الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بلجيكا تدفع ثمن التسامح والتساهل مع العقل الارهابي

كوسلا ابشن

2016 / 3 / 23
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بلجيكا تدفع ثمن التسامح والتساهل مع العقل الارهابي

تساهلت وتسامحت اوروبا مع العقل الارهابي الاسلامي انطلاقا من ثوابتها العلمانية والديمقراطية, سياسة الاعتراف بالتعدد والاختلاف, لم توازيها سياسة تسيير هذا الاختلاف والتعدد وخصوصا الديني, مما أفقدها الادراك في عملية التحكم في ميكنيزمات التوجيه والفرمزة, هذه السياسة الغير المدركة للعواقب و النتائج المحتملة لغض النظر عن نشر ايديولوجية مبادئها الثابتة عنفية واحادية وترهيبية , والسماح لعناصر مؤسساتية بترويجها بكامل الحرية في الاماكن العامة والخاصة.
الخطأ الاستراتيجي للدولة البلجيكية الغير المدروس, آتى بنقيض من متمنيات الدولة, بتخطيطها لدمج المكون الاسلامي في المجتمع البلجيكي, لكن بسياسة خاطئة, فعوض تحقيق سياسة الاندماج, حصل العكس, تمت عزلة هذا المكون من غير وعي, بسبب السياسة "الاسلامية" للدولة البلجيكية, برسميتها للعقيدة الاسلامية ودعمها المالي لبناء المساجد وتكوين الجمعيات الثقافية الاسلامية وتحمل رواتب ائمة المساجد و رواتب معلمي اللغة العربية والسماح للبعثات الاسلامية الارهابية القادمة من دول الاعتناق الاسلامي خصوصا من دول الخليج الفارسي او من المستعمرة العروبية, المروك المستلب, والتساهل مع دعواتها التبشيرية والتحريضية ضد البلجيكيين والاوروبيين (الكفار), هذا الوضع الشاد افرز ظاهرة الكنتونات الاسلامية وخصوصا في بروكسيل (مولنبيك نموذجا), بأسواقه ومتاجره ومقاهيهه ومساجده و..., تتحكم فيه العصابات الاجرامية (المافيوية والاسلاموية), كل من هما مختص في مجاله.
السياسة الخاطئة في احتواء المسلمين وادماجهم في المجتمع البلجيكي ادت الى كوارث لم تكن في حسبان مخططي السياسة الاسلامية, دفع ثمنها ابرياء الشعب البلجيكي بالارواح والدماء, وآخر هذه الكوارث ما سماه الارهاب الاسلامي ب(غزوة بروكسيل), بدأت بانفجارين في المطار الوطني ببروكسيل في الساعة 8 صباحا, راح ضحيته 13 قتيل و81 جريح, تلتها على الساعة 11 والنصف انفجار في محطة مترو (مالبيك) في الحي الاوروبي, بالقرب من المفوضية الاوروبية, سقط على اثره 15 قتيل و55 جريح, وعلى اثر الجريمة الارهابية الاسلامية المروعة, ساد جو من الهلع والخوف في صفوف البلجيكيين, وخصوصا ان الارهاب الاسلامي, قنابل موقوتة مزروعة في تربتهم, قد تنفجر في اية وقت من دون انذار ف( محمد المسلم هو جار جوزيف الكافر ).
الشعب البلجيكي خاصة والشعوب الاوروبية عامة تعاني من موجات الارهاب الاسلامي, بسبب السياسات الاعتباطية والانتهازية للقيادات الاوروبية التي لا تراعي مصالح شعوبها بقدر ما تخدم مصالح القوى البورجواجية وشركاتها الفوق القومية, وذلك بسن سياسة "اسلامية" في دولها ترضي الزبناء (دول المعتقد الاسلامي) ظاهريا وتبقي على الاستغلال الامبريالي لهذه الدول. السياسة الرعوية لمصالح الشركات الاحتكارية المتعددة الجنسية تنفذ على حساب أمن الشعوب الاوروبية المكتوية بنيران الارهاب الاسلامي, والا كيف تعترف دولة مثل بلجيكا برسمية الاسلام والسماح بتكوين كنتونات اسلامية ب(اعرافها وقوانينها التشريعاتية) فوق التراب البلجيكي والسماح لتأسيس حزب اسلامي " الشريعة من اجل بلجيكا", وغض النظر عن كل تجاوزات هذه المؤسسات وتعارضها مع القوانين البلجيكية وكذا تقديم الدعم المادي والمعنوي للمؤسسات الاسلامية وانشطتها الدعوية التحريضية, مما حذا بالكتلة الاسلامية التجرئ بالمطالبة باسلامية الدولة الاسلامية. من جهة اخرى كيف يعقل للقيادات الامبريالية معرفة وبالاسماء الشخصيات الممولة للارهاب وهويات الدول الممولة والراعية للارهاب الاسلامي, منذ عقود, البلاغ الختامي لاجتماع دول السبع الكبرى المنعقد في اواسط التسعينات في باريس, ولم تتخذ الدول الكبرى اجراءات ردعية ضد الدول الممولة للارهاب مثل السعودية وقطر والامارات, والتي مازالت حتى الان تعد الممول الرئيسي للارهاب الاسلامي العالمي والمتورطة حاليا في كل النزعات الطائفية والاهلية المرعبة والترهيبية لشعوب الشرق الاوسط والشمال الافريقي,وهذا الثالوث بالخصوص هو المسؤول عن موجة النزوح لملايين البشر من قراهم ومدنهم وتشريدهم بين الدول واستغلال معاناتهم للابتزاز المالي وللمساومات السياسية.
يستهدف الارهاب الاسلامي يستهدف الأمن الدولي عامة والأمن الاوروبي خاصة, ورغم العمليات الاحترازية المناسباتية التي تشنها الاجهزية الامنية في بعض الدول, الا انها لم تستطيع انهاء العمليات الارهابية للجماعات الاسلامية, والدليل على ذلك ان كل الاجراءات المتخذة بعد " غزوة " شارلي ابدو, واغتيال 12 صحفيا وجرح 11 اخرين يوم 7 يناير 2015, اقترفت الجماعة جريمة ارهابية اكثر بشاعة وترويعا, بقتل 130 شخص, يوم 13 نوفمبر 2015 وفي نفس المدينة (باريس), ونتيجة تورط الجماعة الارهابية المقيمة في بلجيكا, شنت الشرطة البلجيكية عمليات مداهمات واعتقالات للمشتبه فيهم, وتمكنت الشرطة من اعتقال قبل ايام احد البحوث عنه في قضية الهجوم الارهابي الاخير في باريس, الارهابي صالح عبد السلام, الا ان كل هذه الاعتقالات لم تمنع العملية الارهابية الاسلامية "غزوة بروكسيل" التي ارهبت ساكنة بروكسيل, وشككت في السياسة الامنية الاوروبية الغير كافية للقضاء على الارهاب الاسلامي, مما يستوجب البحث عن حل جذري لانهاء هذا الداء المزمن المهدد لاستمرارية الحياة البشرية.
إنهاء الارهاب الاسلامي لا يتم بالرد على الفعل الارهابي بعد حدوثه, وانما بتفكيك منابعه
الفكرية وقاعدته المادية, من جهة تدمير البنية التحتية والفوقية للارهاب الاسلامي باوروبا, باستهداف المؤسسات الارهابية ( مساجد وجمعيات و ...) وكذا منع الارهابيين من الحملات الدعوية التبشيرية لايديولوجية القتل, طرد دعاة الارهاب من اوروبا, منع العنصر الاسلامي الارهابي من الاستفادة من الوسائل المعلوماتية والتكنولوجية (الغربية اساسا), مثل مواقع الصحافة الالكترونية والمواقع الاجتماعية المقروءة والمسموعة والمرئية وكل وسائل التواصل (الغربي ), ومن جهة اخرى اصدار مذكرات دولية لاعتقال ومحاكمة الاشخاص المتورطين في الارهاب تنفيذا او تمويلا او تنظيرا اودعويا, ومعاقبة اقتصاديا وسياسيا كل الدول المدعمة والممولة للارهاب في شكله المادي او الفكري, ومحاكمة قاداتها.
الخطوات الضرورية لانهاء الارهاب لا يمكن ان تنفذها الامبريالية, ما دامت هذه الاخيرة لا يهمها آمن الشعوب ومصالح المقهورين, بل تستغل الامبريالية بنفسها الفعل الارهابي لتوظيفه لمصلحة الاحتكارات البورجوازية الامبريالية من جهة, ومن جهة اخرى تستغل الظاهرة لقمع الحركات الاحتجاجية ضد الاستغلال والاضطهاد الرأسمالي, ولهذا سيظل الارهاب الاسلامي يحصد الارواح البريئة سواء داخل اوروبا او خارجها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الهيئة القبطية الإنجيلية تنظم قافلة طبية لفحص واكتشاف أمراض


.. الدوحة.. انعقاد الاجتماع الأممي الثالث للمبعوثين الخاصين الم




.. لماذا يرفض اليهود الحريديم الخدمة العسكرية؟


.. لماذا يرفض اليهود الحريديم الخدمة العسكرية؟




.. 154-An-Nisa