الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نقد الشافعي, الحلقة (5 / 29): دعوى شمول الشريعة الجزء 3

انور سلطان

2016 / 3 / 25
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


نقد الشافعي (5 / 29): دعوى شمول الشريعة الجزء 3

لا حجة على حكم بعينه إلا بنص

من يدعي أن لله أحكاما لم ينص عليها فقد فتح الباب للتقول على الله، وإلى جعل الدين وسيلة بيد البشر يستخدمونه كيف شاؤوا.
كما أن القول أن هناك حكم لله بعينه في كل مسألة لا نص فيها، يعني هذا القول ترتيب الحساب والثواب والعقاب، وهذا لا يمكن أن يحدث إلا بنص.
أيعقل أن يكلف الله الإنسان بحكم، يكون عليه حجة، ثم يجعل إليه معرفته؟ وليس هذا فقط، بل يجعل المعرفة غير أكيده، ويمكن أن تكون خاطئة تماما، ولا إمكان لمعرفة الخطأ من الصواب إلا إذا حدث إجماع, والإجماع نادر جدا.

فأي حجة قامت وأي محجة استبانت؟

حتى تقوم الحجة في مسألة بعينها، يجب أن ينزل نص مخصوص في المسألة التي أوجبها الله أو حرمها على عبادة.
والقول أن الاجتهاد طريق لمعرفة حكم الله فيما لا نص فيه قول خطير، ولن يكون حجة إلا بنص مخصوص ينزل في الإجتهاد يوجب الإجتهاد على الناس. ونص صريح يبين أن الله وضع علامات يجب إتباعها لمعرفة حكمه. ومالم ينزل نص مخصوص فلا حجة على هذه الدعاوى. فإذا أنزل الله نصوصا في مسائل فرعية، أيترك مسألة الإجتهاد التي تعتبر بمثابة أصل، ولا يُنزل فيها نصا صريحا يوجبه على عباده، ويعلمهم أنه ينبني على العلامات، وأن عليهم طلبها لمعرفة حكمه، لأنهم إن وجودوها وجدوه. وإلا فمن يقول بالإجتهاد ووجود العلامات قد تقول على الله وكذب عليه.
وإذا نزل نص صريح يأمر بالإجتهاد عن طريق الدلائل، فهذا يستلزم أن تكون الدلالة مؤدية للحكم الصحيح حتى تقوم الحجة، وأن يمنع الإختلاف بالضرورة، وإلا لا معنى للقول أن الله أقام الدلائل على أحكامه.
إن الله أقام الحجة بإعلام الإنسان نصا بما هو مطلوب منه إجمالا وتفصيلا. والإجمال يعني إرجاع التفاصيل إلى الإنسان. ولذلك قامت الحجة لوجود نص، ولا تقوم حجة بدلالات مزعومة.
إن إعلام الإنسان بالنص المباشر هو البيان، وهو ما تقتضيه اللغة والعقل، وحمل معنى البيان على البيان من غير نص مباشر هو تحريف لمعنى الآية.

كما أنه لا يمكن أن يضع الله حكما إلا لتحقيق مصلحة، ولذلك لا بد أن يبينه حتى تتحقق المصلحة ولا يمكن أن يخفيه ويبتلي عباده بطلبه ويجعله غيبا، كما زعم الشافعي، ولا إمكان لمعرفته بعينه، ويفتح الباب لتعدد الأقوال التي لا يعلم أيها صحيح، وقد تكون جميعا خاطئة. ومن يزعم هذا الزعم، بعد أن زعم حرمة التشريع على الإنسان، إنما جعل الله يعبث بمصالح عباده، ويلعب لعبة استخفاء وتمويه معهم.

والقول ان الدين محل اجتهاد, وان المعرفة الاجتهادية نسبية, جعل الاسلام العوبة, وأول من جعله كذلك هم المتصارعون على السلطة, وجاء من يؤصل لذلك, وعلى رأسهم الشافعي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسيحيو السودان.. فصول من انتهاكات الحرب المنسية


.. الخلود بين الدين والعلم




.. شاهد: طائفة السامريين اليهودية تقيم شعائر عيد الفصح على جبل


.. الاحتجاجات الأميركية على حرب غزة تثير -انقسامات وتساؤلات- بي




.. - الطلاب يحاصرونني ويهددونني-..أميركية من أصول يهودية تتصل ب