الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أسرار مجمع روتانا .. جزء 2

محمد ليلو كريم

2016 / 3 / 24
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


اسرار مجمع روتانا .. جزء 2

محمد ليلو كريم

من الواضح ان حقبة ما بعد مجمع روتانا مختلفة عما سبقها , ونحن نلحظ التغيرات السريعة التي اعقبت الاجتماع الجامع , الغير مانع , وأنا أتساءل بشغف المواطن المغيب : لماذا لم ينعقد الاجتماع في مكان رسمي ؟؟!! لماذا عقد الاجتماع في فندق ؟؟!! .. سنؤجل البحث في هذه الاسئلة لأن حدثا" ضاغطا" فرض نفسه على المشهد العراقي وأقصد المظاهرات التي انطلقت يوم 18 - 3 - 2016 الجمعة , وقد حملت منذ البدء كارت الاعتصام ..
لم تحضر مجمع روتانا قيادات مهمة في المشهد العراقي كالسيد السيستاني او من ينوب عنه , أو القائد هادي العامري رئيس منظمة بدر , أو الشيخ قيس الخزعلي رئيس عصائب أهل الحق , أو رئيس الكتائب الشيخ الكعبي , ولا محمد اليعقوبي وحزبه الفضيلة , ولا حسين اسماعيل الصدر أو الصرخي او جعفر محمد باقر الصدر , رغم أن كل هذه العناوين تتصدى للعمل القيادي لتنظيمات عسكرية وحوزات دينية وتاريخ مهم , كذلك غاب عن المجمع الحضور المباشر للأمريكان والروس والعرب ودول الاقليم الكبيرة كأيران وتركيا اضافة لعدم حضور قيادات سنية أو كردية عراقية , وبعد مرور ايام ليست بالكثيرة على فض الاجتماع بدأ تيار الصدر بتحشيد اتباعه وتوجيههم صوب ابواب المنطقة الخضراء لتصل هذه الحشود الى الابواب والاسوار متجاوزة جسر ( الجمهورية ) عنوة , ويبدو أن كم لا بأس به من القوات الأمنية أبدت تعاطفا" وربما مؤازرة للصدرين ( العابرين ) وقد نقلت وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي تلك المؤازرة والتعاطف ومن كافة الرتب , ومما نعرفه ومتأكدين منه ونحن من هذا المجتمع أن للسيد مقتدى الصدر حضور قوي في نفوس كثر من شيعة العراق واعدادهم الكبيرة لا يستهان بها وهم على درجة من الانقياد لكارزما السيد مقتدى تفوق في تماسكها وعمقها كل الولاءات الأخرى التي تربط الشيعة العراقيين بقياداتهم اللهم إلا استثناء ظهر في السنوات الأخيرة إذ الولاء للولي الفقيه علي خامنئي هيمن بقوة وعمق ( ايضا" ) على نفوس اعداد لا بأس بها من شيعة العراق الذين اعلنوا ولائهم الصريح والقوي لولايته افرادا" وتنظيمات وبهؤلاء تصارع ايران الاطواق المضروبة حولها وهي التي رفعت منذ البدء شعار ( تصدير الثورة ) وطبقت هذا الشعار العملاق في مصداق حزب الله اللبناني وتمدده الملحوظ خارج جغرافية لبنان حيث السعي حثيث وبإصرار لتحقيق الوجود وتعزيزه وفرض رؤيا اللاهوت الشيعي التنبؤي تمهيدا" للدولة العالمية وعاصمتها الكوفة الحاكمة بأمر الله والماسكة بعرش خلافة كوكب الأرض وهذا ما تعلنه أدبيات الشيعة ونظام ولاية الفقيه , ولكن ؛ هل سيندمج اللاهوت الصدري بلاهوت ولاية الفقيه ويرتضي الطرفين التعايش وفق حل الدولتين , أو يخضع طرف لآخر , أو يتم التوافق على صيغة تقنع ( اصحاب القضية ) بالتوافق مع اصحاب الإمام الولي , أم أن استحقاق دفاعي سيُفرض على كل طرف ضد الآخر مما سيؤدي لنشوب حرب تتسم بشيء من القدسية (( الدفاع المقدس )) وعند حدوث هذا الاصطدام ستظهر تفاصيل كثيرة وعميقة ومؤثرة ترهق الطرف المنتصر , أن الاحتمالات مفتوحة على مصاريعها الى درجة صرت اترقب بشغف دور الذكاء الايراني كيف سيتعامل مع التحدي العراقي ( العروبي ) المقلق , وكيف له تجاوز هذا التحدي الذي يمثل الخط الأول ( العروبي ) والخط الثاني يتأهب لوثبة بديلة تحمل عنوان المشروع الصرخي ( العروبي ) وقبل ايام انتهت مناورات رعد الشمال ( العروبي ) التي استعرت قرب الحدود الجنوبية للعراق وانطفأت تاركة الجمر تحت الرماد الى حين , والى ذلك الحين ستتعرض دولة الولي الفقيه لتجارب قاسية ..
اعتقد أن عملية الانشقاق في الصف الشيعي وصلت الى نضج لا بأس به والنقلة التي ابتدئها الصدريون هي مرحلة جديدة في عملية الانشقاق التي ستنتهي ( أن تمت ) بفصام تاريخي ناجز يُجهز على الستراتيجية الثيوقراطية التي دشنها السيد الخميني عام 1979 بالتزامن مع صعود المشروع المتكامل الإزائي المضاد ( العروبي ) لتبدأ بعد شهور الحرب العراقية الايرانية وتستمر لثمان سنوات وتنتهي بانتصارين : انتصار عراقي منظور , وانتصار ايراني غير منظور , وحينها وعلى المدى المنظور لاحت بوادر ضرب الصف ( العروبي ) وعلى المدى الغير منظور حينها حصل الصف الشيعي على تأجيل , واليوم ؛ حانت ساعة الضربة , والمعول ( عروبي ) يحمل ملامح المنظمة السرية .
أن تجربة الحكم التي خاض غمارها حزب الدعوة العراقي اقتلعت تصورات شيعية عراقية من جذورها تتحدث عن فكرة حكم سياسي شيعي جعفري كان أمنية تضج بها صدور لطالما تغنت بعدالة دولة عاصمتها الكوفة حكمها الولي علي , وستتكفل الحركة الحالية باقتلاع اعتقادات مقدسة حديثة تتعلق بالرمز المقدس , وبانهيار التجربتين : تجربة الحكم السياسي الجعفري والرموزي القيادي المقدس ماذا يتبقى من عقائد شيعة العراق ونبوءاتهم ؟؟؟
بعيدا" عن التكهنات البعيدة , مع أن الأزمنة قد قصرت وتسارعت , فبإندحار نظرية الحكم ونظرية الرمز , وكلاهما نظريتين مقدستين عند شيعة العراق , سيتقبل شيعة العراق شكل اقليم دولة لا يعتد بالدين كثيرا" ولا يستبعده نهائيا", ولكن أهم ركن ثيولوجي سيضمر في صدور قوم من القوم مؤمنين , أنه ركن الولاء والولاية ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -روح الروح- يهتم بإطعام القطط رغم النزوح والجوع


.. بالأرقام: عمليات المقاومة الإسلامية في لبنان بعد اغتيال الاح




.. عبد الجليل الشرنوبي: كلما ارتقيت درجة في سلم الإخوان، اكتشفت


.. 81-Ali-Imran




.. 82-Ali-Imran