الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


احداث بروكسل..عربياً

جمال الهنداوي

2016 / 3 / 22
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


حتى قبل انقشاع ادخنة الاعتداءات الارهابية التي استهدفت المدنيين في بروكسل , وبشكل يتماهى مع بشاعة الجريمة, تعالت الاصوات المنددة بالتفجيرات التي خلفت العشرات من الضحايا وشكلت حلقة من مسلسل التطاول الصلف على امن وحياة الانسان والمكان في اكثر من مكان من العالم الذي توحد في حملة رسمية وشعبية من البيانات وحملات الشجب والاستنكار والتعاطف مع الضحايا على شبكات التواصل الاجتماعي والمنابر الإعلامية.
وعربيا كان للازهر الشريف موقفا قويا بالتنديد بما عده "جرائم نكراء تخالف تعاليم الإسلام السمحة", معربا عن "إدانته الشديدة للهجمات الإرهابية" مشددا على أنه "لم تتوحد جهود المجتمع الدولي للتصدي لهذا الوباء اللعين فلن يكف المفسدون عن جرائمهم البشعة بحق الأبرياء الآمنين", وكذلك كان "مجلس التعاون لدول الخليج العربية" سباقا في ادانته الشديدة للتفجيرات الإرهابية مؤكدا على رفض دوله للإرهاب ونبذه بمختلف أشكاله وصوره، ومساندته للحكومة البلجيكية في جميع الإجراءات القانونية التي تتخذها للتصدي لهذه الأعمال الإرهابية الإجرامية، معربا عن خالص تعازيه ومواساته لأسر الضحايا والمصابين والحكومة البلجيكية.
وهنا لو تجاوزنا قليلا على رفض الازهر الشريف لادانة وتكفير "الوباء اللعين" في جرائمه التي ارتكبها في العراق والشام, فقد يحق لنا ان نتسائل عن مدى وامكانية التوصل الى مفهوم خليجي محدد تجاه تنظيمات الاسلام السياسي,ومنها "داعش" بالذات, وهم يصنفون كارهاببين ومجرمين في ارض ما ولكنهم يتحولون الى ثوار ومناضلين واصحاب مشروع استنهاضي جهادي بمجرد عبورهم الحدود الجنوبية للجارة الشمالية, فدول الخليج مع تقديرنا لمشاعرهم الطيبة و"الصادقة" تجاه الشعب البلجيكي في محنته مع قوى الارهاب, مطالبة بالحاح لحل الاحجية التي تجعل من تلك "التنظيمات الارهابية"جمعا مؤمنا في العراق,وفتية مجاهدين في الشام..وكيف نستطيع ان نحقق عملية نبذ "الجريمة البشعة" التي ارتكبها داعش من خلال ادانته ببلد ما مقابل اطلاقها مدججة بالدعم والمال والاعلام في بلد آخر..
على دول مجلس التعاون ان تعي ان مجابهة داعش -وجميع قوى الاسلام السياسي- تكون اولا عن طريق استعادة المنبر من قبضة خطابهم التحشيدي المتطرف ومن خلال تجفيف مصادر التمويل الضخمة التي تقتطع من المشاريع التنموية لتمويل القتل الدمار في الدول الاخرى, وان تحصين دول الخليج وحفظ كيانها الوطني لن يكون الا من خلال الانفتاح الديمقراطي على الشعوب وافساح المجال امامها من اجل اطلاق عملية سياسية تعددية تحقق امال الجماهير في الحرية والكرامة والتنمية الحقيقية كخيار انساني لا مفر منه مهما طال الزمن,وليس عن طريق تخليق وتصنيع تحالفات يعلم القاصي قبل الداني هشاشتها..
تخطيء دول مجلس التعاون كثيرا -وكذلك غيرها من الممالك العربية-,اذا ظنت انها ستكون بمعزل من التغيرات الجارفة التي تهب على المنطقة,وقد تكون امامها الان الفرصة الاخيرة نحو تعديل سياساتها والعمل على اطلاق اليات واقعية في مجابهة الارهاب قد تجنبهم وشعوبهم تبعات "الغضب الاحمق"كما يبرر السيد جمال خاشقجي, والذي قد يقسرون على مكابدته وهم صاغرون..والاهم الابتعاد عن القراءات الخاطئة او المتعنتة للاحداث وبناء المشاريع وطرح التحالفات التي لا وجود لها على الارض والتي قد تكون لها نتائج كارثية على مستقبل الاسر الحاكمة نفسها -بالضرورة- نتيجة للخطل والسفه المتعاظم لسياسات الامعان في التعاطي مع الازمات الكبرى عن طريق الدفع بالذي هو "اخضر", اوملء مواقع التواصل الاجتماعي بالتغريدات المنمقة, او ذرف دموع التماسيح على ضحايا الارهاب في البلاد البعيدة..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - Homo islamicus barbicus
سيفاو ( 2016 / 3 / 23 - 09:03 )
إن الأزهر وشيوخه يلعبون لعبة قذرة،هذا الفاتيكان الإسلامي مصاب بمرض السكيزوفرينيا،أو لنقل يحسن لعبة التقية الإسلامية.يندد بالهجمات الوحشية،يستنكر قتل الأبرياء يشجب ،يدين.......يكفر الفنانين والفنانات ،يكفر الكتاب والأدباء لكن عندما طلب منه تكفير الدواعش أجاب حضرة المفتي بأنهم مسلمون يشهدون أن الله وأن صلعم رسوله. كل الكوارث والمصائب .الظلامية التي تضرب الحبيبة مصر وباقي البلدان العربية سببها هذا الفاتيكان السني.


2 - شكر
جمال الهنداوي ( 2016 / 3 / 23 - 17:11 )
ممتن لمرورك الكريم اخي سيفاو..واتفق معك تماما في استثمار الازهر لمقبوليته لدى العديد من شرائح المسلمين في تمرير سياسة مزدوجة وخطيرة ومراوغة تجاه الاحداث التي تضرب المنطقة..مودتي

اخر الافلام

.. المحكمة العليا الإسرائيلية تبدأ النظر في تجنيد -اليهود المتش


.. الشرطة الإسرائيلية تعتدي على اليهود الحريديم بعد خروجهم في ت




.. 86-Ali-Imran


.. 87-Ali-Imran




.. 93-Ali-Imran