالي فالمنظور الصراعي إن لم يستوعب أو يحتوي ذلك ، كان منظور أعور ، يتصيّر دجلا .

في الختام ــ في هذه السلسلة [ الدجل الطبقي ] كان التركيز على الجانب النظري في محاولة للإنتصار لصالح الفهم و التحليل الطبقي العلمي ، و لهذا فقد كان تجنب الجانب العملي أو الإيديولوجي الحزبي ضرورة ؛ و إلا فلا ريب من أن هناك فائدة عملية أو حزبية للإستعمال الإيديولوجي للفهم و التحليل الطبقي ، إلا أن الإنزلاق إلى مثل هذا الفهم و التحليل يعني إنزلاقا إلى موقع نقيض أو [ في أفضل الأحوال ] إلى موقع ماسِخ للفهم و التحليل العلمي / بالتالي فإن تقييم الفائدة العملية أو الحزبية للإستعمال الإيديولوجي يخضع لمعايير فلسفية واقعية و أخلاقية ؛ لا علمية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمات إنسانية متفاقمة وسط منع وصول المساعدات في السودان


.. جدل في وسائل الإعلام الإسرائيلية بشأن الخلافات العلنية داخل




.. أهالي جنود إسرائيليين: الحكومة تعيد أبناءنا إلى نفس الأحياء


.. الصين وروسيا تتفقان على تعميق الشراكة الاستراتيجية




.. حصيلة يوم دام في كاليدونيا الجديدة مع تواصل العنف بين الكانا