الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كلاهما يخشى الآخر ويوجه له أصابع الاتهام:

فلورنس غزلان

2016 / 3 / 23
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ــ داعش وأمثالها خطر محدق عابر للحدود يشن حرباً ضد العالم بأسره ، فقد ثبت انتماء ضحايا بروكسيل البارحة لأربعين جنسية، وأقل منها بقليل ضحايا باريس ، وهذا يعني أن هذه الفئات السلفية مهما تقلص عدد أفرادها ستظل هاجساً ورعباً مخفياً مبطناً يقض مضجع كل أوربي ويرفع من منسوب فوبيا الإرهاب / الإسلامي عنده ، ولا يسعنا هنا إلا أن نلقي الضوء على مايمكن حدوثه من أمور تعقد من حياة المهاجرين العرب والمسلمين ، ويلحق الأذى باللاجئين الهاربين من داعش ونظام الأسد، ويضعف من إمكانية قيام علاقات إنسانية طبيعية بين فئات البشر مختلفي الانتماء الديني أو القومي ، بل ويمس تعايشهم في مجتمع واحد ...ويقلل من نسبة نجاح الاندماج لغريب طرق أبواب هذه الدول لحاجة إنسانية ــ حياتية.
كيف يمكن للغربي ألا يقع فريسة الفوبيا الإسلامية وهو يرى أن هذه الوجوه السمراء مستعدة أن تقتل نفسها وتفني حياتها من أجل قتله هو أو قتل ابنه؟! ...كيف لايخشى التقرب أو الاقتراب من جاره المسلم الذي يطلق لحيته ويصلي في الشارع كل جمعة ، وهو يرى أن من يشبهه هم القتلة الذين هددوا حياته ، وأخَلوا بميزانها وجعلوا منه إنساناً يخاف من كل شبيه لهذه السحنات...؟ كيف يفهم قتل الأطفال والنساء المسافرات؟ وكيف يفهم قتل الموظف والعامل الذاهب لعمله في المترو؟ هل يستطيع العقل البشري الطبيعي أن يستوعب هذا الهول؟ لماذا يتحول هو بعرف هذا القاتل إلى عدو، رغم أنه يشاركه نفس الموطن؟؟!...هو الإنسان المسالم الذي لايحب الحرب...فلماذا تأتي الحرب إليه، ومن ابن بلده الناطق بلغته...والذي اكتشف فجأة أنه يختلف عنه دينياً ، وان نقطة الاختلاف هذه هي مصدر العداوة!؟...
ومن جانب آخر...بات القاطن في" السان دوني" أو" مولانبيك " ينطق بعنوانه همساً وكأنه يقترف جريمة، ويتمنى الأسمر بشعره الأجعد لو غَيَّر من ملامحه المُتَهمَة دون أن يرتكب خطأً، ويحلم بأنه ولد باسم جاك أو رونيه بدلا من محمد وأحمد!...
هذه هي النتائج التي تسقط على رأس التعايش والاندماج...وتزيد من اتساع الهوة بين أبناء مجتمع واحد توحدهم راية واحدة ويحميهم قانون علماني لايؤمن بفروق الأديان...هذا ماتريده داعش والسلفية الجهادية على تنوع أسمائها بث العداوة والبغضاء ورعاية الأحقاد وصب النار عليها كي يمتد أوارها وتحرق كل الأصناف البشرية...تريد خلط الأمور ..لأنها تعيش على الفوضى والرعب ...تريد إعادة خلق وتركيب مجتمع له صفات العبيد ...وحربنا مع هذه النماذج لايمكنها أن تنجح لا في تشديد المراقبة والأمن والحواجز والعسكر وحاملات الطائرات والصواريخ...بل بالفكر...بالثقافة ...بالعلم ...بدحر شياطين دين داعش والنصرة وكل السلفيات الجهادية التي تصب في النهاية بنفس البحر، بالتأسيس لحركات تناهض فكرهم وتقارعهم بالحجج ...وتتمكن منهم تربوياً وعلمياً قبل أن يتمكنوا هم من أولانا..
على كل الهيئات والتشكيلات العلمية المسلمة أن توحد صفوفها للرد ومقارعة إسلام الردة هذا ، وعلى كل دولة تدعي أنها ضحية الإرهاب وليست مفرخته...أن تغير من منهاجها العلمي والديني . ...بأصنافه الشيعية والسنية التي تُخَوِّن وتكفر بعضها بعضاً، وأن تقف موقفاً حازماً من الآيات والأحاديث التي انتهى مفعولها الزمني والجهادي والتي تحض على قتل المختلف وتكفيره...وتلغيها من المناهج التعليمية ، وإلا سنظل نراوح مكاننا وتظل داعش وأمثالها تحصد المكاسب وتجز الرؤوس ، تنشر الرعب في كل بقاع الأرض...من منطقتنا خرج الدُمَل ...ومنها يجب أن يُفقأ ويعالج، ومن بطنها يجب أن يخرج العلماء ـ الأطباء الشجعان يستلون سلاح الفكر والقلم كمبضع باتر يقضي على سرطان داعش وأخواتها ....كما على دول العالم التي تدعي مكافحتها للسلفية الجهادية الداعشية وغير الداعشية، أن تحارب الاستبداد ...القاتل ...الذي أنعش وهيأ الأرضية والتربة لتولد داعش، وعلى رأسها نظام الأسد ...وأن تحل القضية السورية حلاً عادلاً وتعود لسورية حريتها و كرامتها من خلال حكومة وطنية انتقالية ...تؤسس لمستقبل دولة ديمقراطية تتسع وتستوعب كل مكونات الشعب السوري.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجماعة الإسلامية في لبنان: استشهاد اثنين من قادة الجناح الع


.. شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية




.. منظمات إسلامية ترفض -ازدواجية الشرطة الأسترالية-


.. صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها




.. كاهنات في الكنيسة الكاثوليكية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24